محمد الحبيب ابن الخوجة
الاسم | محمّد الحبيب ابن الخوجة |
---|---|
الاسم الکامل | محمّد الحبيب ابن الخوجة |
تاريخ الولادة | 1922م/1341ق |
محل الولادة | تونس (تونس) |
تاريخ الوفاة | 2012م/1433ق |
المهنة | عالم دینی،مفتی،امین عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدّة |
الأساتید | |
الآثار | إفادة النصيح في رجال الجامع الصحيح، والسنن الأبين في السند المعنعن، وملء العيبة، (وهذه الكتب الثلاثة لابن رشيد)، ومنهج البلغاء وسراج الأُدباء، وقصائد ومقطّعات، (وهذان الكتابان لحازم القرطاجني)، ومقاصد الشريعة الإسلامية لمحمّد الطاهر ابن عاشور |
المذهب | سنی |
محمّد الحبيب ابن الخوجة هو محمّد الحبيب بن الشاذلي بن الهادي بن الخوجة: الأمين العامّ السابق لمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدّة، وأحد دعاة الإصلاح في العالم الإسلامي.
الولادة
ولد بتونس في 3/ ربيع الأوّل/ 1341 ه الموافق ل 24/ أُكتوبر/ 1922 م، وتخرّج من كلّية الشريعة بالجامعة الزيتونية، وحصل على شهادة العالمية في الشريعة سنة 1365 ه (1946 م)، وعلى شهادة الحقوق، و شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة
السوربون الفرنسية عام 1384 ه (1964 م).
وهو مدير عامّ الدار التونسية للنشر، وعميد الكلّية الزيتونية للشريعة وأُصول الدين (1970 م- 1976 م)، ومفتي الديار التونسية (1976 م- 1984 م)، وأمين عامّ مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدّة في سنة 1984 م.
كما أنّه عضو سابق بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عام 1971 م، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة منذ سنة 1972 م، وعضو المجمع العلمي العراقي ببغداد، وعضو هيئات الاختيار في لجنة خدمة الإسلام- جائزة الملك فيصل الخيرية بالرياض، وعضو بأكاديمية المملكة المغربية سابقاً، وعضو مؤسّسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الأردن منذ سنة 1982 م، وعضو مؤسّس لبيت الحكمة بتونس سنة 1983 م، وعضو اللجنة التحضيرية لمحكمة العدل الإسلامي بمنظّمة المؤتمر الإسلامي، وعضو في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو في مركز أخلاقيات الطبّ والعلوم والبيولوجيا بمستشفى الملك فيصل بالرياض، وعضو في مجمع الفقه الإسلامي بالهند، ورئيس الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران، وعضو المجلس الأعلى لمركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية- لندن، ومؤسّس معلمة القواعد الفقهية التابعة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي.
من مؤلّفاته: مواقف الإسلام، يهود المغرب العربي، شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمّد الطاهر ابن عاشور، بين علمي أُصول الفقه ومقاصد الشريعة، مجموعة الفتاوى.
من تحقيقاته: إفادة النصيح في رجال الجامع الصحيح، والسنن الأبين في السند المعنعن، وملء العيبة، (وهذه الكتب الثلاثة لابن رشيد)، ومنهج البلغاء وسراج الأُدباء، وقصائد ومقطّعات، (وهذان الكتابان لحازم القرطاجني)، ومقاصد الشريعة الإسلامية لمحمّد الطاهر ابن عاشور.
وشارك في مؤتمرات دولية كثيرة، بالإضافة إلى المشاركة في الدروس الحسنية بالرباط، وقد ألقى العديد من المحاضرات في مختلف المؤسّسات والجامعات بالكلّية
الزيتونية بتونس، وبالقاهرة، وفاس، والرباط، ومراكش، والجزائر، وبنغازي، وعمّان، وجدّة، ومكّة المكرّمة، وباريس، وبلغراد، وأبو ظبي، والعين، والكويت، وداكار.
يقول في مقالة له: «انطلق المسلمون في هذا العالم يحملون مشاعر النور والهداية بما حباهم اللَّه به من تعاليم إسلامية تتلخّص في جملة من المبادئ والأُصول، نعدّ منها: حرّية الرأي والتعبير، وحرّية الاجتهاد والبحث العلمي، واستعمال العقل الذي هو من نور اللَّه والاحتكام إليه، واستخدام العلم ومناهجه. وإنّهم بما اكتسبوه من ذلك هيّأوا أنفسهم للاستخلاف في الأرض، والقيام بإصلاحها وإعمارها، كما أسهموا إسهامهم العظيم في نشر العلوم الدينية والشرعية واللغوية والآداب والعلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية والتجريبية... اتّخذوا طريقهم إلى الابتكار والتصنيع في العلوم المختلفة الطبيعية والرياضية والفلكية والطبّية والهندسية، ووضعوا قوانينها، فنشروا في أطراف العالم ما ضبطوه من أحكام، واكتشفوه من نواميس، وما قاموا به من اختبارات وتجارب. قال مؤرّخ علم المنطق «برانتل» في معرض حديثه عن الفكر العربي والإسلامي: «إنّ باكون ورث عن علماء العرب المسلمين ما توصّلوا إليه من أنّ التجربة هي أساس البحث في العلوم الطبيعية»، وقد صنّف علماء المسلمين كتباً متنوّعة في مختلف العلوم، وكتبوا بحوثاً كثيرة ودراسات، وقاموا بإجراء تجارب واختبارات في القرون الوسطى. وإنّها للنقلة النوعية الحضارية من الإغريق واليونان والهند والسريان، اكتسبوها بالبحث عنها والوقوف عليها، وبالدرس والاكتشاف في العصر الحديث. وما من تطوّر وتقدّم علمي وتجريبي توصّلوا إليه في تلك المجالات إلّاكانت أُصوله راجعة إلى جهود أسلافهم الحضارية من العرب المسلمين.
