٣٨٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٢٣: | سطر ٢٣: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
[[محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة]] ولد | [[محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة]] ولد في السنة العاشرة للهجرة، حيث كان والداه وسائر المسلمين يرافقون النبي صلى الله عليه وآله في آخر سفرٍ له إلى الحج (حجّة الوداع)، لخمسٍ بقين من ذي القعدة في «ذو الحُلَيْفَة». | ||
وبعد زواج أسماء من علي عليه السلام جاءت بمحمد معها، فكان محمد ربيب علي وخرّيج مدرسته، وجارياً عنده مجرى أولاده، فرضع الولاء والتشيّع منذ زمن الصبا، فنشأ عليه وتربّى، فلم يكن يعرف أباً غير علي، حتّى قال | =ترجمته= | ||
أُمّه [[أسماء بنت عميس]] أُخت كلٍّ من: [[ميمونة]] زوجة النبي صلى الله عليه وآله، ولُبابة زوجة [[العباس بن عبدالمطلب]]. وكانت قد هاجرت مع المسلمين إلى الحبشة بصحبة زوجها [[جعفر بن أبي طالب]] <ref> وقيل: إنّما كانت أسماء بنت عميس الخَثْعمية تحت [[حمزة بن عبدالمطلب]]، فولدت له ابنة تسمى أمة اللَّه، وقيل: أُمامة (الاستيعاب 4: 1785).</ref>، حيث أنجبت منه ثلاثة أولاد: محمد وعبداللَّه وعون. وبعد شهادة [[جعفر الطيّار]] في معركة مؤتة تزوّجها أبوبكر فأنجبت منه محمداً، ثم تزوّجت بعلي عليه السلام بعد وفاة أبي بكر فأنجبت منه - طبقاً لما ذكره الواقدي - يحيى وعون ابنَي علي <ref> الطبقات الكبرى 8: 280 - 285، أُسد الغابة 4: 324، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 143.</ref>. | |||
وبعد زواج أسماء من علي عليه السلام جاءت بمحمد معها، فكان محمد ربيب علي وخرّيج مدرسته، وجارياً عنده مجرى أولاده، فرضع الولاء والتشيّع منذ زمن الصبا، فنشأ عليه وتربّى، فلم يكن يعرف أباً غير علي، حتّى قال علي عليه السلام في شأنه: «محمد ابني من صلب أبي بكر» <ref> شرح نهج البلاغة 6: 53.</ref>. | |||
شهد مع الإمام علي عليه السلام الجمل وكان على الرجّالة، وشهد معه صفّين أيضاً، ثم عيَّنه والياً على مصر <ref> أُسد الغابة 4: 324، كتاب الثقات 3: 368، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 65.</ref> . وبعد مدةٍ أرسل علي عليه السلام مالك الأشتر ليصير والياً على مصر بدلاً منه، إلّا أنّه قبل أن يصل إليها استشهد بالسمّ في منطقة «القلزم»<ref> راجع ترجمة مالك من هذا الكتاب. والقلزم: مدينة على ساحل بحر اليمن من جهة مصر، بينها وبين مصر ثلاثة أيام (مراصد الاطّلاع 3: 1116).</ref>، بتدبير من معاوية<ref> تاريخ الطبري 5: 95، مروج الذهب 2: 409.</ref>. | شهد مع الإمام علي عليه السلام الجمل وكان على الرجّالة، وشهد معه صفّين أيضاً، ثم عيَّنه والياً على مصر <ref> أُسد الغابة 4: 324، كتاب الثقات 3: 368، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 65.</ref> . وبعد مدةٍ أرسل علي عليه السلام مالك الأشتر ليصير والياً على مصر بدلاً منه، إلّا أنّه قبل أن يصل إليها استشهد بالسمّ في منطقة «القلزم»<ref> راجع ترجمة مالك من هذا الكتاب. والقلزم: مدينة على ساحل بحر اليمن من جهة مصر، بينها وبين مصر ثلاثة أيام (مراصد الاطّلاع 3: 1116).</ref>، بتدبير من معاوية<ref> تاريخ الطبري 5: 95، مروج الذهب 2: 409.</ref>. | ||
