محمد الخضر حسين

مراجعة ٠٥:٥٨، ٢ يونيو ٢٠٢١ بواسطة Rashedinia (نقاش | مساهمات) (نقل Rashedinia صفحة محمّد الخضر حسين إلى محمد الخضر حسين: استبدال النص - 'محمّد' ب'محمد')
الاسم محمّد الخضر حسين‏
الاسم الکامل محمّد الخضر حسين‏
تاريخ الولادة 1876م/1293ق
محل الولادة نفطة(تونس)
تاريخ الوفاة 1958م/1377ق
المهنة شیخ الازهر، کاتب
الأساتید
الآثار رسائل الإصلاح،ديوان شعر "خواطر الحياة"،بلاغة القرآن،أديان العرب قبل الإسلام، تونس وجامع الزيتونة، تونس، 67 عاما تحت الاحتلال الفرنساوي 1881-1948،حياة ابن خلدون ومثل من فلسفته الاجتماعية،دراسات في العربية وتاريخها، الرحلات،الحرية في الإسلام، الخيال في الشعر العربي، آداب الحرب في الإسلام، تعليقات على كتاب الموافقات للشاطبي، نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، نقض كتاب في الشعر الجاهلي
المذهب سنی

شيخ الجامع الأزهر، ومصلح معروف.
ولد الشيخ محمّد الخضر بن حسين بن علي بن عمر الحسني التونسي عام 1876 م بمدينة «نفطة» جنوب تونس، والتحق بجامع الزيتونة عام 1887 م، فحصل على شهادة التطويع عام 1898 م.
وفي عام 1904 م أنشأ أوّل مجلّة عربية أدبية علمية في شمال أفريقيا هي مجلّة «السعادة العظمى»؛ لنشر محاسن الإسلام وفضح أساليب الاستعمار، لكنّ سلطات الاحتلال الفرنسي أغلقتها بعد عامين من صدورها، وتولّى عام 1905 م قضاء بلدة «بنزرت»، ودرّس بجامع الزيتونة وبالمدرسة الصادقية.
رحل إلى الشرق عام 1912 م، وأقام في دمشق، وذلك بعد أن حكمت عليه سلطات الاحتلال بالإعدام غيابياً نتيجة لجهاده، ورحل إلى الآستانة وبرلين، وفي عام 1920 م استقرّ في مصر وحصل على جنسيتها عام 1932 م، وامتدّت فترة إقامته فيها حتّى وفاته سنة 1958 م، وفي مصر ظهرت قيمته العلمية وبرزت مكانته الثقافية على حدّ تعبير سعادة الدكتور محمود حمدي زقزوق.
وفي عام 1928 م أسّس بمعية بعض العلماء «جمعية الهداية الإسلامية»، فكان أوّل رئيس لها، وأصدرت الجمعية مجلّة حملت اسم الجمعية نفسها، إلى أن توقّفت أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقد كان الشيخ محمّد الخضر حسين مع صديقه الحميم أحمد تيمور باشا في طليعة المؤسّسين لجمعية «الشبّان المسلمين» عام 1928 م، وعندما أصدر الأزهر مجلّة «نور الإسلام» (مجلّة الأزهر فيما بعد) عام 1930 م أُسندت إليه رئاسة تحريرها، وصار مدرّساً في كلّية أُصول الدين، كما أسّس مجلّة «لواء الإسلام» ورأس تحريرها.
وأصبح الشيخ عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق عام 1919 م وفي مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1933 م، كما عيّن عضواً بجماعة كبار العلماء بالأزهر عام 1950 م، وانتخب رئيساً لجبهة الدفاع عن شمال أفريقيا في مصر، وتولّى مشيخة الأزهر عام 1952 م حتّى استقالته عام 1954 م بعد خلافه مع جمال عبد الناصر بسبب إلغاء الأخير للمحاكم الشرعية.
