٦٢
تعديل
سطر ١٧: | سطر ١٧: | ||
المحققون الذين بحثوا في الماتُريدية والأشاعرة توصلوا إلى ثلاث وجهات نظر. | المحققون الذين بحثوا في الماتُريدية والأشاعرة توصلوا إلى ثلاث وجهات نظر. | ||
* الوجهة الأولى يعتقد بعضهم أنه لا يوجد اختلاف جوهري بين الأشاعرة والماتُريدية وأنهما يتفقان في المبادئ العامة لعلم الكلام. الدكتور فتح الله خليفة وشمس الدين السلفي من مؤيدي هذه النظرية. يكتب الدكتور فتح الله خليفة: "الشيخان من أهل السنة يتبعان منهجًا واحدًا وفي أهم مسائل علم الكلام التي هي موضع خلاف بين الفرق الكلامية متفقان<ref> | * الوجهة الأولى يعتقد بعضهم أنه لا يوجد اختلاف جوهري بين الأشاعرة والماتُريدية وأنهما يتفقان في المبادئ العامة لعلم الكلام. الدكتور فتح الله خليفة وشمس الدين السلفي من مؤيدي هذه النظرية. يكتب الدكتور فتح الله خليفة: "الشيخان من أهل السنة يتبعان منهجًا واحدًا وفي أهم مسائل علم الكلام التي هي موضع خلاف بين الفرق الكلامية متفقان<ref> ماتريدي أبو منصور، كتاب التوحيد، تحقيق ومقدمة دكتور فتح الله خليفة، دار الجامعات المصرية، ص 18 مقدمة</ref>." في الرد عليه، يجب القول إن هذا الادعاء غير دقيق، لأنه من خلال دراسة ومراجعة أعمال هذين المذهبين، نصل إلى اختلافات عديدة بين فهم أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتُريدِي في توضيح المبادئ الكلامية. على سبيل المثال، لا يعطي الأشعري اعتبارًا كبيرًا للفهم العقلي، بل يوجه كل انتباهه نحو النصوص والمتون الدينية. على سبيل المثال، يعتقد في الصفات الخبرية أن الله تعالى له صورة ويد وفقًا لظواهر آيات القرآن<ref>ر، دائرة المعارف الكبرى الإسلامية (مدخل أشعري مع تحرير وتصحيح الجمل).</ref>. لكن بالنسبة للماتُريدِي، للفهم العقلي مكانة خاصة. | ||
* الوجهة الثانية تتعلق بأحمد أمين المصري الذي يعتقد أن لون الاعتزال في المذهب الأشعري أكثر وضوحًا، وذلك لأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال<ref> | * الوجهة الثانية تتعلق بأحمد أمين المصري الذي يعتقد أن لون الاعتزال في المذهب الأشعري أكثر وضوحًا، وذلك لأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال<ref> أحمد أمين مصري، ظهر الإسلام، نشر دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة، ج 4، ص 5-91.</ref>. ثم يذكر لإثبات ادعائه أن الأشعري يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما لا يقبل الماتُريدِي ذلك<ref> أحمد أمين مصري، ظهر الإسلام، نشر دار الكتاب العربي، الطبعة الثالثة، ج 4، ص 5-91</ref>. | ||
في الرد على أقوال أحمد أمين، يجب القول إن استشهاده يجب أن يكون موجهًا نحو أبي منصور الماتُريدِي الذي يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما أبو الحسن الأشعري يعتقد بوجوب نقلي لمعرفة الله، بالإضافة إلى أن أصل ادعاء أحمد أمين بأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال ومن ثم لديه تفكير اعتزالي، غير صحيح. نعم، قضى الأشعري فترة طويلة في مذهب الاعتزال، لكن هذا لا يعني أنه ظل على نفس المنهج والنهج الاعتزالي. | في الرد على أقوال أحمد أمين، يجب القول إن استشهاده يجب أن يكون موجهًا نحو أبي منصور الماتُريدِي الذي يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما أبو الحسن الأشعري يعتقد بوجوب نقلي لمعرفة الله، بالإضافة إلى أن أصل ادعاء أحمد أمين بأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال ومن ثم لديه تفكير اعتزالي، غير صحيح. نعم، قضى الأشعري فترة طويلة في مذهب الاعتزال، لكن هذا لا يعني أنه ظل على نفس المنهج والنهج الاعتزالي. |
تعديل