٣٨٢
تعديل
Arashedinia (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٣: | سطر ٣: | ||
!الاسم | !الاسم | ||
|عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف | |عبد الرحمان بن عوف بن عبد عوف | ||
|- | |||
|وفاته | |||
|سنة 32 ه | |||
|- | |- | ||
|كنيته | |كنيته | ||
سطر ٢٢: | سطر ٢٥: | ||
اشترك في جميع غزوات النبي صلى الله عليه وآله <ref>تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت.</ref>. وكان يتمتّع ببعض الأخلاق، يقول ابن عباس: كنت عند عمر فتنفّس نفساً عالياً حتّى ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفجرت، فقلت له: ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين إلّا همّ شديد! قال: إي واللَّه يا بن عباس، إنّي فكّرتُ فلم أدر في من أجعل هذا الأمر بعدي، ثم قال: لعلّك ترى صاحبك لها أهلاً؟ قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته، وقرابته وعلمه؟ قال: صدقت، ولكنّه امرؤ فيه دعابة... قلت: فعبد الرحمان؟ قال: رجل ضعيف، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته... <ref>تاريخ التراث العربي: فؤاد سزكين، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1402 ه.</ref>، لكنّه كان واحداً من ستّة رجال عيّنهم عمر لانتخاب الخليفة من بعده، وأعطاه دوراً أساسياً في الأمر، وجعل مفتاح الحلّ بيده، وقال: إذا حصل خلاف فإنّ رأي الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمان مقدّم على غيره <ref>تاريخ أسماء الثقات: أحمد بن عبداللَّه العجلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه.</ref>. وكذلك كان مقدّماً ومكرّماً عند عثمان، ويصله بالهدايا والعطايا <ref>تاريخ خليفة بن خياط: خليفة بن خياط العصفري، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.</ref>.<br> | اشترك في جميع غزوات النبي صلى الله عليه وآله <ref>تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت.</ref>. وكان يتمتّع ببعض الأخلاق، يقول ابن عباس: كنت عند عمر فتنفّس نفساً عالياً حتّى ظننتُ أنّ أضلاعه قد انفجرت، فقلت له: ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين إلّا همّ شديد! قال: إي واللَّه يا بن عباس، إنّي فكّرتُ فلم أدر في من أجعل هذا الأمر بعدي، ثم قال: لعلّك ترى صاحبك لها أهلاً؟ قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته، وقرابته وعلمه؟ قال: صدقت، ولكنّه امرؤ فيه دعابة... قلت: فعبد الرحمان؟ قال: رجل ضعيف، لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته... <ref>تاريخ التراث العربي: فؤاد سزكين، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1402 ه.</ref>، لكنّه كان واحداً من ستّة رجال عيّنهم عمر لانتخاب الخليفة من بعده، وأعطاه دوراً أساسياً في الأمر، وجعل مفتاح الحلّ بيده، وقال: إذا حصل خلاف فإنّ رأي الثلاثة الذين فيهم عبد الرحمان مقدّم على غيره <ref>تاريخ أسماء الثقات: أحمد بن عبداللَّه العجلي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405 ه.</ref>. وكذلك كان مقدّماً ومكرّماً عند عثمان، ويصله بالهدايا والعطايا <ref>تاريخ خليفة بن خياط: خليفة بن خياط العصفري، دار الفكر، بيروت، 1414 ه.</ref>.<br> | ||
كان عبد الرحمان ممّن أسلم في أوائل البعثة في مكّة، ولكنّه لم يكن مسلّماً - كما هو المفروض - للنبي صلى الله عليه وآله. وقد ذكر التاريخ نقاطاً غير مُرضية عنه، قال الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُم وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ...» قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منهم: عبد الرحمان بن عوف... كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيراً، ويقولون: يا رسول اللَّه، إئذن لنا في قتال هؤلاء، فيقول لهم: كفّوا أيديكم عنهم، فإنّي لم أُؤمر بقتالهم، فلمّا هاجر رسول اللَّهصلى الله عليه وآله إلى المدينة، وأمرهم اللَّه بقتال المشركين، كرهه بعضهم وشقّ عليهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية <ref> (40) تاريخ الصحابة: محمد بن حبّان البستي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br> | كان عبد الرحمان ممّن أسلم في أوائل البعثة في مكّة، ولكنّه لم يكن مسلّماً - كما هو المفروض - للنبي صلى الله عليه وآله. وقد ذكر التاريخ نقاطاً غير مُرضية عنه، قال الواحدي النيسابوري في سبب نزول قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُم وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ...» قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وآله منهم: عبد الرحمان بن عوف... كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيراً، ويقولون: يا رسول اللَّه، إئذن لنا في قتال هؤلاء، فيقول لهم: كفّوا أيديكم عنهم، فإنّي لم أُؤمر بقتالهم، فلمّا هاجر رسول اللَّهصلى الله عليه وآله إلى المدينة، وأمرهم اللَّه بقتال المشركين، كرهه بعضهم وشقّ عليهم، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية <ref> (40) تاريخ الصحابة: محمد بن حبّان البستي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه.