انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجماعة الإسلامية في باكستان»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٩: سطر ٣٩:


==علاقتها مع السلطة الحاكمة==
==علاقتها مع السلطة الحاكمة==
الجماعة الإسلامية والعلاقة بالسلطة
شهدت علاقة الجماعة الإسلامية في باكستان بالسلطة فترات مد وجزر حسب تقييم الجماعة لسلوك السلطة الحاكمة ومستوى التفاهم بين الطرفين، وإن كان البعض يأخذ على الجماعة "براغماتيتها" و"ارتماءها" في أحضان الجيش باستثناء فترات هدن محدودة.
شهدت علاقة الجماعة الإسلامية في باكستان بالسلطة فترات مد وجزر حسب تقييم الجماعة لسلوك السلطة الحاكمة ومستوى التفاهم بين الطرفين، وإن كان البعض يأخذ على الجماعة "براغماتيتها" و"ارتماءها" في أحضان الجيش باستثناء فترات هدن محدودة.


عرفت باكستان 5 انقلابات عسكرية أبانت عن علاقة الجماعة بالسلطة، فقد عارضت انقلاب الجنرال أيوب خان عام 1958 أول الأمر لتدعمه حين اشتعلت الحرب الهندية الباكستانية الثانية عام 1965، وإعلان أيوب خان "الجهاد المقدس ضد الهند"، ثم عارضته بعد ذلك في تحالف مع قوى سياسية وطنية اتهمته "بتحويل النصر إلى هزيمة على طاولة المفاوضات"، وقدم أيوب خان استقالته تحت ضغط الجماهير عام 1969 وتولى السلطة قائد أركان الجيش محمد يحيى خان.
عرفت باكستان 5 انقلابات عسكرية أبانت عن علاقة الجماعة بالسلطة، فقد عارضت انقلاب الجنرال أيوب خان عام 1958 أول الأمر لتدعمه حين اشتعلت الحرب الهندية الباكستانية الثانية عام 1965، وإعلان أيوب خان "الجهاد المقدس ضد الهند"، ثم عارضته بعد ذلك في تحالف مع قوى سياسية وطنية اتهمته "بتحويل النصر إلى هزيمة على طاولة المفاوضات"، وقدم أيوب خان استقالته تحت ضغط الجماهير عام 1969 وتولى السلطة قائد أركان الجيش محمد يحيى خان.


كانت علاقة الجماعة بالسلطة غير مستقرة، تارة يطبعها الود والتحالف وتارة يطغى عليها التصعيد والتوتر، إلى أن دخلت في حكومة الجنرال ضياء الحق ممثلة بوزير للإعلام، وهو الأمير ميان طفيل محمد، ولم تلبث العلاقة الودية بينهما أن تدهورت بسبب ما اعتبرته الجماعة نكوص الجنرال محمد يحي خان عن وعده بتنظيم انتخابات تضمن الانتقال لحياة سياسية مدنية.
كانت علاقة الجماعة بالسلطة غير مستقرة، تارة يطبعها الود والتحالف وتارة يطغى عليها التصعيد والتوتر، إلى أن دخلت في حكومة الجنرال ضياء الحق ممثلة بوزير للإعلام، وهو الأمير ميان طفيل محمد، ولم تلبث العلاقة الودية بينهما أن تدهورت بسبب ما اعتبرته الجماعة نكوص الجنرال محمد يحي خان عن وعده بتنظيم انتخابات تضمن الانتقال لحياة سياسية مدنية.<ref>[https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/2/5/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86 مقتبس من موقع الجزيرة]</ref>.


