٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''آية الاعتصام بحبل الله''': من أشهر الآيات التي يستدلّ بها الدعاة إلى وحدة الأمّة الإسلامية وإلى وحدة الكلمة ونبذ التفرّق والتشرذم. | '''آية الاعتصام بحبل الله''': من أشهر الآيات التي يستدلّ بها الدعاة إلى وحدة [[الأمّة الإسلامية]] وإلى [[وحدة الكلمة]] ونبذ [[التفرّق]] والتشرذم. | ||
=مدخل= | =مدخل= | ||
حذَّر علماء الدين من خطورة الانقسام والفرقة، التي تعطّل مسيرة الأمّة الإسلامية عن ركب التنمية والحضارة، وتغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل، مشدّدين على أهمّية الاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن التشرذم والتصارع. | حذَّر [[علماء الدين]] من خطورة الانقسام والفرقة، التي تعطّل مسيرة الأمّة الإسلامية عن ركب التنمية والحضارة، وتغلق أبواباً كثيرة في وجه [[الوحدة]] ولمّ الشمل، مشدّدين على أهمّية الاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن التشرذم والتصارع. | ||
وفي هذا يقول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا»، ولا شكّ في أنّ المجتمعات العربية والإسلامية الآن في أمسّ الحاجة إلى هذه القيم التي حثّّ عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، حيث إنّ الخلافات والتنازع من أخطر الأمور التي يرتكبها الناس فيما بينهم، وقد نهانا القرآن الكريم عن التنازع، فقال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين». | وفي هذا يقول الله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا»، ولا شكّ في أنّ المجتمعات العربية والإسلامية الآن في أمسّ الحاجة إلى هذه القيم التي حثّّ عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع، حيث إنّ الخلافات والتنازع من أخطر الأمور التي يرتكبها الناس فيما بينهم، وقد نهانا القرآن الكريم عن التنازع، فقال الله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين». | ||
سطر ٩: | سطر ٩: | ||
وأوضح العلماء أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على التماسك والاعتصام؛ حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة بلا ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنّ النزاعات مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه السامية. | وأوضح العلماء أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على التماسك والاعتصام؛ حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة بلا ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنّ النزاعات مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه السامية. | ||
حول دعوة ديننا الحنيف إلى وحدة المسلمين، يقول رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور أحمد عمر هاشم: «لقد دعا الإسلام الحنيف إلى التوحّد والترابط وعدم | حول دعوة ديننا الحنيف إلى وحدة المسلمين، يقول رئيس [[جامعة الأزهر]] الأسبق وعضو [[مجمع البحوث الإسلامية]] الدكتور [[أحمد عمر هاشم]]: «لقد دعا الإسلام الحنيف إلى التوحّد والترابط وعدم [[التنازع]]، وإلى جمع الكلمة، و[[توحيد الصفّ]]، والاعتصام بحبل الله؛ لأنّ العمل بغير ذلك يؤدّي إلى الهلاك». | ||
ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم: "الأمّة الإسلامية تمرّ الآن بفترة من الانقسام | ويضيف الدكتور أحمد عمر هاشم: "الأمّة الإسلامية تمرّ الآن بفترة من الانقسام و[[الخلاف]] الحادّ الذي يهدّد مسيرتها في ركب التنمية والحضارة، ويغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولمّ الشمل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تتربّص بهذه الأمّة التي وصفها الله تعالى بقوله: «كنتم خير أمّة أخرجت للناس»، وهو الأمر الذي يطمئن قلوبنا جميعاً بأنّ الله تعالى معنا بقدرته وحلمه وعونه للمّ الشمل ونبذ أيّ خلاف أو انقسام في صفوف الأمّة، وهذا يفرض على [[علماء الإسلام]] ورجال العلم أن يتدخّلوا بكلّ ما يملكون من علم وتقوى لعلاج الانقسامات والخلافات التي تهدّدنا جميعاً، وذلك باتّباع سبل الدعوة الحسنة إلى لمّ الشمل ونبذ الخلافات مصداقاً لقوله تعالى: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك»، بالإضافة إلى إتباع سبل [[الحوار]] الليّن الرقيق المقام على التراحم ووصل الصفوف ولمّ الشمل". | ||
وعن الاهتداء بسنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "علينا أن نقتدي بسيرة سيّدنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في لمّ الشمل ونبذ الفرقة بين المسلمين من خلال الحكمة والوعي، ولنا في صلح الحديبية مثال رائع علي القيادة الحكيمة، حيث حرص (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التوفيق بين صفّي الأمة من مؤيّدي الصلح ومعارضيه، كاشفاً لهم الخير الذي سينعكس على الأمّة جرّاء هذا الصلح فيما بعد، وهو ما كشفته الأحداث، لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدّة من مراقبة الله تعالى له قبل مراقبة المعارضين والمؤيّدين من صفّي الأمة. ويؤكّد لهم أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على الترابط والاعتصام حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة من دون ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، ولهذا شدّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمّية الترابط في حياة المجتمع المسلم، والبعد عن التنازع، فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون). كما قال أيضاً | وعن الاهتداء بسنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، قال الدكتور أحمد عمر هاشم: "علينا أن نقتدي بسيرة سيّدنا محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في لمّ الشمل ونبذ [[الفرقة]] بين المسلمين من خلال الحكمة والوعي، ولنا في [[صلح الحديبية]] مثال رائع علي القيادة الحكيمة، حيث حرص (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التوفيق بين صفّي الأمة من مؤيّدي الصلح ومعارضيه، كاشفاً لهم الخير الذي سينعكس على الأمّة جرّاء هذا الصلح فيما بعد، وهو ما كشفته الأحداث، لتثبت قيادته الحكيمة وقراراته المستمدّة من مراقبة الله تعالى له قبل مراقبة المعارضين والمؤيّدين من صفّي الأمة. ويؤكّد لهم أنّ الإسلام دين ترابط وتوحّد، ويحثّ المسلم على الترابط والاعتصام حتّى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه، فلا بناء ولا نهضة من دون ترابط وتوحّد بين أفراد المجتمع، ولهذا شدّد القرآن الكريم في أكثر من موضع على أهمّية الترابط في حياة المجتمع المسلم، والبعد عن التنازع، فقال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون). كما قال أيضاً جلّ شأنه: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ الله مع الصابرين)، ومن ثمّ فإن النزاعات والخلافات هي بلا شكّ أمور مناقضة تماماً للإسلام وتعاليمه التي تحثّ على التوحّد والترابط". | ||
