الفرق بين المراجعتين لصفحة: «مالك بن أنس بن مالك»

لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |مالك بن أنس بن مالك <ref> تهذيب التهذي...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ٥: سطر ٥:
|-
|-
|تاريخ الولادة
|تاريخ الولادة
|93 هجري قمري <ref> اختلفوا في سنة ولادته، إلّا أنّ الذهبي صحّح أنّه ولد سنة 93 ه ، واعتبره أبو زهرة المشهور (سير أعلام النبلاء 8: 49، مالك حياته وعصره: 18 - 19).</ref>
|93 هجري قمري <ref> اختلفوا في سنة ولادته، إلّا أنّ الذهبي صحّح أنّه ولد سنة 93 ه، واعتبره أبو زهرة المشهور (سير أعلام النبلاء 8: 49، مالك حياته وعصره: 18 - 19).</ref>
|-
|-
|تاريخ الوفاة
|تاريخ الوفاة
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
|}
|}
</div>
</div>
'''مالك بن أنس بن مالك''' هو يُنسب إلى‏ «أصبح» واسمه: الحارث بن عوف بن مالك، من يعرب بن قحطان، وقد صارت «أصبح» قبيلة <ref> أنظر: الأنساب 1: 174.</ref>. وولد مالك في بداية عهد الوليد بن عبدالملك <ref> ذكر خليفة بن خياط أ نّه ولد في خلافة سليمان بن عبد الملك (تاريخ خليفة: 240)، إلّا أنّ الذهبي قال: وليس بشي‏ء (تاريخ الإسلام 11: 318) وبالالتفات إلى‏ سنة ولادته وسنة عهد سليمان وهي سنة 96 ه  فينبغي أن يكون قول الذهبي صحيحاً.</ref>، وفي سنة وفاة أنس خادم الرسول صلى الله عليه وآله <ref> سير أعلام النبلاء 8: 49.</ref>. وكان أبو عامر جدّه حليف عثمان بن عبيداللَّه التيمي <ref> كتاب الثقات 7: 459.</ref>، وذكر البعض: أنّ جدّه أبا عامر كان صحابياً، وعن القاضي بكر بن العلاء القشيري: أنّه شهد المغازي كلّها مع النبي صلى الله عليه وآله خلا بدر. وقال غيره: أبو عامر جدّ مالك الأعلى‏، كان في زمان النبي صلى الله عليه وآله ولم يلقه، فهو تابعي مخضرم <ref> أنظر: شرح الزرقاني على‏ موطّأ مالك 1: 2. ونقل الذهبي عن الزهري: أنّ أباه أنس مولى‏ التيميّين (سير أعلام النبلاء 8: 49) إلّا أنّه نفسه اعتبر ولاء الحلف هذا - الذي ذكره محمد بن إسحاق صاحب سيرة ومغازي رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله  - خطأً (سير أعلام النبلاء 8: 71). وحيث إنّ مالكاً كان من نسل يعرب بن قحطان، فهو عربي الأصل، ونظراً إلى‏ ما قاله التستري من أنّ المولى‏ يقابل العربي، فإنّ قول محمد أبو زهرة يكون صحيحاً، وهو أ نّه كان بين جدّ مالك وبين عبد الرحمان بن عثمان بن عبيد اللَّه حلفٌ لا ولاء، والحلف قد يكون بين العرب الأحرار، والولاء لايكون إلّا بين عربي ومولىً، والحلف يرمي في مغزاه إلى‏ التعاون على‏ النصرة (أنظر: مالك، حياته وعصره: 20، قاموس الرجال 1: 12).</ref>.
'''مالك بن أنس بن مالك''' هو يُنسب إلى‏ «[[أصبح]]» واسمه: الحارث بن عوف بن مالك، من [[يعرب بن قحطان]]، وقد صارت «أصبح» قبيلة <ref> أنظر: الأنساب 1: 174.</ref>.  
 
