محمد متولّي الشعراوي
الاسم | محمّد متولّي الشعراوي |
---|---|
الاسم الکامل | محمّد متولّي الشعراوي |
تاريخ الولادة | 1911م / 1329هـ |
محل الولادة | محافظة الدقهلية / مصر |
تاريخ الوفاة | 1998م / 1419هـ |
المهنة | مفکر اسلامي شهیر |
الأساتید | ثبت نشده |
الآثار | تفسير القرآن الكريم، الإسراء والمعراج، أسرار بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الإسلام والفكر المعاصر، الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج، الشورى والتشريع في الإسلام، الصلاة وأركان الإسلام، الطريق إلى اللَّه، الفتاوى، لبيّك اللهمّ لبيّك، 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي، المرأة كما أرادها اللَّه، معجزة القرآن، من فيض القرآن، نظرات في القرآن، على مائدة الفكر الإسلامي، القضاء والقدر، هذا هو الإسلام، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، السحر، الربا، الرحلات، الغيب، قصص الأنبياء، قصص الحيوان في القرآن، ردّ على الملاحدة، محمّد، الخطب، الخير والشرّ، المرأة في القرآن الكريم، شبهات وأباطيل، الحلال والحرام |
المذهب | سنّی |
محمّد متولّي الشعراوي: مفكّر إسلامي شهير.
الولادة
ولد في 15 أبريل عام 1911 م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وهو من أُسرة شريفة يمتدّ نسبها إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين.
الدراسة
حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1916 م التحق الشعراوي بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثمّ حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923 م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصّة بين زملائه،
النشاطات
فاختاروه رئيساً لاتّحاد الطلبة، ورئيساً لجمعية الأُدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت: الدكتور محمّد عبدالمنعم خفّاجي، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأُستاذ خالد محمّد خالد، والدكتور أحمد هيكل، والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.
كانت نقطة تحوّل في حياة الشيخ الشعراوي عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشعراوي يودّ أن يبقى مع إخواته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن، فما كان منه إلّا أن اشترط على والده أن يشتري له كمّيات من أُمّهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف،
كنوع من التعجيز حتّى يرضى والده بعودته إلى القرية. لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كلّ ما طلب قائلًا له: «أنا أعلم- يا بني- أنّ جميع هذه الكتب ليست مقرّرة عليك، ولكنّي آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم»، فما كان أمام الشيخ إلّاأن يطيع والده، ويتحدّى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كلّ ما تقع عليه عيناه.
التحق الشعراوي بكلّية اللغة العربية سنة 1937 م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919 م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبّر عن سخط المصريّين ضدّ الإنجليز المحتلّين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيداً عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقي بالخطب، ممّا عرّضه للاعتقال أكثر من مرّة، وكان وقتها رئيساً لاتّحاد الطلبة سنة 1934 م.
تخرّج الشيخ عام 1940 م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943 م، وبعد تخرّجه عيّن الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق، ثمّ المعهد الديني بالإسكندرية، وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 م ليعمل أُستاذاً للشريعة بجامعة أُمّ القرى. وقد اضطرّ الشيخ الشعراوي أن يدرّس مادّة العقائد رغم تخصّصه أصلًا في اللغة، وهذا في حدّ ذاته يشكّل صعوبة كبيرة، إلّاأنّ الشيخ استطاع أن يثبت تفوّقه في تدريس هذه المادّة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع، وعاد لمصر ليكن وكيلًا لمعهد طنطا سنة 1960 م، فمديراً بوزارة الأوقاف سنة 1961 م، فمفتشاً للعلوم العربية في الأزهر عام 1962 م.
وفي عام 1963 م حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبدالناصر وبين الملك سعود، وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبدالناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعيّن في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثمّ سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر سنة 1966 م رئيساً لبعثة الأزهر هناك، ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس، وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة حزيران 1967 م، وقد سجد الشعراوي شكراً لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر، وبرّر ذلك «في حرف التاء» في برنامج «من الألف إلى الياء» بأنّ مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية، فلم يفتن المصريّون في دينهم.
