الفرق بين المراجعتين لصفحة: «علي محيي الدين القره داغي»

لا ملخص تعديل
 
سطر ٤٣: سطر ٤٣:
=بعض كلماته=
=بعض كلماته=
يقول: «إنّ أُمّتنا الإسلامية منذ القرنين الأخيرين تمرّ بأزمات متواصلة، وتعاني من فتن واضطرابات متلاحقة، فقد جرّبت عليها مجموعة من الأفكار والأيدولوجيات البعيدة عن منبعها الصافي، مثل القومية (بمعناها العنصري المفرّق وليست بمعناها الإيجابي) و[[الاشتراكية]] و[[الشيوعية]] بشتّى أنواعها ومختلف صنوفها، وأسقطت [[الخلافة العثمانية]] التي‏<br>كانت- على الرغم ممّا لها وعليها- تمثّل رمزاً لوحدتها، واحتلّت أراضيها، ومزّقت وحدتها، وفرضت عليها القوانين والأنظمة العربية أو الشرقية.
يقول: «إنّ أُمّتنا الإسلامية منذ القرنين الأخيرين تمرّ بأزمات متواصلة، وتعاني من فتن واضطرابات متلاحقة، فقد جرّبت عليها مجموعة من الأفكار والأيدولوجيات البعيدة عن منبعها الصافي، مثل القومية (بمعناها العنصري المفرّق وليست بمعناها الإيجابي) و[[الاشتراكية]] و[[الشيوعية]] بشتّى أنواعها ومختلف صنوفها، وأسقطت [[الخلافة العثمانية]] التي‏<br>كانت- على الرغم ممّا لها وعليها- تمثّل رمزاً لوحدتها، واحتلّت أراضيها، ومزّقت وحدتها، وفرضت عليها القوانين والأنظمة العربية أو الشرقية.
<br>وقد دخل [[العالم الإسلامي]] بعد احتلال معظم بلاده في دوّامة لا نهاية لها أخّرتها قروناً عديدة، وحينما أُخرج المحتلّون سياسياً تركوها ممزّقة ومتخلّفة، وسلبوا خيراتها وسرقوا ثرواتها، لم يتركوها مستقلّة دون مشاكل، بل ظلّت آثارهم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية وحتّى السياسية باقية، وفي بعض الأحيان تصبح بعض بلداننا حقولًا للتجارب الفكرية، وكما جرّبوا على بعضنا تجاربهم المعملية بدلًا من الحيوانات!<br>مع ظهور [[الصحوة الإسلامية]] وتمكّنها في بعض البلاد (بعد فشل الأيدولوجيات البعيدة عن ديننا وقيمنا في تحقيق أيّ خير دنيوي أو ديني للمجتمعات الإسلامية) ظهرت مشكلة أُخرى تعتبر من أخطر المشاكل، بل هي فتنة أكبر من القتل، وهي فتنة ما يسمّى (الطائفية)، والمقصود بها: الصراع الطائفي بين [[أهل السنّة|السنّة]] و[[الشيعة]]، وقد أُذكيت نار هذه الفتنة خلال الحرب العراقية- الإيرانية (1980 م- 1988 م) التي حاول الإعلام القومي إضفاء وصف آخر، وهو الحرب القومية العربية الفارسية، أو الحرب بين القومية العربية (والفرس المجوس) حسب تعبير بعض وسائل الإعلام القومية في هذا الوقت، وأُلّفت في ذلك كتب، سواء كان ذلك تحت الغطاء الديني أو القومي، مثل كتاب «وجاء دور المجوس» وغيره كثير.
<br>وقد دخل [[العالم الإسلامي]] بعد احتلال معظم بلاده في دوّامة لا نهاية لها أخّرتها قروناً عديدة، وحينما أُخرج المحتلّون سياسياً تركوها ممزّقة ومتخلّفة، وسلبوا خيراتها وسرقوا ثرواتها، لم يتركوها مستقلّة دون مشاكل، بل ظلّت آثارهم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية وحتّى السياسية باقية، وفي بعض الأحيان تصبح بعض بلداننا حقولًا للتجارب الفكرية، وكما جرّبوا على بعضنا تجاربهم المعملية بدلًا من الحيوانات!
==ظهور الصحوة الإسلامية==
مع ظهور [[الصحوة الإسلامية]] وتمكّنها في بعض البلاد (بعد فشل الأيدولوجيات البعيدة عن ديننا وقيمنا في تحقيق أيّ خير دنيوي أو ديني للمجتمعات الإسلامية) ظهرت مشكلة أُخرى تعتبر من أخطر المشاكل، بل هي فتنة أكبر من القتل، وهي فتنة ما يسمّى (الطائفية)، والمقصود بها: الصراع الطائفي بين [[أهل السنّة|السنّة]] و[[الشيعة]]، وقد أُذكيت نار هذه الفتنة خلال الحرب العراقية- الإيرانية (1980 م- 1988 م) التي حاول الإعلام القومي إضفاء وصف آخر، وهو الحرب القومية العربية الفارسية، أو الحرب بين القومية العربية (والفرس المجوس) حسب تعبير بعض وسائل الإعلام القومية في هذا الوقت، وأُلّفت في ذلك كتب، سواء كان ذلك تحت الغطاء الديني أو القومي، مثل كتاب «وجاء دور المجوس» وغيره كثير.
