مالك الأشتر

الاسم مالك الأشتر
تاريخ الولادة لم يذكر في المصادر
تاريخ الوفاة 39 الهجري القمري
كنيته أبو إبراهيم
نسبه النخعي
لقبه الكوفي
طبقته التابعي

مالك الأشتر: التابعي الكبير، المعروف بالأشتر وكبش العراق. ولد قبل الإسلام، وعاصر النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ولكنّه لم يره ولم يسمع حديثه. وكان فارساً شجاعاً رئيساً، من أكابر الشيعة وعظمائها، شديد التحقّق بولاء أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) ونصره، وشهد معه وقعتي الجمل وصفين، وكان قائداً حربياً مظفراً، وتميز يوم صفين، وأشرف يومئذ على معسكر معاوية ليدخله، وكاد أن يهزمَ معاوية، فحمل عليه جماعة من أصحاب الإمام (عليه السّلام) - الذين صاروا خوارج فيما بعد لما رأوا مصاحف أهل الشام قد رُفعت خديعة ومكيدة يدعون إلى كتاب اللَّه، وما أمكنه مخالفة الإمام علی لما اضطرّ للتحكيم فكفّ.

مالك الأَشتر (... ــ 39ق)

مالك بن الحارث بن عبد يغوث النَّخعي، التابعي الكبير أبو إبراهيم الكوفي، المعروف بالأشتر، كما يُعرف بكبش العراق. [١]
ولد قبل الإسلام، وعاصر النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) ولكنّه لم يره ولم يسمع حديثه.
وكان فارساً شجاعاً رئيساً، من أكابر الشيعة وعظمائها، شديد التحقّق بولاء أمير المؤمنين (عليه السّلام) ونصره.
شهد اليرموك ونزل الكوفة، وسيّره عثمان مع جماعة من قراء أهل الكوفة إلى دمشق لإنكارهم على سعيد بن العاص والى الكوفة. وشهد الأشتر حصر عثمان.
وكان من خواص الإمام علی (عليه السلام) وأخلص المنتجبين من أصحابه، وشهد أصحابه، وشهد معه وقعتي الجمل وصفين، وكان قائداً حربياً مظفراً، وتميز يوم صفين، وأشرف يومئذ على معسكر معاوية ليدخله، وكاد أن يهزمَ معاوية، فحمل عليه جماعة من أصحاب الإمام (عليه السّلام) - الذين صاروا خوارج فيما بعد لما رأوا مصاحف أهل الشام قد رُفعت خديعة ومكيدة يدعون إلى كتاب اللَّه، وما أمكنه مخالفة أمير المؤمنين لما اضطرّ للتحكيم فكفّ.
وكان للَاشتر في العلم الحظ الأوفر والنصيب الأوفى فقهاً وحديثاً، وكان شاعراً حماسياً مُجيداً، وخطيباً مِصقعاً، ولكن غطَّى على صفاته صفة البطولة والشجاعة التي أدهشت العقول وحيّرت الافكار.[٢]

من روی عنه ومن رووا عنه

قال ابن حجر: روى عن: عمر بن الخطاب و الإمام علی و خالد بن الوليد و أبي بن كعب و أم ذر. وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في «الثقات».
وعنه: ابنه إبراهيم وأبو حسان الأعرج وكنانة مولى صفية و عبد الرحمن بن يزيد و علقمة بن قيس و مخرمة بن ربيعة النخعيون، و عمرو بن غالب الهمداني. وقال أيضاً: وقد وقع له ذكر ضمن أثر علَّقه البخاري في صلاة الخوف، قال: قال الوليد: ذكرت لـ الأوزاعي]] صلاة شرحبيل بن السمط وأصحابه على ظهر الدابة فقال كذلك الامر عندنا إذا تخوّف الفوت.
وهذا الأثر رواه عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي، قال: قال شرحبيل بن السمط لَاصحابه: لا تصلَّوا صلاة الصبح على ظهر، فنزل الأَشتر فصلَّى على الأرض، فأنكر عليه شرحبيل، وكان الأوزاعي يأخذ بهذا في طلب العدو. [٣]
وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) حين رجع من صفين ردّ الأَشتر إلى عمله بالجزيرة، فلما اضطربت مصر على محمد بن أبي بكر، استدعى (عليه السّلام) الأَشتر وكتب إليه كتاباً بولاية مصر.[٤]

شهادة قاطعة من النبي(ص) بأن الأشتر مؤمن

وكان الأَشتر سخياً حليماً، وكان صاحب دين، وكان على جانب كبير من التقشّف والزّهد.
قال ابن أبي الحديد: وقد روى المحدثون حديثاً يدل على فضيلة عظيمة للَاشتر رحمه اللَّه وهي شهادة قاطعة من النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بأنّه مؤمن، روى هذا الحديث أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الإستيعاب».[٥]

ثناء الإمام علي(ع) عليه

وللِامام علي (عليه السّلام) كلمات في الثناء عليه في حياته وبعد وفاته.
فمن كتاب له (عليه السّلام) إلى أميرين من أُمراء جيشه: وقد أمّرت عليكما وعلى من في حيّزكما مالك بن الحارث الأَشتر، فاسمعا له وأطيعا واجعلاه درعاً ومجناً، فإنّه ممن لا يخاف وهنُه ولا سقطته، ولا بطوَه عمّا الاسراع إليه أحزم، ولا إسراعه إلى ما البطءُ عنه أمثل.
ومن كتاب له (عليه السّلام) كتبه إلى أهل مصر لما ولَّى عليهم الأَشتر:
أمّا بعد ؛ فقد بعثت إليكم عبداً من عباد اللَّه لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الروع، أشدّ على الفجّار من حريق النار، وهو: مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحق فانّه سيف من سيوف اللَّه، لا كليل الظبة، ولا نابي الضريبة.. إلى أن قال (عليه السّلام): وقد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، وشدة شكيمته على عدوّكم.

