الراوندية
راوندية هم أتباع عبد الله الراوندي. ومن الجدير بالذكر أن هذه الطائفة لم تكن لها علاقة بـ محمد بن إسحاق الراوندي، المتكلم الشهير في القرن التاسع الهجري. وكان معظم أتباع عبد الله الراوندي من الغلاة وأهل خراسان. من وجهة نظر بعضهم، كانوا أتباع أبي الحسين أحمد بن يحيى الراوندي، ومن وجهة نظر أخرى، يعتبرون أصدقاء عبد الله بن حرب الكندي الكوفي الراوندي من أهل خراسان الذين كانوا يؤمنون بـ تناسخ الأرواح[١].
العقائد
تعتبر هذه الفرقة من فروع الشيعة العباسية، حيث كانوا يعتقدون أن النبي (صلى الله عليه وآله) عيّن بعده عمه عباس بن عبد المطلب إمامًا. كما كانوا ينادون منصور إلههم، ويعتبرون حاكم مكة مظهرًا لجبرائيل، وقائد حراس الخليفة مظهرًا لتجلّي روح آدم.
في كلام الطبري
يكتب الطبري: كان الراوندية يعتقدون أن عثمان بن نهیک مظهر آدم، وهثيم بن معاوية مظهر جبرائيل. وكان الراوندية، على ما يبدو، يقبلون آراء "مزدك" حول اشتراك النساء. وكانوا يعتقدون أنهم يمتلكون قوى إعجازية، وبعضهم كان يتساقط من الأماكن العالية ويتقطع بسبب حماقتهم.
كما يقول النوبختي: في الوقت الذي كان فيه الراوندية يؤمنون بألوهية منصور، كانوا يقولون إنه ربنا، كما أن الأنبياء والرسل قد طلبوا قتل كل واحد من مخلوقاته، وأنه سيقضي علينا أيضًا، كما قضى على بعضهم بإسقاط البيوت عليهم، والبعض في الماء، ومجموعة في براثن الوحوش، وآخرين بموت مفاجئ، وأسباب أخرى، ولم يكن لأحد القدرة على السؤال أو الاعتراض عليه. ويضيف النوبختي أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن حنفية أوصى بأن يكون محمد بن علي بن عبد الله بن عباس خليفته بعده، ويقال إن محمد بن علي هو الإمام، والرب العظيم، والعالم بكل شيء، ومن يعرفه يمكنه القيام بكل شيء، وهؤلاء الغلاة والمبالغون هم الراوندية.
المواجهة مع منصور الخليفة العباسي
كتب أنه لم يكن لمنصور الخليفة العباسي تعامل جيد مع الراوندية، ولم يهتم باحترامهم وطاعتهم، بل حتى سجن مئتي من خيارهم. وقد أدت هذه الحادثة إلى أن منصور أصبح في نظرهم غير محترم، ولم يعد يعتبرونه إلهًا، بل اعتبروه خليفة غاصب. لذلك، دبروا مكيدة لقتل منصور، وتحركوا مع تابوت فارغ في طريقهم إلى السجن، حتى لا يشعر أحد بمقصدهم، وتظاهروا بأنهم يحملون جثة لدفنها في المقبرة، وعندما وصلوا إلى السجن، كسروا الأبواب وأطلقوا سراح كبارهم، ثم هاجموا قصر الخليفة، ولو لم يتدخل معن بن زائدة الشيباني لمساعدة الخليفة، لكان منصور قد قُتل في تلك الأثناء[٢][٣][٤][٥][٦][٧].
الهوامش
- ↑ محمد جواد مشكور، ثقافة الفرق الإسلامية، مشهد، منشورات آستان قدس رضوي، سنة 1993 م، الطبعة الثانية، ص 200.
- ↑ محمد جواد مشكور، نفس المصدر.
- ↑ سعد بن عبدالله الأشعري القمي، المقالات والفرق، تحقيق محمد جواد مشكور، طهران، ص 181.
- ↑ حسن بن موسى النوبختي، فرق الشيعة، ترجمة وتحقيق محمد جواد مشكور، طهران، منشورات علمية وثقافية، ص 33-52.
- ↑ علي بن حسين المسعودي، مروج الذهب، سنة 1963 م، ج 3.
- ↑ محمد بن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 3، ص 129-133.
- ↑ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، سنة 1970 م، ج 13، ص 235.
