عبد العزيز البدري

من ویکي‌وحدت
عبد العزيز البدري
الاسم عبد العزيز البدري‏
الاسم الکامل عبد العزيز البدري‏
تاريخ الولادة 1348 ه / 1929 م
محل الولادة بغداد
تاريخ الوفاة 1389 هـ / 1969 م
المهنة عالِم دين وفقيه وداعية
الأساتید
الآثار الإسلام بين العلماء والحكام.

حكم الإسلام في الاشتراكية.(وهو كتاب في الرد على من قال بإن دين الإسلام فيه أشتراكية). الإسلام ضامن للحاجات الأساسية للفرد. كتاب الله الخالد القرآن الكريم.

المذهب

عبد العزيز عبد اللطيف البدري: علم من أعلام الحركة الإسلامية المعاصرة في العراق، وأحد دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
ولد في بغداد في العام 1930 م، ونشأ على تربية إسلامية رصينة، وتتلمذ على يد علماء بغداد منذ صغره، وعلى رأسهم الشيخ: أمجد الزهّاوي، والشيخ محمّد فؤاد الآلوسي، والشيخ عبد القادر الخطيب، والشيخ شاكر البدري، الذين كانوا من أبرز وجوه بغداد العلمية الإسلامية آنذاك.
وبعد اكتشاف مواهبه الخطابية ونبوغه في الفكر واللغة والتاريخ رشّحه أُستاذه لاعتلاء المنبر الإسلامي كخطيب وإمام جامع وهو دون العشرين من العمر آنذاك في عام 1949 م عندما عيّن في مسجد السور في بغداد، واستمرّ على حمل أمانة المنبر حتّى عام 1954 م عندما أدركت السلطة في العهد الملكي نشاطه وتأثيره في الناس، فعمدت إلى إبعاده إلى قرية نائية من قرى محافظة ديالى تدعى قرية (حديد)، فأصبح فيها إماماً وخطيباً لجامع القرية، وترك فيها أثره،
وخرّج منها أئمّة وخطباء ودعاة صار لهم شأن في المجتمع العراقي. وبعد سقوط الحكم الملكي في 14 تمّوز عام 1958 م أصبح إماماً وخطيباً في جامع الحاجّ أمين من منطقة الكرخ في العام 1959 م، وكان المدّ الشيوعي قد أخذه مأخذه، فتصدّى للشيوعية جهاراً على المنبر، فوضع تحت الإقامة الجبرية ولمدّة سنة كاملة وحتّى صدور العفو العامّ عن السياسيّين عام 1961 م.
تصدّى بكلّ شجاعة لتوجّهات عبد السلام عارف ولسياسته آنذاك، فأُبعد من مدرسة التربية الإسلامية في منطقة الكرخ التي كان مدرّساً فيها بعد أن فصل أحد طلّابه بسبب تهجّمه على سياسات عبد السلام عارف! فنقل إلى جامع لم يكتمل بناءه، فطلب منه أن يكمل تشييده ليخطب فيه؛ لتعجيزه وتعطيل آلية جهاده ضدّ الظلم والطغيان. وبفترة قياسية وبجهود الخيّرين استطاع إنجاز بناء جامع (عادلة خاتون) قرب جسر الصرّافية في جانب الرصافة. وعند افتتاح الجامع- وهو على المنبر يلقي خطبته- فوجئ بدخول عبد السلام عارف رئيس الجمهورية آنذاك، ولم يكد يأخذ عارف مكانه حتّى بدأ الشيخ البدري بتوجيه كلماته المشهورة إلى عارف دون خوف أو تردّد: «يا عبد السلام، طبّق الإسلام، إنّ تقرّبت من الإسلام باعاً تقرّبنا إليك ذراعاً. يا عبد السلام، القومية لا تصلح لنا، وحده الإسلام ملاذنا، وعند الانتهاء من خطبته جلس جانباً ولم يلتفت إلى الرئيس العراقي، فقام الأخير وصافحه قائلًا: «أنا أشكرك على هذه الجرأة!»، لينقل بعد هذه المجابهة إلى مسجد
الخلفاء المغلق بين سنة 1964 م- 1966 م وذلك لشلّ نشاطه الإسلامي. وبعد ضغوط الشارع الإسلامي وتهديده بإقامة الصلاة وإقامة الخطبة في شارع الجمهورية أمام الجامع المغلق «جامع الخلفاء» اضطرّت السلطات أن تنقله إلى جامع إسكان غربي بغداد كإمام فقط ومنعته من ممارسة دوره كخطيب.
وفي عهد الرئيس عبد الرحمان عارف الذي خلّف أخاه بعد مصرعه في تحطّم طائرته، قاد البدري مظاهرة جماهيرية للاحتجاج على محاضرة لنديم البيطار في إحدى قاعات منطقة المنصور في بغداد، والذي هرب من الباب الخلفي للقاعة ومعه من أتى به دون أن يكمل محاضرته، ليوقف البدري على أثر ذلك أيّام عدّة.