دعمت الجماعة انقلاب برويز مشرف عام 1999، واعتبر أميرها أن " تدخل الجيش في الشؤون السياسية جاء بسبب العدوان والجرائم المدنية والسياسية التي ارتكبها كل من نواز شريف وأيوب شيخان ويحيى خان"، واصفا التدخل العسكري بالظاهرة المؤقتة.
دعمت الجماعة انقلاب برويز مشرف عام 1999، واعتبر أميرها أن " تدخل الجيش في الشؤون السياسية جاء بسبب العدوان والجرائم المدنية والسياسية التي ارتكبها كل من نواز شريف وأيوب شيخان ويحيى خان"، واصفا التدخل العسكري بالظاهرة المؤقتة.
شاركت الجماعة في أغلب الانتخابات التي عرفتها باكستان عن طريق ذراعها السياسية "حزب الجماعة الإسلامية"، وبلغ تأثيرها الانتخابي ذروته بعد أن كانت توصف بالجماعة النخبوية، لأن تأثيرها كان ينحصر في صفوف طلاب الجامعات والنقابات المهنية.
واستطاعت الجماعة الإسلامية في باكستان سنة 2002 الحصول على 53 مقعدا في البرلمان، مما جعلها القوة السياسية الثالثة في البلاد، ووصل زعيمها قاضي حسين أحمد إلى البرلمان الفدرالي وحققت فوزا كبيرا في الإقليم الشمالي الغربي (سرحد) وعاصمته بيشاور، أهلها لتشكيل الحكومة الإقليمية.<ref>[https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/2/5/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86 مقتبس من موقع الجزيرة]</ref>.
قاطعت الجماعة انتخابات 2008 معتبرة أن برويز مشرف أجرى انتخابات تحت إشرافه لضمان استمراره في السياسات التي تخدم المصالح الأميركية، وتراجع بعد ذلك التأثير الانتخابي للجماعة الذي لم ينضج بما فيه الكفاية، حيث ظل تأثيرها الانتخابي محدودا مقارنة بقدرتها على الحشد الجماهيري والتأثير في القضايا الإسلامية داخليا وخارجيا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وظهر ضعف الجماعة السياسي والبرلماني في انتخابات 2013-2018 حيث لم تحصل إلا على مقعد واحد في البرلمان، ويرى البعض أن تراجع أداء الجماعة السياسي يعود لغياب الشخصية المؤثرة والمشاكل الداخلية في مناطق مثل دير وسوات في إقليم خيبر بختونخوا، وخرجت الجماعة تقريبا من إقليم البنجاب والسند وبلوشستان وفشلت في جذب أي شخصية مؤثرة تمكنها من تعزيز موقفها سياسيا.<ref>[https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/2/5/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86 مقتبس من موقع الجزيرة]</ref>.
==أهم شخصياتها==
===أبو الاعلى المودودي===
أبو الأعلى المودودي عالم ومفكر وداعية باكستاني، من أبرز أعلام البعث الإسلامي في الهند، ورائد من رواد الصحوة الإسلامية. أسس الجماعة الإسلامية يوم 25 أغسطس/آب 1941، عاش تجربة السجن وحكم عليه بالإعدام. بلغ صيته العالم وبصم تاريخ الحركة الإسلامية بدعوته، وتجاوزت مؤلفاته 100 كتاب، توفي سنة 1979.<ref>[https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/1/30/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AF%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9 مقتبس من موقع الجزيرة]</ref>.


شاركت الجماعة في أغلب الانتخابات التي عرفتها باكستان عن طريق ذراعها السياسية "حزب الجماعة الإسلامية"، وبلغ تأثيرها الانتخابي ذروته بعد أن كانت توصف بالجماعة النخبوية، لأن تأثيرها كان ينحصر في صفوف طلاب الجامعات والنقابات المهنية.
=== ميان طفيل محمد===
إعلان
شارك طفيل في تأسيس الرابطة الإسلامية الباكستانية، وعمل أمينًا عامًا للجماعة الاسلامية أيام المودودي، ثم حل محله عام 1972م أميرًا للجماعة، وأعيد انتخابه أميرا للجماعة الاسلامية في باكستان مرة أخرى عام 1977م، واستمر في منصبه حتى عام 1987م.دخل السجن مع المودودي، وقاوم الاستبداد السياسي في باكستان. وشارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات داخل باكستان وخارجها.
وكان على صلة طيبة مع الإمام الخميني وثورته في ايران، فقد بدء بالشعارات الإسلامية الاصيلة مثل الوحدة الاسلامية وسياسة لا شرقية لا غربية ...اسلامية ..اسلامية...<ref>[https://www.odabasham.net/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%85/123129-%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D9%81%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A مقتبس من موقع رابطة ادباء الشام]</ref>.