=ترجمته=
ولد مالك في بداية عهد [[الوليد بن عبدالملك]] <ref> ذكر خليفة بن خياط أنّه ولد في خلافة [[سليمان بن عبد الملك]] (تاريخ خليفة: 240)، إلّا أنّ الذهبي قال: وليس بشي‏ء (تاريخ الإسلام 11: 318) وبالالتفات إلى‏ سنة ولادته وسنة عهد سليمان وهي سنة 96 ه  فينبغي أن يكون قول الذهبي صحيحاً.</ref>، وفي سنة وفاة أنس خادم الرسول صلى الله عليه وآله <ref> سير أعلام النبلاء 8: 49.</ref>. وكان أبو عامر جدّه حليف [[عثمان بن عبيداللَّه التيمي]] <ref> كتاب الثقات 7: 459.</ref>، وذكر البعض: أنّ جدّه أبا عامر كان صحابياً، وعن القاضي بكر بن العلاء القشيري: أنّه شهد المغازي كلّها مع النبي صلى الله عليه وآله خلا بدر. وقال غيره: أبو عامر جدّ مالك الأعلى‏، كان في زمان النبي صلى الله عليه وآله ولم يلقه، فهو تابعي مخضرم <ref> أنظر: شرح الزرقاني على‏ موطّأ مالك 1: 2. ونقل الذهبي عن الزهري: أنّ أباه أنس مولى‏ التيميّين (سير أعلام النبلاء 8: 49) إلّا أنّه نفسه اعتبر ولاء الحلف هذا - الذي ذكره محمد بن إسحاق صاحب سيرة ومغازي رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله  - خطأً (سير أعلام النبلاء 8: 71). وحيث إنّ مالكاً كان من نسل يعرب بن قحطان، فهو عربي الأصل، ونظراً إلى‏ ما قاله التستري من أنّ المولى‏ يقابل العربي، فإنّ قول محمد أبو زهرة يكون صحيحاً، وهو أنّه كان بين جدّ مالك وبين عبد الرحمان بن عثمان بن عبيد اللَّه حلفٌ لا ولاء، والحلف قد يكون بين العرب الأحرار، والولاء لايكون إلّا بين عربي ومولىً، والحلف يرمي في مغزاه إلى‏ التعاون على‏ النصرة (أنظر: مالك، حياته وعصره: 20، قاموس الرجال 1: 12).</ref>.


وعن محمد بن الضحّاك: «حملت أُم مالك بمالك ثلاث سنين». وعن الواقدي: «حملت به سنتين» <ref> سير أعلام النبلاء 8: 55، كتاب الثقات 7: 459، المعارف: 498. إلّا أنّ محمد أبو زهرة ردّه بأدلّة منه (مالك، حياته وعصره: 19).</ref>. وولد في المدينة وعاش فيها، ولم يفارقها إلّا لأداء فريضة الحج <ref> مقدمة التفريع 1: 83.</ref>.
وعن محمد بن الضحّاك: «حملت أُم مالك بمالك ثلاث سنين». وعن الواقدي: «حملت به سنتين» <ref> سير أعلام النبلاء 8: 55، كتاب الثقات 7: 459، المعارف: 498. إلّا أنّ محمد أبو زهرة ردّه بأدلّة منه (مالك، حياته وعصره: 19).</ref>. وولد في المدينة وعاش فيها، ولم يفارقها إلّا لأداء فريضة الحج <ref> مقدمة التفريع 1: 83.</ref>.
سطر ٤٠: سطر ٤٣:
وكانت مدرسته الفقهية تعتمد على‏ ثلاثة أُسس <ref> مقدمة التفريع 1: 85.</ref>: عمل أهل المدينة <ref> وكان يقدّمه مالك على‏ الحديث الصحيح والقياس، باعتبار أنّ عملهم بمنزلة روايتهم عن رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله، ونقل ألف عن ألف خيرٌ من نقل واحد عن واحد، كما قال ربيعة شيخ مالك.</ref>، المصالح المرسلة <ref> وهي التي لم يشهد الشرع باعتبارها ولا بإلغائها، ولكن تلقّتها العقول بالقبول. وعرّفها الخوارزمي بقوله: «هي المحافظة على‏ مقصود الشرع بدفع المفاسد عن الخلق».</ref>، سدّ الذرائع <ref> وهي أن تعطى‏ الوسائل أحكام الغايات، فتكون وسيلة المحرَّم محرمة، ووسيلة المباح مباحة، ووسيلة الواجب واجبة. وفي هذا المعنى‏ يقول القرافي: «الوسيلة إلى‏ أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، وإلى‏ أقبح المقاصد هي أقبح الوسائل، والوسيلة إلى‏ متوسط المقاصد هي متوسطة».</ref>.
وكانت مدرسته الفقهية تعتمد على‏ ثلاثة أُسس <ref> مقدمة التفريع 1: 85.</ref>: عمل أهل المدينة <ref> وكان يقدّمه مالك على‏ الحديث الصحيح والقياس، باعتبار أنّ عملهم بمنزلة روايتهم عن رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله، ونقل ألف عن ألف خيرٌ من نقل واحد عن واحد، كما قال ربيعة شيخ مالك.</ref>، المصالح المرسلة <ref> وهي التي لم يشهد الشرع باعتبارها ولا بإلغائها، ولكن تلقّتها العقول بالقبول. وعرّفها الخوارزمي بقوله: «هي المحافظة على‏ مقصود الشرع بدفع المفاسد عن الخلق».</ref>، سدّ الذرائع <ref> وهي أن تعطى‏ الوسائل أحكام الغايات، فتكون وسيلة المحرَّم محرمة، ووسيلة المباح مباحة، ووسيلة الواجب واجبة. وفي هذا المعنى‏ يقول القرافي: «الوسيلة إلى‏ أفضل المقاصد هي أفضل الوسائل، وإلى‏ أقبح المقاصد هي أقبح الوسائل، والوسيلة إلى‏ متوسط المقاصد هي متوسطة».</ref>.


