الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد مأمون الشنّاوي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''محمّد مأمون الشنّاوي''': أحد مشاهير علماء الجامع الأزهر، ومن زمرة المصلحين. وبتاريخ 18/ يناير/ 1948 م عيّن الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي شيخاً للأزهر الشريف بعد شيخه مصطفى عبدالرزّاق.
'''محمّد مأمون الشنّاوي''': أحد مشاهير علماء [[الجامع الأزهر]]، ومن زمرة المصلحين. وبتاريخ 18/ يناير/ 1948 م عيّن الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي شيخاً للأزهر الشريف بعد شيخه [[مصطفى عبدالرزّاق]]، ثمّ خلفه في هذا المنصب الشيخ [[عبد المجيد سليم]].


<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
سطر ١٣: سطر ١٣:
|-
|-
|محلّ الولادة
|محلّ الولادة
| data-type="AuthorBirthPlace" |دمیاط/ مصر
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[دمیاط]]/ [[مصر]]
|-
|-
|تاريخ الوفاة
|تاريخ الوفاة
| data-type="AuthorDeadDate" |1950م / 1369هـ/ الإسماعيلية (مصر)
| data-type="AuthorDeadDate" |1950م / 1369هـ/ [[الإسماعيلية]] (مصر)
|-
|-
|المهنة
|المهنة
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
|-
|-
|الأساتذة
|الأساتذة
| data-type="AuthorTeachers" |محمّد عبده، أبو الفضل الجيزاوي
| data-type="AuthorTeachers" |[[محمّد عبده]]، [[محمّد أبو الفضل الجيزاوي]]
|-
|-
|الآثار
|الآثار
سطر ٤٤: سطر ٤٤:
=اسمه وولادته=
=اسمه وولادته=


ولد محمّد مأمون سيّد أحمد الشنّاوي في دمياط المصرية في العاشر من من أغسطس سنة 1878م. وقد كان والده الشيخ السيّد أحمد الشنّاوي عالِماً جليلاً مشهوراً بالتقوى والصلاح، مُتَفَقِّهاً في الدين، وكان أحد الأعلام المشهورين في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، ثمّ أقام في بلدة الزرقا بمحافظة دمياط.  
ولد محمّد مأمون سيّد أحمد الشنّاوي في دمياط المصرية في العاشر من من أغسطس سنة 1878م. وقد كان والده الشيخ السيّد [[أحمد الشنّاوي]] عالِماً جليلاً مشهوراً بالتقوى والصلاح، مُتَفَقِّهاً في الدين، وكان أحد الأعلام المشهورين في مدينة [[السنبلاوين]] بمحافظة [[الدقهلية]]، ثمّ أقام في بلدة الزرقا بمحافظة دمياط.  


=دراسته=
=دراسته=


حفظ القرآن الكريم في قريته وهو في الثانية عشرة من عمره، وأرسله والده إلى الأزهر الشريف بالقاهرة يطلب العلم، فعاش عيشة طلّاب الأزهر، يوجّهه أخوه الأكبر الشيخ السيّد الشنّاوي الذي كان قد سبقه بسنوات إلى المجاورة في الأزهر.وأخوه هذا أصبح بعد ذلك من كبار القُضاة الشرعيّين، وقد ترقَّى في سِلْكِ القضاء حتّى أصبح رَئيساً للمحكمة العليا الشرعية.
حفظ القرآن الكريم في قريته وهو في الثانية عشرة من عمره، وأرسله والده إلى الأزهر الشريف ب[[القاهرة]] يطلب العلم، فعاش عيشة طلّاب الأزهر، يوجّهه أخوه الأكبر الشيخ السيّد الشنّاوي الذي كان قد سبقه بسنوات إلى المجاورة في الأزهر.وأخوه هذا أصبح بعد ذلك من كبار القُضاة الشرعيّين، وقد ترقَّى في سِلْكِ القضاء حتّى أصبح رَئيساً للمحكمة العليا الشرعية.


