سبيل جعل القرآن الكريم إماما ومرشدا
سَبيلُ جَعْلِ الْقرآنِ الْكريمِ إماماً وَمُرشِداً:
أهمية جَعْلِ الْقرآنِ الْكريمِ إماماً وَمُرشِداً
إتّخاذ القرآن إماما ومرشدا معناه الاقتداء بالقرآن في كل صغير وكبير، وهذا السؤال كبير، ولكننا نختصر الإجابة عنه فنقول: إنّ واجب المسلمين في كلّ زمان ومكان أفرادا وجماعات. أن يجعلوا القرآن الكريم إمامهم ومرشدهم. وأن يرسّخوا هذه العقيدة في أبنائهم؛ فمن القرآن يستمدُّ المسلمون عقيدتهم وعبادتهم، وإليه المرجع في معاملاتهم وأخلاقهم والتحاكم فيما بينهم. ولن يصلح حالهم إلا باتباعه؛ كما قال الإمام مالك: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
الإعتقاد الجازم بكونه كلام الله تعالى
فإذا أراد المسلمون أن يجعلوا هذا الكتاب إمامهم ومرشدهم. فلابدّ لذلك أولا من الاعتقاد الجازم بأنّ هذا القرآن كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأنه ختم به وحي السماء، وجمع فيه هدي الأنبياء؛ فلا طريق إلى الله سواه، وأن من اتبعه لن يضل عن صراط الله المستقيم، ولن يشقى في دار الخلود، وأن المسلمين الأوائل ما سادوا الدنيا وقادوا البشرية وفتحوا القلوب قبل الأمصار إلا بهذا الكتاب العظيم؛ فإذا تيقن المسلم هذه المعاني وما أشبهها وتلا كتاب الله تعالى بتدبر وتعظيم، وأيقن أنه شفاء لأمراض القلوب والأبدان والمجتمعات، وأنه صالح للعمل به في كل زمان ومكان، واعتقد صدقه في كل ما أخبر به، وعدله في كل حكم به، وأن عليه امتثال كل أمر يرد إليه فيه،
واجتناب كل نهي ينهى عنه؛ فلا شك أنه سوف يجعله إماما ومرشدا. كما جعله السلف الصالح وكما قال ابن مسعود وأقرّه النبي (صلى الله عليه وآله) على قوله ورضي ما قال عندما أمره (صلى الله عليه وآله) أن يخطب في أصحابه فقال: «أيَّها الناس؛ إنَّ الله ربنا، والقرآن إمامنا، وإنَّ البيت قبلتنا وإنَّ هذا نبينا»؛ ثم أومأ بيده إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصاب ابن أم عبد وصدق - مرتين، رضيت ما رضي الله به لي ولأمتي وابن أم عبد، وكرهت ما كرهه الله لي ولأمتي وابن أم عبد.