وقد كان الشيخ صاحب غيرة دينية ونزعة إصلاحية معتدلة تجلّت في مقالاته وبحوثه ومؤلّفاته، واهتمّ بمجالات الدين والأخلاق والاجتماع، وركّز على أهمّية الدين في المجتمعات الحديثة وبخاصّة الدين الإسلامي الحنيف، ودعا إلى التخلّص من التفكّك والانحلال وضرورة الوحدة والتماسك، وهاجم قضية فصل الدين عن السياسة، حيث يقول: «إنّ فصل الدين عن السياسة هدم لمعظم حقائق الدين، ولا يقدم عليه المسلمون إلّا بعد أن يكونوا غير مسلمين»، وكان من دعاة الاجتهاد والمحافظة على نظام الخلافة.
من مؤلّفاته: القياس في اللغة العربية، رسائل الإصلاح، آداب الحرب في الإسلام، حياة اللغة العربية، تونس وجامع الزيتونة، السعادة العظمى، بلاغة القرآن، القاديانية والبهائية، الخيال في الشعر العربي، محمّد رسول اللَّه وخاتم النبيّين، نقض كتاب «الإسلام وأُصول الحكم»، نقض كتاب «في الشعر الجاهلي». كما له ديوان شعري بعنوان «خواطر الحياة».
كان محمّد الخضر حسين علماً من أعلام الفكر المغربي الإسلامي، مكافحاً وطنياً، ومغترباً في سبيل الحفاظ على حرّية الكلمة، وأقام بقية عمره في مصر، ورقي فيها إلى أعلى المناصب، وعمل في ميدان الإصلاح الإسلامي والقياسي اللغوي، وعمل في التدريس والصحافة والكفاح الوطني. ولقد أُتيح له أن يقاوم حركات التغريب بدعوته إلى إنشاء جمعية الشبّان المسلمين، وكانت مجلّته وقلمه من ألسنة الدفاع عن المغرب وقضاياه، ومَعلماً قوياً يستصرخ المشارقة حين يكشف لهم عن مؤتمرات الاستعمار ويدعوهم إلى مقاومة التغريب والتجنيس والفرنسة، فهو منذ أقام في مصر بعد الحرب العالمية الأُولى يحمل هذه الرسالة، ويعمل في كلّ هذه الميادين: الإسلام، واللغة، والكفاح السياسي.
وكان محمّد الخضر حسين مستنيراً متفتّح الذهن يدعو إلى الإصلاح على أساس قاعدة علمية واضحة، فهو يعتمد الرأي حيث يثبته الدليل، ويتقبّل الحكم متى لاحت بجانبه حكمة، ويثق بالرواية بعد أن يسلّمها النقد إلى صدق الغاية.
ومن رأيه أنّ على العلماء قول كلمة الحقّ لأهل الحلّ والعقد دائماً وعدم التوقّف عنها... يقول: «لا ينبغي لأهل العلم أن يغفلوا عن سير أرباب المناصب والولايات، فمن واجبهم أن يكونوا على بيّنة من أمرهم، حتّى إذا أبصروا عوجاً نصحوا لهم بأن يستقيموا، أو رأوا حقّاً مهمّاً لفتوا إليه أنظارهم وأعانوا على إقامته. ومن أدب العلماء أن ينصحوا للأُمّة فيما يقولون أو يفعلون، ويحتملوا ما ينالهم في سبيل النصيحة من مكروه، وكم من عالم قام في وجه الباطل فأُوذي فتجلّد للأذى».
