انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عائشة المناعي»

لا ملخص تعديل
 
سطر ٤٢: سطر ٤٢:
<br>ورسولنا الذي نؤمن به جميعاً ونتأسّى به، والذي نتّبع ما يأتينا به وما ينهانا عنه ننتهي، دعانا إلى المحبّة والمودّة والتعاطف فيما بيننا بقوله: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».
<br>ورسولنا الذي نؤمن به جميعاً ونتأسّى به، والذي نتّبع ما يأتينا به وما ينهانا عنه ننتهي، دعانا إلى المحبّة والمودّة والتعاطف فيما بيننا بقوله: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى».
<br>هذا الجسد ليس جسداً مادّياً، وإنّما هو جسد المحبّة والأُخوّة، وهو جسد واحد بأدمغة كثيرة ونفوس متعدّدة وبأشكال مختلفة، متّحدين في إنسانيتهم وأُصول دينهم، لا يناقض تلك الوحدة اختلافهم وتمذهبهم، بل يؤكّد الخالق عزّ وجلّ سنّته ومشيئته في كونه وفي خلقه بأن يجعل الوحدة مقترنة بالاختلاف، ولذلك لم يأمر الخلق أن يكونوا صيغة واحدة تتحرّك في اتّجاه واحد، فقال: وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏ (سورة هود: 118- 119).
<br>هذا الجسد ليس جسداً مادّياً، وإنّما هو جسد المحبّة والأُخوّة، وهو جسد واحد بأدمغة كثيرة ونفوس متعدّدة وبأشكال مختلفة، متّحدين في إنسانيتهم وأُصول دينهم، لا يناقض تلك الوحدة اختلافهم وتمذهبهم، بل يؤكّد الخالق عزّ وجلّ سنّته ومشيئته في كونه وفي خلقه بأن يجعل الوحدة مقترنة بالاختلاف، ولذلك لم يأمر الخلق أن يكونوا صيغة واحدة تتحرّك في اتّجاه واحد، فقال: وَ لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‏ (سورة هود: 118- 119).
<br>والمسلمون كغيرهم من مخلوقات اللَّه يتحقّق فيهم الاختلاف والتنوّع والتعدّد، فاختلفوا في مذاهبهم العقائدية والفقهية بعد انقضاء عهد الرسالة، وباد الكثير من تلك المذاهب، وبقيت واستمرّت إلى زمننا هذا مذاهب أُخرى: [[الحنابلة|حنبلي]] و[[الشافعية|شافعي]] و[[المالكية|مالكي]] و[[الحنفية|حنفي]] من [[أهل السنّة]]، وبقي [[المذهب الإمامي]] الاثنا عشري، وبقي [[المذهب الزيدي]] وأيضاً [[المذهب الإباضي]]، وهذا الاختلاف يعتبره العلماء ثروة فكرية غنية للحضارة الإسلامية، تمنح المسلم فرصاً واسعة لعملية تطبيق الشريعة واختيار الأصلح والأرجح، بما لا يمسّ ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا يمسّ الأُصول الثانبة المتّفق عليها بين أطياف المذاهب... كلّ ذلك والأمر متّسق مع البشرية ومع الدين ومع العقل والمنطق، إلّاأن- وما أشدّ تلك (الأن)!- يتحوّل ذلك الاختلاف وتلك الرحمة إلى تشدّد طائفي ومذهبي، فهذا ما لا يقرّه الدين ولا يفهمه العقل، ذلك التشدّد الذي من خلاله تتبادل عبارت التكفير والتفسيق والتبديع وتزهق من خلاله روح الجوار، تلك خطورة ما بعدها خطورة نقضي بها على‏<br>أنفسنا وديننا بيدنا قبل أن تكون بيد عمرو!<br>هذه المرحلة تعدّ من أخطر مراحل [[التاريخ الإسلامي]] المعاصر، وبقدر تلك الخطورة يزداد احتياجنا إلى إعمال العقل وبشدّة... نحتاج فيها إلى الحوار والمصارحة الهادئة... لا تجريح ولا تكفير ولا إساءة... نحتاج إلى وأد الفتنة وكلّ ما يؤدّي إليها، ولن يكون ذلك إلّا عن طريق الدعوة إلى الوحدة والتقريب... وحين نقول: التقريب، لا نقصد به انصهار أو ذوبان أو دمج مذهب في آخر، فهذه فكرة خيالية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وإنّما نقصد به كما ذكرنا سابقاً الوحدة+ الاختلاف مع دفع الخصومة والعداء بين الأُخوة والأحبّة».
<br>والمسلمون كغيرهم من مخلوقات اللَّه يتحقّق فيهم الاختلاف والتنوّع والتعدّد، فاختلفوا في مذاهبهم العقائدية والفقهية بعد انقضاء عهد الرسالة، وباد الكثير من تلك المذاهب، وبقيت واستمرّت إلى زمننا هذا مذاهب أُخرى: [[الحنابلة|حنبلي]] و[[الشافعية|شافعي]] و[[المالكية|مالكي]] و[[الحنفية|حنفي]] من [[أهل السنّة]]، وبقي [[المذهب الإمامي]] الاثنا عشري، وبقي [[المذهب الزيدي]] وأيضاً [[المذهب الإباضي]]، وهذا الاختلاف يعتبره العلماء ثروة فكرية غنية للحضارة الإسلامية، تمنح المسلم فرصاً واسعة لعملية تطبيق الشريعة واختيار الأصلح والأرجح، بما لا يمسّ ما هو معلوم من الدين بالضرورة ولا يمسّ الأُصول الثانبة المتّفق عليها بين أطياف المذاهب... كلّ ذلك والأمر متّسق مع البشرية ومع الدين ومع العقل والمنطق، إلّاأن- وما أشدّ تلك (الأن)!- يتحوّل ذلك الاختلاف وتلك الرحمة إلى تشدّد طائفي ومذهبي، فهذا ما لا يقرّه الدين ولا يفهمه العقل، ذلك التشدّد الذي من خلاله تتبادل عبارت التكفير والتفسيق والتبديع وتزهق من خلاله روح الجوار، تلك خطورة ما بعدها خطورة نقضي بها على‏<br>أنفسنا وديننا بيدنا قبل أن تكون بيد عمرو!<br>هذه المرحلة تعدّ من أخطر مراحل [[التاريخ الإسلامي]] المعاصر، وبقدر تلك الخطورة يزداد احتياجنا إلى إعمال العقل وبشدّة... نحتاج فيها إلى الحوار والمصارحة الهادئة... لا تجريح ولا تكفير ولا إساءة... نحتاج إلى وأد الفتنة وكلّ ما يؤدّي إليها، ولن يكون ذلك إلّا عن طريق الدعوة إلى الوحدة والتقريب...  
==مقصودنا من التقريب==
وحين نقول: التقريب، لا نقصد به انصهار أو ذوبان أو دمج مذهب في آخر، فهذه فكرة خيالية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وإنّما نقصد به كما ذكرنا سابقاً الوحدة+ الاختلاف مع دفع الخصومة والعداء بين الأُخوة والأحبّة».
<br>
<br>
[[تصنيف:روّاد التقريب]]
[[تصنيف:روّاد التقريب]]
[[تصنيف: الشخصيات ]]
[[تصنيف: الشخصيات ]]
٤٬٩٤١

تعديل