وفاته

توفّي الأَشتر سنة تسع وثلاثين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين متوجهاً إلى مصر والياً عليها للِامام علي (عليه السّلام)، واختلف المؤرخون في موته، فقيل: مات حتف أنفه فجأة، وقيل: مات مسموماً وهو المشهور.
قيل: إنّ معاوية دس إليه سمّا على يد مولى له، ويقال مولى عثمان، وقال آخرون: إنّ معاوية كتب إلى عامل الخراج بالقلزم أن يسمّه.
ولما بلغ معاوية موته قام خطيباً، فقال: أمّا بعد، فانّه كانت لـ علي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار بن ياسر وقطعت الأُخرى اليوم وهو مالك الأَشتر. أمّا أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقد تأسّف لموته، وقال: لقد كان لي كما كنت لـ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم).
وقال (عليه السّلام): رحم اللَّه مالكاً فقد كان وفى بعهده، وقضى نحبه، ولقي ربّه، مع أنّا قد وطَّنا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا بـ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فانّها من أعظم المصائب. وقال (عليه السّلام): لله درُّ مالك، وما مالك؟ لو كان من جبل لكان فِنداً، ولو كان من حجر لكان صَلداً. [٦]

المصادر

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 6- 213، الطبقات لخليفة 249 برقم 1057، تاريخ خليفة 129، التأريخ الكبير للبخاري 7- 311 برقم 1325، رجال البرقي 6، الجرح و التعديل 8- 207 برقم 910، الثقات لابن حبان 5- 389، الإرشاد للمفيد 365، رجال الطوسي 58 برقم 5، الإستيعاب 1- 301، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15- 98، رجال ابن داود 283 برقم 1232، رجال العلّامة الحلي 169 برقم 1، تهذيب الكمال 27- 126، سير أعلام النبلاء 4- 34 برقم 6، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين (593، تهذيب التهذيب 10- 11، تقريب التهذيب 2- 224، الاصابة 3- 459، مجمع الرجال 5- 89، جامع الرواة 2- 37، بهجة الآمال 6- 207، تنقيح المقال 2- 48 برقم 10025، أعيان الشيعة 9- 38، الغدير 9- 31 برقم 43، معجم رجال الحديث 14- 161 برقم 9796، قاموس الرجال 7- 463، قائد القوات العلوية للشيخ عبد الواحد المظفري.
  2. انظر «قائد القوات العلوية مالك الأَشتر النخعي» ص 3.
  3. تهذيب التهذيب 10- 12. لقد اشتبه الامر على شرحبيل فقد ذُكر أنّ صلاة الخوف لا تصلّى إلّا على الارض، إنّما تصلى على ظهر الدابة صلاة شدة الخوف و تعرف بصلاة المطاردة. و ذلك إذا أحاط العدو بهم من جميع الجهات و اشتغل كل فرد بالدفاع عن نفسه تُصلّى حينئذ على ظهر الدابة، إمّا إذا كان العدو في جهة أو جهتين و لم يكن مختلطاً بهم تصلّى على الارض فرادى و تصحّ جماعة إذا قام بعضهم بحراسة بعض.
  4. قال عبد الواحد المظفري: إنّ أمير المؤمنين- عليه السّلام- لم يبعث مع الأَشتر قاضياً و لا مفتياً و لا رجلًا ادارياً و لا شخصاً سياسياً فعلمنا أنّه ولّاه كل هذه المناصب و رآه أهلًا لها .. و إلّا فقد كانت الخلفاء قبله تولي الفتيا من غير من تولّيه الحرب و تولّي القضاء غير من تولّي الجباية، فهذا عمر بن الخطاب ولى عمار بن ياسر على الحرب و عبد اللّه بن مسعود على الصلاة، و سلمان بن ربيعة الباهلي على القضاء و قرظة بن كعب الانصاري على الجباية، و عثمان بن حنيف على المساحة. قائد القوات العلوية: ص 5.
  5. رواه في ج 1 من «الإستيعاب» برقم 339 في ترجمة جندب بن جنادة. و جاء فيه انّ أبا ذر بشّر الرهط الذين شهدوا دفنه بالرّبذة، و قال: سمعت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- يقول: ليموتن أحدكم بفلاة من الارض تشهده عصابة من المؤمنين. و قد دفنه مالك الأَشتر و أصحابه الكوفيون. و رواه أيضاً الحاكم في «مستدركه «3- 337، و أبو نعيم في «حلية الاولياء «1- 17.
  6. الفِند بالكسر: القطعة العظيمة من الجبل.