وحين عاد الشعراوي إلى القاهرة عيّن مديراً لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثمّ وكيلًا للدعوة والفكر، ثمّ وكيلًا للأزهر، ثمّ عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبدالعزيز سنة 1970 م، وغدا رئيساً لقسم الدراسات العليا فيها سنة 1972 م.
وفي نوفمبر سنة 1976 م اختار السيّد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخه الشعراوي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، فظلّ الشعراوي في الوزارة حتّى أُكتوبر عام 1978 م. كما اختير سنة 1980 م عضواً بمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.
وقد ترك بصمة طيّبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أوّل من أصدر قراراً وزارياً بإنشاء أوّل بنك إسلامي في مصر، وهو بنك فيصل، حيث إنّ هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في تلك الفترة) الذي فوّضه ووافقه مجلس الشعب على ذلك.
وفي سنة 1988 م اختير عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين)، وقرّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40 عضواً).
تزوّج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناءً على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختياراً طيّباً لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبدالرحيم وأحمد، والبنتان: فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أنّ أوّل عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: «أهمّ شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليداً، وأيّ حركة عن سلوك سيّئ يمكن أن تهدم الكثير. فالطفل يجب أن يرى جيّداً، وهناك فرق بين أن يتعلّم الطفل وأن تربّي فيه مقوّمات الحياة، فالطفل إذا ما تحرّكت ملكاته وتهيّأت للاستقبال والوعي بما حوله،
أي: إذا ما تهيّأت أُذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشمّ، وأنامله للّمس، فيجب أن نراعي كلّ ملكاته بسلوكنا المؤدّب معه وأمامه، فنصون
أُذنه عن كلّ لفظ قبيح، ونصون عينه عن كلّ مشهد قبيح. وإذا أردنا أن نربّي أولادنا تربية إسلامية فإنّ علينا أن نطبّق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم اللَّه، وحين ننتهي منه نقول: الحمد للَّه... فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتّى وإن لم نتحدّث إليه في هذه الأُمور، فالفعل أهمّ من الكلام».
الجوائز
منح الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأُولى لمناسبة بلوغه سنّ التقاعد في 15/ 4/ 1976 م قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر، كما منح وسام الجمهورية من الطبقة الأُولى عام 1983 م وعام 1988 م، ووسام في يوم الدعاة. وحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.
اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكّة المكرّمة عضواًبالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية، والذي تنظّمه الرابطة،
وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكّمين في مختلف التخصّصات الشرعية والعلمية؛ لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر. أُعدّت حوله عدّة رسائل جامعية وجعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989 م، والذي تعقده كلّ عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محلّياً ودولياً، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.
تأليفاته
للشيخ الشعراوي عدد من المؤلّفات، منها: تفسير القرآن الكريم، الإسراء والمعراج، أسرار بسم اللَّه الرحمن الرحيم، الإسلام والفكر المعاصر، الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج، الشورى والتشريع في الإسلام، الصلاة وأركان الإسلام، الطريق إلى اللَّه، الفتاوى، لبيّك اللهمّ لبيّك، 100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي، المرأة كما أرادها اللَّه، معجزة القرآن، من فيض القرآن، نظرات في القرآن، على مائدة الفكر الإسلامي، القضاء والقدر، هذا هو الإسلام، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، السحر، الربا، الرحلات، الغيب، قصص الأنبياء، قصص الحيوان في القرآن، ردّ على الملاحدة، محمّد، الخطب، الخير والشرّ، المرأة في القرآن الكريم، شبهات وأباطيل، الحلال والحرام.