وبعد حادثة التحكيم أرسل معاوية جيشاً بقيادة عمرو بن العاص للسيطرة على مصر، ولمّا قربوا من مصر انضمّ إليهم الآلاف من المخالفين الذين كانوا يتحيّنون الفرص للانقلاب على محمد والي مصر، وهجموا على مصر، فقاوم محمد مع أهالي مصر هذا الهجوم حيث أمره علي عليه | وبعد حادثة التحكيم أرسل معاوية جيشاً بقيادة عمرو بن العاص للسيطرة على مصر، ولمّا قربوا من مصر انضمّ إليهم الآلاف من المخالفين الذين كانوا يتحيّنون الفرص للانقلاب على محمد والي مصر، وهجموا على مصر، فقاوم محمد مع أهالي مصر هذا الهجوم حيث أمره علي عليه السلام، إلّا أنّ جيشه ما لبث أن تراجع واندحر بعد فترة من المقاومة والدفاع المستميت، واستشهد محمد فيها <ref> معجم رجال الحديث 15: 241، الغدير 11: 64 - 67.</ref>. | ||
=محمد وأهل البيت عليهم السلام= | =محمد وأهل البيت عليهم السلام= | ||
كان محمد من أنصار ومحبّي | كان محمد من أنصار ومحبّي أميرالمؤمنين علي عليه السلام، بل ذكر البرقي أنّه كان من أفراد شرطة الخميس <ref> رجال البرقي: 4.</ref>، وكان الإمام عليه السلام يثني عليه <ref> تقريب التهذيب 2: 148.</ref>، ولمّا سمع بخبر شهادته قال: «جزعنا عليه بقدر سرورهم، فما جزعت على هالكٍ منذ دخلت هذه الحروب جزعي عليه، كان لي ربيباً، وكنت أعدّه ولداً» <ref> مروج الذهب 2: 409.</ref>. | ||
كما أثنى الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام عليه، فقال: «إذا كان يوم القيامة... وقيل: أين حواريي علي بن أبي طالب؟ فيقوم... ومحمد بن أبي بكر» <ref> رجال الكشّي: رقم (20)، الاختصاص: 61.</ref>. وفيه يقول الصادق عليه السلام: «كان عمّار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر لايرضيان أن يُعصى اللَّه عزّوجلّ» <ref> رجال الكشّي: رقم (111)، (112).</ref>. | |||
هذا وكان لمحمد موقف مع أُخته عائشة يوم الجمل وهو يذكّرها بقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «علي مع الحقّ والحقّ مع علي» <ref> الإمامة والسياسة 1: 78.</ref>. | هذا وكان لمحمد موقف مع أُخته عائشة يوم الجمل وهو يذكّرها بقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «علي مع الحقّ والحقّ مع علي» <ref> الإمامة والسياسة 1: 78.</ref>. | ||
=موقف الرجاليّين منه= | =موقف الرجاليّين منه= | ||
أدرك محمد بن أبي بكر النبي صلى الله عليه وآله حيث ولد في حياته صلى الله عليه وآله <ref> تهذيب الكمال 24: 542، تقريب التهذيب 2: 148.</ref>، وقد أثنى عليه رجاليّو وعلماء الشيعة وأهل السنّة (276). فقد عدّه الشيخ الطوسي في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام <ref> رجال الطوسي: 30، 58.</ref>. وأورده العلّامة الحلّي وابن داود في القسم الأول من كتابيهما ضمن الموثّقين، واعتبره العلّامة جليل القدر عظيم المنزلة <ref> خلاصة الأقوال: 236، رجال ابن داود: 158.</ref>. كما ووثّقه المامقاني، ولم يقبل عدّ الفاضل الجزائري له في الحسان، واكتفاء المجلسي بذكر جلالته <ref> تنقيح المقال 2: 57، 58.