الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبد المجيد عبّاس»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٢٨: سطر ٢٨:
|}
|}
</div>
</div>
الشيخ عبد المجيد عبّاس يحيى‏: أحد الوجوه العلمائية البارزة في [[سوريا]]، وهو رئيس [[مكتب أهل البيت]] عليهم السلام الإسلامي الشرعي في مدينة [[حمص]]، وإمام الجمعة فيها.
'''الشيخ عبد المجيد عبّاس يحيى‏''': أحد الوجوه العلمائية البارزة في [[سوريا]]، وهو رئيس مكتب أهل البيت عليهم السلام الإسلامي الشرعي في مدينة [[حمص]]، وإمام الجمعة فيها.
<br>عُرف بأنّه رجل [[التقريب]] في المدينة، فهو لا يزال يدعو [[الوحدة بين المسلمين|للوحدة بين المسلمين]] كخيار استراتيجي لا تكتيكي منذ عقود من العمل التبليغي في المنطقة.
<br>عُرف بأنّه رجل [[التقريب]] في المدينة، فهو لا يزال يدعو [[الوحدة بين المسلمين|للوحدة بين المسلمين]] كخيار استراتيجي لا تكتيكي منذ عقود من العمل التبليغي في المنطقة.
<br>يقول في لقاء أجرته معه [[مجلّة المرفأ|مجلّة «المرفأ»]]: «بدايةً ينبغي أن نفرّق هنا بين القيمة التي حاول الدين الإسلامي كنظام اجتماعي ترسيخها في المجتمع، وبين الحالة التي يرزح تحتها المجتمع المسلم... وبعبارةٍ أُخرى‏: أن لا نخلط بين عظمة النظرية والفشل في تطبيقها، فالمجتمع المسلم بات يعيش إحدى أكثر المراحل ظلاماً في مسيرته الحضارية؛ إذ لا يخفى‏ على أحدٍ ذلك الانقسام والتمزّق الذي تعيشه بعض طوائف هذا المجتمع، ممّا أودى به إلى مهاوي التكفير والعنف وسفك الدماء!<br>ويذكّرنا هذا الحال بقول أمير الكلام علي عليه السلام مخاطباً قومه المشابهين لقومنا اليوم:<br>«إنّه ليُميت القلب ويجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم، فقيحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَون ولا تَغزُون، ويعصّ اللَّه وترضون!». وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث انقلب المجتمع مزقاً ودويلات، وسكر أبناؤه بخمرة الفوارق والخصوصيات، فأقعدتهم حالة الفرقة والخلاف هذه، وأوقع بينهم الشيطان الأكبر والأصغر العداوة والبغضاء، وأثار الفتن والنعرات المذهبية، وجعل بأسهم بينهم! فحوّلوا الاختلاف والتنوّع الفكري والثقافي الذي يمنح الإسلام طاقة تطوّرية خلّاقة قادرة على مواكبة مستحدثات الأُمور ومستجدّاتها في كلّ زمان ومكان عبر الأجيال والحضارات المتعاقبة، خصوصاً إذا علمنا أنّ الأيّام حبالى بلون كلّ عجيبة... حوّلوا ذلك إلى خلاف عقيم مميت لدينهم ودنياهم، متناسين نبيّهم صلى الله عليه و آله حين قال بأنّ:<br>«اختلاف أُمّتي رحمة».
