عناصر ثقافة التقريب
عناصر ثقافة التقريب العناصر المكوّنة لثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وقد حصرها الدكتور أحمد صدقي الدجاني في ثلاثة :
عناصر ثقافة التقريب
1 - العنصر المتعلّق بالعقيدة
والذي ينطلق من نظرات الإسلام في الكون والحياة والإنسان، ويؤمن بأنّ مبدأ الاختلاف بين الناس هو أحد سنن اللّٰه في الكون، وهو واقع بمشيئته سبحانه وتعالى، ويرتبط مبدأ الاختلاف هذا بمبدأ الحقّ في الاختيار الذي أقرّه الإسلام وأثبته في القرآن الكريم أيضاً بعد أن فطر اللّٰه الإنسان عليه
وهذا العنصر ممّا يعين على تحقيق أهداف الحوار الساعي إلى التقريب، حيث إنّ تعدّد الرؤية سنّة من سنن اللّٰه وناموس من نواميسه في خلقه، وأنّ وحدة الحقيقة لا تنفي تعدّد زواياها واختلاف العقول في تفسيرها.
2 - العنصر المتعلّق بالتاريخ
وهو استحضار التاريخ الحافز المتّصل بالتقريب واستلهامه والتحرّر في الوقت نفسه من أسر التاريخ العبء ؛ لكي يتمّ التخلّص والتغلّب على سوء فهم موجود ونوازع غير صالحة، ونمهّد الطريق أمام تعارف شعوب وتفاعل حضارات وتعاون على البرّ والتقوى.
3 - العنصر المتعلّق بالتربية
وهو استحضار الموروث التربوي الإيجابي بشأن هذا الموضوع وتغذية الأجيال الصاعدة به.
والموروث التربوي هو ما ورثته الأُمّة عبر تاريخها، وهو يدخل في عناصر تكوين ذاتها الحضارية، وله مكانة في تنشئة الشخصية الإنسانية.
وفي التعامل مع هذا الموروث التربوي تبدو الحاجة ماسّة إلى وعي تحكمه مبادئ أساسية :
منها : الكفّ عن النظر إلى التراث على أنّه غاية في ذاته، فهو وسيلة، ويمكن خضوعه للنقد والتمحيص أو التغيير، وعدم الخلط بين ثوابت الأُمّة الموروثة (الكتاب والسنّة) وبين متغيّرات التراث التي هي من صنع البشر ؛ حتّىٰ لا تنتفي عن التراث صفة الإبداع الإنساني.
ومنها : عدم اعتبار التراث أمراً مستقلّاً عن الواقع، فهو جزء منه، فلا يستبدل بالواقع الحالي الواقع التراثي، فيصير الخلط بين ما هو كائن وبين ما ينبغي أن يكون.
ومنها : أنّ التراث ليس كلّاً لا يتجزّأ يؤخذ كلّه أو يرفض كلّه، وأنّه ليس خارج التاريخ والزمان والمكان، وأنّ البعد عن التعصّب ضرورة.
وهذه المبادئ تؤكّد على ضرورة التعامل المنهجي مع الموروث التربوي بحيث تتحوّل عملية استقرائه ومحاولة الإفادة منه إلى قوّة تطوير وطاقة تجديد، لا إلى قيود تعوق.