</ref>. | أدرك محمد بن أبي بكر النبي صلى الله عليه وآله حيث ولد في حياته صلى الله عليه وآله <ref> تهذيب الكمال 24: 542، تقريب التهذيب 2: 148.</ref>، وقد أثنى عليه رجاليّو وعلماء الشيعة وأهل السنّة (276). فقد عدّه [[الشيخ الطوسي]] في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام <ref> رجال الطوسي: 30، 58.</ref>. وأورده العلّامة الحلّي وابن داود في القسم الأول من كتابيهما ضمن الموثّقين، واعتبره العلّامة جليل القدر عظيم المنزلة <ref> خلاصة الأقوال: 236، رجال ابن داود: 158.</ref>. كما ووثّقه المامقاني، ولم يقبل عدّ الفاضل الجزائري له في الحسان، واكتفاء المجلسي بذكر جلالته <ref> تنقيح المقال 2: 57، 58.</ref>. | ||
=من روى عنهم ومن رووا عنه <ref> تهذيب الكمال 24: 542، تقريب التهذيب 2: 148.</ref>= | =من روى عنهم ومن رووا عنه <ref> تهذيب الكمال 24: 542، تقريب التهذيب 2: 148.</ref>= | ||
روى عن أبيه أبي بكر مرسلاً، وروى عن أُمّه أسماء. | روى عن أبيه أبي بكر مرسلاً، وروى عن أُمّه أسماء. | ||
وروى عنه ابنه القاسم <ref> والقاسم كان فقيهاً، وهو أبو «أم فروة» أُمّ الإمام الصادق عليه السلام ، إذ قال عليه السلام: «ولدني أبو بكر مرّتين» وذلك لأنّ أُم أُم فروة وهي أسماء بنت | وروى عنه ابنه القاسم <ref> والقاسم كان فقيهاً، وهو أبو «أم فروة» أُمّ الإمام الصادق عليه السلام ، إذ قال عليه السلام: «ولدني أبو بكر مرّتين» وذلك لأنّ أُم أُم فروة وهي أسماء بنت [[عبدالرحمان بن أبي بكر]]، وأبوها هو [[القاسم بن محمد بن أبي بكر]] (عمدة الطالب: 195).</ref>. وقد وردت رواياته - كما نقل المزي وابن حجر - في سنن النسائي وابن ماجة <ref> تهذيب الكمال 24: 543، تهذيب التهذيب 9: 70.</ref>، كما وروى عنه الشيخ الصدوق في أماليه <ref> أمالي الصدوق: 642.</ref>. | ||
=وفاته= | =وفاته= | ||
بعد انكسار جيشه في مصر وهو يردّ جيش الشام اعتقل وعُذِّب ثم قُتل، ولم تنفع شفاعة أخيه عبد الرحمان بن أبي بكر في جيش معاوية <ref> أنظر: الغدير 11: 66، النجوم الزاهرة 1: 110.</ref>. وقد جُعل جسده في جلد حمار وأُحرق بالنار! <ref> تهذيب الكمال 24: 542.</ref>، ويقول الأتابكي: «قيل: إنّه قُطع رأسه وأرسل إلى معاوية بن أبي سفيان بدمشق وطيف به، وهو أول رأس طيف به في الإسلام، وقد وقعت هذه الفاجعة سنة 38 ه في مصر» <ref> تاريخ الطبري 5: 105، مروج الذهب 2: 409، البداية والنهاية 7: 312، النجوم الزاهرة 1: 110، شذرات الذهب 1: 48.</ref>. | بعد انكسار جيشه في مصر وهو يردّ جيش الشام اعتقل وعُذِّب ثم قُتل، ولم تنفع شفاعة أخيه عبد الرحمان بن أبي بكر في جيش معاوية <ref> أنظر: الغدير 11: 66، النجوم الزاهرة 1: 110.</ref>. وقد جُعل جسده في جلد حمار وأُحرق بالنار! <ref> تهذيب الكمال 24: 542.</ref>، ويقول الأتابكي: «قيل: إنّه قُطع رأسه وأرسل إلى [[معاوية بن أبي سفيان]] بدمشق وطيف به، وهو أول رأس طيف به في الإسلام، وقد وقعت هذه الفاجعة سنة 38 ه في مصر» <ref> تاريخ الطبري 5: 105، مروج الذهب 2: 409، البداية والنهاية 7: 312، النجوم الزاهرة 1: 110، شذرات الذهب 1: 48.</ref>. | ||
=المراجع= | =المراجع= | ||
[[تصنيف:الرواة المشتركون]] | [[تصنيف:الرواة المشتركون]] |
تعديل