انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «النعمان بن ثابت بن زوطى»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
سطر ١٩: سطر ١٩:
'''النُعمان بن ثابت بن زُوطَى''' كان زُوطَى  - جدّ النعمان - مملوكاً لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، فأُعتِقَ، فولاؤه لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، والنسبة إليه تَيْمُلي أو تَيْمي <ref>تاريخ بغداد 13: 325، اللباب في تهذيب الأنساب 1: 232، 233، رجال الطوسي: 325، وروي عن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أ نّه قال: «نحن من أبناء فارس الأحرار (راجع: تاريخ أسماء الثقات: 450). وزُوطى  على  وزن مُوسى ، اسم نبطي، والنبطي أو النباطي قوم من العجم كانوا ينزلون بين العراقين: البصرة والكوفة، سمّوا نبطاً لاستنباطهم مايخرج من الأرضين، ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم. وسفيان الثوري أيضاً لقّب أبا حنيفة بالنبطي (تهذيب الكمال 29: 422، وفيات الأعيان 5: 405، 414، أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 75).</ref>. و[[النُعمان بن المَرْزُبان أبو ثابت]] وجدّ النعمان، هو الذي أهدى  لعلي بن أبي طالب الفالوذَج في يوم النيروز، وروي: أنّ ثابت ذهب إلى  [[علي بن أبي طالب]] وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذرّيته <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، تاريخ أسماء الثقات: 450، تاريخ بغداد 13: 326.</ref>.
'''النُعمان بن ثابت بن زُوطَى''' كان زُوطَى  - جدّ النعمان - مملوكاً لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، فأُعتِقَ، فولاؤه لبني تَيْم اللَّه بن ثَعْلَبة، والنسبة إليه تَيْمُلي أو تَيْمي <ref>تاريخ بغداد 13: 325، اللباب في تهذيب الأنساب 1: 232، 233، رجال الطوسي: 325، وروي عن إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة أ نّه قال: «نحن من أبناء فارس الأحرار (راجع: تاريخ أسماء الثقات: 450). وزُوطى  على  وزن مُوسى ، اسم نبطي، والنبطي أو النباطي قوم من العجم كانوا ينزلون بين العراقين: البصرة والكوفة، سمّوا نبطاً لاستنباطهم مايخرج من الأرضين، ثم استعمل في أخلاط الناس وعوامهم. وسفيان الثوري أيضاً لقّب أبا حنيفة بالنبطي (تهذيب الكمال 29: 422، وفيات الأعيان 5: 405، 414، أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 75).</ref>. و[[النُعمان بن المَرْزُبان أبو ثابت]] وجدّ النعمان، هو الذي أهدى  لعلي بن أبي طالب الفالوذَج في يوم النيروز، وروي: أنّ ثابت ذهب إلى  [[علي بن أبي طالب]] وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذرّيته <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، تاريخ أسماء الثقات: 450، تاريخ بغداد 13: 326.</ref>.