وبعد نكسة حزيران عام 1967 م التحق الشيخ البدري بالمقاومة الفلسطينية دون أن يعلم عائلته، بل وضع وصيته عند زميله الدكتور وجيه زين العابدين، وأوصاه تسليمها إلى أهله عند استشهاده. ولكن المجاهدين في فلسطين طلبوا منعه العودة إلى العراق وحمّلوه أمانة القضية الفلسطينية لنشرها في بلده وفي بلدان ودول إسلامية وعربية. وخلال أيّام معدودة استطاع أن يؤلّف وفداً من علماء المسلمين يضمّ السنّة والشيعة وبعض الشخصيات الثقافية والشعبية للطواف حول العالم الإسلامي من أجل استنفار المسلمين ونقل القضية الفلسطينية إلى النطاق الإسلامي تحت عنوان: «من أجل فلسطين... رحلة الوفد الإسلامي العراقي» من 27 حزيران وحتّى 8 آب عام 1967 م، ضمّ: الدكتور صالح السامرّائي، والمحامي داوود العطّار، والدكتور عدنان البكّاء من النجف الأشرف، والمهندس عبد الغني شندالة، والشيخ عبد العزيز البدري، والسيّد صالح سري، والمحامي محمّد الآلوسي، في رحلة إسلامية إعلامية شملت زيارة أندونيسيا وماليزيا والهند وباكستان وأفغانستان وإيران وتركيا، لإيصال القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني واحتلال الأرض قسراً وظلماً في سيناء وجولان والضفّة الغربية.
ظلّ الشيخ البدري يقارع الحكّام بالكلمة، وتضاعف بعد مجي نظام البكر- صدّام إلى الحكم في العراق العام 1968 م، وكان دائماً يبدأ خطبته بمقدّمة اشتهر بها: «أعوذ باللَّه من‏
شرور أنفسنا وسيّئات حكّامنا، ويختم خطبته ب «اللهمّ، ارزقنا بدولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله وتذلّ بها النقاق وأهله، وتجعلنا من الدعاة إلى طاعتك والاقتداء إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة وشهادة في سبيلك»، ممّا حدا بالنظام الحاكم إلى اعتقاله وتعذيبه حتّى الموت، فانتقل إلى رحمة اللَّه شهيداً عام 1969 م، وتمّ دفنه في الأعظمية ببغداد.
وكان الشيخ البدري من العلماء الوحدويّين والمقرّبين بين الطوائف الإسلامية، وتربطه بعلماء الشيعة علاقات وطيدة، في سعي منه لتقريب وجهات النظر بين الطائفتين... ففي بغداد كانت تربطه صلات صداقة ومحبّة وجهاد بينه وبين الشيخ محمّد مهدي الخالصي، وكذلك الشيخ علي الصغير إمام جامع براثا في بغداد، وعلماء آخرين في المدن الأُخرى، كما كانت تربطه علاقة حبّ وتقدير بينه وبين المرجع الديني زعيم الحوزة السيّد محسن الحكيم، والشهيد السيّد مهدي الحكيم، والشهيد السيّد محمّد باقر الحكيم، والسيّد الدكتور مصطفى جمال الدين، والدكتور عدنان البكّاء، وشخصيات شيعية أُخرى في النجف وكربلاء المقدّستين.
ويذكر بأنّه قد رأس وفداً من أهل السنّة وذهب إلى كربلاء والنجف وطلب من علمائها التدخّل لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام في سيّد قطب، وعندما التقى بزعيم المرجعية الشيعية السيّد محسن الحكيم أبلغه بأنّه كان قد أبرق إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر ألّا يقدم على إعدام العلماء، وسيّد قطب من أكبر علماء ومفكّري العصر، وقبل أيّام من لقائه؛ لأنّ هذا من واجبه الشرعي.
ذكر الشيخ جلال الصغير إمام مسجد براثا في بغداد: أنّ النظام استهدف الشهيد البدري كونه شخصية إسلامية نزيهة وخطيباً مفوّهاً جريئاً في كلمة الحقّ ومتحمّساً لنصرة دين اللَّه، تصدّى للحكم الدكتاتوري بكلّ شجاعة وكشف زيفهم وفضحهم متعرّضاً باليد واللسان لكلّ قوى الاستبداد والطغيان. وكان مسلماً صادقاً يحاور ويجاهد في سبيل التقريب بين أهل السنّة والشيعة، ولعلّه كان ضحية هذا التقريب من قبل النظام الذي حاول اللعب على‏
مبدأ (فرّق تسد)، وكان قد اقتيد إلى زنزانات التعذيب بعد أيّام من مشاركته في مؤتمر تقريب بين الشيعة والسنّة استجابة لدعوة السيّد محسن الحكيم ومراجع الشيعة في النجف الأشرف الذين استطاعوا أن يقطعوا شوطاً كبيراً لتعزيز التقارب الأخوي الإسلامي الصادق بين الطائفتين، بمعنى أنّ حضوره كان ملموساً لدى الأوساط الشيعية قبل السنّية. ولعلّ أصدق دليل على ذلك هو تأثّر الشيعة وحزنهم عليه عند استشهاده.
ترك البدري عدداً من الكتب والمؤلّفات منها: الإسلام بين العلماء والحكّام، حكم الإسلام في الاشتراكية، الإسلام حرب على الاشتراكية والرأسمالية، الإسلام ضامن للحاجات الأساسية لكلّ فرد، كتاب اللَّه الخالد القرآن الكريم... وكذلك ترك العشرات من الخطب والمواعظ الإسلامية من تلك التي كانت متداولة بين الناس قبل أن يصادر النظام مكتبته الصوتية.

المراجع

(انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 4: 15).