انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «إنتظار الفرج»

لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب' '''إنتظار الفرج''' فكرة انتظار المصلح العظيم الذي سينشر القسط و العدل و الإحسان بظهوره ‌في آخر الزمان، ويقضي على الجور و الظلم و العدوان في أرجاء العالم، ويحقّق الرخاء و السعادة و المساواة في دولته الكريمة، ليست مقصورةً على الإسلام ،...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:




'''إنتظار الفرج''' فكرة انتظار    المصلح   العظيم   الذي سينشر  القسط   و العدل   و الإحسان   بظهوره ‌في آخر الزمان، ويقضي على  الجور   و  الظلم  و  العدوان  في  أرجاء  العالم، ويحقّق  الرخاء   و السعادة   و المساواة  في دولته الكريمة،   ليست مقصورةً على  الإسلام   ، ولا  مختصّة   بالشيعة، بل هي فكرة آمن بها أهل  الأديان   السماوية، واعتنقتها معظم  الشعوب  ، فهي نقطة اشتراك   بين جميع الأديان و  المذاهب  ، بيد أنّ الاختلاف   بينهم في تحديد هوية و  مصداق  هذا المصلح المنتظر،   حيث تعتقد  الشيعة   الإمامية   أنّ هذا المصلح المنتظر هو شخص معيّن معروف ولد ليلة النصف من  شعبان   سنة 255 هجرية، <ref> الكافي، ج1، ص514</ref> ولا يزال حيّاً، وهو الإمام محمّد بن الحسن العسكري،  والذي يملأ اللَّه بظهوره الأرض   قسطاً وعدلًا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
'''إنتظار الفرج''' الإنتظار هو التهيوء لتطبيق وتنفيذ الفكرة المهدوية بخروج  المصلح العظيم الذي سينشر  القسط و العدل و الإحسان بظهوره ‌في آخر الزمان، ويقضي على  الجور و لظلم والعدوان في أرجاء العالم، ويحقّق  الرخاء و السعادة والمساواة في دولته الكريمة، وهي ليست مقصورةً على  الإسلام ، ولا  مختصّة بالشيعة، بل هي فكرة آمن بها أهل  الأديان السماوية، واعتنقتها معظم  الشعوب، فهي نقطة اشتراك بين جميع الأديان والمذاهب، بيد أنّ الاختلاف بينهم في تحديد هوية ومصداقهذا المصلح المنتظر، حيث تعتقد  الشيعة الإمامية أنّ هذا المصلح المنتظر هو شخص معيّن معروف ولد ليلة النصف من  شعبان سنة 255 هجرية، <ref> الكافي، ج1، ص514</ref> ولا يزال حيّاً، وهو الإمام محمّد بن [[الإمام الحسن العسكري (ع) في سطور|الحسن العسكري]]، والذي يملأ اللَّه بظهوره الأرض قسطاً وعدلًا بعدما ملئت ظلماً وجوراً.


==الإنتظار لغةً وعرفاً==
الانتظار لغة هو بمعنى التوقّع والترقّب،<ref>لسان العرب، ج14، ص194</ref>. وعرفاً: هو توقّع  مجي‌ء  شخص أو أمر ما للمنتظر، و المراد به هنا هو التوقّع الدائم لظهور الحجّة (عجّل اللَّه تعالى فرجه) لتنفيذ  الهدف المنشود  من إقامة  العدل ونشر  الرحمة في أرجاء المعمورة، وهذا بدوره يولّد إشراقة أمل في  القلوب ، ويحرّض الأفراد على  التزكية و الإصلاح  والسعي  والاستعداد  بالورع والاجتهاد ، ويرغّب في  العمل بالتكاليف الشرعية والفرائض الدينيّة.
والسرّ في ذلك أنّ  الانتظار  يستبطن  التحضّر لمن يُنتظر، فإذا كان الإنسان في انتظار مجي‌ء صديقه  العزيز إليه، فإنّ الانتظار لا ينسجم إلّا مع  تحضير ألوان  الضيافة  له وتنظيف المنزل وتهيئته لقدومه، فهنا يقال بأنّه انتظره بشكل صحيح، وهذا هو المعنى  الصحيح للانتظار، في مقابل بعض من يتصوّر أنّ الشيعة الإمامية يقصدون بالانتظار ترك الواجبات وفعل المحرّمات و الجلوس  مكتوفي الأيدي  لتعجيل  فرج  الإمام الحجّة (عجّل اللَّه تعالى فرجه).