==ترجمته==
=ترجمته=
وكان لأبي حنيفة ولد واحد اسمه حمّاد، وقد خلّف حمّاد أربعة أولاد، هم: إسماعيل وعثمان وعمر وأبو حيان <ref>وقال ابن عدي: وحمّاد بن أبي حنيفة لاأعرف له رواية مستوية فأذكرها. أنظر: الكامل في ضعفاء الرجال 2: 669، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 71، المعارف: 495.</ref>. وقد ذكروا له شمائل عديدة، فعن أبي نعيم قال: «كان أبو حنيفة حسن الوجه والثوب والنعل، والمواساة لكلّ من أطاف به». وعن تلميذه أبي يوسف: «كان أبو حنيفة يختم القرآن في كلّ ليلة». وذكروا أنّه كان يكسب رزقه ببيع الخزّ، ولم يقبل منصب القضاء الذي عُرض عليه فضُرب مائة وعشرة أسواط، في كلّ يوم عشرة أسواط، وهو على  الامتناع <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، 17،22،52،57، الغدير 5: 29، 30،33، الجواهر المضيئة 1: 57، تاريخ بغداد 13: 324، 326.</ref>. وقال يوماً: «ما ملكت أكثر من أربعة آلاف درهم منذ أكثر من أربعين سنة إلّا أخرجته، وإنّما أُمسكها لقول علي رضي اللَّه عنه: أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، ولولا أنّي أخاف أن ألجأ إلى  هؤلاء ماتركت منها درهماً واحداً» <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 61.</ref>.
وكان لأبي حنيفة ولد واحد اسمه حمّاد، وقد خلّف حمّاد أربعة أولاد، هم: إسماعيل وعثمان وعمر وأبو حيان <ref>وقال ابن عدي: وحمّاد بن أبي حنيفة لاأعرف له رواية مستوية فأذكرها. أنظر: الكامل في ضعفاء الرجال 2: 669، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 71، المعارف: 495.</ref>. وقد ذكروا له شمائل عديدة، فعن أبي نعيم قال: «كان أبو حنيفة حسن الوجه والثوب والنعل، والمواساة لكلّ من أطاف به». وعن تلميذه أبي يوسف: «كان أبو حنيفة يختم القرآن في كلّ ليلة». وذكروا أنّه كان يكسب رزقه ببيع الخزّ، ولم يقبل منصب القضاء الذي عُرض عليه فضُرب مائة وعشرة أسواط، في كلّ يوم عشرة أسواط، وهو على  الامتناع <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 16، 17،22،52،57، الغدير 5: 29، 30،33، الجواهر المضيئة 1: 57، تاريخ بغداد 13: 324، 326.</ref>. وقال يوماً: «ما ملكت أكثر من أربعة آلاف درهم منذ أكثر من أربعين سنة إلّا أخرجته، وإنّما أُمسكها لقول علي رضي اللَّه عنه: أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة، ولولا أنّي أخاف أن ألجأ إلى  هؤلاء ماتركت منها درهماً واحداً» <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 61.</ref>.


سطر ٨٩: سطر ٨٩:
والثانية: أنّ إرجاع هذا النقد بشأن أبي حنيفة - كما صنع الكوثري - إلى  النزاع الذي كان يدعو للتعصّب بين أهل الحديث والرأي في القرن الثاني، والجدال المذهبي في القرن الرابع، والهجوم على  أهم الشخصيات المعروفة في مجال الحديث والرجال إنّما يعني التضحية بالآخرين، بل إهانة لهم لحفظ شخص واحد <ref>أنظر: أبو حنيفة حياته وعصره: 10، نصب الراية 1: 57 - 60، تأنيب الخطيب: 11 - 12.</ref>.
والثانية: أنّ إرجاع هذا النقد بشأن أبي حنيفة - كما صنع الكوثري - إلى  النزاع الذي كان يدعو للتعصّب بين أهل الحديث والرأي في القرن الثاني، والجدال المذهبي في القرن الرابع، والهجوم على  أهم الشخصيات المعروفة في مجال الحديث والرجال إنّما يعني التضحية بالآخرين، بل إهانة لهم لحفظ شخص واحد <ref>أنظر: أبو حنيفة حياته وعصره: 10، نصب الراية 1: 57 - 60، تأنيب الخطيب: 11 - 12.</ref>.


==موقف الرجاليّين منه:==
=موقف الرجاليّين منه:=
يعدّ أبو حنيفة - بحسب بعض الروايات - من التابعين <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 4، تقريب التهذيب 2: 303.</ref>، وقد تتلمذ على  بعض ائمة وعلماء أهل البيت عليهم السلام ؛ كالإمام الباقرعليه السلام والإمام الصادق عليه السلام، وزيد بن علي وعبداللَّه ابن الحسن بن الحسن، كما أ نّه أدرك الإمام الكاظم عليه السلام <ref>الاختصاص للمفيد: 90.</ref>.
يعدّ أبو حنيفة - بحسب بعض الروايات - من التابعين <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 4، تقريب التهذيب 2: 303.</ref>، وقد تتلمذ على  بعض ائمة وعلماء أهل البيت عليهم السلام ؛ كالإمام الباقرعليه السلام والإمام الصادق عليه السلام، وزيد بن علي وعبداللَّه ابن الحسن بن الحسن، كما أ نّه أدرك الإمام الكاظم عليه السلام <ref>الاختصاص للمفيد: 90.</ref>.


