انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد مأمون الشنّاوي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٦٤: سطر ٦٤:
واختير محمّد مأمون الشنّاوي إماماً (للسراي) ثقة بعلمه وخلقه ودينه وفضله، فكان موضع التقدير والإجلال من الجميع.  
واختير محمّد مأمون الشنّاوي إماماً (للسراي) ثقة بعلمه وخلقه ودينه وفضله، فكان موضع التقدير والإجلال من الجميع.  


وفي عام 1930 م صدر قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عهد شيخه الشيخ [[محمّد الأحمدي الظواهري]]، وأُنشئت الكلّيات الأزهرية الثلاث: الشريعة واللغة وأُصول الدين، على نظام جامعي راقٍ، فاختير ثلاثة من كبار رجال الدين لتولّي مشيخة الكلّيات الثلاث، وهم: الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي الذي تولّى مشيخة كلّية الشريعة، والأُستاذ الأكبر الشيخ إبراهيم حمروش شيخ معهد الزقازيق الديني حينذاك وقد تولّى مشيخة كلّية اللغة العربية، والشيخ عبدالمجيد اللبّان شيخ القسم العامّ بالأزهر الشريف الذي تولّى مشيخة كلّية أُصول الدين. وكان للشيخ مأمون آثار جليلة في التوجيه العلمي والديني للأساتذة والطلّاب.
وفي عام 1930 م صدر قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عهد شيخه الشيخ [[محمّد الأحمدي الظواهري]]، وأُنشئت الكلّيات الأزهرية الثلاث: الشريعة واللغة وأُصول الدين، على نظام جامعي راقٍ، فاختير ثلاثة من كبار رجال الدين لتولّي مشيخة الكلّيات الثلاث، وهم: الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي الذي تولّى مشيخة كلّية الشريعة، والأُستاذ الأكبر الشيخ [[إبراهيم حمروش]] شيخ [[معهد الزقازيق الديني]] حينذاك وقد تولّى مشيخة كلّية اللغة العربية، والشيخ [[عبدالمجيد اللبّان]] شيخ القسم العامّ بالأزهر الشريف الذي تولّى مشيخة كلّية أُصول الدين. وكان للشيخ مأمون آثار جليلة في التوجيه العلمي والديني للأساتذة والطلّاب.


ولمّا افتتحت كلّية الشريعة بالأزهر بتاريخ 29/ 3/ 1933 م ألقى الشيخ محمّد مأمون كلمة قيّمة في حفلة الافتتاح صوّر فيها سير النهضة العلمية والدينية في الأزهر عامّة وفي كلّية الشريعة خاصّة.
ولمّا افتتحت كلّية الشريعة بالأزهر بتاريخ 29/ 3/ 1933 م ألقى الشيخ محمّد مأمون كلمة قيّمة في حفلة الافتتاح صوّر فيها سير النهضة العلمية والدينية في الأزهر عامّة وفي كلّية الشريعة خاصّة.


وفي عام 1934 م منح الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي عضوية جماعة كبار العلماء، ثمّ اختير وكيلاً للأزهر بعد ذلك بعشر سنوات عام 1944 م، وفي عهد وكالته للأزهر فاض الخير على العلماء، وشملهم الإنصاف، وسارت الأُمور في الأزهر في مجراها الطبيعي. كما تولّى منصب رئاسة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.
وفي عام 1934 م منح الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي عضوية [[جماعة كبار العلماء]]، ثمّ اختير وكيلاً للأزهر بعد ذلك بعشر سنوات عام 1944 م، وفي عهد وكالته للأزهر فاض الخير على العلماء، وشملهم الإنصاف، وسارت الأُمور في الأزهر في مجراها الطبيعي. كما تولّى منصب رئاسة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.