كان الأُستاذ محمّد متولّي الشعراوي ظاهرةً علميةً فريدةً، حيث تألّق نجمه فجأة بعد الخمسين، فجذب الأنظار إليه على نحو غير معهود وتناقل حديثه الخاصّة والعامّة معاً؛ إذ استطاع أن يرضي الجانبين بما رزق من وضوح الأُسلوب وقوّة الحجاج، وقد تهافتت الإذاعات المرئية والمسموعة في شتّى بقاع العالم العربي على تسجيل دروسه الأُسبوعية.
كما تطلّعت دور النشر إلى طبع مؤلّفاته على أوسع نطاق، وكان اسمه يسبق مقدمه في الرحلات التي قام بها داخل العام العربي وخارجه، ممّا لم يقدّر لكثيرين على هذا النحو المنفرد، وذلك لأنّ الرجل جمع من مواهب الإقناع إلقاءً وتعبيراً وتفهّماً لنفسيات المستمعين ما جعله مطمع الأنظار، وحين لقى ربّه في 22 صفر سنة 1419 ه الموافق 17 يونيو سنة 1998 م ودّعه الجمهور بما فاق كلّ تصوّر في التشييع، ودفن بقرية دقادوس مسقط رأسه.
كانت دروس التفسير هي العماد الأوّل لنشر أفكاره الدينية والاجتماعية والخلقية، وقد صادفت ذيوعاً مستفيضاً بما سلكه من منهج في القائها؛ إذ يسوق أفكاره متناسقة متسلسلة، ويجعلها شبيهة بالقضايا المنطقية ذات النتائج الملزمة دون غموض، فإذا اتّضحت القضية أيّدها بالنصّ القرآني المحكم، فيكون بعد الاقتناع السابق دليلًا ملزماً لا يقبل النقض.
وقد أُخذ عليه استطراده في بعض الأحيان، وهو نوع من التشويق يرضي الكثرة التي ترحّب بالطرائف النادرة. وحين جمع تفسيره في مجلّدات متتالية حذف الاستطرادات، ومضى التفسير على سننه المعهود، وقد أوجد الشيخ بهذه الدروس ذات الإقبال الكاسح جامعة علمية شعبية، تنتقل إلى المشاهدين في منازلهم، فتعطيهم الدروس الشافية، وكأنّهم يجلسون في معهد علمي.
كان تفسير الشعراوي ركناً قوياً من أركان الرسوخ الإيماني في قلوب المسلمين، ومن مزاياه أنّ الشيخ اتّصل بشذورٍ من علوم النفس والتربية والاجتماع والعلوم الحديثة، فاعتملت في نفسه، وساقها في طيّات الشرح، فاقتنع بها المنصتون.
اهتمامه بقضية الوحدة والتقريب
وكانت قضايا المجتمع الإسلامي شغله الشاغل في درس التفسير، فكلّ ما تعجّ به الصحف من قضايا المرأة والشيوعية والرأسمالية والوجودية كانت مجال تفكير الشيخ، فهو يلتمس المناسبة في الآية الكريمة، ويشنّ النقد الجارح على من يحاولون تجاهل النص القرآني، موضّحاً أنّهم بسلوكهم المخطئ ليسوا مع المنطق في شيء! وقد خاصم الشيخ رؤوس التفكير المارق علناً، فاضطرّوا إلى السكوت عمّا يأفكون، بعد أن دعاهم للمناظرة علناً أمام الجمهور، فعلموا أنّ الموقف موقف الفصل وما هو بالهزل، فتراجعوا صامتين!
وقد رزقه اللَّه من حسن الاستنباط وعمق التحليل ما قمع كلّ ضلال، وضرب المثل لذلك بما تحدّاه به أحدهم حين سأله بقوله: إنّ اللَّه يقول عن نفسه: «وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ» (سورة لقمان: 34)، وها نحن الآن نعرف ما في الأرحام بالكشف الإشعاعي! فردّ الشيخ في رسوخ: «ومن قال: إنّ علم الأرحام مقصور على الذكورة والأُنوثة فحسب، ألا يتضمّن هذا العلم هيئة الولد، ولونه، وحالته التي سيكون عليها، شقياً أو سعيداً، ممتدّ العمر أم مختزله، هادئ النفس أم منفعلًا؟» ويسمع المعترض فيصمت!