===الانتظار في نصوص أهل البيت ع===
وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا النوع من الانتظار الذي يحقّق شرط الظهور ويمهّد له، بأنّه لا يكون إلّا بالمواظبة  على العمل الصالح و التحلّي  بالورع والاجتهاد، و  الالتزام  بأمر  اللَّه و نهيه ، و الولاية  لأوليائه و البراءة  من أعدائه، فعن  أبي بصير عن  الإمام الصادق عليه السلام  أنّه قال: «... من سُرّ أن يكون من أصحاب  القائم  فلينتظر وليعمل بالورع  ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من  الأجر مثل أجرِ من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها  العصابة المرحومة»<ref> البحار، ج52، ص140، ح 50 </ref>.


==رجحان انتظار الفرج وفضله==
حثّت الكثير من الروايات وأكّدت على فضل  انتظار الفرج واستحبابه، وأنّه أحبّ الأعمال وأفضل  العبادة ، وانتظار فرج الإمام المهدي‌ (عجّل اللَّه تعالى فرجه) هو تطبيق عملي وعيني لفكرة انتظار الفرج عند الشدّة، وذلك عندما يعمّ  الدنيا  الظلم والجور، ويخيّم اليأس على الجميع، ويخمد صوت  العدالة  ، فيكون (المهدي) فرجاً عاماً، يملأ الدنيا عدلًا وقسطاً ورحمةً وخيراً، وفيما يلي نذكر نماذج من تلك الروايات الدالّة على فضل الانتظار عموماً وانتظار فرجه‌ (عجّل اللَّه تعالى فرجه) خصوصاً:


==المراد من انتظاره‌ (عجّل اللَّه تعالى فرجه)==
===قول أمير المؤمنين عليه السلام===
الانتظار لغة <ref>لسان العرب، ج14، ص194. </ref> وعرفاً: هو توقّع  مجي‌ء  شخص أو أمر ما للمنتظر، و  الإرادة|المراد  به هنا هو التوقّع الدائم  الظهور الحجة|لظهور الحجّة  (عجّل اللَّه تعالى فرجه) لتنفيذ  الهدف    المنشود  من إقامة  العدل ونشر  الرحمة  في أرجاء المعمورة، وهذا بدوره يولّد  إشراقة    أمل  في  القلوب  ، ويحرّض الأفراد على  التزكية  و  الإصلاح  و  السعي  و  الاستعداد  بالورع و  الاجتهاد  ، ويرغّب في  العمل  بالتكاليف الشرعية والفرائض الدينيّة.
ما ورد عن  أمير المؤمنين  عليه السلام أنّه قال: «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل العبادة انتظار الفرج». <ref> كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص287،ح6.</ref><ref> البحار، ج52، ص125، ح 11</ref>.و ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح اللَّه، فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللَّه عزّوجلّ انتظار الفرج»<ref> البحار، ج52، ص123، ح 7</ref>.
والسرّ في ذلك أنّ  الانتظار  يستبطن  التحضّر  لمن يُنتظر، فإذا كان الإنسان في انتظار مجي‌ء صديقه  العزيز  إليه، فإنّ الانتظار لا ينسجم إلّامع  تحضير  ألوان  الضيافة  له و  تنظيف  المنزل وتهيئته لقدومه، فهنا يقال بأنّه انتظره بشكل صحيح، وهذا هو  المعنى  الصحيح للانتظار، في مقابل بعض من يتصوّر أنّ الشيعة الإمامية يقصدون بالانتظار ترك الواجبات  وفعل المحرّمات  و  الجلوس  مكتوفي الأيدي  لتعجيل    فرج  الإمام الحجّة (عجّل اللَّه تعالى فرجه).


