غيبة الإمام العصر

غيبة الإمام العصر هو الإعتقاد بغياب الإمام الثاني عشر عجل الله تعالى فرجه الشريف عند الشيعة الإمامية عن الأنظار وبقائه خلف ستار الغيب بأمر من الله تعالى، وهذه الغيبة بدأت من سنة 260 هـ بعد وفاة الإمام العسكري عليه السلام، وعلى مرحلتين: الأولى: غياب لفترة قصيرة عرفت بـالغيبة الصغرى، ومدّتها كانت أربع وسبعون سنة ، وتبدأ من حين ولادته سنة 255 هجرية واستمرت حتى وفاة آخر سفير عنه في سنة 329هـ والثانية طويلة تُعرف بـالغيبة الكبرى، ولا زالت مستمرة حتى يأذن الله تعالى له بـالظهور، وتُعدّ هذه العقيدة من ضروريّات المذهب الشيعي الإمامي، والامام المهدي عجّل اللّه‌ تعالى فرجه الشريف هو المتيقّن والموعود ظهوره في آخر الزمان، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، بإخبار النبي صلى‌الله‌ عليه ‌و‌آله بذلك ضمن أحاديث جمّة وردت في كتب الفريقين من الشيعة الامامية وأهل السنّة.

غيبة الإمام العصر في الاحاديث

قد تواترت الأخبار أن للإمام المهدي عجل اللّه‌ فرجه غيبتين :

الغيبة الصغرى

ومدّتها أربع وسبعون سنة ، وتبدأ من حين ولادته سنة 255 هجرية واستمرت حتى وفاة آخر سفير عنه في سنة 329هـ، قضى خمسة سنين منها مستوراً مع أبيه ، و69 سنة بعده كذلك .

ارتباط الإمام بالشيعة في الغيبة الصغرى

وكان ارتباطه بالشيعة بواسطة سفراء ووكلاء على شيعته، وكان سفراؤه بينهم وبينه الذين ترد عليهم التوقيعات من جانبه في هذه الغيبة أربعة :

السفير الأول

أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري السمّان المتوفى حدود سنة 267هجري ، وقد كان ثقة من أبواب أبيه وجدّه عليهم‌ السلام، قال فيه الامام الهادي عليه‌ السلام : « هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قاله لكم فعنّي يقول ، وما أدّاه اليكم فعنّي يؤديه » [١]. وقال فيه الامام الحسن العسكري عليه‌السلام : « . . . هذا أبو عمرو الثقة الأمين ، ثقة الماضي { يعني أباه الامام الهادي عليه‌السلام } وثقتي في المحيا والممات ، فما قاله فعنّي يقوله ، وما أدّى إليه فعنّي يؤدّيه » [٢].وقال فيه أيضاً لجمع من شيعته : « إشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي ، وانّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم » [٣].

السفير الثاني

ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري . تولى السفارة حوالي أربعين سنة . توفي في جمادى الثانية ـ أو الاُولى ـ سنة304هـ و سنة ( 305 ) كما في[٤].قال فيه الامام العسكري عليه‌السلام في حقه وحقّ أبيه لأحمد بن اسحاق بن سعد الأشعري : « العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما فإنّهما الثقتان المأمونان » [٥].

السفير الثالث

أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، المتوفى في شعبان سنة326هـ [٦]. أوصى إليه أبو جعفر محمّد بن عثمان العمري بالوكالة والسفارة وقال لمن اجتمع عنده من وجوه الشيعة وقد سألوه عمّن يقوم مقامه إن حدث به أمر ، فقال : « هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر عليه‌السلام والوكيل له ، والثقة الأمين ، فارجعوا إليه في اُموركم وعوّلوا عليه في مهمّاتكم ، فبذلك اُمرت ، وقد بلّغت » [٧] .

السفير الرابع

أبو الحسن علي بن محمّد السمري، المتوفى في شعبان سنة329هـ . أوصى إليه بالوكالة الحسين بن روح النوبختي ، وقام مقامه في السفارة ، وهو آخر السفراء ، وبموته سنة 329هـ انقطعت السفارة وبدأت الغيبة الكبرى .