وحين يتملّكنا الأسى لما فقدناه من تقدّم فكري وازدهار علمي وتفوّق حضاري نجد أنّ سبب ذلك هو التحوّل عن القيم والمبادئ الإسلامية، والتفريط في مقوّمات وحدتنا وأساس نظامنا، وإنّ الصدوف عن مقوّماتنا الذاتية قد لمسناه في الفتن والصراعات التي استمرّت دهراً طويلًا، والويلات التي دكّت صروحنا مع تعدّدها وتجدّدها، فكان سببها
الإهمال للعقيدة، والانصراف عن التربية الذاتية، ونبذ القوانين والأحكام الشرعية، وترك أسباب التقدّم والرقي، والاحتكام إلى العقل والعلم. وهذا ما بنت العلمانية عليه مذهبها، وقام به الفلاسفة من قبل. وفي هذا يتمثّل التحدّي العقدي للهدي الديني، ونشر المذاهب الإلحادية. وهل التحدّي إلّاإلجاء إحدى قوّتين للأُخرى بما يكون لها من سلطان تحمل معها الثانية على الانكماش والشعور بالضعف وعدم القدرة على المزاحمة والمنافسة؟! وفي هذا تكمن أشدّ صور المحادّة والتحدّي، وهي المباراة في الأمر، والحديا والمنازعة، يظهر بها القوي على الضعيف، فيحوّله عن طريقه، ويملي عليه سلوكاً ومنهجاً آخر يفضّله ويرضاه.
فخصوم الإسلام ليسوا الإلحاديّين أو العلمانيّين وحدهم، بل من انضمّ إليهم من جهلة، ضلّوا الطريق، وغابت عن مداركهم حقائق الإسلام عقيدةً وتشريعاً وسلوكاً، وإن كان بعض هؤلاء معدوداً في أهلنا، لكن ذلك لم يتمّ لهم إلّاعن طريق الوراثة والانتماء الوهمي المعطّل.
والعلمانية التي تتحدّى جميع الأديان، وفي مقدّمتها الإسلام، منها ليّنة وصلبة في نشر تعاليمها بين كلّ الأُمم والشعوب، تحقيقاّ لأن تصبح الأداة الفاعلة في تدمير العقائد وسلب أصحاب الديانات أيّ مظهر من مظاهر القيادة للإنسان.
والتخلّص من أوضاع التأخّر والتخلّف يضعنا أمام تطهير التعليم في مجاليه الشرعي والعلمي الرياضي والتقني، فإنّ الحاجة إلى ذلك شديدة، والدعوة إليه ملحّة.
فالأخذ بالعلوم النافعة الكفيلة في هذا العصر بضمان الرقي والقوّة والعزّة، تغني عن الالتفات إلى أمجاد الماضي والاغترار بها، فليس إلّاالكدّ واختيار الأيدي الماهرة والأفكار المبدعة لإنجاز التحوّلات والتطوّرات الصالحة والمفيدة.
وكذلك التخلّص من أوهام ثراء مواردنا المادّية، فمعظم بلاد الوطن العربي صحراء، ومن الضروري تطوير مواردنا؛ لأنّنا نعدّ بحقّ من الدول الفقيرة بالمقاييس الاقتصادية المتعارف عليها. وبذل الجهود اللازمة لتحقيق التنمية، فإنّ التنمية عمل إرادي يرمي إلى
إحداث التغييرات التي تحوّل المجتمعات من وضع التخلّف إلى وضع أحسن وأفضل، وهو حال النموّ المطّرد.
والحرص على التكامل الاقتصادي ببناء الوحدة المنشودة بين البلاد العربية الإسلامية، وتجاوز الأُطر القطرية دون إهمال خصائص كلّ قطر وظروفه. وتوحّد الوطن والأُمّة بمشاركة العرب المسلمين أفراداً وجماعات، أحزاباً وعلماء، رجال أعمال وأكاديميّين، مثقّفين ومصلحين، في الأعمال الإيجابية التي تستهدف تحقيق الوحدة.
وتحقيق الوحدة الاقتصادية بتوافر الإرادات السياسية والاقتصادية العربية والإسلامية للنهوض بالتنمية من خلال المشروعات المتعدّدة. فهذا السبيلان من المواجهة للتحدّيات العقدية والاقتصادية هما الواجب الحتمي الذي يتعيّن على الأُمّتين الإسلامية والعربية الأخذ به، وهو الذي ينبغي أن يكون موضع عناية وعزم بين الشعوب وحكّامها وقادة البلاد ومواطنيها».
المراجع
(انظر ترجمته في: مجلّة «رسالة التقريب»/ العدد: 39، صفحة: 29/ والعدد: 65، صفحة:
217).