وكان مالك يعتقد بقدم القرآن، ويرى‏ أنّ من يخالف هذا الاعتقاد زنديق يجب قتله! وكان يعتقد أنّ اللَّه تعالى‏ يمكن أن يُرى‏ بالعين يوم القيامة مع أنّه غير ممكن في الدنيا <ref> حلية الأولياء 6: 325.</ref>. كما كان مخالفاً للقدرية بشدّة، وكان يعتبر من لايتوب ويرجع عن هذه العقيدة فهو مهدور الدم، بل كان يعدّهم أحياناً من المشركين <ref> حلية الأولياء 6: 326.</ref>، وكان يقول : « القدرية، لاتناكحوهم، ولا تصلّوا خلفهم» <ref> سير أعلام النبلاء 8: 102.</ref>، ويقول: «لا يُستتاب من سبّ النبي صلى الله عليه وآله من الكفّار والمسلمين» <ref> المصدر السابق: 103.</ref>.
وكان مالك يعتقد بقدم القرآن، ويرى‏ أنّ من يخالف هذا الاعتقاد زنديق يجب قتله! وكان يعتقد أنّ اللَّه تعالى‏ يمكن أن يُرى‏ بالعين يوم القيامة مع أنّه غير ممكن في الدنيا <ref> حلية الأولياء 6: 325.</ref>. كما كان مخالفاً للقدرية بشدّة، وكان يعتبر من لايتوب ويرجع عن هذه العقيدة فهو مهدور الدم، بل كان يعدّهم أحياناً من المشركين <ref> حلية الأولياء 6: 326.</ref>، وكان يقول: «القدرية، لاتناكحوهم، ولا تصلّوا خلفهم» <ref> سير أعلام النبلاء 8: 102.</ref>، ويقول: «لا يُستتاب من سبّ النبي صلى الله عليه وآله من الكفّار والمسلمين» <ref> المصدر السابق: 103.</ref>.


ويروى‏ أنّه جاءه رجل فقال: يا أبا عبداللَّه «الرَّحْمَنُ عَلَى‏الْعَرْشِ اسْتَوَى» كيف استوى‏؟ فما وجد مالك من شي‏ءٍ ما وجد من مسألته، فنظر إلى‏ الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده حتّى‏ علاه الرفضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى‏ بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنّك صاحب بدعة، وأمر به فأُخرج <ref> حلية الأولياء 6: 326.</ref>.
ويروى‏ أنّه جاءه رجل فقال: يا أبا عبداللَّه «الرَّحْمَنُ عَلَى‏الْعَرْشِ اسْتَوَى» كيف استوى‏؟ فما وجد مالك من شي‏ءٍ ما وجد من مسألته، فنظر إلى‏ الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده حتّى‏ علاه الرفضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى‏ بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنّك صاحب بدعة، وأمر به فأُخرج <ref> حلية الأولياء 6: 326.</ref>.
٣٨٢

تعديل