هذا وأنّ العجلي أورد اسمه في كتاب الثقات <ref>تاريخ أسماء الثقات: 450.</ref>. ومن العلماء المعاصرين صرّح محمد بن زاهد الكوثري أنّ وثاقة أبي حنيفة ثابتة بالتواتر. وفي روايات أخرى  نرى  أسماء بعض الشخصيات، منهم: ابن مَعين، حمّاد بن أبي سليمان، إسرائيل، مسعر، معمر، أبو يوسف القاضي، يزيد بن هارون، محمد بن حسن الشيباني، الثوري، هؤلاء قد أثنوا على  أبي حنيفة بنحوٍ ما <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 23، 25، 41، 43، الكامل لابن عدي 7: 2476، تاريخ بغداد 13: 339، 344، 345، المنتظم 8: 131.</ref>.
هذا وأنّ العجلي أورد اسمه في كتاب الثقات <ref>تاريخ أسماء الثقات: 450.</ref>. ومن العلماء المعاصرين صرّح محمد بن زاهد الكوثري أنّ وثاقة أبي حنيفة ثابتة بالتواتر. وفي روايات أخرى  نرى  أسماء بعض الشخصيات، منهم: ابن مَعين، حمّاد بن أبي سليمان، إسرائيل، مسعر، معمر، أبو يوسف القاضي، يزيد بن هارون، محمد بن حسن الشيباني، الثوري، هؤلاء قد أثنوا على  أبي حنيفة بنحوٍ ما <ref>أخبار أبي حنيفة وأصحابه: 23، 25، 41، 43، الكامل لابن عدي 7: 2476، تاريخ بغداد 13: 339، 344، 345، المنتظم 8: 131.</ref>.


==من روى  عنهم ومن رووا عنه==
=من روى  عنهم ومن رووا عنه=
روى  عن الإمام الباقر وولده الصادق عليهما السلام.
روى  عن الإمام الباقر وولده الصادق عليهما السلام.
كما روى  عن جماعة، منهم: عبداللَّه بن الحسن بن الحسن، عطاء بن أبي رَباح، أبو إسحاق السَبِيعي، مُحارِب بن دِثَار، حمّاد بن أبي سُليمان، الهَيْثم بن حبيب بن الصَوَّاف، سِماك بن حَرْب، عَلْقمة بن مَرْثَد، عَطيَّة العَوْفي، عبدالعزيز بن رفيع، الأوزاعي، الشعبي، عاصم بن أبي النجود، الأعمش <ref>تاريخ بغداد 13: 324، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (الهامش 3)، رجال الطوسي: 325، أبو حنيفة حياته وعصره: 66.</ref>.
كما روى  عن جماعة، منهم: عبداللَّه بن الحسن بن الحسن، عطاء بن أبي رَباح، أبو إسحاق السَبِيعي، مُحارِب بن دِثَار، حمّاد بن أبي سُليمان، الهَيْثم بن حبيب بن الصَوَّاف، سِماك بن حَرْب، عَلْقمة بن مَرْثَد، عَطيَّة العَوْفي، عبدالعزيز بن رفيع، الأوزاعي، الشعبي، عاصم بن أبي النجود، الأعمش <ref>تاريخ بغداد 13: 324، كتاب الضعفاء والمجروحين 3: 61 (الهامش 3)، رجال الطوسي: 325، أبو حنيفة حياته وعصره: 66.</ref>.
سطر ١٠٨: سطر ١٠٨:
إنّ منزلته الروائية في أغلب كتب التراجم والرجال كانت محطّ النقد والنقاش، وقد انتقده - بنحوٍ ما - عدد كبير من الشخصيات الإسلامية، ومن جملتهم: الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أيوب السختياني، جَرير بن حازم، حمَّاد بن سَلَمة، حمّاد بن زيد، مالك بن أنس، أبو عبداللَّه المقري، ابن أبي ليلى ، حفص بن غياث، شريك بن عبداللَّه، وكيع بن الجرَّاح، عبداللَّه بن شُبْرُمَة، أبو بكر بن عيّاش، أحمد، البخاري، النسائي، الدار قطني، ابن سعد، ابن حبّان، أبو حاتم، ابن عدي، الخطيب البغدادي، الغزالي، ابن الجوزي <ref>أنظر: طبقات ابن سعد 6: 368، كتاب التاريخ الكبير 8: 81، التاريخ الصغير 2: 41، تاريخ الطبري (ذيل المذيل) 11: 654، الضعفاء والمتروكون: 233، الجرح والتعديل 8: 449 - 450، الكافي 1: 46، كتاب الضعفاء والمجروحين 3 : 61 - 73 ( الهامش 3 ) ، أخبار أبي حنيفة وأصحابه : 21 ، 22 ، الكامل في ضعفاء الرجال 7 : 2472 - 2479 ، حلية الأولياء 6 : 258 - 259 ، تاريخ بغداد 13 : 369 فما بعدها ، المنتظم 8 : 131 ، 134 ، تنقيح المقال 3 : 272 ، ميزان الاعتدال 4 : 265 ، معجم رجال الحديث 20 : 179 .</ref>.
إنّ منزلته الروائية في أغلب كتب التراجم والرجال كانت محطّ النقد والنقاش، وقد انتقده - بنحوٍ ما - عدد كبير من الشخصيات الإسلامية، ومن جملتهم: الإمام جعفر الصادق عليه السلام، أيوب السختياني، جَرير بن حازم، حمَّاد بن سَلَمة، حمّاد بن زيد، مالك بن أنس، أبو عبداللَّه المقري، ابن أبي ليلى ، حفص بن غياث، شريك بن عبداللَّه، وكيع بن الجرَّاح، عبداللَّه بن شُبْرُمَة، أبو بكر بن عيّاش، أحمد، البخاري، النسائي، الدار قطني، ابن سعد، ابن حبّان، أبو حاتم، ابن عدي، الخطيب البغدادي، الغزالي، ابن الجوزي <ref>أنظر: طبقات ابن سعد 6: 368، كتاب التاريخ الكبير 8: 81، التاريخ الصغير 2: 41، تاريخ الطبري (ذيل المذيل) 11: 654، الضعفاء والمتروكون: 233، الجرح والتعديل 8: 449 - 450، الكافي 1: 46، كتاب الضعفاء والمجروحين 3 : 61 - 73 ( الهامش 3 ) ، أخبار أبي حنيفة وأصحابه : 21 ، 22 ، الكامل في ضعفاء الرجال 7 : 2472 - 2479 ، حلية الأولياء 6 : 258 - 259 ، تاريخ بغداد 13 : 369 فما بعدها ، المنتظم 8 : 131 ، 134 ، تنقيح المقال 3 : 272 ، ميزان الاعتدال 4 : 265 ، معجم رجال الحديث 20 : 179 .</ref>.