</ref>.<br> | ||
=موقف الرجاليّين منه= | |||
كان عبد الرحمان من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، ولذا فقد كان عند علماء أهل السنّة مبجّلاً وممدوحاً <ref>تاريخ الطبري: محمد بن جرير الطبري، دار سويدان، بيروت.</ref>. وأمّا علماء الشيعة فقد أورده [[الشيخ الطوسي]] ضمن رواة النبي صلى الله عليه وآله، فيما عدّه المامقاني غير معتمد <ref>تاريخ اليعقوبي: أحمد بن إسحاق اليعقوبي، دار صادر، بيروت</ref>.<br> | كان عبد الرحمان من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، ولذا فقد كان عند علماء أهل السنّة مبجّلاً وممدوحاً <ref>تاريخ الطبري: محمد بن جرير الطبري، دار سويدان، بيروت.</ref>. وأمّا علماء الشيعة فقد أورده [[الشيخ الطوسي]] ضمن رواة النبي صلى الله عليه وآله، فيما عدّه المامقاني غير معتمد <ref>تاريخ اليعقوبي: أحمد بن إسحاق اليعقوبي، دار صادر، بيروت</ref>.<br> | ||
=من روى عنهم ومن رووا عنه= | |||
روى عن النبي صلى الله عليه وآله، وعن أبي بكر وعمر <ref>تأسيس الشيعة لعلوم الشريعة: حسن الصدر، مؤسسة الأعلمي، طهران.</ref>.<br> | روى عن النبي صلى الله عليه وآله، وعن أبي بكر وعمر <ref>تأسيس الشيعة لعلوم الشريعة: حسن الصدر، مؤسسة الأعلمي، طهران.</ref>.<br> | ||
وروى عنه جماعة، منهم: أولاده: إبراهيم وحُميد وعمر ومصعب وأبو سلمة، أنس، [[جابر]]، جُبير بن مُطعم، [[ابن عباس]]، ابن عمر. وقد روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله خمسة وستّون حديثاً، اتّفقا منها على حديثين، وانفرد البخاري بخمسة <ref>التحرير الطاوسي: الشيخ حسن بن زين الدين، منشورات مكتبة [[آية اللَّه المرعشي النجفي]]، قم، 1411 ه.</ref>. كما وروى عبد الرحمان حديث الغدير <ref>تحفة الأحوذي: محمد عبد الرحمان المباركفوري، دار الفكر، بيروت.</ref>.<br> | وروى عنه جماعة، منهم: أولاده: إبراهيم وحُميد وعمر ومصعب وأبو سلمة، أنس، [[جابر]]، جُبير بن مُطعم، [[ابن عباس]]، ابن عمر. وقد روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله خمسة وستّون حديثاً، اتّفقا منها على حديثين، وانفرد البخاري بخمسة <ref>التحرير الطاوسي: الشيخ حسن بن زين الدين، منشورات مكتبة [[آية اللَّه المرعشي النجفي]]، قم، 1411 ه.</ref>. كما وروى عبد الرحمان حديث الغدير <ref>تحفة الأحوذي: محمد عبد الرحمان المباركفوري، دار الفكر، بيروت.</ref>.<br> | ||
=من رواياته= | |||
روى عن النبي صلى الله عليه وآله أ نّه قال: «فضل العالم على العابد سبعين درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض» <ref>تذكرة الحفّاظ: شمس الدين الذهبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.</ref>.<br> | روى عن النبي صلى الله عليه وآله أ نّه قال: «فضل العالم على العابد سبعين درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض» <ref>تذكرة الحفّاظ: شمس الدين الذهبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.</ref>.<br> | ||
=وفاته= | |||
توفّي عبد الرحمان سنة 32 ه في خلافة عثمان بالمدينة، وصلّى عليه عثمان أو الزبير أو ابنه على قول، ودُفن في البقيع <ref>تذكرة الخوّاص: سبط ابن الجوزي، منشورات مؤسسة آل البيت عليهم السلام، بيروت، 1401 ه.</ref>. وذكرت المصادر الرجالية أ نّه خلّف مالاً عظيماً، وكان الذهب يقطّع بالفؤوس، وبلغ ربع ثُمن ماله فقط أربعة وثمانين ألفاً! | توفّي عبد الرحمان سنة 32 ه في خلافة عثمان بالمدينة، وصلّى عليه عثمان أو الزبير أو ابنه على قول، ودُفن في البقيع <ref>تذكرة الخوّاص: سبط ابن الجوزي، منشورات مؤسسة آل البيت عليهم السلام، بيروت، 1401 ه.</ref>. وذكرت المصادر الرجالية أ نّه خلّف مالاً عظيماً، وكان الذهب يقطّع بالفؤوس، وبلغ ربع ثُمن ماله فقط أربعة وثمانين ألفاً! | ||
=المراجع= | |||
تعديل