وكاد الشيخ محمّد مأمون يسأم من حياته في الأزهر، وينقطع عن الدراسة، ويترك التعليم، ويعيش في قريته فلّاحاً يزرع الأرض، لولا أنّ والده أخبره أنّه رأى في نومه حلماً يدلّ على أنّه سيكون له ولدان عالمان، فاستبشر محمّد مأمون بهذه الرؤيا وعاد إلى الأزهر، وواصل الدراسة حتّى كان موضع إعجاب شيوخه وأساتذته، وفي طليعتهم الأُستاذ الإمام الشيخ محمّد عبده، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي.
وكاد الشيخ محمّد مأمون يسأم من حياته في الأزهر، وينقطع عن الدراسة، ويترك التعليم، ويعيش في قريته فلّاحاً يزرع الأرض، لولا أنّ والده أخبره أنّه رأى في نومه حلماً يدلّ على أنّه سيكون له ولدان عالمان، فاستبشر محمّد مأمون بهذه الرؤيا وعاد إلى الأزهر، وواصل الدراسة حتّى كان موضع إعجاب شيوخه وأساتذته، وفي طليعتهم الشيخ محمّد عبده والشيخ محمّد أبو الفضل الجيزاوي.


وتقدّم الشاب الشيخ محمّد مأمون لامتحان العالمية، ولكنّه كان قد سبقته وشايات بعض الطلّاب إلى أساتذته بأنّه يتناولهم بالنقد، وأنّه شاعر، إلى غير ذلك، فأخذ أعضاء اللجنة يتحدّونه وهو يتحدّاهم.... وكان الشيخ أبو الفضل الجيزاوي أحد الأعضاء، ولكنّه لم يكن يعرف شيئاً عن الوشايات التي بلغت زملاءه، ورأى هذا العالم الصغير الشاب جديراً بلقب «عالم»، بل مثالًا لإخوانه في سلامة الفهم وسعة المحصول العلمي، فدافع عنه ونال‏ شهادة العالمية عام 1906 م... وممّا يذكر أنّه- وهو يتأهب لامتحان العالمية- أصابه إجهاد شديد من كثرة المذاكرة، فذهب إلى عالم صالح من أولياء اللَّه يستفتيه في أمره، فبشّره هذا الولي بأنّه سيكون عالماً فاضلاً، فقاضياً عادلاً، فإماماً نبيلاً، فرئيساً جليلاً، فشيخاً كبيراً... وتحقّقت النبوءة على مرّ الأيّام!
وتقدّم الشابّ الشيخ محمّد مأمون لامتحان العالمية، ولكنّه كان قد سبقته وشايات بعض الطلّاب إلى أساتذته بأنّه يتناولهم بالنقد، وأنّه شاعر، إلى غير ذلك، فأخذ أعضاء اللجنة يتحدّونه وهو يتحدّاهم.... وكان الشيخ أبو الفضل الجيزاوي أحد الأعضاء، ولكنّه لم يكن يعرف شيئاً عن الوشايات التي بلغت زملاءه، ورأى هذا العالم الصغير الشاب جديراً بلقب «عالم»، بل مثالاً لإخوانه في سلامة الفهم وسعة المحصول العلمي، فدافع عنه ونال‏ [[شهادة العالمية]] عام 1906 م.. وممّا يذكر أنّه- وهو يتأهّب لامتحان العالمية- أصابه إجهاد شديد من كثرة المذاكرة، فذهب إلى عالم صالح من أولياء اللَّه يستفتيه في أمره، فبشّره هذا الولي بأنّه سيكون عالماً فاضلاً، فقاضياً عادلاً، فإماماً نبيلاً، فرئيساً جليلاً، فشيخاً كبيراً.. وتحقّقت النبوءة على مرّ الأيّام!


