الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عوائق الصحوة الإسلامية»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٥٢: سطر ٥٢:
إنّ العقل موهبة عظيمة تمنّن بها اللّه سبحانه وتعالى على عباده دون غيرهم من المخلوقات، وبذلك نالوا الكرامة الإلهية التي فضّلوا بها على الكثير من المخلوقات، كما هو مضمون الآية (70) من سورة الإسراء: (وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ اَلطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)، أمّا في روايات النبي صلى الله عليه و آله وأحاديث آل بيته الكرام، وكذلك أقوال سائر روّاد الشريعة والفكر، فحدّث ولا حرج من النصوص والأقوال الدالّة على عظمة العقل وضرورة تفاعل المسلم مع قراراته والاستنجاد به في جميع المنعطفات الدينية والدنيوية. وهذا الأمر هو الذي دفع بأتباع أهل بيت النبوّة إلّا القلائل منهم أن يجعلوه عنصراً هامّاً من مصادر التشريع والتقنين في زمن غيبة النبي صلى الله عليه و آله والمعصومين عليهم السلام، أي: فيما إذا أوجد العقل يقيناً غير مشوب بالشكّ والظنّ والاستحسانات الذوقية لدى الفقيه المستنبط للحكم. وبذلك سهّلوا على أنفسهم وأتباعهم حلّ الكثير من المعضلات العلمية والعملية المسموح للفقيه الاجتهاد فيها. أمّا بالنسبة لسائر المذاهب الإسلامية فمنهم من فتح الباب على العقل لإبداء الرأي على مصراعيه، بحيث فوّض إليه أمر استنباط الأحكام الشرعية المبتنية على الظنّ والشكّ والقياس أو حتّى غيره أيضاً، ومنهم من أغلق هذا الباب على الفقيه المستنبط إغلاقاً تامّاً، بعدما اعتقد وصرّح بعدم قابلية العقل المحدود الضعيف لهذه المهمّة.<br>فجمود المتحجّرين على النصوص وعدم استعانتهم بالعقل الموهبة الإلهية العظمى كما كان سلعة مربحة بيد المستشرقين الغربيّين وبعض المأجورين من المسلمين حتّى الآن، حيث عمّموا جمود هذه الفئات القليلة على الإسلام والمسلمين، وافتروا عليهم بالتخلّف والرجعية، فلا ريب أنّهم سيستمرّون كذلك بافتراءاتهم النكراء تلك إذا لم يعالج روّاد الصحوة الإسلامية هذا الداء من أوساط المسلمين، فيزيلونهم عن الساحة وعن إبداء الرأي باسم الإسلام والمسلمين.
إنّ العقل موهبة عظيمة تمنّن بها اللّه سبحانه وتعالى على عباده دون غيرهم من المخلوقات، وبذلك نالوا الكرامة الإلهية التي فضّلوا بها على الكثير من المخلوقات، كما هو مضمون الآية (70) من سورة الإسراء: (وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ اَلطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)، أمّا في روايات النبي صلى الله عليه و آله وأحاديث آل بيته الكرام، وكذلك أقوال سائر روّاد الشريعة والفكر، فحدّث ولا حرج من النصوص والأقوال الدالّة على عظمة العقل وضرورة تفاعل المسلم مع قراراته والاستنجاد به في جميع المنعطفات الدينية والدنيوية. وهذا الأمر هو الذي دفع بأتباع أهل بيت النبوّة إلّا القلائل منهم أن يجعلوه عنصراً هامّاً من مصادر التشريع والتقنين في زمن غيبة النبي صلى الله عليه و آله والمعصومين عليهم السلام، أي: فيما إذا أوجد العقل يقيناً غير مشوب بالشكّ والظنّ والاستحسانات الذوقية لدى الفقيه المستنبط للحكم. وبذلك سهّلوا على أنفسهم وأتباعهم حلّ الكثير من المعضلات العلمية والعملية المسموح للفقيه الاجتهاد فيها. أمّا بالنسبة لسائر المذاهب الإسلامية فمنهم من فتح الباب على العقل لإبداء الرأي على مصراعيه، بحيث فوّض إليه أمر استنباط الأحكام الشرعية المبتنية على الظنّ والشكّ والقياس أو حتّى غيره أيضاً، ومنهم من أغلق هذا الباب على الفقيه المستنبط إغلاقاً تامّاً، بعدما اعتقد وصرّح بعدم قابلية العقل المحدود الضعيف لهذه المهمّة.<br>فجمود المتحجّرين على النصوص وعدم استعانتهم بالعقل الموهبة الإلهية العظمى كما كان سلعة مربحة بيد المستشرقين الغربيّين وبعض المأجورين من المسلمين حتّى الآن، حيث عمّموا جمود هذه الفئات القليلة على الإسلام والمسلمين، وافتروا عليهم بالتخلّف والرجعية، فلا ريب أنّهم سيستمرّون كذلك بافتراءاتهم النكراء تلك إذا لم يعالج روّاد الصحوة الإسلامية هذا الداء من أوساط المسلمين، فيزيلونهم عن الساحة وعن إبداء الرأي باسم الإسلام والمسلمين.
