انتقل إلى المحتوى

عملية تحرير سوسنجرد

من ویکي‌وحدت
واقعة حرّة

عملية تحرير سوسنجرد، هي إحدى العمليات العسكرية المهمة والناجحة لقوات المسلحة الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية، وقد جرت في 26 من شهر آبان عام 1359 هـ ش، بهدف رفع الحصار وتحرير المدينة الاستراتيجية سوسنجرد (خفاجية) في محافظة خوزستان. هذه العملية، التي كانت نموذجًا للتعاون المشترك بين الجيش الجمهوري الإسلامي الإيراني، الحرس الثوري الإسلامي والقوات الشعبية، أدت إلى كسر الحصار الثاني على المدينة، وتُعتبر أول عملية انتصارية كبرى بعد بداية الحرب.

الموقع الاستراتيجي

تقع مدينة سوسنجرد، مركز مقاطعة دشت آزادگان، على بعد 65 كيلومترًا شمال غرب مدينة الأهواز في محافظة خوزستان، وبسبب قربها من الحدود والمسارات المواصلات، كانت ذات أهمية كبيرة لقوات البعث العراقي التي كانت تسعى لتهديد أو احتلال الأهواز.

الاحتلال والتحرير المؤقت

في الأيام الأولى من الحرب، احتلت القوات العراقية مدينة سوسنجرد في 7 من شهر مهر عام 1359 هـ ش. ومع ذلك، في 9 مهر عام 1359 هـ ش، قامت القوات الشعبية والحرس تحت قيادة الشهيد علي غيور أصلي بشن هجوم مباغت (عملية غيور أصلي) لتحرير المدينة مؤقتًا، رغم أن المدينة بقيت تحت قصف مكثف.

الحصار الثاني

بعد هذا التراجع، أعادت القوات العراقية تجميع صفوفها وتقدمت مجددًا من محوري بستان ودهلاوية نحو سوسنجرد. وفي 24 من شهر آبان عام 1359 هـ ش، حوصرت المدينة بالكامل، وواجه المدافعون القليلون وضعًا بالغ الصعوبة. فرض هذا الحصار ضرورة تنفيذ عملية عاجلة وكبيرة لإنقاذ المدينة[١].

تنفيذ العملية

تمت الموافقة على خطة عملية تحرير سوسنجرد في مجلس الدفاع الأعلى. لكن قبيل التنفيذ، أصدر أبو الحسن بني صدر (رئيس الجمهورية والقائد الأعلى آنذاك) أمرًا بعدم مشاركة الفرقة المدرعة الثانية من دزفول في العملية، مما كاد أن يؤدي إلى إلغائها. لكن مصطفى چمران (قائد هيئة الحروب غير النظامية) إلى جانب آية الله خامنئي (ممثل الإمام الخميني في مجلس الدفاع الأعلى)، أصروا بحزم على تنفيذ العملية. وبأمر مباشر من آية الله خامنئي لقائد الفرقة المدرعة الثانية، تم إرسال القوات إلى منطقة العمليات، فتم إنقاذ العملية من الإلغاء.

بدء العملية

بدأت العملية عند فجر 26 من شهر آبان عام 1359 هـ ش، وشارك فيها:

  1. الجيش الجمهوري الإسلامي الإيراني: الفرقة المدرعة الثانية من الفيلق المدرع 92 في الأهواز؛
  2. الحرس الثوري الإسلامي: قوات حرس سوسنجرد؛
  3. القوات الشعبية: مقاتلو هيئة الحروب غير النظامية بقيادة الشهيد چمران.

تدبير الإمام خامنئي

تم إحباط هذه المؤامرة بتدبير الإمام خامنئي، الذي كان قلقًا مسبقًا من مثل هذا التطور، فأرسل رسالة إلى قائد الفيلق المدرع 92 في الأهواز يأمر فيها ويؤكد على ضرورة مشاركة الفرقة المدرعة الثانية في العملية، كما أكد مصطفى چمران، الذي أصبح ممثل الإمام الخميني في مجلس الدفاع الأعلى، في أسفل الرسالة على ضرورة التحرك السريع ومنع إضاعة المزيد من الوقت. واحتفظ قائد الفيلق 92 (العقيد قاسمي) بوحداته في حالة تأهب تام للعملية.

دور الشهيد چمران

قاد قوات هيئة الحروب غير النظامية مباشرةً الدكتور مصطفى چمران، حيث كانت هذه القوات تشكل الطليعة والمقدمة، وتحركت حوالي 500 متر أمام دبابات الجيش، وقامت بتدمير الدبابات الأولى للعدو، مما فتح الطريق أمام تقدم القوات المدرعة. أصيب الدكتور چمران في ساقه خلال الاشتباكات، لكنه لم يتخل عن القيادة الميدانية حتى نجاح العملية النهائي.

النتائج والتبعات

نجحت عملية تحرير سوسنجرد بالكامل خلال يوم واحد وحققت أهدافها، ومن أهمها:

  1. التحرير الكامل: تم تحرير مدينة سوسنجرد نهائيًا بعد طرد القوات العراقية، وتم إنقاذها من خطر الاحتلال.
  2. خسائر العدو: تكبد الجيش العراقي خسائر فادحة، شملت حوالي 795 قتيلًا، و45 أسيرًا، وتدمير أو أسر نحو 95 دبابة وعربة مدرعة.
  3. تغيير استراتيجية الحرب: مثلت هذه العملية أول انتصار كبير للقوات الإيرانية بعد الأشهر الأولى من الحرب، وأدت إلى إفشال خطة العراق للاختراق السريع إلى عمق محافظة خوزستان واحتلال مدنها الكبرى. كما أصبحت هذه العملية نموذجًا ناجحًا للتعاون المشترك بين الجيش، الحرس والقوات الشعبية في العمليات المستقبلية خلال الدفاع المقدس.

مواضيع ذات صلة

روابط خارجية

الهوامش

المصادر