=أخلاقه وسجاياه=
=أخلاقه وسجاياه=


يقول عنه الدكتور محمّد عبدالمنعم خفّاجي: «لقد كان (رحمه اللَّه وطيّب ثراه) كريم الخلق، نبيل النفس، رائعاً في وقاره وهيبته وسمته وصلاحه وورعه وزهده، ذا شخصية قوية بارزة. وكان موضع المهابة من الجميع، يجلّونه ويحترمونه ويرجعون إليه يستفتونه... كان موثوقاً بعلمه ورأيه، واسع الثقافة، كثير الاطّلاع. اشترك في كلّ الأعمال التي كانت‏ تبذل لإصلاح الأزهر وتنظيمه في الربع الثاني من القرن العشرين».
يقول عنه تلميذه الدكتور [[محمّد عبدالمنعم خفّاجي]]: «لقد كان (رحمه اللَّه وطيّب ثراه) كريم الخلق، نبيل النفس، رائعاً في وقاره وهيبته وسمته وصلاحه وورعه وزهده، ذا شخصية قوية بارزة. وكان موضع المهابة من الجميع، يجلّونه ويحترمونه ويرجعون إليه يستفتونه... كان موثوقاً بعلمه ورأيه، واسع الثقافة، كثير الاطّلاع. اشترك في كلّ الأعمال التي كانت‏ تبذل لإصلاح الأزهر وتنظيمه في الربع الثاني من القرن العشرين».


=مناصبه=
=مناصبه=
سطر ٦٤: سطر ٦٤:
واختير محمّد مأمون الشنّاوي إماماً (للسراي) ثقة بعلمه وخلقه ودينه وفضله، فكان موضع التقدير والإجلال من الجميع.  
واختير محمّد مأمون الشنّاوي إماماً (للسراي) ثقة بعلمه وخلقه ودينه وفضله، فكان موضع التقدير والإجلال من الجميع.  


وفي عام 1930 م صدر قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عهد شيخه الشيخ الأحمدي الظواهري، وأُنشئت الكلّيات الأزهرية الثلاث: الشريعة واللغة وأُصول الدين، على نظام جامعي راقٍ، فاختير ثلاثة من كبار رجال الدين لتولّي مشيخة الكلّيات الثلاث، وهم: الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي الذي تولّى مشيخة كلّية الشريعة، والأُستاذ الأكبر الشيخ إبراهيم حمروش شيخ معهد الزقازيق الديني حينذاك وقد تولّى مشيخة كلّية اللغة العربية، والشيخ عبدالمجيد اللبّان شيخ القسم العامّ بالأزهر الشريف الذي تولّى مشيخة كلّية أُصول الدين. وكان للشيخ مأمون آثار جليلة في التوجيه العلمي والديني للأساتذة والطلّاب.
وفي عام 1930 م صدر قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عهد شيخه الشيخ [[محمّد الأحمدي الظواهري]]، وأُنشئت الكلّيات الأزهرية الثلاث: الشريعة واللغة وأُصول الدين، على نظام جامعي راقٍ، فاختير ثلاثة من كبار رجال الدين لتولّي مشيخة الكلّيات الثلاث، وهم: الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي الذي تولّى مشيخة كلّية الشريعة، والأُستاذ الأكبر الشيخ إبراهيم حمروش شيخ معهد الزقازيق الديني حينذاك وقد تولّى مشيخة كلّية اللغة العربية، والشيخ عبدالمجيد اللبّان شيخ القسم العامّ بالأزهر الشريف الذي تولّى مشيخة كلّية أُصول الدين. وكان للشيخ مأمون آثار جليلة في التوجيه العلمي والديني للأساتذة والطلّاب.


ولمّا افتتحت كلّية الشريعة بالأزهر بتاريخ 29/ 3/ 1933 م ألقى الشيخ محمّد مأمون كلمة قيّمة في حفلة الافتتاح صوّر فيها سير النهضة العلمية والدينية في الأزهر عامّة وفي كلّية الشريعة خاصّة.
ولمّا افتتحت كلّية الشريعة بالأزهر بتاريخ 29/ 3/ 1933 م ألقى الشيخ محمّد مأمون كلمة قيّمة في حفلة الافتتاح صوّر فيها سير النهضة العلمية والدينية في الأزهر عامّة وفي كلّية الشريعة خاصّة.
٢٬٧٩٦

تعديل