Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦
تعديل
Mohsenmadani (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١٣: | سطر ١٣: | ||
لذا لم يكن هذا القول على إطلاقه هو الراجح المعتمد والمستقرّ عند جمهور العلماء من الأُصوليّين والفقهاء الذين فصّلوا فيما يصدر عن الصحابة والتابعين من مأثورات، بين ما هو صادر عنها للنبي صلى الله عليه و آله، وما هو صادر عن آرائهم الذاتية واجتهادهم الخاصّ، وهذا مقول أيضاً في علماء الأُمّة من بعدهم من التابعين وتابعيهم من باب أولى. فجمهور العلماء على أنّ رأي الصحابي ليس بحجّة من متأخّري الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة.<br> | لذا لم يكن هذا القول على إطلاقه هو الراجح المعتمد والمستقرّ عند جمهور العلماء من الأُصوليّين والفقهاء الذين فصّلوا فيما يصدر عن الصحابة والتابعين من مأثورات، بين ما هو صادر عنها للنبي صلى الله عليه و آله، وما هو صادر عن آرائهم الذاتية واجتهادهم الخاصّ، وهذا مقول أيضاً في علماء الأُمّة من بعدهم من التابعين وتابعيهم من باب أولى. فجمهور العلماء على أنّ رأي الصحابي ليس بحجّة من متأخّري الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة.<br> | ||
=== 2 - الاختلاف في رواية السنّة ودرايتها. === | === 2 - الاختلاف في رواية السنّة ودرايتها. === | ||
وإذا ما انتقلنا بالبحث إلى سنّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، فإنّنا سنواجه موارد خلافية تتعلّق بأسانيد الأحاديث ومتونها، وفي ذلك يقول النووي في شرح خطبة مسلم صاحب الصحيح: | وإذا ما انتقلنا بالبحث إلى سنّة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، فإنّنا سنواجه موارد خلافية تتعلّق بأسانيد الأحاديث ومتونها، وفي ذلك يقول النووي في شرح خطبة مسلم صاحب الصحيح: «'''المراد من علم الحديث: تحقيق معاني المتون وتحقيق علم الإسناد والمعلّل، والعلّة عبارة عن معنى في الحديث خفي يقتضي ضعف الحديث مع أنّ ظاهره السلامة منها، وتكون العلّة تارةً في المتن، وتارةً في الإسناد. وليس المراد من هذا العلم مجرّد السماع ولا الإسماع ولا الكتابة، بل الاعتناء بتحقيقه، والبحث عن خفي معاني المتون والأسانيد، والفكر في ذلك، ودوام الاعتناء به، ومراجعة أهل المعرفة، ومطالعة كتب أهل التحقيق فيه'''».<br> | ||
وقد اتّسعت علوم الحديث، حتّى قيل: إنّها تبلغ المئة، وهي تتوزّع على قسمين: علوم السند، والتي تتركّز على دراسة طريق الحديث وأحوال رواته من حيث التوثيق والإسناد، والنسبة إلى الرسول صلى الله عليه و آله أو غيره، وعلوم المتن من حيث دراسة المعنى وشذوذه وإنكاره وعلله واضطرابه.<br> | وقد اتّسعت علوم الحديث، حتّى قيل: إنّها تبلغ المئة، وهي تتوزّع على قسمين: علوم السند، والتي تتركّز على دراسة طريق الحديث وأحوال رواته من حيث التوثيق والإسناد، والنسبة إلى الرسول صلى الله عليه و آله أو غيره، وعلوم المتن من حيث دراسة المعنى وشذوذه وإنكاره وعلله واضطرابه.<br> | ||
ومع أنّ الأُمّة مجتمعة على مبدأ التمسّك بالسنّة النبوية، إلّاأنّ هناك مسائل تفصيلية <br> | ومع أنّ الأُمّة مجتمعة على مبدأ التمسّك بالسنّة النبوية، إلّاأنّ هناك مسائل تفصيلية <br> | ||
سطر ٣٣: | سطر ٣٣: | ||
وقد كان في هؤلاء الزنادقة من يأخذ من شيخ مغفّل كتابه، فيدسّ في كتابه ما ليس من حديثه، فيرويه ذلك الشيخ ظنّاً منه أنّ ذلك من حديثه.<br> | وقد كان في هؤلاء الزنادقة من يأخذ من شيخ مغفّل كتابه، فيدسّ في كتابه ما ليس من حديثه، فيرويه ذلك الشيخ ظنّاً منه أنّ ذلك من حديثه.<br> | ||
ودخل سوق الوضع القصّاصون الذين وضعوا الأحاديث والأخبار والقصص لأسباب سياسية، أو لأسباب معيشية لاجتذاب العامّة.<br> | ودخل سوق الوضع القصّاصون الذين وضعوا الأحاديث والأخبار والقصص لأسباب سياسية، أو لأسباب معيشية لاجتذاب العامّة.<br> | ||
وتطوّر الأمر في القرن الثاني؛ إذ انتشر القصّاصون، وكان همّ أحدهم أن يجيء بالغرائب ويكثر من الرقائق، وإذا كان بعض القصّاصين من أهل العلم والحديث، فإنّ الأمر انتهى في القرن الثالث إلى أنّ اسم القاصّ أصبح لقباً عامّياً مبتذلاً، وأكثر المتصدّرين في الوعظ إنّما يكونون من أهل الحديث والمتّسعين في العلوم، ولا حاجة إلى الكلام عنهم، ولم يزد المتصوّفة في الأخبار إلّاما يزعمون أنّهم احتووه بعلم خاصّ، واللّٰه أعلم بغيبه.<br> | وتطوّر الأمر في القرن الثاني؛ إذ انتشر القصّاصون، وكان همّ أحدهم أن يجيء بالغرائب ويكثر من الرقائق، وإذا كان بعض القصّاصين من أهل العلم والحديث، فإنّ الأمر انتهى في القرن الثالث إلى أنّ اسم القاصّ أصبح لقباً عامّياً مبتذلاً، وأكثر المتصدّرين في الوعظ إنّما يكونون من [[أهل الحديث]] والمتّسعين في العلوم، ولا حاجة إلى الكلام عنهم، ولم يزد المتصوّفة في الأخبار إلّاما يزعمون أنّهم احتووه بعلم خاصّ، واللّٰه أعلم بغيبه.<br> | ||
ومن هذا الطريق دخلت كثير من الموضوعات، خصوصاً في السيرة وقصص الأنبياء والمعاجز والفضائل، فامتلأت الكتب بالأساطير، وتناقلوها واحداً عن واحد، حتّى غدت عند الكثيرين من المسلّمات.<br> | ومن هذا الطريق دخلت كثير من الموضوعات، خصوصاً في السيرة وقصص الأنبياء والمعاجز والفضائل، فامتلأت الكتب بالأساطير، وتناقلوها واحداً عن واحد، حتّى غدت عند الكثيرين من المسلّمات.<br> | ||
وكلّ هذه الأسباب أدّت إلى الاختلاف في قبول الروايات والاعتماد عليها، وبالتالي الاختلاف في الآراء والأفكار المشتقّة منها، وكذلك بعض الأحكام المستنبطة منها.<br> | وكلّ هذه الأسباب أدّت إلى الاختلاف في قبول الروايات والاعتماد عليها، وبالتالي الاختلاف في الآراء والأفكار المشتقّة منها، وكذلك بعض الأحكام المستنبطة منها.<br> | ||
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]] | [[تصنيف: المفاهيم التقريبية]] |