اللغة العربية

اللغة العربية هي اللغة الأولى في العالم الإسلامي.

التاريخ

يمكن تقسيم تاريخ اللغة العربية إلى ما قبل وبعد الإسلام. في العصور السابقة للإسلام، كانت اللغة العربية تُقسم إلى فرعين: العربية الجنوبية والعربية الشمالية. كانت العربية الجنوبية تُستخدم في المناطق المحيطة باليمن الحالي، وتأثرت بالتواصل مع المصريين القدماء والحضارة الفينيقية. ومع ظهور الإسلام، بدأت هذه اللغة تتلاشى تدريجياً، ليحل محلها العربية الشمالية التي هي أساس العربية الحديثة، وتُعرف الآن بالعربية الكلاسيكية.

اللغات السامية

توجد آراء متباينة حول مكانة اللغة العربية بين اللغات السامية الغربية. يراها البعض جزءاً من الشجرة الشمالية الغربية، بينما يعتبرها آخرون جزءاً من الشجرة الجنوبية الشرقية. ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن العربية تتمتع بخصائص مشتركة مع السامية الشمالية الغربية والجنوبية، ولذلك يفضل البعض تسميتها السامية المركزية أو السامية المركزية-الجنوبية. تحتوي اللغة العربية على لهجتين رئيسيتين: 1. اللهجة الشرقية في السعودية، اليمن، الكويت، عمان، الإمارات العربية المتحدة، العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، مصر، السودان، تشاد، نيجيريا، وكذلك بين بعض الأشخاص في أفغانستان وأوزبكستان؛ 2. اللهجة الغربية في ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا. يُعتبر المالطية أيضاً نوعاً من اللهجة الغربية، لكن تظهر فيها بعض خصائص اللهجة الشرقية. يعتبر بعض اللغويين المالطية لغة مستقلة، لكنها قريبة من العربية. تأثرت هذه اللغة كثيراً باللغات الأوروبية، وخاصة الإيطالية.

نظراً لأن العربية هي لغة الدين الإسلامي، فقد دخلت آلاف الكلمات من هذه اللغة إلى اللغات الإيرانية (مثل الفارسية، الكردية، البشتو)، والتركية، والهندية (بما في ذلك الأردية، البنغالية) والأفريقية (مثل الهوسا والسواحيلية). يمكن ملاحظة تأثير اللغة العربية في الفارسية في نظام الأصوات وهيكل القواعد أيضاً.

قبل دخول الإسلام إلى إيران، كانت هناك قبائل من بني تميم تعيش في خوزستان، ولكن بعد الإسلام، تدفقت قبائل عربية إلى إيران واستقر بعضها في مناطق مختلفة. تدريجياً، نسوا لغتهم الأم، بحيث أن أحفادهم الآن في أقاليم أذربيجان، إصفهان، خراسان، قم، كردستان ولرستان يتحدثون إحدى اللغات التركية الأذربيجانية، الفارسية أو الكردية. ومع ذلك، حتى وقت قريب، كانت توجد قرى ناطقة بالعربية في محافظة خراسان بالقرب من سرخس، تربت حيدريه، قائن، وخاصة في دهستانات عربخانه، نهارجانات ونهبندان بالقرب من بيرجند.

حالياً، يعيش معظم الناطقين بالعربية في إيران في محافظة خوزستان وعلى سواحل إيران الجنوبية. ذكر عزيزي بني الطرف 160 قبيلة وعشيرة عربية في خوزستان. يجب اعتبار العربية الخوزستانية نوعاً من اللهجة الشرقية للغة العربية. يوجد مثال على تأثير اللغة الفارسية في العربية الخوزستانية، وهو وجود صوت "چ" فيها (مثل: عساچره بدلاً من عساکره، عچرش بدلاً من عجرش).

الخط العربي، كما ذُكر سابقاً في قسم اللغات الإيرانية، مستمد من الخط النبطي، الذي هو نفسه صورة متطورة من الخط الآرامي.

اللغة العربية والعلوم الإسلامية

إذا قبلنا أن اللغة هي الأساس لكل ثقافة وأن الكلمات هي التي تشكل حياتنا وتعطي معنى لعالمنا، فإن أهمية ودور اللغة في الحفاظ على القيم والمعتقدات الدينية وتطوير الثقافة سيكون واضحاً. هذا الأمر واضح لأولئك الذين لديهم معرفة متوسطة بالقضايا الثقافية وبنيتها التحتية.

من خلال التأمل قليلاً في موضوعات علم اللغة، سنكتشف تأثير اللغة في الحفاظ على الثقافة ودورها في تآكل الروابط الثقافية. اللغة العربية هي ظل وسر اللغة الفارسية. العلاقة والترابط بين هاتين اللغتين وتأثيرهما المتبادل لا يمكن إنكاره. إذا فقدت اللغة العربية، لأي سبب كان، دورها ومكانتها، ستتعرض الثقافة الدينية والاجتماعية لأزمة خطيرة.

اللغة العربية والاجتهاد

عملية اكتساب القدرة على استنباط الأحكام الشرعية، أو بعبارة أخرى، الاجتهاد والفقاهة، تتكون من أجزاء ومراتب تشكل كأنها منظومة، حيث أن القدرة والتنظيم فيها يؤديان إلى تحقيق ذلك؛ بحيث أن النقص أو الضعف في أحد الأجزاء يؤدي إلى انهيار تلك المنظومة. الأدب العربي هو أحد الأجزاء المهمة لهذه المنظومة.

لدى الأدب العربي مكانة خاصة في هذا المجال من ناحيتين:

1. دراسة العلوم الأساسية للفقاهة والكتب الفقهية.
2. فهم النصوص الدينية القيمة (القرآن والأحاديث).

جميع الكتب العلمية الأساسية والكتب الفقهية الأصيلة التي تحتوي على أبواب الفقه والبحوث والدراسات التعليمية، والتي تساعد على فهم ونمو معرفة الفقه للطلاب، مكتوبة باللغة العربية، وفهم اللغة العربية هو الخطوة الأولى لدراسة مضامينها، كما أن اللغة التي تُكتب بها النصوص القيمة للمصادر الفقهية، وهي القرآن والأحاديث، هي العربية؛ لذلك، فإن دراسة الأدب العربي بشكل مناسب تلعب دوراً مهماً جداً في عملية الفقه ومنظومة الاستنباط.