أقسام السيرة
أقسام السيرة: السيرة استمرار عادة الناس وتبانيهم العملي على فعل شيء أو ترك شيء، ولها تقسيمات عدّة نذکرها في هذا المقال.
أقسام السيرة
القسم الأول: سيرة العقلاء وسيرة المتشرعة
عرّفت السيرة العقلائية: بأنّها السلوك الذي يصدر من العقلاء بما هم عقلاء، أو ما استقرّ عليه عملهم بما هم عقلاء، أو استمرار عادة الناس وتبانيهم على أمر ما.
وعرّفت السيرة المتشرعة أو الشرعية بالسلوك الذي يصدر من المتشرعة والمتدينين، أو ما استقرّ عليه المتشرعة والملتزمون بالشريعة[١]. أو السلوك العام للمتدينين في عصر التشريع، من قبيل: اتّفاقهم على إقامة صلاة الظهر في يوم الجمعة بدلاً عن صلاة الجمعة[٢]. أو السلوك الذي يسلكه المتشرعة وأهل الدين بما هم متشرعة لا بما هم عقلاء[٣].
وتدعى السيرة الأخيرة بسيرة المسلمين[٤] وسيرة المتدينين كذلك[٥].
ومن الفوارق بين السيرتين ما يراه الشهيد الصدر من أنّ سيرة المتشرعة قد تكون ناشئة عن بيان شرعي ويختصّ بها المشترعة، وقد تكون ناشئة عن طبع المتشرعة كعقلاء[٦]، أي ليس بالضرورة أن تكون ذات منشأ شرعي فقط.
وقد استخدم بعض المتأخّرين[٧] اصطلاح السيرة المتشرعة للإشارة إلى هذه السيرة التي تنشأ عن طبع المتشرعة كعقلاء.
الفرق بين السيرة العقلائية وسيرة المتشرعة
هناك عدّة فروق بين السيرة العقلائية وسيرة المتشرعة:
الأوّل: كون السيرة العقلائية صادرة من العقلاء بما هم عقلاء حتّى لو كانوا متشرّعة. بينما سيرة المتشرعة صادرة عن المتدينين والملتزمين بالتعاليم الدينية فقط.
الثاني: سيرة المتشرعة كاشفة عن وجود بيان شرعي جعل المتشرعة يلتزمون به ويشكّلون سيرة وفقه، فهي بحدّ ذاتها كاشفة عن ذلك البيان، بينما سيرة العقلاء تكشف عن تقرير الشارع وإمضائه من خلال السكوت المستكشف حالة عدم الردع عنه، فالاُولى لا تحتاج إلى إمضاء الشارع لكونها كاشفة عن البيان المزبور، بينما الثانية تحكي تقريرا وإمضاء شرعيا من خلال سكوت الشارع وعدم ردعه.
الثالث: لابدّ في سيرة المتشرعة أن نثبت معاصرتها لعهد المعصومين، أمّا العقلائية فيكفي أن نثبت كونها مقتضى طباع العقلاء وإن لم يجر عمل أصحاب الرسول والأئمة وفقها في زمانهم؛ وإثبات نفس هذا مع عدم الرع يكفي لإثبات حجّيتها.
الرابع: كون سيرة المتشرعة إذا استكملت شروطها فلا معنى لاحتمال الردع؛ لكونها كاشفة عن البيان الشرعي كشف المعلول عن علّته؛ فهي وليدة البيان الشرعي ولم تتبلور لولاه، فلا احتمال للردع[٨].
القسم الثاني: السيرة العملية والسيرة الارتكازية
السيرة العملية: هي ممارسات وأعمال العقلاء أو المتشرعة، مثل استقرار عملهم على الأخذ بالروايات والأخبار الظنّية.
و السيرة الارتكازية: هي بناء العقلاء فكريا على أمر ما، مثل بنائهم على أصالة عدم القرينة في كلام المتكلّم أو عدم غفلته[٩]. أي أنّ محلّ السيرة العملية هو الفعل والعمل، بينما محلّ وموضوع السيرة الارتكازية هو الارتكازات والافتراضات الذهنية، أو تنعقد السيرة العملية في أفعال العقلاء والمتشرعة بينما تنعقد السيرة الارتكازية في أذهانهم.
المصادر
- ↑ . اُنظر: كفاية الاُصول: 303، اُصول الفقه المظفر 3 ـ 4: 99 ـ 100 و176.
- ↑ . المعالم الجديدة: 209.
- ↑ . الدروس الحيدري 2: 248.
- ↑ . مجمع الفرائد في الاُصول: 157، اُصول الفقه المظفر 3 ـ 4: 97، 180، أنوار الهداية 1: 315.
- ↑ . كفاية الاُصول : 472، أجود التقريرات 4: 140، حقائق الاُصول 2 : 61.
- ↑ . بحوث في علم الاُصول الهاشمي 4: 247 ـ 248.
- ↑ . شرح العروة الوثقى ـ الطهارة الخوئي 3: 13 و6: 132، بحوث في علم الاُصول (الهاشمي) 3: 362 و364، الظنّ (الحيدري): 204 و205.
- ↑ . دروس في علم الاُصول 1: 115 ـ 116، بحوث في علم الاُصول الهاشمي 4: 247 ـ 248، الدروس (الحيدري) 2: 250، الظنّ (الحيدري): 227.
- ↑ . اُنظر: مجمع الأفكار ومطرح الأنظار 3: 185 ـ 186، المحكم في اُصول الفقه 5: 18، بحوث في علم الاُصول الهاشمي 4: 190.