وفي عام 1945 م توفّي شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمّد مصطفى المراغي، وأُريد اختيار خلف له، وكان من الطبيعي أن يعيّن في منصب المشيخة وكيل الأزهر أو أحد كبار علماء الأزهر الشريف وفي مقدّمتهم الشيخ إبراهيم حمروش ومفتي الديار حينذاك الشيخ عبد المجيد سليم، ولكن الحكومة في عهد النقراشي أصرّت على تعيين الشيخ مصطفى عبدالرزّاق في منصب المشيخة الجليلة، فقدّم الشيخ مأمون استقالته من وكالة الأزهر، كما قدّم الشيخ إبراهيم حمروش استقالته من كلّية الشريعة، والشيخ عبدالمجيد سليم استقالته من الإفتاء، وذلك بتاريخ 11/ 12/ 1945 م.
وفي عام 1945 م توفّي شيخ الأزهر الشريف الشيخ [[محمّد مصطفى المراغي]]، وأُريد اختيار خلف له، وكان من الطبيعي أن يعيّن في منصب المشيخة وكيل الأزهر أو أحد كبار علماء الأزهر الشريف وفي مقدّمتهم الشيخ إبراهيم حمروش ومفتي الديار حينذاك الشيخ عبد المجيد سليم، ولكن الحكومة في عهد [[محمود فهمي النقراشي]] أصرّت على تعيين الشيخ مصطفى عبدالرزّاق في منصب المشيخة الجليلة، فقدّم الشيخ مأمون استقالته من وكالة الأزهر، كما قدّم الشيخ إبراهيم حمروش استقالته من كلّية الشريعة، والشيخ عبدالمجيد سليم استقالته من الإفتاء، وذلك بتاريخ 11/ 12/ 1945 م.


وأصدر كبار الشيوخ- وفي مقدّمتهم الشيخ الشنّاوي- بعد ذلك بيومين بياناً تاريخياً للأُمّة الإسلامية عن الخلاف بين الأزهر الشريف والحكومة في شأن مشيخة الجامع الأزهر، إثر إقدام الحكومة على تعديل قانون الأزهر وتعيين الشيخ مصطفى عبدالرزّاق شيخاً للأزهر، وقد رفع هذا البيان إلى المسؤولين في 13/ 12/ 1945 م.
وأصدر كبار الشيوخ- وفي مقدّمتهم الشيخ الشنّاوي- بعد ذلك بيومين بياناً تاريخياً للأُمّة الإسلامية عن الخلاف بين الأزهر الشريف والحكومة في شأن مشيخة الجامع الأزهر، إثر إقدام الحكومة على تعديل قانون الأزهر وتعيين الشيخ مصطفى عبدالرزّاق شيخاً للأزهر، وقد رفع هذا البيان إلى المسؤولين في 13/ 12/ 1945 م.
سطر ٧٨: سطر ٧٨:
بتاريخ 18/ يناير/ 1948 م عيّن الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي شيخاً للأزهر الشريف بعد شيخه مصطفى عبدالرزّاق.
بتاريخ 18/ يناير/ 1948 م عيّن الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي شيخاً للأزهر الشريف بعد شيخه مصطفى عبدالرزّاق.


وللشيخ الشنّاوي مآثر خالدة على الأزهر في عهد مشيخته... ففي عهده أُنشِئ معهد محمّد علي الديني بالمنصورة ومعهد منوف، وأُنشئت الوحدة الصحّية للأزهر، وضمّ معهد المنيا وجرجا وسمنود إلى الأزهر.
وللشيخ الشنّاوي مآثر خالدة على الأزهر في عهد مشيخته... ففي عهده أُنشِئ [[معهد محمّد علي الديني]] ب[[المنصورة]] ومعهد [[منوف]]، وأُنشئت الوحدة الصحّية للأزهر، وضمّ معهد [[المنيا]] و[[جرجا]] و[[سمنود]] إلى الأزهر.
   
