فقه الوفاق

من ویکي‌وحدت

فقه الوفاق مصطلح استعمله لأوّل مرّة الشيخ الراحل محمّد مهدي شمس الدين في مقالٍ له عن البعد الفقهي في شخصية الإمام شرف الدين، كان قد قدّمه للمؤتمر التكريمي الأوّل الذي عقد ببيروت سنة 1993 م، حيث اعتبر كتابي السيّد شرف الدين : «الفصول المهمّة في تأليف الأُمّة» و«أجوبة مسائل جار اللّٰه» نموذجاً لما أسماه بفقه الوفاق.
ويعني به : المذاهب الكلامية للفرق الإسلامية حين يُبحث في وجوه الخلاف بينها، لا بهدف ترجيح أحدها على الآخر في هذه المسألة أو تلك، بل حين يُبحث في علاقتها بوحدة المسلمين باعتبارهم أُمّة واحدة، وأنّ اختلاف الفرق في المسائل الكلامية هل يقتضي أو لا يقتضي اختلاف الأُمّة نفسها وانقسامها من حيث كونها أُمّة مسلمة تجاه القضايا التي تتّصل بصيرورتها التاريخية وتفاعلها فيما بينها ومع العالم من حولها. وينبغي الاهتمام بهذا الفقه ؛ لضرورة بلورة العلاقات بين أتباع المذاهب الفقهية والكلامية وترشيدها على أساس العلم الفقهي لا الأوهام الفقهية، ولضرورة بلورة العلاقة بين الحركات الإسلامية وترشيدها أيضاً، وللواقع المعاصر لبعض الحركات الإسلامية التي تتبنّى ظاهرة التكفير ممّا يستدعي إحياء هذا الحقل الفقهي الهامّ.
وفقه الوفاق يقوم على أساس ثابت وعامل متحرّك متغيّر، أمّا الثابت فهو مسلّمات الكتاب والسنّة في شأن ما هو ملاك الإسلام وجماعة المسلمين وبيضة الإسلام، وبروز الكتاب والسنّة في هذا الشأن إجماع المسلمين وإدراك العقل، وأمّا المتغيّر المتحرّك فهو ضرورات الزمان والمكان والحالات في كلّ شعب مسلم وكلّ مجتمع مسلم وكلّ دولة مسلمة.
وأخيراً فإنّ وظيفة فقه الوفاق هي التأصيل لمقولة الوحدة ولمشروعية التنوّع في الوحدة وفي نطاق الإسلام الجامع للتنوّعات.