==14 - الاختراق الثقافي.==
==14 - الاختراق الثقافي.==
المقصود منه: المكائد التثقيفية التي يقوم بها أعداء الإسلام في عصرنا الحاضر بغية النفوذ إلى كيان المسلمين والإشراف على ثقافتهم، وبالتالي خلق ثقافة جديدة باسم الإسلام تحقّق طموحات المستكبرين قبل كلّ شيء. لكن الأصل والمهمّ لدى المستكبرين في هذه العملية هو أن تنفّذ على يد المسلمين وعن طريق مساعي محسوبة على الإسلام إن أمكن. ذلك لكي يكون الاختراق المذكور أكثر تأثيراً على الشعوب الإسلامية، وأسرع نفوذاً في ثقافتهم الأصيلة واستبدالها بثقافة مستوردة مشوّهة. الاختراق الذي قد يتجلّى بصورة شتّى:<br>منها: الازدواجية الفكرية، وهي أخذ شيء من الإسلام وشيء آخر من التيّارات الوضعية المستوردة ثمّ دمجها، وأخيراً اعتبار ذلك هو الإسلام الأصيل المتفهّم لتطوّرات العصر الحاضر، الأمر الذي دعا البعض ممّن ينتسبون إلى الإسلام أن يقولوا برجعيته، وأنّه أتى بأحكام تناسب العصر الجاهلي الذي بعث فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله، أمّا عصرنا الحاضر المتطوّر فلا مجال للإسلام الرجعي فيه بتاتاً، وهذه العملية هي عين النفاق الذي تحدّث عنه القرآن في تبيين زيف المنافقين الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ثمّ يحسبونه أنّه من عند اللّه.<br>ومنها: تحقير الهوية الإسلامية، حيث اتّخذ رموز الاستكبار العالمي حقيقة تطوّرهم العلمي والتقني ذريعة للتنكيل بالإسلام والمسلمين وتحقير عقيدتهم التوحيدية التي اعتبروها متخلّفة ورجعية بزعمهم. وهو ما صدّقه الكثير من الجهلة والسذّج، وإن كانوا يتظاهرون بالثقافة والتحضّر.<br>ومنها: التقليد والتبعية العمياء للغرب في كلّ صغيرة وكبيرة.<br>ومنها: الدعوة إلى التجدّد والتحضّر، لكن بمفومهما الخاطئ والفارغ عن الحقيقة.<br>ومنها: هروب الكفاءات الإسلامية من بلدانهم، ولجوؤهم إلى غيرها من البلاد.<br>منها: استخدام مأجورين متظاهرين بالإسلام بغية تصدّيهم المناصب الثقافية <br>والتعليمية والتربوية وحتّى الدينية.<br>ومن الجدير بالذكر أنّ جميع ما تقدّم من بحث في هذا المصطلح قد خطّته يراعة الشيخ [[محمّد جواد البستاني]]، فلاحظ.<br>
المقصود منه: المكائد التثقيفية التي يقوم بها أعداء الإسلام في عصرنا الحاضر بغية النفوذ إلى كيان المسلمين والإشراف على ثقافتهم، وبالتالي خلق ثقافة جديدة باسم الإسلام تحقّق طموحات المستكبرين قبل كلّ شيء. لكن الأصل والمهمّ لدى المستكبرين في هذه العملية هو أن تنفّذ على يد المسلمين وعن طريق مساعي محسوبة على الإسلام إن أمكن. ذلك لكي يكون الاختراق المذكور أكثر تأثيراً على الشعوب الإسلامية، وأسرع نفوذاً في ثقافتهم الأصيلة واستبدالها بثقافة مستوردة مشوّهة. الاختراق الذي قد يتجلّى بصورة شتّى:<br>منها: الازدواجية الفكرية، وهي أخذ شيء من الإسلام وشيء آخر من التيّارات الوضعية المستوردة ثمّ دمجها، وأخيراً اعتبار ذلك هو الإسلام الأصيل المتفهّم لتطوّرات العصر الحاضر، الأمر الذي دعا البعض ممّن ينتسبون إلى الإسلام أن يقولوا برجعيته، وأنّه أتى بأحكام تناسب العصر الجاهلي الذي بعث فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله، أمّا عصرنا الحاضر المتطوّر فلا مجال للإسلام الرجعي فيه بتاتاً، وهذه العملية هي عين النفاق الذي تحدّث عنه القرآن في تبيين زيف المنافقين الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ثمّ يحسبونه أنّه من عند اللّه.<br>ومنها: تحقير الهوية الإسلامية، حيث اتّخذ رموز الاستكبار العالمي حقيقة تطوّرهم العلمي والتقني ذريعة للتنكيل بالإسلام والمسلمين وتحقير عقيدتهم التوحيدية التي اعتبروها متخلّفة ورجعية بزعمهم. وهو ما صدّقه الكثير من الجهلة والسذّج، وإن كانوا يتظاهرون بالثقافة والتحضّر.<br>ومنها: التقليد والتبعية العمياء للغرب في كلّ صغيرة وكبيرة.<br>ومنها: الدعوة إلى التجدّد والتحضّر، لكن بمفومهما الخاطئ والفارغ عن الحقيقة.<br>ومنها: هروب الكفاءات الإسلامية من بلدانهم، ولجوؤهم إلى غيرها من البلاد.<br>منها: استخدام مأجورين متظاهرين ب[[الإسلام]] بغية تصدّيهم المناصب الثقافية <br>والتعليمية والتربوية وحتّى الدينية.<br>ومن الجدير بالذكر أنّ جميع ما تقدّم من بحث في هذا المصطلح قد خطّته يراعة الشيخ [[محمّد جواد البستاني]]، فلاحظ.<br>


[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
[[تصنيف: المفاهيم التقريبية]]
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٢

تعديل