الثعالبة
الثعالبة فرقة من الخوارج وأتباع ثعلبة بن عامر أو ثعلبة بن مشكان.
تاريخ التأسيس
من المؤكد أن تاريخ تشكيل الفرقة يعود إلى بعد أبو حنيفة، حيث أنهم اتبعوا بعض آراء أبي حنيفة، وعبد الكريم عجرد تابع عطية الأسود اليماني الذي كان أيضًا حنفيًا.
تعريف
تُعرف هذه الفرقة أيضًا باسم ثعلبية[١][٢] وأحيانًا يُخطأ في تسميتها بـ "تغلبية"[٣]. في معظم المصادر، يُعتبر الثعالبة مجموعة منشقة من العَجارِدة، ويقال إن ثعلبة كان من أتباع عبد الكريم بن عجرد[٤][٥][٦].
سبب الانفصال عن ابن عجرد
يُعتبر اختلاف الرأي بين ثعلبة وابن عجرد حول الأطفال هو سبب انفصالهما. يرى ابن عجرد أنه يجب البراءة من الأطفال قبل أن يبلغوا، بينما يعتقد ثعلبة أنه يجب حب الأطفال ما لم ينكروا الحق، لأنه لا يوجد حكم خاص بشأن محبتهم أو عداوتهم، وإذا لم يقبل الطفل الإسلام بعد البلوغ، يصبح كافرًا. هؤلاء يعتقدون أن سورة يوسف ليست جزءًا من القرآن، بل هي مجرد قصة. وقد برز اختلاف رأيهم في مسألة خطبة فتاة صغيرة، مما أدى إلى انفصالهما[٧][٨][٩]. وكانت القصة كالتالي: طلب رجل من العجاردة يد ابنة ثعلبة، فقال ثعلبة: حدد المهر. أرسل الخاطب امرأة إلى والدة الفتاة لتسألها إن كانت الفتاة بالغة أم لا. إذا كانت قد بلغت، فعليها أن تصف الإسلام كما هو معترف به أمام العجاردة، لكي يدفع أي مهر لها. قالت والدة الفتاة: إنها امرأة مسلمة وهي في ولايتنا، سواء كانت بالغة أم لا. عندما وصلت هذه الأخبار إلى عبد الكريم عجرد وثعلبة بن مشكان، قال عبد الكريم: يجب البراءة من الأطفال حتى لا يبلغوا. فقال ثعلبة: يجب علينا أن نحبهم، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، طالما أنهم لم ينكروا الحق. وعندما وصلت الأمور إلى هذه النقطة، انفصل العجاردة عن ثعلبة وأسسوا فرقة جديدة تُسمى الثعالبة[١٠].
العقائد
نُسبت إلى الثعالبة وأتباعها عقائد، من بينها أنه يجوز أخذ الزكاة من العبيد (العبيد) عندما يكونون أغنياء، وإعطاؤهم الزكاة عندما يكونون فقراء.[١١][١٢]. كما قيل إن الثعالبة كانوا ينكرون القضاء والقدر الإلهي.[١٣][١٤][١٥] كما كانوا يرون أن الأطفال يشاركون آباءهم في العذاب.[١٦].
الهوامش
- ↑ ابن جوزي، تلبیس ابلیس، بیروت، سال 1368 م، ج ۱، ص۲۰.
- ↑ رسالة معرفة المذاهب، ج ۱، ص ۷۹.
- ↑ محمد جواد مشکور، سبعون وثلاثة ملل أو اعتقادات مذاهب: رسالة في فرق الإسلام من آثار القرن الثامن الهجري، طهران، انتشارات عطایی، سال ۱۳۳۷ ش، ص ۴۱.
- ↑ أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين، انتشارات هلموت ريتر، ویسبادن، سال 1980 م، ج ۱، ص ۹۷.
- ↑ عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الفرق بين الفرق، بیروت، دار الكتب العلمية، (بی تا)، ج ۱، ص ۸۰.
- ↑ محمد بن عبدالکریم شهرستاني، الملل والنحل، بیروت، سال 1986 م، ج ۱، ص ۱۳۱.
- ↑ أبو الحسن الأشعري، همان، ج ۱، ص ۹۷.
- ↑ عبد القاهر بن طاهر البغدادي، همان، ج ۱، ص ۱۰۰.
- ↑ محمد بن عبدالکریم شهرستاني، همان، ج ۱، ص ۱۳۱.
- ↑ محمد جواد مشکور، فرهنگ فرق اسلامی، مشهد، انتشارات آستان قدس رضوي، سال 1372 ش، چ اول، ص ۱۲۹.
- ↑ أبو الحسن الأشعري، همان ، ج ۱، ص ۹۸.
- ↑ محمد بن عبدالکریم شهرستاني، همان ج ۱، ص ۱۳۱.
- ↑ ابن جوزي، تلبیس ابلیس، بیروت، سال 1368 ش، ج 1، ص۲۰.
- ↑ رسالة معرفة المذاهب، ج ۱، ص ۸۰.
- ↑ رسالة في فرق الإسلام من آثار القرن الثامن الهجري، ص ۴۱، طهران، انتشارات عطایی، سال ۱۳۳۷ ش.
- ↑ أبو الحسن الأشعري، همان، ج ۱، ص۱۰۰.