محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة

من ویکي‌وحدت
الاسم محمد بن أبي بكر (عبد الله) بن أبي قحافة (عثمان) [١]
تاريخ الولادة 10 هجري قمري
تاريخ الوفاة 38 هجري قمري
كنيته أبو القاسم [٢].
نسبه القُرَشي، التَمْيمي [٣].
لقبه المَدَني [٤].
طبقته صحابي [٥].

محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة ولد في السنة العاشرة للهجرة، حيث كان والداه وسائر المسلمين يرافقون النبي‏ صلى الله عليه وآله في آخر سفرٍ له إلى‏ الحج (حجّة الوداع)، لخمسٍ بقين من ذي القعدة في «ذو الحُلَيْفَة».

ترجمته

أُمّه أسماء بنت عميس أُخت كلٍّ من: ميمونة زوجة النبي‏ صلى الله عليه وآله، ولُبابة زوجة العباس بن عبدالمطلب. وكانت قد هاجرت مع المسلمين إلى‏ الحبشة بصحبة زوجها جعفر بن أبي طالب [٦]، حيث أنجبت منه ثلاثة أولاد: محمد وعبداللَّه وعون. وبعد شهادة جعفر الطيّار في معركة مؤتة تزوّجها أبوبكر فأنجبت منه محمداً، ثم تزوّجت بعلي‏ عليه السلام بعد وفاة أبي بكر فأنجبت منه - طبقاً لما ذكره الواقدي - يحيى‏ وعون ابنَي علي [٧].

وبعد زواج أسماء من علي‏ عليه السلام جاءت بمحمد معها، فكان محمد ربيب علي وخرّيج مدرسته، وجارياً عنده مجرى‏ أولاده، فرضع الولاء والتشيّع منذ زمن الصبا، فنشأ عليه وتربّى‏، فلم يكن يعرف أباً غير علي، حتّى‏ قال علي‏ عليه السلام في شأنه: «محمد ابني من صلب أبي بكر» [٨].

شهد مع الإمام علي ‏عليه السلام الجمل وكان على‏ الرجّالة، وشهد معه صفّين أيضاً، ثم عيَّنه والياً على‏ مصر [٩] . وبعد مدةٍ أرسل علي عليه السلام مالك الأشتر ليصير والياً على‏ مصر بدلاً منه، إلّا أنّه قبل أن يصل إليها استشهد بالسمّ في منطقة «القلزم»[١٠]، بتدبير من معاوية[١١].

وبعد حادثة التحكيم أرسل معاوية جيشاً بقيادة عمرو بن العاص للسيطرة على‏ مصر، ولمّا قربوا من مصر انضمّ إليهم الآلاف من المخالفين الذين كانوا يتحيّنون الفرص للانقلاب على‏ محمد والي مصر، وهجموا على‏ مصر، فقاوم محمد مع أهالي مصر هذا الهجوم حيث أمره علي‏ عليه السلام، إلّا أنّ جيشه ما لبث أن تراجع واندحر بعد فترة من المقاومة والدفاع المستميت، واستشهد محمد فيها [١٢].

محمد وأهل البيت‏ عليهم السلام

كان محمد من أنصار ومحبّي أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام، بل ذكر البرقي أنّه كان من أفراد شرطة الخميس [١٣]، وكان الإمام‏ عليه السلام يثني عليه [١٤]، ولمّا سمع بخبر شهادته قال: «جزعنا عليه بقدر سرورهم، فما جزعت على‏ هالكٍ منذ دخلت هذه الحروب جزعي عليه، كان لي ربيباً، وكنت أعدّه ولداً» [١٥].

كما أثنى‏ الإمام موسى‏ بن جعفر عليهما السلام عليه، فقال: «إذا كان يوم القيامة... وقيل: أين حواريي علي بن أبي طالب؟ فيقوم... ومحمد بن أبي بكر» [١٦]. وفيه يقول الصادق ‏عليه السلام: «كان عمّار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر لايرضيان أن يُعصى‏ اللَّه عزّوجلّ» [١٧].

هذا وكان لمحمد موقف مع أُخته عائشة يوم الجمل وهو يذكّرها بقول رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله: «علي مع الحقّ والحقّ مع علي» [١٨].

