الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد بن جرير بن يزيد»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٢: سطر ٢٢:
'''محمد بن جرير بن يزيد''' أصله ومولده في «[[آمل]]» [[طبرستان]] <ref> معجم البلدان 1: 75، 4: 14. وقال الحموي: «والذي يظهر لي وهو الحقّ، ويعضده ما شاهدناه فيهم: أنّ أهل تلك الجبال كثيرو الحروب... وأكثر أسلحتهم بل كلّها الأطبار، حتّى‏ إنّك قلّ أن ترى‏ صعلوكاً أو غنياً إلّا وبيده الطبر، صغيرهم وكبيرهم».</ref>، وامتاز بالنبوغ وعلوّ الهمّة وعزّة النفس، واستطاع أن يلج في أبواب العلوم المختلفة، يقول الحموي: «وجدنا في ميراثه من كتبه ثمانين جزءاً بخطّه الدقيق» <ref> معجم الأدباء 18: 41، 43، 78، سير أعلام النبلاء 14: 267.</ref>.
'''محمد بن جرير بن يزيد''' أصله ومولده في «[[آمل]]» [[طبرستان]] <ref> معجم البلدان 1: 75، 4: 14. وقال الحموي: «والذي يظهر لي وهو الحقّ، ويعضده ما شاهدناه فيهم: أنّ أهل تلك الجبال كثيرو الحروب... وأكثر أسلحتهم بل كلّها الأطبار، حتّى‏ إنّك قلّ أن ترى‏ صعلوكاً أو غنياً إلّا وبيده الطبر، صغيرهم وكبيرهم».</ref>، وامتاز بالنبوغ وعلوّ الهمّة وعزّة النفس، واستطاع أن يلج في أبواب العلوم المختلفة، يقول الحموي: «وجدنا في ميراثه من كتبه ثمانين جزءاً بخطّه الدقيق» <ref> معجم الأدباء 18: 41، 43، 78، سير أعلام النبلاء 14: 267.</ref>.


وقد شهد عصره ظهور مذاهب كلامية مختلفة، وتبلور المذاهب الفقهية والأُصولية، وكانت قد ظهرت المجموعات الحديثية والروائية في مدرسة الشيعة وأهل السنّة. وكان من رواة الحديث المعتبرين في هذه الفترة: نصر بن علي، فقد نقل الخطيب البغدادي والمزي بسندٍ متّصلٍ عنه عن علي بن جعفر عن موسى‏ بن جعفر...: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين، وقال: «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة». قال أبو عبد الرحمان عبد اللَّه: «لمّا حدّث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكّل (العباسي) بضربه ألف سوط، وكلّمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنّة، ولم يزل به حتّى‏ تركه، وقال الخطيب: إنّما أمر المتوكّل بضربه لأنّه ظنّه رافضياً، فلمّا علم أنّه من أهل السنّة تركه!» <ref> تاريخ بغداد 13: 287 - 288، تهذيب الكمال 29: 359 - 360.</ref>. كما وتعرّض الطَبري إلى‏ مثل ذلك كما سنشير لاحقاً.
=ترجمته=
وقد شهد عصره ظهور مذاهب كلامية مختلفة، وتبلور المذاهب الفقهية والأُصولية، وكانت قد ظهرت المجموعات الحديثية والروائية في مدرسة الشيعة وأهل السنّة. وكان من رواة الحديث المعتبرين في هذه الفترة: نصر بن علي، فقد نقل الخطيب البغدادي والمزي بسندٍ متّصلٍ عنه عن علي بن جعفر عن موسى‏ بن جعفر...: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن وحسين، وقال: «من أحبّني وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة». قال أبو عبدالرحمان عبداللَّه: «لمّا حدّث بهذا الحديث نصر بن علي أمر المتوكّل (العباسي) بضربه ألف سوط، وكلّمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنّة، ولم يزل به حتّى‏ تركه، وقال الخطيب: إنّما أمر المتوكّل بضربه لأنّه ظنّه رافضياً، فلمّا علم أنّه من أهل السنّة تركه!» <ref> تاريخ بغداد 13: 287 - 288، تهذيب الكمال 29: 359 - 360.</ref>. كما وتعرّض الطَبري إلى‏ مثل ذلك كما سنشير لاحقاً.