وقد كانت حياة محمّد الخضر حسين رمزاً على هذا المعنى، معنى طلب الحرّية والهجرة من بيئة الظلم، فقد فرّ من تونس ومن الشام ومن تركيا، وكان فراره ليحتفظ لنفسه بحقّه في الكلمة... يقول: «نشأت في بلدة من بلاد الجريد بالقطر التونسي يقال لها «نقطة»، وكان للأدب المنظوم والمنثور في هذه البلدة نفحات تهبّ من مجالس علمائها... كان حولي من أقاربي وغيرهم من يقول الشعر، فتذوّقت الأدب من أُولى نشأتي. وحاولت- وأنا في سنّ الثانية عشرة- نظم الشعر. وفي هذا العهد انتقلت أُسرتي إلى مدينة تونس، والتحقت بطلّاب العلم بجامع الزيتونة»، وكان ذلك عام 1899 م، أحبّ أُستاذه الشيخ سالم أبو حاجب الذي كان يحثّه على البحث، ويلاقي السؤال المهمّ بابتهاج، ويدعو للطالب بالتفتّح... يقول: «كان يقول الشعر مع كونه يغوص على المسائل العلمية بفكر ثاقب»، وكان الشيخ أبو سالم قد رفض وسام السلطان ووسام الباي، فأحبّ منه الشيخ الخضر هذا الاعتداد بالنفس، «بعد أن نلت درجة العالمية أنشأت مجلّة علمية أدبية، وهي أوّل مجلّة أُنشئت بالمغرب، فأنكر عليّ بعض الشيوخ، وظنّ أنّها تفتح باب الاجتهاد، وشجّعني على إنشائها شيخنا أبو حاجب، كما شجّعني عليها الوزير محمّد أبو عنّوز».
كانت خطّته الإصلاح الاجتماعي والديني والعمل لإعادة مجد الإسلام، ولكنّه لم‏
يلبث أن اختلف مع السلطات بشأن العمل في القضاء، بعد أن وليه في بنزرت سنة 1905 م، إذ فضّل العودة إلى التدريس في الزيتونة، فلمّا خاطبته المحكمة الفرنسية سنة 1325 ه بالعمل في المحكمة عضواً ليحضر حكمها بين الوطني والفرنسي، امتنع ولم يقبل أن يصدر الحكم الجائر.
واستقرّ رأيه إثر ذلك على الهجرة إلى الشرق، فاستوطن دمشق عام 1912 م، وكانت تحت سلطات العثمانيّين، فنصّب للتدريس في المدرسة السلطانية في كرسي الشيخ محمّد عبده، ثمّ اعتقله جمال باشا حاكم الشام، ورحل إلى الآستانة، فأُسند إليه التحرير بالقسم العربي بوزارة الحربية، وحين احتلّ الحلفاء الآستانة رحل مع زعماء الحركة الإسلامية، كعبد العزيز شاويش وعبد الحميد سعيد والدكتور أحمد فؤاد. وعاد إلى دمشق سنة 1918 م في عهد الحكومة العربية لفيصل، وعهد إليه بالتدريس في المدرسة السلطانية، ولكن فرنسا لم تلبث أن بسطت سلطانها على سوريا، فترك دمشق إلى القاهرة سنة 1919 م، وفي مصر عرف الشيخ أحمد تيمور باشا الذي كان خير رفقائه، وكان له فضل واضح في إنشاء جمعية الشبّان المسلمين مع السيّد محبّ الدين الخطيب صاحب «الفتح».
كما أنشأ من بعد جمعية «الهداية الإسلامية» ومجلّة «الهداية الإسلامية»، وتولّى ثمّة مجلّة «لواء الإسلام» ومجلّة «الأزهر»، واتّصل بالأزهر ونال إجازته، وعمل في كلّياته، واختير عضواً في جماعة كبار العلماء، فشيخاً للأزهر عام 1952 م، وعضواً في مجمع اللغة العربية، كما تقدّم ذكر بعض ذلك.

المراجع

(انظر ترجمته في: الفتح المبين 3: 213- 214، الأعلام للزركلي 6: 113- 114، معجم المؤلّفين 9: 279- 280، الأزهر في ألف عام 1: 328- 336، الموسوعة العربية العالمية 10: 79، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1: 51- 66، عظماء الإسلام: 409- 410، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 937- 940، معجم الشعراء للجبوري 4: 440- 441، نثر الجواهر والدرر 2: 1148- 1153، شخصيات لها تاريخ لمحمّد عمارة: 219- 222، موسوعة الأعلام 2: 135، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة التقريب 2: 108- 109).