confirmed
٩٩٨
تعديل
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
من منظور [[القرآن الكريم]]، لا يوجد سوى دين واحد إلهي، وجميع الأنبياء جاءوا لنشر وتعزيز هذا الدين الواحد (الشورى/13). وبالتالي، لا يوجد انقطاع أو تناقض بين تعاليم الأنبياء، حيث ليس هناك أي نوع من الفواصل أو التباين (البقرة/136). (البقرة/285)؛ لذلك، الدين الذي أُنزل على الأنبياء من [[آدم أبوالبشر]] إلى [[محمد بن عبدالله (خاتم الانبیا)|النبي الخاتم]] هو واحد، وجوهره هو «التسليم» أمام الرب المتعال وأوامره. | من منظور [[القرآن الكريم]]، لا يوجد سوى دين واحد إلهي، وجميع الأنبياء جاءوا لنشر وتعزيز هذا الدين الواحد (الشورى/13). وبالتالي، لا يوجد انقطاع أو تناقض بين تعاليم الأنبياء، حيث ليس هناك أي نوع من الفواصل أو التباين (البقرة/136). (البقرة/285)؛ لذلك، الدين الذي أُنزل على الأنبياء من [[آدم أبوالبشر]] إلى [[محمد بن عبدالله (خاتم الانبیا)|النبي الخاتم]] هو واحد، وجوهره هو «التسليم» أمام الرب المتعال وأوامره. | ||
لهذا السبب، يُنسب الإسلام والمسلمون إلى الأنبياء السابقين وأتباعهم أيضاً: [[حضرت ابراهیم (ع)|حضرت ابراهيم (عليه السلام)]] و[[حضرت اسماعیل|إسماعيل (عليه السلام)]] ضمن دعائهم لقبول أعمالهم في حضرة الله، يطلبون منه أن يجعلهم من الخاضعين لأوامره<ref>(البقرة/128)</ref>. كما أوصى | لهذا السبب، يُنسب الإسلام والمسلمون إلى الأنبياء السابقين وأتباعهم أيضاً: [[حضرت ابراهیم (ع)|حضرت ابراهيم (عليه السلام)]] و[[حضرت اسماعیل|إسماعيل (عليه السلام)]] ضمن دعائهم لقبول أعمالهم في حضرة الله، يطلبون منه أن يجعلهم من الخاضعين لأوامره<ref>(البقرة/128)</ref>. كما أوصى النبی ابراهيم ويعقوب أبناءهم بالتمسك بالدين، وأوصوهم ألا يموتوا إلا وهم مسلمون<ref>(البقرة/132).</ref>، لأن حقيقة الدين هي التسليم المطلق أمام الله الحكيم وأوامره ونواهيه. | ||
الحواريون أيضاً يقدمون أنفسهم كمسلمين وخاضعين أمام الله الرحمن<ref>(آل عمران/52).</ref>. | الحواريون أيضاً يقدمون أنفسهم كمسلمين وخاضعين أمام الله الرحمن<ref>(آل عمران/52).</ref>. النبی موسى - عليه السلام - استخدم نفس المصطلح لقومه<ref>(يونس/84).</ref>، والنبی يوسف - عليه السلام - أيضاً في دعائه إلى الله، يطلب منه أن يتوفاه وهو مسلم<ref>:(يوسف/101).</ref>، ولهذا السبب، يعتبر القرآن الدين عند الله هو الإسلام فقط<ref>:«إن الدين عند الله الإسلام» (آل عمران/19).</ref>. | ||
لذا، بناءً على الآيات الكريمة المذكورة، فإن الإسلام هو الخضوع لله وأوامره، وهذه الأوامر تم إعلانها للناس بواسطة الأنبياء الإلهيين من الأولين إلى الآخرين. وبالتالي، في ثقافة القرآن، لا يُطلق مصطلح مسلم فقط على أتباع النبي محمد (ص)، بل الإسلام بمعناه الواسع (المعنى اللغوي) هو التسليم المطلق أمام أمر الله وتوحيد كامل خالص من أي نوع من الشرك أو الثنائية، ولهذا السبب يُعرف القرآن الكريم حضرة ابراهيم (ع) بأنه مسلم. | لذا، بناءً على الآيات الكريمة المذكورة، فإن الإسلام هو الخضوع لله وأوامره، وهذه الأوامر تم إعلانها للناس بواسطة الأنبياء الإلهيين من الأولين إلى الآخرين. وبالتالي، في ثقافة القرآن، لا يُطلق مصطلح مسلم فقط على أتباع النبي محمد (ص)، بل الإسلام بمعناه الواسع (المعنى اللغوي) هو التسليم المطلق أمام أمر الله وتوحيد كامل خالص من أي نوع من الشرك أو الثنائية، ولهذا السبب يُعرف القرآن الكريم حضرة ابراهيم (ع) بأنه مسلم. | ||
==المعنى الاصطلاحي للإسلام== | ==المعنى الاصطلاحي للإسلام== | ||
الإسلام في الاصطلاح هو أحد الأديان السماوية، ويُطلق على دين النبي الخاتم | الإسلام في الاصطلاح هو أحد الأديان السماوية، ويُطلق على دين النبي الخاتم محمد بن عبدالله (ص). يمكن القول إن العلاقة بين المعنى الاصطلاحي واللغوي للإسلام هي أن دين الإسلام هو طاعة وخضوع كامل لله، وقبول لأوامره دون أي اعتراض<ref>الوجوه والنظائر، ج 1، ص 248</ref>. سبب تسمية الشريعة الخاتمة بالإسلام هو أن العبد في هذا الدين يخضع لإرادة الله سبحانه وتعالى<ref>طباطبائی، محمدحسین، المیزان فی تفسیر القرآن، قم، دفتر انتشارات اسلامی جامعهٔ مدرسین حوزه علمیه، 1417، ج16، ص 193</ref>. دين الإسلام هو خاتم الأديان وهو أكملها، ومن هنا فإن النبي محمد خاتم الأنبياء<ref>(سورة الأحزاب: 40)</ref> سيبقى حتى نهاية العالم. | ||
==الدين الواحد والشرائع المختلفة== | ==الدين الواحد والشرائع المختلفة== |