توقيع إمام العصر عج

روى الشيخ الصدوق قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المكتب ، قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمّد السمري ـ قدّس اللّه‌ روحه ـ فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته : « بسم اللّه‌ الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمّد السمري أعظم اللّه‌ أجر اخوانك فيك ، فانّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام ، فاجمع أمرك ، ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلاّ بعد إذن اللّه‌ تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً ، وسيأتي لشيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمَن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفترٍ . ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه‌ العليّ العظيم » قال : فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده ، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه ، فقيل له : من وصيّك من بعدك ؟ فقال : « للّه‌ أمر هو بالغه » ، ومضى رضي اللّه‌ عنه. فهذا آخر كلام سمع منه [٨][٩][١٠][١١].

وكلاء الإمام بالبلاد

  • ومن الوكلاء ببغداد : ابن عمر السعيد وابنه ، وحاجز ويقال له الوشّاء ، والبلالي وهو محمّد بن عليّ بن بلال ، والعطّار وهو محمّد بن يحيى ، ومحمّد بن أحمد بن جعفر،
  • ومن وكلائه من أهل الكوفة : العاصمي،
  • ومن الأهواز : محمّد بن ابراهيم بن مهزيار .
  • ومن قم : أحمد بن إسحاق .
  • ومن أهل همدان : محمّد بن صالح .
  • ومن الريّ : البسّامي ومحمّد بن أبي عبد اللّه‌ الأسدي .
  • ومن أهل آذربايجان : القاسم بن العلاء .
  • ومن نيشابور : محمّد بن شاذان وغيرهم جمع كثير [١٢][١٣].

الغيبة الكبرى

وقد بدأت الغيبة الكبرى منذ سنة 329 هجرية ، وهي السنة التي وقعت فيها وفاة آخر سفير للامام عليه‌ السلام ولا تزال حتى يومنا هذا ، وتستمر حتى يأذن اللّه‌ تعالى بظهوره. والامام المهدي عجّل اللّه‌ تعالى فرجه الشريف هو المتيقّن والموعود ظهوره في آخر الزمان ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، بإخبار النبي صلى‌الله‌ عليه ‌و‌آله ‌و سلم بذلك ضمن أحاديث جمّة وردت في كتب الفريقين من الشيعة الامامية وأهل السنّة.

النصوص الواردة عليه

وقد ورد النصّ عليه بالخصوص وعلى غيبته وعلى ضرورة ظهوره و علامات ذلك في روايات عديدة [١٤][١٥] ، منها : ما رواه الصدوق عن محمّد بن علي بن ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطار ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري ، عن معاوية بن حكيم ، ومحمّد بن أيّوب بن نوح ، ومحمّد بن عثمان العمري قالوا : « عرض علينا أبو محمّد الحسن بن علي ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرّقوا من بعدي في أديانكم فتهلكوا ، أما إنّكم لا ترونه بعد يومكم هذا، قالوا فخرجنا من عنده فما مضت إلاّ أيّام قلائل حتى مضى أبو محمّد عليه‌السلام » [١٦] .

رواية الشيخ الصدوق في كمال الدين

وروى الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أبيه ـ علي بن بابويه ـ ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى المتوكل، عن سعد بن عبد اللّه‌ وعبد اللّه‌ بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى العطار ، جميعاً عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد اللّه‌ البرقي ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، جميعاً عن أبي علي الحسن بن محبوب السراد ، عن داود بن الحصين ، عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام عن آبائه قال : « قال رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله‌وسلم : المهدي من ولدي ؛ اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً ، تكون له غيبة وحيرة حتى تضلّ الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً »[١٧].

وصلات خارجية

الهوامش

  1. الغيبة ؛ للطوسي : 354 ـ 355
  2. الغيبة للطوسي : 354 ، ط ـ مؤسسة المعارف 1411 هـ
  3. ا الغيبة ؛ للطوسي : 356
  4. أ الإيقاد : 254
  5. الغيبة ؛ للطوسي : 360
  6. الإيقاد : 254
  7. الغيبة ؛ للطوسي : 371 ـ 372
  8. كمال الدين : 165 ، ح 44
  9. الغيبة ؛ للطوسي : 395
  10. الخرائج و الجرائح 3 : 1129
  11. إعلام الورى 2 :260
  12. اعلام الورى 2 : 273
  13. كشف الغطاء 1 : 101 ـ 102
  14. إثبات الهداة 3 : 439ـ656
  15. إثبات الهداة 3 : 714ـ742 .
  16. كمال الدين : 435
  17. كمال الدين : 287


المصدر

  • [ الموسوعة الفقهية، موسسه دائرة المعارف الفقه الاسلامي، ج1، ص143-146].