   
وقد سعد العلماء بتولّي الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي مشيخة الأزهر، فعمل على أن يكون عند حسن ظنّهم -كما عهدوه- فأصلح شؤون الأزهر، ورفع من شأنه، وقضى على ما كان فيه من عصبيات، ومنع الميول الحزبية من الانتشار داخله، وسعى للتآخي بين الطلبة، فربطتهم الصلات القوية، وبات الأزهر شعلة متأجّجة بنشاط الشيخ وحيويته، فارتفعت ميزانيته إلى أكثر من مليون جنيه في ذلك الوقت، فأوفد البعوث العلمية إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لنشر تعاليم الإسلام وتوضيح علومه وإظهار حضارته، كما أرسل البعوث التعليمية إلى إنجلترا لتعلّم اللغة الإنجليزية، ثمّ أرسلهم إلى العديد من البلدان الإسلامية التي تجيد التحدّث بها، وفتح أبواب الأزهر أمام الطلبة الوافدين من العواصم الإسلامية حتّى زادوا على ألفي طالب، فجهّز لهم المساكن، وأعدَّ لهم أماكن الدراسة.
وقد سعد العلماء بتولّي الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي مشيخة الأزهر، فعمل على أن يكون عند حسن ظنّهم -كما عهدوه- فأصلح شؤون الأزهر، ورفع من شأنه، وقضى على ما كان فيه من عصبيات، ومنع الميول الحزبية من الانتشار داخله، وسعى للتآخي بين الطلبة، فربطتهم الصلات القوية، وبات الأزهر شعلة متأجّجة بنشاط الشيخ وحيويته، فارتفعت ميزانيته إلى أكثر من مليون جنيه في ذلك الوقت، فأوفد البعوث العلمية إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي لنشر تعاليم الإسلام وتوضيح علومه وإظهار حضارته، كما أرسل البعوث التعليمية إلى [[إنجلترا]] لتعلّم اللغة الإنجليزية، ثمّ أرسلهم إلى العديد من البلدان الإسلامية التي تجيد التحدّث بها، وفتح أبواب الأزهر أمام الطلبة الوافدين من العواصم الإسلامية حتّى زادوا على ألفي طالب، فجهّز لهم المساكن، وأعدَّ لهم أماكن الدراسة.


وفي عهده أُلغي البغاء الرسمي، وجعل الدين مادّة أساسية في المدارس، وحوربت الفوضى الخلقية والاجتماعية والصور الخليعة، وحدّدت الخمور في المحلّات العامّة.
وفي عهده أُلغي البغاء الرسمي، وجعل الدين مادّة أساسية في المدارس، وحوربت الفوضى الخلقية والاجتماعية والصور الخليعة، وحدّدت الخمور في المحلّات العامّة.


وفي عهده نقلت كلّية اللغة من الصليبة إلى البراموني، ونقلت كلّية الشريعة إلى المباني الجديدة للجامعة الأزهرية، واشترك الأزهر في المؤتمر الثقافي العربي، وتمّت أماني كلّية اللغة في المساواة بينها وبين معاهد اللغة العربية المختلفة، وارتفعت ميزانية الأزهر، وقضي على الفتن المختلفة فيه، إلى غير ذلك من جلائل الأعمال.
وفي عهده نقلت كلّية اللغة من الصليبة إلى البراموني، ونقلت كلّية الشريعة إلى المباني الجديدة للجامعة الأزهرية، واشترك الأزهر في [[المؤتمر الثقافي العربي]]، وتمّت أماني كلّية اللغة في المساواة بينها وبين معاهد اللغة العربية المختلفة، وارتفعت ميزانية الأزهر، وقضي على الفتن المختلفة فيه، إلى غير ذلك من جلائل الأعمال.


=مؤلّفاته=
=مؤلّفاته=
سطر ٩٦: سطر ٩٦:
بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال توفّي الشيخ الشنّاوي صباح يوم الأحد 21 من ذي القَعْدَة سنة 1369هـ الموافق 3 من سبتمبر سنة 1950م بالإسماعيلية بالتهاب رئوي، وأبّنته الصحف في العالم العربي والغربي في حسرة ولوعة وتقدير.
بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال توفّي الشيخ الشنّاوي صباح يوم الأحد 21 من ذي القَعْدَة سنة 1369هـ الموافق 3 من سبتمبر سنة 1950م بالإسماعيلية بالتهاب رئوي، وأبّنته الصحف في العالم العربي والغربي في حسرة ولوعة وتقدير.


