انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حقيقة السنن وأقسامها»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
 
سطر ١٨: سطر ١٨:
والقرآن في عرض السنن الإلهية وبالخصوص الآيات الكونية لم يكن على نحو جافٍ جامدٍ خالٍ من الشُّعور، بعيدٍ عن العواطف، بل يجعل الإنسان يخالطها شعوراً، وحسّاً، وروحاًً، بحيث يستشعر جلالها وجمالها المفعم، يسوقه إليها من حيث لاتدرى، ويملك عليه السَّمع والبصر، ويأخذ بمجامع القلب، يستغرق الشعور والإحساس ويستثير كوامن النفس. وذام بهدف تربية وتنمية المؤمن شعور الإحساس بهذا الكون الذي يعيش فيه. فكلُّ المخلوقات مليء بالإدراك والإحساس ويسبح هذا الخالق العظيم؛ فقال تعالى: >تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا<.   
والقرآن في عرض السنن الإلهية وبالخصوص الآيات الكونية لم يكن على نحو جافٍ جامدٍ خالٍ من الشُّعور، بعيدٍ عن العواطف، بل يجعل الإنسان يخالطها شعوراً، وحسّاً، وروحاًً، بحيث يستشعر جلالها وجمالها المفعم، يسوقه إليها من حيث لاتدرى، ويملك عليه السَّمع والبصر، ويأخذ بمجامع القلب، يستغرق الشعور والإحساس ويستثير كوامن النفس. وذام بهدف تربية وتنمية المؤمن شعور الإحساس بهذا الكون الذي يعيش فيه. فكلُّ المخلوقات مليء بالإدراك والإحساس ويسبح هذا الخالق العظيم؛ فقال تعالى: >تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا<.   
تعتبر السُّنن الكونية ثابتةً لايمكن للإنسان التَّدخُّل فيها ولا تغييرها، كحركة الأفلاك السَّماوية التي أشار القرآن الكريم لها، وليس باستطاعة الإنسان تغيير حركتها الثابتة؛ وهي تجري بأمر الله الذي لا يقهر: >لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ<.  وعليه يكون مجال فاعلية الإنسان معدوم في وجودها وحركتها وما له منها إلاَّ إكتشافها والعلم بحركتها بعدما جعلت هذه الأفلاك بأمر الله مسخرة لخدمته. ولكنَّ الوحي يمکّن من خلال إعتماد المنهج السنني، ومحاولة الکشف عنه وملاحظة إطّراده في الحياة، من فهم أعمق للإنسان وخلجاته ولمکوِّنات الواقع وتفاعلاته. فحرکة الحياة والأحياء تسير وفق منهج سنني؛ إذ إنَّ الرؤية المستقبلية ونقطة الانطلاق الأساس في النهوض وإبصار المستقبل من خلال مقدّماته، أو التمکّن من تشکيل المستقبل والمداخلة في بنائه؛ ومن ثمَّ تأتي مرحلة التَّسخير والقدرة على المداخلة في المقدَّمات من خلال القانون ذاته.
تعتبر السُّنن الكونية ثابتةً لايمكن للإنسان التَّدخُّل فيها ولا تغييرها، كحركة الأفلاك السَّماوية التي أشار القرآن الكريم لها، وليس باستطاعة الإنسان تغيير حركتها الثابتة؛ وهي تجري بأمر الله الذي لا يقهر: >لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ<.  وعليه يكون مجال فاعلية الإنسان معدوم في وجودها وحركتها وما له منها إلاَّ إكتشافها والعلم بحركتها بعدما جعلت هذه الأفلاك بأمر الله مسخرة لخدمته. ولكنَّ الوحي يمکّن من خلال إعتماد المنهج السنني، ومحاولة الکشف عنه وملاحظة إطّراده في الحياة، من فهم أعمق للإنسان وخلجاته ولمکوِّنات الواقع وتفاعلاته. فحرکة الحياة والأحياء تسير وفق منهج سنني؛ إذ إنَّ الرؤية المستقبلية ونقطة الانطلاق الأساس في النهوض وإبصار المستقبل من خلال مقدّماته، أو التمکّن من تشکيل المستقبل والمداخلة في بنائه؛ ومن ثمَّ تأتي مرحلة التَّسخير والقدرة على المداخلة في المقدَّمات من خلال القانون ذاته.
[[تصنيف: المقالات]]
[[تصنيف: الموضوعات الكلامية]]
[[تصنيف: الكلام]]
٤٬٩٤١

تعديل