موقف الرجاليّين منه

أدرك محمد بن أبي بكر النبي ‏صلى الله عليه وآله حيث ولد في حياته‏ صلى الله عليه وآله [١٩]، وقد أثنى‏ عليه رجاليّو وعلماء الشيعة وأهل السنّة (276). فقد عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب النبي‏ صلى الله عليه وآله وعلي‏ عليه السلام [٢٠]. وأورده العلّامة الحلّي وابن داود في القسم الأول من كتابيهما ضمن الموثّقين، واعتبره العلّامة جليل القدر عظيم المنزلة [٢١]. كما ووثّقه المامقاني، ولم يقبل عدّ الفاضل الجزائري له في الحسان، واكتفاء المجلسي بذكر جلالته [٢٢].

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٣]

روى‏ عن أبيه أبي بكر مرسلاً، وروى‏ عن أُمّه أسماء. وروى‏ عنه ابنه القاسم [٢٤]. وقد وردت رواياته - كما نقل المزي وابن حجر - في سنن النسائي وابن ماجة [٢٥]، كما وروى‏ عنه الشيخ الصدوق في أماليه [٢٦].

وفاته

بعد انكسار جيشه في مصر وهو يردّ جيش الشام اعتقل وعُذِّب ثم قُتل، ولم تنفع شفاعة أخيه عبد الرحمان بن أبي بكر في جيش معاوية [٢٧]. وقد جُعل جسده في جلد حمار وأُحرق بالنار! [٢٨]، ويقول الأتابكي: «قيل: إنّه قُطع رأسه وأرسل إلى‏ معاوية بن أبي سفيان بدمشق وطيف به، وهو أول رأس طيف به في الإسلام، وقد وقعت هذه الفاجعة سنة 38 ه في مصر» [٢٩].

المراجع

  1. قاموس الرجال 9: 18، الجرح والتعديل 7: 301، تاريخ الإسلام 3: 600، سير أعلام النبلاء 3: 481.
  2. كتاب الثقات 3: 368، المعارف: 175.
  3. كتاب التاريخ الكبير 1: 124، تهذيب التهذيب 9: 70.
  4. تهذيب الكمال 24: 541.
  5. تقريب التهذيب 2: 148.
  6. وقيل: إنّما كانت أسماء بنت عميس الخَثْعمية تحت حمزة بن عبدالمطلب، فولدت له ابنة تسمى‏ أمة اللَّه، وقيل: أُمامة (الاستيعاب 4: 1785).
  7. الطبقات الكبرى‏ 8: 280 - 285، أُسد الغابة 4: 324، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 143.
  8. شرح نهج البلاغة 6: 53.
  9. أُسد الغابة 4: 324، كتاب الثقات 3: 368، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 65.
  10. راجع ترجمة مالك من هذا الكتاب. والقلزم: مدينة على‏ ساحل بحر اليمن من جهة مصر، بينها وبين مصر ثلاثة أيام (مراصد الاطّلاع 3: 1116).
  11. تاريخ الطبري 5: 95، مروج الذهب 2: 409.
  12. معجم رجال الحديث 15: 241، الغدير 11: 64 - 67.
  13. رجال البرقي: 4.
  14. تقريب التهذيب 2: 148.
  15. مروج الذهب 2: 409.
  16. رجال الكشّي: رقم (20)، الاختصاص: 61.
  17. رجال الكشّي: رقم (111)، (112).
  18. الإمامة والسياسة 1: 78.
  19. تهذيب الكمال 24: 542، تقريب التهذيب 2: 148.
  20. رجال الطوسي: 30، 58.
  21. خلاصة الأقوال: 236، رجال ابن داود: 158.
  22. تنقيح المقال 2: 57، 58.
  23. تهذيب الكمال 24: 542، تقريب التهذيب 2: 148.
  24. والقاسم كان فقيهاً، وهو أبو «أم فروة» أُمّ الإمام الصادق ‏عليه السلام ، إذ قال‏ عليه السلام: «ولدني أبو بكر مرّتين» وذلك لأنّ أُم أُم فروة وهي أسماء بنت عبدالرحمان بن أبي بكر، وأبوها هو القاسم بن محمد بن أبي بكر (عمدة الطالب: 195).
  25. تهذيب الكمال 24: 543، تهذيب التهذيب 9: 70.
  26. أمالي الصدوق: 642.
  27. أنظر: الغدير 11: 66، النجوم الزاهرة 1: 110.
  28. تهذيب الكمال 24: 542.
  29. تاريخ الطبري 5: 105، مروج الذهب 2: 409، البداية والنهاية 7: 312، النجوم الزاهرة 1: 110، شذرات الذهب 1: 48.