وروي عن الطبري أنّه قال: «حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وصلّيت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين» <ref> معجم الأدباء 18: 49.</ref>.
وروي عن الطبري أنّه قال: «حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وصلّيت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين» <ref> معجم الأدباء 18: 49.</ref>.
سطر ٣٠: سطر ٣١:
وقرأ القرآن ببيروت على‏ العباس بن الوليد <ref> سير أعلام النبلاء 14: 270، غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 107.</ref>، ثم صار إلى‏ الفسطاط في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكان بها بقية من الشيوخ وأهل العلم، فأكثر عنهم الكتبة من علوم مالك والشافعي وابن وَهْب <ref> معجم الأدباء 18: 52.</ref>، حتّى‏ ورد مصر سنة 256 ه <ref> المصدر السابق: 55.</ref>.
وقرأ القرآن ببيروت على‏ العباس بن الوليد <ref> سير أعلام النبلاء 14: 270، غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 107.</ref>، ثم صار إلى‏ الفسطاط في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكان بها بقية من الشيوخ وأهل العلم، فأكثر عنهم الكتبة من علوم مالك والشافعي وابن وَهْب <ref> معجم الأدباء 18: 52.</ref>، حتّى‏ ورد مصر سنة 256 ه <ref> المصدر السابق: 55.</ref>.


وقد التقى‏ بمصر اثنين من علماء الفقه والحديث، وهما: أبو الحسن علي بن سراج وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم المُزني، وكان أبو جعفر يفضّل المزني فيطريه ويذكر دينه، وقال: «جفاني بعض أصحابه في مجلسه، فانقطعت عنه زماناً، ثم إنّه لقيني فاعتذر إليَّ كأ نّه قد جنى‏ جنايةً، ولم يزل في ترفّقه وكلامه حتّى‏ عدت إليه» <ref> المصدر نفسه: 52 - 55.</ref>.
وقد التقى‏ بمصر اثنين من علماء الفقه والحديث، وهما: [[أبوالحسن علي بن سراج]] وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم المُزني، وكان أبو جعفر يفضّل المزني فيطريه ويذكر دينه، وقال: «جفاني بعض أصحابه في مجلسه، فانقطعت عنه زماناً، ثم إنّه لقيني فاعتذر إليَّ كأ نّه قد جنى‏ جنايةً، ولم يزل في ترفّقه وكلامه حتّى‏ عدت إليه» <ref> المصدر نفسه: 52 - 55.</ref>.


ويبدو أنّ آخر أسفاره العلمية التي واجه فيها المصاعب كانت إلى‏ مصر، وبعد عشرين سنة من ابتعاده عن وطنه عاد إلى‏ بغداد، ثم إلى‏ آمل حيث بقي فيها قليلاً، ثم عاد إلى‏ بغداد، ومن ثم عاد إلى‏ مسقط رأسه طبرستان سنة 290 ه <ref> أنظر: معجم الأدباء 18: 56.</ref>.
ويبدو أنّ آخر أسفاره العلمية التي واجه فيها المصاعب كانت إلى‏ مصر، وبعد عشرين سنة من ابتعاده عن وطنه عاد إلى‏ بغداد، ثم إلى‏ آمل حيث بقي فيها قليلاً، ثم عاد إلى‏ بغداد، ومن ثم عاد إلى‏ مسقط رأسه طبرستان سنة 290 ه <ref> أنظر: معجم الأدباء 18: 56.</ref>.
سطر ٦٩: سطر ٧٠:


=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref> سير أعلام النبلاء 14: 268، تاريخ بغداد 2: 162.</ref>=
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref> سير أعلام النبلاء 14: 268، تاريخ بغداد 2: 162.</ref>=
روى‏ عن جماعة، منهم: محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب، إسحاق بن أبي إسرائيل، أحمد بن منيع البغوي، أحمد بن حميد الرازي، هارون بن إسحاق الهمداني، يعقوب بن إبراهيم الدورقي، محمد بن المثنّى‏.
روى‏ عن جماعة، منهم: [[محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب]]، [[إسحاق بن أبي إسرائيل]]، [[أحمد بن منيع البغوي]]، [[أحمد بن حميد الرازي]]، [[هارون بن إسحاق الهمداني]]، [[يعقوب بن إبراهيم الدورقي]]، [[محمد بن المثنّى]]‏.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: أحمد بن كامل القاضي، محمد بن عبد اللَّه الشافعي، مخلد ابن جعفر، محمد بن أحمد بن حمدان، المعلّى‏ بن سعيد، أبو القاسم الطبراني.
وروى‏ عنه جماعة، منهم: [[أحمد بن كامل القاضي]]، [[محمد بن عبد اللَّه الشافعي]]، [[مخلد ابن جعفر]]، [[محمد بن أحمد بن حمدان]]، [[المعلّى‏ بن سعيد]]، [[أبوالقاسم الطبراني]].


ومن شيوخه في القراءة: سليمان بن عبدالرحمان، العباس بن وليد بن مزيد، يونس ابن عبد الأعلى‏، أبو كُريب محمد بن العلاء، أحمد بن يوسف التغلبي <ref> غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 106.</ref>.
ومن شيوخه في القراءة: سليمان بن عبدالرحمان، العباس بن وليد بن مزيد، يونس ابن عبد الأعلى‏، أبو كُريب محمد بن العلاء، أحمد بن يوسف التغلبي <ref> غاية النهاية في طبقات القرّاء 2: 106.</ref>.
٣٨٢

تعديل