<br>يقول في لقاء أجرته معه [[مجلّة المرفأ|مجلّة «المرفأ»]]: «بدايةً ينبغي أن نفرّق هنا بين القيمة التي حاول الدين الإسلامي كنظام اجتماعي ترسيخها في المجتمع، وبين الحالة التي يرزح تحتها المجتمع المسلم... وبعبارةٍ أُخرى‏: أن لا نخلط بين عظمة النظرية والفشل في تطبيقها، فالمجتمع المسلم بات يعيش إحدى أكثر المراحل ظلاماً في مسيرته الحضارية؛ إذ لا يخفى‏ على أحدٍ ذلك الانقسام والتمزّق الذي تعيشه بعض طوائف هذا المجتمع، ممّا أودى به إلى مهاوي التكفير والعنف وسفك الدماء!<br>ويذكّرنا هذا الحال بقول أمير الكلام علي عليه السلام مخاطباً قومه المشابهين لقومنا اليوم:<br>«إنّه ليُميت القلب ويجلب الهمّ اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم، فقيحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون، وتُغزَون ولا تَغزُون، ويعصّ اللَّه وترضون!». <br>
وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث انقلب المجتمع مزقاً ودويلات، وسكر أبناؤه بخمرة الفوارق والخصوصيات، فأقعدتهم حالة الفرقة والخلاف هذه، وأوقع بينهم الشيطان الأكبر والأصغر العداوة والبغضاء، وأثار الفتن والنعرات المذهبية، وجعل بأسهم بينهم! فحوّلوا الاختلاف والتنوّع الفكري والثقافي الذي يمنح الإسلام طاقة تطوّرية خلّاقة قادرة على مواكبة مستحدثات الأُمور ومستجدّاتها في كلّ زمان ومكان عبر الأجيال والحضارات المتعاقبة، خصوصاً إذا علمنا أنّ الأيّام حبالى بلون كلّ عجيبة... حوّلوا ذلك إلى خلاف عقيم مميت لدينهم ودنياهم، متناسين نبيّهم صلى الله عليه و آله حين قال بأنّ:<br>«اختلاف أُمّتي رحمة».
<br>إنّ المولى الكريم قد جعل للمسلمين منهجاً بيّناً ومحوراً جامعاً يستند إليه الجميع، وهو قول في القرآن الكريم: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ‏ (سورة النساء:<br>59)، ثمّ‏ إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ (سورة الإسراء: 9)، ولهذا فإنّ النزاع واستحكامه إذا كان وارداً وحاصلًا بين غير المسلمين فلا مبرّر له بينهم، وللَّه على‏<br>الناس الحجّة البالغة.
<br>إنّ المولى الكريم قد جعل للمسلمين منهجاً بيّناً ومحوراً جامعاً يستند إليه الجميع، وهو قول في القرآن الكريم: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ‏ (سورة النساء:<br>59)، ثمّ‏ إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ (سورة الإسراء: 9)، ولهذا فإنّ النزاع واستحكامه إذا كان وارداً وحاصلًا بين غير المسلمين فلا مبرّر له بينهم، وللَّه على‏<br>الناس الحجّة البالغة.
<br>وإذا كان المولى سبحانه قد شخّص داء هذه [[الأُمّة الإسلامية]] وألمح إلى سرّ ضعفها أمام التحدّيات الكبرى التي جعلت دماء المسلمين تسيل أودية في معظم أصقاعهم، فباتت تداس مقدّساتهم ظلماً وعدواناً في بلادهم استخفافاً واستهانة بهم، وأنّ سبب ذلك كلّه هو التنازع والفرقة... فقد وصف اللَّه عزّ وجلّ الدواء الشافي المتمثّل ب[[الوحدة الإسلامية]] العالمية مع علمه بكلّ ما في [[الأُمّة]] من اختلاف وتنوّع في الآراء والأفكار والمدارس الإسلامية والاجتهادات المشروعة في صميم التشريع الإسلامي، صادعاً في قرآنه العظيم بأنّ: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ‏ (سورة الأنبياء: 92)، وقال تعالى في مكان آخر: وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏ (سورة الأنفال: 46).
<br>وإذا كان المولى سبحانه قد شخّص داء هذه [[الأُمّة الإسلامية]] وألمح إلى سرّ ضعفها أمام التحدّيات الكبرى التي جعلت دماء المسلمين تسيل أودية في معظم أصقاعهم، فباتت تداس مقدّساتهم ظلماً وعدواناً في بلادهم استخفافاً واستهانة بهم، وأنّ سبب ذلك كلّه هو التنازع والفرقة... فقد وصف اللَّه عزّ وجلّ الدواء الشافي المتمثّل ب[[الوحدة الإسلامية]] العالمية مع علمه بكلّ ما في [[الأُمّة]] من اختلاف وتنوّع في الآراء والأفكار والمدارس الإسلامية والاجتهادات المشروعة في صميم التشريع الإسلامي، صادعاً في قرآنه العظيم بأنّ: إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ‏ (سورة الأنبياء: 92)، وقال تعالى في مكان آخر: وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏ (سورة الأنفال: 46).
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٥

تعديل