===الانتظار الحقيقي عند الروايات===
===قول علي بن الحسين عليه السلام===
وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا النوع من الانتظار الذي يحقّق شرط الظهور ويمهّد له، بأنّه لا يكون إلّا بالمواظبة  على العمل الصالح و التحلّي  بالورع والاجتهاد، و  الالتزام    بأمر  اللَّه و  نهيه  ، و  الولاية  لأوليائه و  البراءة  من أعدائه.
ما رواه أبو خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليهما السلام  قال: «... يا أبا خالد، إنّ أهل غيبته، القائلون بإمامته، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان...»، وقال عليه السلام: «انتظار الفرج من أعظم الفرج». <ref> البحار، ج52، ص122، ح 4 </ref>.
فعن أبي بصير  عن الإمام الصادق عليه السلام  أنّه قال: «... من سُرّ أن يكون من أصحاب القائم  فلينتظر وليعمل بالورع  ومحاسن الأخلاق  وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر  مثل أجرِ من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها  العصابة  المرحومة»<ref> البحار، ج52، ص140، ح 50 </ref>.


==رجحان انتظار الفرج وفضله==
حثّت الكثير من الروايات وأكّدت على فضل  انتظار الفرج  واستحبابه، وأنّه أحبّ الأعمال وأفضل  العبادة  ، وانتظار فرج  الإمام المهدي عجل اللّه‌ فرجه الشريف|الإمام المهدي‌ (عجّل اللَّه تعالى فرجه)  هو  تطبيق  عملي وعيني لفكرة انتظار الفرج عند الشدّة، وذلك عندما يعمّ  الدنيا  الظلم والجور، ويخيّم اليأس على الجميع، ويخمد صوت  العدالة  ، فيكون (المهدي) فرجاً عاماً، يملأ الدنيا عدلًا وقسطاً ورحمةً وخيراً.
وفيما يلي نذكر نماذج من تلك الروايات الدالّة على فضل الانتظار عموماً وانتظار فرجه‌ (عجّل اللَّه تعالى فرجه) خصوصاً:
===قول أمير المؤمنين عليه السلام===
ما ورد عن  أمير المؤمنين  عليه السلام أنّه قال: «قال  رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم|رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم  : أفضل العبادة انتظار الفرج». <ref>[http://ar.lib.eshia.ir/27045/1/287/انتظار كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص287، ح 6] .</ref><ref>[http://ar.lib.eshia.ir/11008/52/125/أفضل البحار، ج52، ص125، ح 11.] </ref>
و ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «انتظروا الفرج ولا تيأسوا من  روح الله|روح اللَّه،  فإنّ أحبّ الأعمال إلى اللَّه عزّوجلّ انتظار الفرج». <ref>[http://ar.lib.eshia.ir/11008/52/123/تيأسوا البحار، ج52، ص123، ح 7. ] </ref>
===قول علي بن الحسين عليه السلام===
ما رواه  أبو خالد الكابلي  عن  الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام|علي بن الحسين عليهما السلام  قال: «... يا أبا خالد، إنّ  أهل  زمان  الغيبة|غيبته،  القائلون  الإمامة|بإمامته،  المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان...»، وقال عليه السلام: «انتظار الفرج من أعظم الفرج». <ref>[http://ar.lib.eshia.ir/11008/52/122/أعظم البحار، ج52، ص122، ح 4.] </ref>
===قول الإمام الصادق عليه السلام===
===قول الإمام الصادق عليه السلام===
ما رواه  أبو إبراهيم الكوفي  عن  الإمام الصادق عليه السلام|أبي عبد اللَّه عليه السلام  قال: «... المنتظر للثاني عشر  كالشاهر  سيفه بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يذبّ عنه». <ref>[http://ar.lib.eshia.ir/11008/52/129/المنتظر البحار، ج52، ص129، ح 24.] </ref>
ما رواه  أبو إبراهيم الكوفي  عن  الإمام الصادق عليه السلام|أبي عبد اللَّه عليه السلام  قال: «... المنتظر للثاني عشر  كالشاهر  سيفه بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يذبّ عنه». <ref> البحار، ج52، ص129، ح 24</ref>.
 
