علقمة بن قيس بن عبدالله
الاسم | علقمة بن قيس بن عبدالله [١] |
---|---|
تاريخ الولادة | بحدود 30 سنة قبل الهجرة |
تاريخ الوفاة | بعد سنة 60 هجري قمري |
كنيته | أبو شِبْل [٢]. |
نسبه | النَخَعي [٣]. |
لقبه | الكوفي [٤]. |
طبقته | الثانية (مخضرم) [٥]. |
علقمة بن قيس بن عبدالله هو ينتسب إلى النَخع من قبيلة مَذْحج، إحدى قبائل همدان الكبيرة، وقد اشتهرت قبيلة همدان بالعلم والجهاد. إخوته: أُبيّ ويزيد والحارث، وابنا أخيه الفقيهان: الأسود وعبدالرحمان ابنا يزيد، ومن النَخع ابن أُخته الفقيه إبراهيم بن يزيد ابن الأسود. ومن هذه القبيلة أيضاً مالك الأشتر، و كُميل بن زياد الذي قتله الحجّاج صبراً [٦].
ترجمته
وكان أخوه الحارث جليلاً فقيهاً[٧]. كما واشتهر أُبيّ بالفقه وكثرة الصلاة، واستشهد في معركة صفّين مع أمير المؤمنين عليه السلام[٨]. وأمّا مالك المعروف بالأشتر فقد كان أحد الفرسان المشهورين يوم الجمل وصفّين، وكان مع أمير المؤمنين علي عليه السلام، مات بالقلزم مسموماً سنة 37 من الهجرة، سمّه معاوية في العسل، ولمّا بلغه الخبر قال: إنّ للَّه جنوداً من العسل! [٩]وروي عن ابن أُخته إبراهيم: أنّ عبداللَّه كنّاه أبا شِبْل، ولم يولد له [١٠].
وكان علقمة راهب أهل الكوفة عبادةً وعلماً، وفضلاً وفقهاً [١١]، فقيل له: لو صلّيت في المسجد وتجلس ونجلس معك فنسأل! فقال: أكره أن يقال: هذا علقمة[١٢]. كما وقيل له: لو دخلت على الأمير فأمرته بخير! قال: لن أصيب من دنياهم شيئاً إلّا أصابوا من ديني أفضل منه [١٣]. وعن إبراهيم قال: قرأ علقمة القرآن في ليلة[١٤]. وروي عنه أنّه قال: كنت رجلاً قد أعطاني اللَّه حسن صوت في القرآن، فكان عبداللَّه يستقرئني ويقول: إقرأ فداك أبي وأُمي، فإنّي سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: «حسن الصوت تزيين للقرآن» [١٥].
وكان ممّن غزا خراسان، وأقام بخوارزم سنين، ودخل مرو وأقام بها مدّة[١٦]. كما واشترك في معركة صفّين، وأُصيبت إحدى رجليه فعرج منها [١٧]، وكان يقول: «ما أحبّ أنّ رجلي أصحّ ما كانت؛ لما أرجو بها من حسن الثواب»، وكان يقول: «لقد كنتُ أحبّ أن أبصر أخي في نومي، فرأيته، فقلت له: يا أخي، ما الذي قدمتم عليه؟ فقال لي: التقينا نحن وأهل الشام بين يدي اللَّه سبحانه، فاحتججنا عنده فحججناهم، فما سررت بشيءٍ منذ عقلت سروري بتلك الرؤيا» [١٨].
وورد علقمة المدائن في صحبة الإمام علي عليه السلام، وشهد معه الخوارج بالنهروان [١٩]أيضاً. كان علقمة من تلامذة ابن مسعود في الفقه والحديث والقراءة[٢٠]. وتفقّه به ائمةٌ؛ كإبراهيم والشعبي [٢١]، وكان إبراهيم يأخذ بركابه[٢٢]. وكان الشعبي يقول: «إن كان أهل بيت خُلقوا للجنّة فهم أهل هذا البيت: علقمة والأسود» [٢٣].
وعدّه الفضل بن شاذان من التابعين الكبار، ورؤسائهم، وزهّادهم[٢٤]. ويرى الخطيب البغدادي وابن عساكر: أنّه كان مقدَّماً في الفقه والحديث[٢٥]. وقال الذهبي: «كان فقيهاً إماماً بارعاً، طيّب الصوت بالقرآن، ثبتاً فيما ينقل، صاحب خير وورع» [٢٦].
موقف الرجاليّين منه
وثّقه ومدحه أغلب الرجاليّين من أهل السنّة، منهم: أحمد وعثمان بن سعيد وابن معين والفضل بن دُكَيْن والذهبي وابن حجر[٢٧]. وأمّا رجاليّو الشيعة فقد ذكره الكشّي في رجاله وقال فيه: «كان فقيهاً في دينه، قارئاً لكتاب اللَّه، عالماً بالفرائض»[٢٨]. وأورده ابن داود والعلّامة الحلّي في القسم الأول من كتابيهما ضمن المعتمدين [٢٩]، كما ووثّقه المامقاني [٣٠].