وبخصوص استغلال طاقات المسلمين، يقول أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمّد رأفت عثمان: "علينا جميعاً أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق الريادة الحقيقية للأمّة الإسلامية من خلال التنمية وإطلاق طاقات المسلمين الهائلة القادرة علي العمل والتميّز والتقدّم، ولقد أصبح من الضروري جدّاً خلال هذه المرحلة الراهنة أن يتّخذ كلّ مسلم من قول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) شعاراً ومنهجاً حتّى نتجنّب الفتن والانقسام والفوضى التي تهدّد أمن واستقرار الأمّة، فقد أصبح نبذ الخلافات ووضع مصلحة الأمّة العليا فوق أيّ اعتبار ضرورة ملحّة لإنقاذ الأمّة من المخاطر التي تتعرّض لها". | وبخصوص استغلال طاقات المسلمين، يقول أستاذ [[الفقه المقارن]] بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور [[محمّد رأفت عثمان]]: "علينا جميعاً أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق الريادة الحقيقية للأمّة الإسلامية من خلال التنمية وإطلاق طاقات المسلمين الهائلة القادرة علي العمل والتميّز والتقدّم، ولقد أصبح من الضروري جدّاً خلال هذه المرحلة الراهنة أن يتّخذ كلّ مسلم من قول الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) شعاراً ومنهجاً حتّى نتجنّب الفتن والانقسام والفوضى التي تهدّد أمن واستقرار الأمّة، فقد أصبح نبذ الخلافات ووضع مصلحة الأمّة العليا فوق أيّ اعتبار ضرورة ملحّة لإنقاذ الأمّة من المخاطر التي تتعرّض لها". | ||
ويشير الدكتور محمّد رأفت عثمان إلى أنّ تأليف القلوب كان -ولا يزال- باب الإسلام إلى تحقيق نعمة الوحدة | ويشير الدكتور محمّد رأفت عثمان إلى أنّ تأليف القلوب كان -ولا يزال- باب الإسلام إلى تحقيق نعمة الوحدة و[[الأخوّة]] بين المؤمنين، ومن ثمّ إلى تحقيق التكامل، ولقد كان المسلمون الأوائل إخوة متحابّين، وأولياء مجتمعين، لا ينزع أحدهم يده من يد أخيه، أو يعرض عنه، أو ينأى بجانبه ليعيش وحده دون إخوانه، وإن خالفه وعارضه في الرأي والقول، بل كانوا مثالاً للإخاء والمودّة، ولو على حساب راحتهم مستجيبين لهدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، إذ يقول: (إنّ المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشدّ بعضه بعضاً). | ||
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ | وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ ب[[جامعة القاهرة]] المفكّر الإسلامي الدكتور [[محمّد عمارة]] أنّ السبيل الوحيد لعلاج الانقسام والخلاف والتناحر هو الالتزام بتعاليم الدين الحنيف التي أصّلت لمبادئ توحيد المسلمين وتجنّب إثارة الفتن التي يحاول أعداء الإسلام النفخ فيها لضرب الأمّة الإسلامية من الداخل وإحداث الانقسام والخلاف بين كلّ عناصرها بحجج وأسباب غير موضوعية، مشيراً إلى أنّ الإسلام يحرّم لقاء الأخوة في الحروب والانقسام بينهم لدواع دنيوية لا مبرّر لها. وفي هذا يقول الله تعالى: «إنّما المسلون أخوة فأصلحوا بين أخويكم». | ||
ويقول الدكتور محمّد عمارة: "لقد كانت قيمة الرحمة التي حثّّ عليها الإسلام الحنيف الطريق النموذجي لتحقيق الوحدة بين المسلمين، والبعد عن التشرذم والانقسام، وكانت في الوقت نفسه نقطة الانطلاق إلى تحقيق الوحدة لمجتمع المدينة عندما هاجر الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليها، حيث تمّ توحيد القبائل العربية في المدينة للدفاع الجماعي عن المدينة ضدّ أعدائها، وأصبح الدفاع بهذا الشكل مسؤولية جماعية وليس مسؤولية كلّ قبيلة على حدة، وقد أدّت المؤاخاة إلى إمكانية الدخول في معاهدة مع المخالفين. وقد تمخض هذا كلّه عن صدور صحيفة المدينة التي اشتملت على اثنين وخمسين بنداً تمّ فيها تحديد العلاقات بين أطراف المجتمع في المدينة، وكانت نقطة الانطلاق إلى تأسيس الدولة في المدينة التي يمكن القول: إنّها تحوّلت بعد الوثيقة إلى مدينة ودولة تقوم على | ويقول الدكتور محمّد عمارة: "لقد كانت قيمة الرحمة التي حثّّ عليها