مبرّرات أمل تحقّق الوحدة

مبرّرات أمل تحقّق الوحدةالأسباب والحقائق الداعية إلى وجود الأمل بتحقّق وحدة الأُمّة، وأهمّ ما يبرّر هذا الأمل ما يلي:

تحقّق الوحدة

أوّلاً:

وجود المتابعة والمواصلة من قبيل الشخصيات التي حملت مشعل الوحدة وعدم الانسحاب من الميدان رغم الجراحات التي تعرّض لها هؤلاء ويتعرّض لها عادة كلّ من يتصدّى لهذا الأمر المهمّ، من الجهات الصديقة ومن الجهات المضادّة والمعادية للإسلام.

ثانياً:

وجود مراكز مؤسّسات متمخّضة لخدمة الأهداف الوحدوية بين أبناء الأُمّة الإسلامية، ممّا يجعل قضايا الوحدة أكثر جدّية وذات أبعاد فعلية ومستقبلية، ويدفع بعجلة الوحدة إلى أمام، ويخرجها من دائرة الحلم إلى ميدان الواقع.

ثالثاً:

الظروف السياسية المحلّية والإقليمية والدولية التي تزداد جراحة يوماً بعد آخر، والتي عجّلت في وعي الأُمّة وساهمت في تنضيج الذهنية الإسلامية وطموحات الرسالة،
وهذه الظروف وإن كانت في ظاهرها تشكّل عنصر ضغط لتذويب إرادة الأُمّة وتفتيت قدرتها، إلّاأنّ لكلّ فعل ردّ فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتّجاه ويقع وإيّاه على خطّ فعل واحد،
كما هو مقتضى القانون الثاني من قوانين «إسحاق نيوتن». هذا على صعيد الموادّ الجامدة غير الواعية وغير العاقلة، وأمّا على صعيد الأُمم والشعوب - وكما يستفاد ذلك من دراسة التاريخ بل والواقع المعاش - فإنّ ردّ الفعل قد يكون أضعافاً مضاعفة،
وقد يفوق حدّ التصوّر أحياناً وجود الطاقة الإيمانية التي لا يمكن أن تخضع للحسابات المختبرية الصامتة. وعلى أيّة حال فإنّ الأُمّة الإسلامية باتت اليوم أكثر من أيّ وقت مضى
تحسّ بضرورة الوحدة ونبذ الخلافات جانباً، ولا بدّ من التصدّي لأعداء الأُمّة الذين يريدون ابتلاعها ومصادرة شخصيتها وإلغاء هويتها.

رابعاً:

انفتاح نافذة الحوار الإيجابي الذي يحلّ كثيراً من الإشكاليات ويرفض العديد من حالات الغموض وسوء الظنّ.

خامساً:

التنظير للمشروع الوحدوي في أبعاد مختلفة، كالبعد التفسيري، والبعد الفقهي، والبعد الأُصولي، والبعد العقائدي والكلامي، والبعد التاريخي، والبعد السياسي، وتأسيس مناهج نظرية وعملية، وتقعيد الفكر الوحدوي من خلال أُطروحات عميقة ودقيقة مبنية على أساس الواقع الموجود، لا على أساس واقع متخيّل ومتصوّر، وعلى أساس فهم الآخر ودرك محيطه.
وقد يعدّ هذا أهمّ ركيزة تحمل البشائر، وتجعلنا نحسب للأهداف الوحدوية حساباً، وتقلب تصوّراتنا إلى تصديقات.