وفي ذلك تقول جريدة «المصري» عدد 5/ سبتمبر/ 1950 م: «فجعت مصر بل العالم الإسلامي كلّه أمس بوفاة المغفور له الأُستاذ الأكبر محمّد مأمون الشنّاوي شيخ الجامع الأزهر... وقد خسر العالم الإسلامي بوفاته عالماً ثبتاً وحجّة قوية، وفقدت مصر فيه الورع والتقوى والبرّ والخير والإخلاص لدين اللَّه، وفقد الأزهر فيه كبير علمائه وشيخاً من أخلص شيوخه... ظلّ يعمل لخيره، ويواصل السعي لتحقيق رسالته بين ربوع العالم الإسلامي، ولم يقعد به المرض أو النصب يوماً عن مواصلة سعيه وصرف اهتمامه إليه. فقد ساس شؤون الأزهر، وعمل على تقوية ما بينه وبين العالم الإسلامي من روابط، فأوفد البعوث الإسلامية المختلفة إلى ربوع العالم الإسلامي، تنشر مبادئ الإسلام والثقافة الإسلامية، وتقرّب ما بين المسلمين، وتعمل على إزالة الفرقة والخلاف بينهم. وزيادة في تقوية الروابط بين البلاد الإسلامية أرسل فضيلته بعثة إلى إنجلترا لدراسة اللغة الإنجليزية؛ لإرسال أعضائها إلى البلاد العربية الإسلامية التي لا تجيد التخاطب باللغة العربية. ولم يكتف فضيلته بذلك، بل عني أيضاً بربط الجامع الأزهر بجميع المعاهد الإسلامية في بقاع الأرض، فاهتمّ بشؤون التعليم في الباكستان والهند والملايو وأندونيسيا وأفريقيا الجنوبية. وإلى جوار هذا وذاك عمل على التمكين لأبناء المسلمين بطلب العلم في الأزهر وفتح أبوابه للوافدين، حتّى بلغت البعوث الإسلامية في عهده ما يزيد على ألفي طالب، خصّصت لهم أماكن الدراسة والمسكن اللائق....».
وفي ذلك تقول جريدة «المصري» عدد 5/ سبتمبر/ 1950 م: «فجعت مصر بل العالم الإسلامي كلّه أمس بوفاة المغفور له الأُستاذ الأكبر محمّد مأمون الشنّاوي شيخ الجامع الأزهر... وقد خسر العالم الإسلامي بوفاته عالماً ثبتاً وحجّة قوية، وفقدت مصر فيه الورع والتقوى والبرّ والخير والإخلاص لدين اللَّه، وفقد الأزهر فيه كبير علمائه وشيخاً من أخلص شيوخه... ظلّ يعمل لخيره، ويواصل السعي لتحقيق رسالته بين ربوع العالم الإسلامي، ولم يقعد به المرض أو النصب يوماً عن مواصلة سعيه وصرف اهتمامه إليه. فقد ساس شؤون الأزهر، وعمل على تقوية ما بينه وبين العالم الإسلامي من روابط، فأوفد البعوث الإسلامية المختلفة إلى ربوع العالم الإسلامي، تنشر مبادئ الإسلام والثقافة الإسلامية، وتقرّب ما بين المسلمين، وتعمل على إزالة [[الفرقة]] و[[الخلاف]] بينهم. وزيادة في تقوية الروابط بين البلاد الإسلامية أرسل فضيلته بعثة إلى إنجلترا لدراسة اللغة الإنجليزية؛ لإرسال أعضائها إلى البلاد العربية الإسلامية التي لا تجيد التخاطب باللغة العربية. ولم يكتف فضيلته بذلك، بل عني أيضاً بربط الجامع الأزهر بجميع المعاهد الإسلامية في بقاع الأرض، فاهتمّ بشؤون التعليم في [[الباكستان]] و[[الهند]] و[[الملايو]] و[[أندونيسيا]] و[[أفريقيا الجنوبية]]. وإلى جوار هذا وذاك عمل على التمكين لأبناء المسلمين بطلب العلم في الأزهر وفتح أبوابه للوافدين، حتّى بلغت البعوث الإسلامية في عهده ما يزيد على ألفي طالب، خصّصت لهم أماكن الدراسة والمسكن اللائق....».


=المصدر=
=المصدر=
٢٬٧٩٦

تعديل