الإسلام الحنيف الطريق النموذجي لتحقيق الوحدة بين المسلمين، والبعد عن التشرذم والانقسام، وكانت في الوقت نفسه نقطة الانطلاق إلى تحقيق الوحدة لمجتمع [[المدينة]] عندما هاجر الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليها، حيث تمّ توحيد القبائل العربية في المدينة للدفاع الجماعي عن المدينة ضدّ أعدائها، وأصبح الدفاع بهذا الشكل مسؤولية جماعية وليس مسؤولية كلّ قبيلة على حدة، وقد أدّت المؤاخاة إلى إمكانية الدخول في معاهدة مع المخالفين. وقد تمخض هذا كلّه عن صدور صحيفة المدينة التي اشتملت على اثنين وخمسين بنداً تمّ فيها تحديد العلاقات بين أطراف المجتمع في المدينة، وكانت نقطة الانطلاق إلى تأسيس الدولة في المدينة التي يمكن القول: إنّها تحوّلت بعد الوثيقة إلى مدينة ودولة تقوم على أساس من [[السلام]] والوحدة التي ساهمت في تشكيل شبكة من العلاقات القبلية القائمة على أساس من الأخوّة والودّ". | ||
=وقفة تاريخية= | =وقفة تاريخية= | ||
يتناول علماء مركز | يتناول علماء مركز الفتوى بالأزهر الشريف اليوم معنى الوِحدة من خلال تفسير الآية الكريمة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً" {سورة آل عمران: آية 103}. | ||
كان العرب في الجاهليّة وقبل الإسلام أعداءً يضرب بعضهم رقاب بعض، وتقوم بينهم الحروب لأتفه سبب وأقلّه، وهنا يمتنّ الله عليهم بنعمة الألفة ويذكّرهم كيف كانوا، ثمّ كيف آل أمرهم بعد أن جمع الإسلام هذه القلوب المتنافرة، فأصبحوا بنعمةِ الله إخواناً، وينهاهم عن أن يحدثوا ما يكون به التفرّق، ويزول معه الاجتماع والألفة، فيعودُ بهم الحال إلى ما كانوا عليه في الجاهليّة من التدابر والقطيعة. | كان [[العرب]] في الجاهليّة وقبل الإسلام أعداءً يضرب بعضهم رقاب بعض، وتقوم بينهم الحروب لأتفه سبب وأقلّه، وهنا يمتنّ الله عليهم بنعمة الألفة ويذكّرهم كيف كانوا، ثمّ كيف آل أمرهم بعد أن جمع الإسلام هذه القلوب المتنافرة، فأصبحوا بنعمةِ الله إخواناً، وينهاهم عن أن يحدثوا ما يكون به التفرّق، ويزول معه الاجتماع والألفة، فيعودُ بهم الحال إلى ما كانوا عليه في الجاهليّة من التدابر والقطيعة. | ||
إن الفرقة تؤدّي إلى الضعف، والضعف يُجرّئ أعداء الأمة عليها، ولا يستقيمُ حال أمّة من الأمم إلّا بالاتّفاقِ والائتلاف، ونبذ التخالف والفرقة، لذا حذّر النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الفرقةِ فقال: "إِيّاكُمْ وَالفٌرْقَةِ"، وقال (عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم): "يدُ الله معَ الجَمَاعَةِ"، وحتّى عملياً حين أرادَ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يؤسّسَ مجتمعاً قوياً بالمدينة فإنّ أوّل ما صنعه هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار، ونحنُ إذ نقرأ التّاريخ تطالعنا تلك السطور المريرة، تحكي مَا حدث لمّا وقع الخلاف بين المسلمين، ودبّت الفرقة في صفوفهم. | إن الفرقة تؤدّي إلى الضعف، والضعف يُجرّئ أعداء الأمة عليها، ولا يستقيمُ حال أمّة من الأمم إلّا بالاتّفاقِ والائتلاف، ونبذ التخالف والفرقة، لذا حذّر النّبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الفرقةِ فقال: "إِيّاكُمْ وَالفٌرْقَةِ"، وقال (عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم): "يدُ الله معَ الجَمَاعَةِ"، وحتّى عملياً حين أرادَ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يؤسّسَ مجتمعاً قوياً بالمدينة فإنّ أوّل ما صنعه هو أن آخى بين المهاجرين والأنصار، ونحنُ إذ نقرأ التّاريخ تطالعنا تلك السطور المريرة، تحكي مَا حدث لمّا وقع الخلاف بين المسلمين، ودبّت الفرقة في صفوفهم. |
تعديل