==وفاته==
=وفاته=
توفّي أبو حنيفة عن سبعين عاماً، في خلافة أبي جعفر المنصور، في شهر رجب أو شعبان سنة 150 ه ، في سجن بغداد حينما كان يصلّي، ودُفن في مقبرة «الخيزُران»، وكما ذكر البعض أنّه توفّي مسموماً <ref>الطبقات الكبرى  6: 368، 369، مروج الذهب 3: 304، تاريخ بغداد 1: 123، وفيات الأعيان 5: 414، الغدير 5: 192، تاريخ خليفة: 344، الأعلام للزركلي 8: 36، تذكرة الحفّاظ 1: 169، فهرست ابن النديم 255، سير أعلام النبلاء 6: 403، تهذيب الأسماء واللغات 2: 223، قاموس الرجال 10: 376، 377.</ref>.
توفّي أبو حنيفة عن سبعين عاماً، في خلافة أبي جعفر المنصور، في شهر رجب أو شعبان سنة 150 ه ، في سجن بغداد حينما كان يصلّي، ودُفن في مقبرة «الخيزُران»، وكما ذكر البعض أنّه توفّي مسموماً <ref>الطبقات الكبرى  6: 368، 369، مروج الذهب 3: 304، تاريخ بغداد 1: 123، وفيات الأعيان 5: 414، الغدير 5: 192، تاريخ خليفة: 344، الأعلام للزركلي 8: 36، تذكرة الحفّاظ 1: 169، فهرست ابن النديم 255، سير أعلام النبلاء 6: 403، تهذيب الأسماء واللغات 2: 223، قاموس الرجال 10: 376، 377.</ref>.


==المراجع==
=المراجع=


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
٣٨٢

تعديل