عبد الرحمان النجّار

من ویکي‌وحدت
عبد الرحمان النجّار
الاسم عبد الرحمان النجّار
الاسم الکامل عبد الرحمان النجّار
تاريخ الولادة 1154 ه / 1741 م
محل الولادة الكويت
تاريخ الوفاة
المهنة صحفي
الأساتید
الآثار
المذهب

عبد الرحمان محمّد النجّار: من علماء الدعوة الإسلامية والإرشاد.
ولد بمدينة بيلة بكفر الشيخ في مسر سنة 1923 م، وحفظ القرآن الكريم وله عشر سنوات، والتحق بالجامع الأحمدي بطنطا سنة 1936 م، ثمّ بكلّية أُصول الدين بالأزهر سنة 1945 م، وتخرّج منها سنة 1949 م، كما كان مديراً للمركز الإسلامي بدار السلام عام 1972 م، وكان قبلها قد عيّن رئيساً لبعثة الأزهر إلى السعودية والصومال، وشيخاً لمعهد الدراسات الإسلامية في مقاديشو سنة 1957 م إلى سنة 1963 م، وعاد وكيلًا لإدارة المساجد في وزارة الأوقاف المصرية، ثمّ مديراً لها سنة 1963 م. له مقالات في الصحف والمجلّات الإسلامية في القاهرة والكويت ولبنان والسعودية.
وكان من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وبدأ حياته العلمية بالتدريس في المعاهد الإسلامية سنة 1959 م، وحصل على الماجستير في الدعوة والإرشاد عام 1970 م، ثمّ عمل في حقل الدعوة بوزارة الأوقاف المصرية، واختير وكيلًا لها.
توفّي عام 1987 م تاركاً بعض المؤلّفات، كرحلة دينية إلى أفريقيا، والإسلام في الصومال، وكلمات على طريق الإيمان، والتفسير الميسّر لتعليم القرآن، وخواطر مؤمنة.
ومن مقال له نشرته مجلّة «رسالة الإسلام» القاهرية بعنوان «رأي في الدعوة
الإسلامية من منظور جديد» يقول: «الإسلام دين دعوة عن طريق الحوار وإعمال العقل والفكر المستنير: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى‏ وَ فُرادى‏ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا (سورة سبأ: 46)، والقرآن الكريم يثني على الدعاة الذين يرشدون الجماهير إلى الطريق الصحيح إلى اللَّه وإلى الخير والعدل والسلام، قال تعالى: وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً (سورة فصّلت: 33). إنّ هؤلاء الدعاة لا بدّ من أن يطبّقوا دعوتهم على أنفسهم أوّلًا، حتّى يكونوا مثلًا رائداً يحتذى بهم ويقتدي بهداهم، ولهذا قالت الآية المذكورة: وَ عَمِلَ صالِحاً، ولا بدّ كذلك من أن يعلن الداعي منهجه بوضوح‏ وَ قالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏. وحدّد الإسلام أُسلوب الدعوة إليه، فهو يرفض بشدّة الأخذ بأُسلوب القهر والإلزام؛ لأنّ ذلك يناقض طبيعة الإنسان، من أنّه صاحب عقل وإرادة يختار بهما ما يشاء عن طريق الاقتناع، فيقول القرآن الكريم: ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ (سورة النحل: 125).
ومادام أنّ الإسلام هو دين عامّ خالد، دين الإنسانية كلّها من غير تفرقة بين لون أو جنس، فيجب أن تتّسع آفاق الدعوة إليه لتصل إلى عقل كلّ إنسان، وهو بعد ذلك صاحب المشيئة والاختيار في قبول ما يراه مناسباً لعقله أو رفضه، فإذا ما قصّر المسلمون في إبلاغ الدعوة للناس جميعاً كانوا آثمين، والقرآن الكريم يبيّن وظيفة رسول اللَّه- وهو الداعي للإسلام- بهذا الشمول، فيقول: وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ‏ (سورة الأنعام: 19).
الأُمّة العربية فيها دعاتها، وتزخر بأساليب الدعوة المختلفة لها، والمسلمون فيها يعرفون دينهم وأهدافه على تفاوت في هذه المعرفة من فرد إلى فرد ومن مجتمع إلى مجتمع، لكن هناك أُمماً شتّى في مختلف جهات الأرض، فيها إمّا مسلمون بالوراثة، ولا يعرفون بعد ذلك شيئاً عن الإسلام ومبادئه وأهدافه، ويتمنّون من قلوبهم أن يعرفون من أهدافه الكثير، وإذا رأيتهم وهم يسمعون ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع، وقلوبهم تكاد تنخلع من روعة ما تسمع، وإن كانت لا تفهم ما تسمعه، وإمّا أُناس لم تصل‏
إليهم دعوة الدين، وهؤلاء في أشدّ الحاجة إلى من يبصّرهم بسماحة الإسلام وبسيرة رسول اللَّه، وبأنّه خاتم النبيّين والمرسلين الذي جاء بشريعة توائم الفطرة الإنسانية المستقيمة.
من هذا وجب وجوباً عينياً التعاون بين المسلمين من أجل إبلاغ الدعوة إلى هذين الفريقين من الناس، بحيث يقدّم من لديه الخبرة الفنّية صفوة رجاله وخلاصة خبراته، ويقدّم من لديه الاقتدار المادّي جزءاً من ثروته لييسّر على الدعاة نشر دعوتهم، ويسير هذا وفق تخطيط منظّم مدروس، وتتحمّل كلّ دولة مسؤوليتها في ذلك.
وإنّني إذ أكتب هذا أكتبه من أرض واقع أعيشه في بقعة من أفريقيا، أي: (تنزانيا)، عزيزة علينا، حبيبة إلى قلوبنا، وهي بقعة تقرّر حرّية الأديان، ولكنّ دعوة الإسلام فيها لا تجد التخطيط المدروس المنظّم، ولا تجد الإمكانيات البشرية والمادّية التي تظهر أصالته وتؤكّد أنّه حقيقة دين الحياة.
وإذا كنت أُحمّل المسلمين جميعاً مسؤولية إبلاغ الدعوة لهذه البقاع، فإنّني أبدأ بدول الاتّحاد الثلاثي، وقد حمّلت مسؤولية قيام دولة العلم والإيمان، ونشر مبادئ هذا الدين الحنيف الذي يؤكّد للإنسان حقّه في الحرّية والعزّة والكرامة، في مجتمع مرفوض فيه ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، إنّني أُهيب بها لتقوم بواجبها نحو دينها ونحو إخوتهم في الإنسانية؛ ليقيموا الأُمّة الخيرية التي تشير إليها الآية الكريمة من كتاب ربّنا تبارك وتعالى في قوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ‏ (سورة آل عمران: 110)».

المراجع

(انظر ترجمته في: مجلّة «رسالة الإسلام»/ العدد: 15/ صفحة: 87، مع رجال الفكر 2: 321- 322، تتمّة الأعلام 1: 283، إتمام الأعلام: 228، نثر الجواهر والدرر 2: 1917).