انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صراع المذاهب الكلامية والفقهية»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
 
سطر ١: سطر ١:
'''صراع المذاهب الكلامية والفقهية''': أحد أبرز تحدّيات وموانع [[الوحدة]]، وهو من المشاكل التي تواجه [[الأمّة الإسلامية]] في مسيرتها الوحدوية. وتسلّط هذه المقالة الضوء على هذا المبحث.
'''صراع المذاهب الكلامية والفقهية''': أحد أبرز تحدّيات وموانع [[الوحدة]]، وهو من المشاكل التي تواجه [[الأمّة الإسلامية]] في مسيرتها الوحدوية. وتسلّط هذه المقالة الضوء على هذا المبحث.


إنّ المسلمين ينقسمون في [[المذاهب الكلامية]] إلى طوائف، مثل: [[الأشاعرة]] و[[المعتزلة]] و[[الماتريدية]] و[[الشيعة]]. والشيعة تنقسم بدورها إلى [[الزيدية]] و[[الإسماعيلية]] و[[الاثني عشرية]]، فكيف يمكن [[توحيد الكلمة]] مع سيادة هذه المناهج الكلامية عليهم؟!
إنّ المسلمين ينقسمون في [[المذاهب الكلامية]] إلى طوائف، مثل: [[الأشاعرة]] و[[المعتزلة]] و[[الماتريدية]] و[[الشيعة]]، والشيعة تنقسم بدورها إلى [[الزيدية]] و[[الإسماعيلية]] و[[الاثني عشرية]]، فكيف يمكن [[توحيد الكلمة]] مع سيادة هذه المناهج الكلامية عليهم؟!


والحقّ أنّ هذه المذاهب تتراءى في بادئ النظر سدّاً منيعاً بوجه الوحدة، ولكن بالنظر إلى أواصر الوحدة تبدو وكأنّها موانع ضعيفة لا تصدّ المسلمين عن التمسّك بأهداب الوحدة على كافّة الأصعدة.
والحقّ أنّ هذه المذاهب تتراءى في بادئ النظر سدّاً منيعاً بوجه الوحدة، ولكن بالنظر إلى أواصر الوحدة تبدو وكأنّها موانع ضعيفة لا تصدّ المسلمين عن التمسّك بأهداب الوحدة على كافّة الأصعدة.


أمّا المناهج الكلامية فجوهر [[الاختلاف]] فيها يرجع إلى مسائل كلامية لا عقائدية، مثلاً: إنّ الأشاعرة والمعتزلة يختلفون في المسائل التالية: هل صفاته تعالى عين ذاته أو زائدة عليها؟ هل القرآن الكريم قديم أو حادث؟ هل أفعال العباد مخلوقة لله أو للعباد؟ هل يمكن رؤية الله في الآخرة أو هي ممتنعة؟ إلى غير ذلك من أمثال هذه المسائل.. ومع تثمين جهود الطائفتين فالاختلاف فيها اختلاف في مسائل عقلية لا يناط بها [[الإسلام]] ولا [[الكفر]]، فالمطلوب من المسلم اعتقاده بكونه سبحانه عالماً وقادراً، وأمّا كيفية العلم والقدرة بالزيادة أو العينية فليس من صميم الإسلام، فلكلّ مجتهد دليله ومذهبه، كذلك [[القرآن]] هو معجزة النبي (صلّى الله عليه وآله) وكتابه سبحانه، فليس الحدوث والقدم من صميم العقيدة، وقس على ذلك ما تلوناه عليك من المسائل.
أمّا المناهج الكلامية فجوهر [[الاختلاف]] فيها يرجع إلى مسائل كلامية لا عقائدية.. مثلاً: إنّ الأشاعرة والمعتزلة يختلفون في المسائل التالية: هل صفاته تعالى عين ذاته أو زائدة عليها؟ هل القرآن الكريم قديم أو حادث؟ هل أفعال العباد مخلوقة لله أو للعباد؟ هل يمكن رؤية الله في الآخرة أو هي ممتنعة؟ إلى غير ذلك من أمثال هذه المسائل.. ومع تثمين جهود الطائفتين فالاختلاف فيها اختلاف في مسائل عقلية لا يناط بها [[الإسلام]] ولا [[الكفر]]، فالمطلوب من المسلم اعتقاده بكونه سبحانه عالماً وقادراً، وأمّا كيفية العلم والقدرة بالزيادة أو العينية فليس من صميم الإسلام، فلكلّ مجتهد دليله ومذهبه، كذلك [[القرآن]] هو معجزة النبي (صلّى الله عليه وآله) وكتابه سبحانه، فليس الحدوث والقدم من صميم العقيدة، وقس على ذلك ما تلوناه عليك من المسائل.


وأمّا المناهج الفقهية فالمشهور هي [[المذاهب الأربعة]] مضافاً إلى الزيدية و[[الجعفرية]]، فهذه المذاهب الستّة مذاهب فقهية، والاختلاف يرجع إلى الاختلاف في فهم الآية والرواية، فلو اختلفوا فإنّما يختلفون في فهم الكتاب والسنّة، وهذا إنّ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على اهتمامهم بهما وإمعانهم في فهمهما، والاختلاف أمر طبيعي، خصوصاً بعد مضي أربعة عشر قرناً من عصر الإسلام.
وأمّا المناهج الفقهية فالمشهور هي [[المذاهب الأربعة]] مضافاً إلى الزيدية و[[الجعفرية]]، فهذه المذاهب الستّة مذاهب فقهية، والاختلاف يرجع إلى الاختلاف في فهم الآية والرواية، فلو اختلفوا فإنّما يختلفون في فهم الكتاب والسنّة، وهذا إنّ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على اهتمامهم بهما وإمعانهم في فهمهما، والاختلاف أمر طبيعي، خصوصاً بعد مضي أكثر من أربعة عشر قرناً من عصر الإسلام.


ولكن اختلافهم في المناهج الفقهية لا يمسّ بصميم الفقه الإسلامي، فهل هناك مَن يرى صلاة الفجر ثلاث ركعات أو يرى صلاة الظهر والعصر غير أربع ركعات؟! وليس الاختلاف وليد اليوم، بل بدأ الاختلاف بعد رحيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبسط المسائل الفقهية، كعدد التكبيرات على الميّت، إلى أعمقها، فالاختلاف الموروث إنّما هو اختلاف في فهم النصوص لا في رفض النصوص وردّها.
ولكن اختلافهم في المناهج الفقهية لا يمسّ بصميم الفقه الإسلامي، فهل هناك مَن يرى صلاة الفجر ثلاث ركعات أو يرى صلاة الظهر والعصر غير أربع ركعات؟! وليس الاختلاف وليد اليوم، بل بدأ الاختلاف بعد رحيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبسط المسائل الفقهية، كعدد التكبيرات على الميّت، إلى أعمقها، فالاختلاف الموروث إنّما هو اختلاف في فهم النصوص لا في رفض النصوص وردّها.
٢٬٧٩٦

تعديل