واستطاعت الجماعة الإسلامية في باكستان سنة 2002 الحصول على 53 مقعدا في البرلمان، مما جعلها القوة السياسية الثالثة في البلاد، ووصل زعيمها قاضي حسين أحمد إلى البرلمان الفدرالي وحققت فوزا كبيرا في الإقليم الشمالي الغربي (سرحد) وعاصمته بيشاور، أهلها لتشكيل الحكومة الإقليمية.
===السيد منور حسين===
سيد منور سياسي وداعية باكستاني، نشط مبكرا بصفوف الطلبة الشيوعيين، وبعد اطلاعه على كتابات أبو الأعلى المودودي انضم للجماعة الإسلامية ولعب أدوارا بارزة في هياكلها وتنظيماتها لأكثر من خمسة عقود.
انخرط سيد منور في العمل السياسي بمرحلة مبكرة من شبابه، وعندما كان طالبا جامعيا نشط في صفوف اتحاد الطلاب الوطني الذي يمثل الطلبة الشيوعيين بباكستان، وفي عام 1959 انتخب رئيسا لهذا الاتحاد.
لكن المسار السياسي لسيد منور شهد تغيرا جذريا في مرحلة لاحقة عندما احتك بجمعية الطلبة التابعة للجماعة الإسلامية، وبعد قراءاته كتابات أبو الأعلى المودودي انضم رسميا للجماعة في عام 1960.
ومنذ ذلك التاريخ برز سيد منور حسن عنصرا مؤثرا في أنشطة شباب الجماعة وانتخب رئيسا لوحدة طلابها بجامعة كراتشي، ثم رئيسا لفرعها في المدينة ثم شغل مناصب قيادية بالجماعة على المستوى الوطني.
توج سيد منور حسن مسيرته في الجماعة الإسلامية الباكستانية بانتخابه أميرا لها في 28 مارس/آذار 2009 وظل في هذا المنصب حتى 2014.م <ref>[https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2017/9/14/%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9 قتبس من موقع الجزيرة]</ref>.


قاطعت الجماعة انتخابات 2008 معتبرة أن برويز مشرف أجرى انتخابات تحت إشرافه لضمان استمراره في السياسات التي تخدم المصالح الأميركية، وتراجع بعد ذلك التأثير الانتخابي للجماعة الذي لم ينضج بما فيه الكفاية، حيث ظل تأثيرها الانتخابي محدودا مقارنة بقدرتها على الحشد الجماهيري والتأثير في القضايا الإسلامية داخليا وخارجيا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
===سراج الحق===
ويعد السراج الحق الأمير الخامس في تاريخ الجماعة الإسلامية، بعد الشيخ سيد منور حسن الذي تولى المنصب خلفا للمرحوم الشيخ القاضي حسين أحمد عام 2009م عندما قرر الأخير التقاعد نظراً لكبر سنه وظروفه الصحية.
وكان مجلس شورى الجماعة الإسلامية اقترح ثلاثة أسماء لهذا المنصب وهم كل من سراج الحق نائب أمير الجماعة والشيخ لياقت بلوش الأمين العام للجماعة والشيخ سيد منور حسن أمير الجماعة، غير أن الاقتراع السري انتهى بفوز سراج الحق بعد أن حاز على ثقة أغلبية أعضاء الجماعة، وفي 30 مارس 2014، انتخبت الجماعة الإسلامية في باكستان، سراج الحق أميراً جديداً لها لمدة خمس سنوات تنتهي في 2019م، خلفاً للشيخ سيد منور حسن.<ref>[http://www.odabasham.net/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%85/92978-%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8% مقتبس من موقع رابطة ادباء الشام]</ref>.


وظهر ضعف الجماعة السياسي والبرلماني في انتخابات 2013-2018 حيث لم تحصل إلا على مقعد واحد في البرلمان، ويرى البعض أن تراجع أداء الجماعة السياسي يعود لغياب الشخصية المؤثرة والمشاكل الداخلية في مناطق مثل دير وسوات في إقليم خيبر بختونخوا، وخرجت الجماعة تقريبا من إقليم البنجاب والسند وبلوشستان وفشلت في جذب أي شخصية مؤثرة تمكنها من تعزيز موقفها سياسيا.
===حافظ نعيم الرحمن ==
يعتبر حافظ نعيم الرحمن الأمير السادس للجماعة الإسلامية في باكستان خلفا لسراج الحق، سياسي ومهندس باكستاني درس الهندسة وعمل فيها لسنوات. تأثر بأفكار الشيخ أبي الأعلى المودودي وترقى في السلم القيادي للجماعة الإسلامية في باكستان منذ المرحلة الجامعية. فقد شغل منصب رئيس فرعها في كراتشي جنوب البلاد، وتم انتخابه في أبريل/نيسان 2024 أميرا للجماعة خلفا لسراج الحق، الذي قدم استقالته بعد الأداء الهزيل للجماعة في الانتخابات العامة الباكستانية التي عقدت في الثامن من فبراير/شباط من العام نفسه. <ref>[https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2024/2/5/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86 مقتبس من موقع الجزيرة]
</ref>.
confirmed
٦٤٤

تعديل