===فوائد الانتظار===
===فوائد الانتظار===
وقد جاء هذا  الحث|الحثّ  و  الترغيب  بالانتظار لما فيه من الفوائد الكثيرة التي ذكر بعضها العلماء:
وقد جاء هذا  الحث|الحثّ  و  الترغيب  بالانتظار لما فيه من الفوائد الكثيرة التي ذكر بعضها العلماء:
====إصلاح النفس====
====إصلاح النفس====
أنّ الانتظار يدعو إلى  إصلاح  النفس و  تهذيب    الأخلاق  ، وذلك أنّ المنتظر لا يعدّ من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام وشيعته ولا من  أنصاره  و  أعوانه  إلّاإذا سعى في إصلاح نفسه وتهذيب أخلاقه؛ ليكون قابلًا لصحبة الإمام و  الجهاد  بين يديه. <ref>بداية المعارف الإلهية، ج2، ص183. </ref>
أنّ الانتظار يدعو إلى  إصلاح  النفس و  تهذيب    الأخلاق  ، وذلك أنّ المنتظر لا يعدّ من أصحاب الإمام المهدي عليه السلام وشيعته ولا من  أنصاره  و  أعوانه  إلّاإذا سعى في إصلاح نفسه وتهذيب أخلاقه؛ ليكون قابلًا لصحبة الإمام و  الجهاد  بين يديه. <ref>بداية المعارف الإلهية، ج2، ص183</ref>.


====تهيئة المقدمات لغلبة الإمام على عدوه====
====تهيئة المقدمات لغلبة الإمام على عدوه====
سطر ٣٣: سطر ٣٢:


====المعيشة بالعزة والكرامة====
====المعيشة بالعزة والكرامة====
أنّ الامّة التي تعيش حالة الانتظار تعيش حالة الشعور بالعزّة و  الكرامة  ، فلا تطأطئ رأسها لأعداء اللَّه، ولا تذلّ الجبروت|لجبروتهم  وطغيانهم؛ إذ هي تترقّب وتتطلّع لظهوره المظفّر في كلّ ساعة؛ ولذلك فهي تأنف الذلّ و  الهوان  ، ومثل هذا الشعور يخلق دافعاً قويّاً للمقاومة و  الصمود  والتضحية؛ كي يتمكّن الإمام عند الظهور من  الاستعانة  بهم جنداً له.
أنّ الامّة التي تعيش حالة الانتظار تعيش حالة الشعور بالعزّة و  الكرامة  ، فلا تطأطئ رأسها لأعداء اللَّه، ولا تذلّ لجبروتهم  وطغيانهم؛ إذ هي تترقّب وتتطلّع لظهوره المظفّر في كلّ ساعة؛ ولذلك فهي تأنف الذلّ و  الهوان  ، ومثل هذا الشعور يخلق دافعاً قويّاً للمقاومة و  الصمود  والتضحية؛ كي يتمكّن الإمام عند الظهور من  الاستعانة  بهم جنداً له.
====تحصيل الثواب والأجر====
====تحصيل الثواب والأجر====
تحصيل  الثواب  و  الأجر  على الانتظار، فقد ورد عن أبي بصير  محمد ابن مسلم|ومحمّد ابن مسلم  عن أبي عبد اللَّه عن  الأب|آبائه  عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «المنتظر لأمرنا  المتشحط|كالمتشحّط  بدمه في  سبيل الله|سبيل اللَّه  ». <ref>[http://ar.lib.eshia.ir/27045/1/645/المنتظر كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص645، ح 6. ] </ref>
تحصيل  الثواب  و  الأجر  على الانتظار، فقد ورد عن أبي بصير  محمد ابن مسلم|ومحمّد ابن مسلم  عن أبي عبد اللَّه عن  الأب|آبائه  عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: «المنتظر لأمرنا  المتشحط|كالمتشحّط  بدمه في  سبيل الله|سبيل اللَّه  ». <ref>[http://ar.lib.eshia.ir/27045/1/645/المنتظر كمال الدين وتمام النعمة، ج1، ص645، ح 6. ] </ref>
confirmed
١٬٢٦٦

تعديل