يقول الدكتور محمّد رجب البيّومي: «وقد تواضع الشيخ حين كرّر أنّ ما يلقيه من الدروس ليس تفسيراً للقرآن، ولكنّه خواطر إيمانية تفد على قلب المؤمن، فيفصح بما جاش في خاطره، ولو أنّ القرآن يمكن تفسيره بما تمنّاه اللَّه دون نقص لكان الرسول صلى الله عليه و آله أولى بتفسيره، لكنّه يبيّن للناس ما يفيدهم على قدر حاجتهم، وهذا احتياط إيماني لا يمنع أن نقول: إنّ هذه الخواطر من صميم التفسير؛ لأنّها تدور في فلك الكتاب المبين».
وقد تحدّث الشيخ عن الإعجاز القرآني، فقرّر أنّه لا يكون في السورة أو الآية أو الكلمة فحسب، بل في كلّ حرف، واستشهد لذلك بما يؤيّد منحاه. كما قرّر أنّ القرآن كتاب الزمن والإعجاز بتوالي العصور، وسيجد من وجوهه في الغد ما لا نعرفه اليوم.
ومن أعظم ما كتبه الشعراوي كتاب «ردّ على الملاحدة والعلمانيّين»، وفيه قرّر أنّ العلمانية ازدهرت في أوروبّا؛ لأنّ الكنيسة تحكّمت في الناس، أمّا الإسلام فليس في
حاجة إليها؛ إذ ليس لدينا تسلّط كنسي، وليس لدينا حجر على الفكر، وإذا كانت الكنيسة بسيطرتها قد عاقت التقدّم الفكري، فالإسلام بسماحته وعدالته قد حمى الحرّية، وترك للعلم أن يغزو الكون بما يكشف عن مخبآته، وأعلام الأُمّة في العصور الزاهرة هم الذين رفعوا الحضارة الإنسانية في بغداد والقاهرة وقرطبة حين كانت أوروبّا غارقة في الظلمات.
والذي يقرأ هذا الكتاب يجده قد صحّح مفهوم العقيدة، ثمّ انتقل إلى المذاهب المعاصرة فحاربها بسلاح لا يفلّ، وختم القول بالحديث عن قضية المرأة في الإسلام، فأوضح كيف صان هذا الدين كرامتها، ولم يجعلها خليلة تمتهن، بل زوجة ذات حقّ، ولها شخصيتها المالية التي تنكرها أكثر قوانين أوروبّا الآن!
وباب الأسئلة والأجوبة يصوّر معدن الشعراوي الفقيه، حيث حفل بإجابات قاطعة لم تغرق في النقول الفقهية والتعريفات الاصطلاحية، بل اتّجهت إلى العقل المباشر، تشرح له القضية، فإذا اتّضح مدلولها جاء السند القرآني، أو الأثر النبوي مؤيّداً الفتوى بما يوجب الاقتناع. واذا كانت الأسئلة قد نشرت أوّلًا على مدى سنوات في مجلّة «حواء» مع الإجابة المقنعة، فإنّ أكثرها قد دار حول المرأة، وقد جهر الشعرأوي برأي الإسلام في مجلّة جاهرت كثيراً بما يخالف قول اللَّه، ولكنّ الشيخ قد لقف الأباطيل فبدّدها، ولم تستطع المجلّة أن توقف النشر؛ لأنّ السائلات والسائلين يطلبون رأي الشعراوي بالذات، وعلى يده فهمت قضية المرأة على وجهها الصحيح.
الوفاة
توفى الشيخ عام 1998م / 1419هـ
المراجع
(انظر ترجمته في: إتمام الأعلام: 405، الموسوعة العربية العالمية 14: 196- 197، المفسّرون للأيازي: 268- 274، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 4: 372- 385، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 1003- 1006).