هذا وعدّه الأميني واحداً من آلاف من الشيعة الذين هم مشايخ أعلام السنّة ورواة الحديث في صحاحهم الستّ وغيرها[٣١]. وورد في خبرٍ ما يدلّ على كون علقمة من ثقات أميرالمؤمنين عليه السلام [٣٢].
من روى عنهم ومن رووا عنه [٣٣]
روى عن الإمام علي عليه السلام. وروى أيضاً عن جماعة، منهم: سلمان، ابن مسعود، عمر، عثمان، خالد بن الوليد، خبّاب بن الأرتّ، عمار، عائشة، سعد بن أبي وقّاص، سَلَمة بن يزيد الجعفي. وروى عنه جماعة، منهم: الشعبي، أبو وائل، عبيد بن نُضيلة، إبراهيم النَخَعي، ابن سيرين، سَلَمة بن كُهَيْل، عبد الرحمان بن يزيد، يزيد بن معاوية النَخَعي. وقد وردت رواياته في الصحاح الستّة، وبعض المصادر الشيعية [٣٤].
من رواياته
روى علقمة عن ابن مسعود: أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: «الخلق كلّهم عيال اللَّه، وأحبّكم إلى اللَّه من أحسن إلى عياله» [٣٥]. وروى أيضاً عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «إنّ اللَّه تعالى يحبّ أن تُقبل رخصه، كما يحبّ أن تُؤتى عزائمه» [٣٦].
وفاته
اختلف المؤرّخون في تاريخ وفاته، إلّا أنّ المسلَّم به أنّه توفّي بعد سنة 60 ه، وعن الأسود: أنّ علقمة أوصى أن يلقّنه لا إله إلّا اللَّه، وأن لايؤذّن به أحداً [٣٧].
المراجع
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 86، تهذيب التهذيب 7: 244، معجم رجال الحديث 12: 199، البداية والنهاية 8: 217.
- ↑ الأنساب 5: 473، كتاب الثقات 5: 207.
- ↑ الجرح والتعديل 6: 404، تهذيب الكمال 20: 301.
- ↑ كتاب التاريخ الكبير 7: 41، تذكرة الحفّاظ 1: 48.
- ↑ تقريب التهذيب 2: 31، سير أعلام النبلاء 4: 53.
- ↑ جمهرة أنساب العرب: 415، 416، رجال الكشّي: رقم (159)، الأنساب 5: 473، بحار الأنوار 42: 148 - 149.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (159).
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 87، تاريخ الإسلام 3: 546، رجال الكشّي: رقم (159)، جامع الرواة 1: 545.
- ↑ الأنساب 5: 476.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 86، تهذيب الكمال 20: 302.
- ↑ الأنساب 5: 473، كتاب الثقات 5: 207.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 88، سير أعلام النبلاء 4: 58.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 89.
- ↑ تهذيب التهذيب 7: 246.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 90، تهذيب الكمال 20: 305.
- ↑ كتاب الثقات 5: 207، الأنساب 5: 473.
- ↑ سير أعلام النبلاء 4: 56، رجال الكشّي: رقم (159).
- ↑ الكامل في التاريخ 3: 307، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5: 225.
- ↑ تاريخ بغداد 12: 297، مختصر تاريخ دمشق 17: 167. والمدائن: مدينة على بُعد ستة فراسخ من بغداد، وتمّ فتحها في شهر صفر سنة 16 ه في عهد عمر، والغالب على أهلها التشيّع على مذهب الامامية، وفيها قبر سلمان الفارسي قرب إيوان المدائن (معجم البلدان 5: 75، تاريخ بغداد 1: 133).
- ↑ تاريخ بغداد 12: 296، 299، تهذيب الكمال 20: 304.
- ↑ سير أعلام النبلاء 4: 54، الجرح والتعديل 6: 404.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 91.
- ↑ تاريخ بغداد 12: 298.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (124)، قاموس الرجال 7: 254.
- ↑ تاريخ بغداد 12: 296، مختصر تاريخ دمشق 17: 167.
- ↑ تذكرة الحفّاظ 1: 48.
- ↑ الجرح والتعديل 6: 404، تقريب التهذيب 1: 31، الطبقات الكبرى 6: 92، تذكرة الحفّاظ 1: 48.
- ↑ رجال الكشّي: رقم (159).
- ↑ رجال ابن داود: 134، خلاصة الاقوال: 224.
- ↑ نتائج تنقيح المقال: رقم 8071.
- ↑ الغدير 3: 93.
- ↑ وسائل الشيعة 20: 89.
- ↑ تهذيب الكمال 20: 301، رجال صحيح مسلم 2: 104.
- ↑ تهذيب التهذيب 7: 244، سير أعلام النبلاء 4: 61، أمالي المفيد: 132، مستدركات علم رجال الحديث 5: 269، كتاب الخصال: 145.
- ↑ حلية الأولياء 2: 101.
- ↑ المصدر السابق: 102.
- ↑ الطبقات الكبرى 6: 91، 92، تهذيب التهذيب 7: 246، تهذيب الأسماء واللغات 1: 343، شذرات الذهب 1: 70.