<br>بعد احتلال العراق من قبل القوّات الأمريكية والبريطانية والقضاء على جيشه وفكّ القبّتين للإمامين الجليلين العسكريين عليهما السلام في مدينة [[سامرّاء]]، حيث ظهرت الهجمات الطائفية بشكل جماعي مؤسّسي، وأصبحت الضحايا بعشرات الآلاف، وساعد على ذلك السفهاء من الفريقين.
<br>بعد احتلال العراق من قبل القوّات الأمريكية والبريطانية والقضاء على جيشه وفكّ القبّتين للإمامين الجليلين العسكريين عليهما السلام في مدينة [[سامرّاء]]، حيث ظهرت الهجمات الطائفية بشكل جماعي مؤسّسي، وأصبحت الضحايا بعشرات الآلاف، وساعد على ذلك السفهاء من الفريقين.
<br>وفي اعتقادي إذا لم يتدخّل العلماء والحكماء من الطرفين تدخّلًا حكيماً ولم تتمّ الحوارات الجادّة على كافّة المستويات فإنّ الفتنة تأكل الأخضر واليابس، ويكون الخاسر الوحيد [[الأُمّة الإسلامية]] بجميع فرقها ومذاهبها، والمستفيد الوحيد الأعداء الذين يتربّصون‏<br>بنا الدوائر، كما أنّ كلّ من ساهم أو يساهم في إذكاء نار الفتنة يتحمّل وزرها ووزر الآثار المدمّرة منها.
<br>وفي اعتقادي إذا لم يتدخّل العلماء والحكماء من الطرفين تدخّلًا حكيماً ولم تتمّ الحوارات الجادّة على كافّة المستويات فإنّ الفتنة تأكل الأخضر واليابس، ويكون الخاسر الوحيد [[الأُمّة الإسلامية]] بجميع فرقها ومذاهبها، والمستفيد الوحيد الأعداء الذين يتربّصون‏<br>بنا الدوائر، كما أنّ كلّ من ساهم أو يساهم في إذكاء نار الفتنة يتحمّل وزرها ووزر الآثار المدمّرة منها.
سطر ٥٥: سطر ٥٧:
<br>ولا نجد ديناً ولا نظاماً أولى عنايته بالاتّحاد وخطورة التفرّق مثل الإسلام، حيث توالت الآيات الكثيرة والأحاديث المتضافرة على وجوب التعاون والاتّحاد وحرمة التفرّق والاختلاف».
<br>ولا نجد ديناً ولا نظاماً أولى عنايته بالاتّحاد وخطورة التفرّق مثل الإسلام، حيث توالت الآيات الكثيرة والأحاديث المتضافرة على وجوب التعاون والاتّحاد وحرمة التفرّق والاختلاف».
<br>وأخيراً يقول: «تجتمع الأُمّة الإسلامية على كثير من الثوابت وتتعاون فيما بينها، فتتعارف وتتّحد وتجعلها قاعدة لانطلاقتها وصخرة صلبة لتكوين علاقاتها عليها، فهي القاعدة المشتركة المتّفق عليها والمعترف بها، فإذا كانت [[أوروبّا]] الغربية اتّحدت على قاعدة السوق المشتركة والمصالح الاقتصادية المشتركة وخطت كلّ هذه الخطوات من أجلها، أو ما تكفي كلّ هذه الثوابت المشتركة مع المصالح المشتركة لتجميع الأُمّة الإسلامية وتدفعهم نحو الوحدة العملية؟!<br>من خلال فقه الثوابت والمتغيرات يتمّ اعتراف كلّ جماعة بالأُخرى وكلّ طائفة بالثانية، مادامت الثوابت مشتركة، ومادامت المتغيّرات مقبولة ومشروعة بل مطلوبة، وبالتالي يكون من الطبيعي أن يعذّر بعضهم بعضاً، أو يسعى بالحوار والجدال الأحسن الوصول إلى الأحوط والأفضل، فأعظم المشاكل بين المسلمين أنّ بعضهم لا يعترف بالآخر، فإذا وجدت التوعية بفقه الثوابت والمتغيّرات لاعترف بعضهم ببعض... كما أنّ هناك عدم المعرفة بالحقائق الموجودة لدى المذهب أو الجماعة الأُخرى، وإنّما وصلت معلومات مغلوطة، أو غير دقيقة، أو تخصّ فئة منهم، أو أشخاصاً معيّنين لا يجوز تعميم‏<br>آرائهم ورؤاهم على جماعة بعينها أو مذهب بعينه.
<br>وأخيراً يقول: «تجتمع الأُمّة الإسلامية على كثير من الثوابت وتتعاون فيما بينها، فتتعارف وتتّحد وتجعلها قاعدة لانطلاقتها وصخرة صلبة لتكوين علاقاتها عليها، فهي القاعدة المشتركة المتّفق عليها والمعترف بها، فإذا كانت [[أوروبّا]] الغربية اتّحدت على قاعدة السوق المشتركة والمصالح الاقتصادية المشتركة وخطت كلّ هذه الخطوات من أجلها، أو ما تكفي كلّ هذه الثوابت المشتركة مع المصالح المشتركة لتجميع الأُمّة الإسلامية وتدفعهم نحو الوحدة العملية؟!<br>من خلال فقه الثوابت والمتغيرات يتمّ اعتراف كلّ جماعة بالأُخرى وكلّ طائفة بالثانية، مادامت الثوابت مشتركة، ومادامت المتغيّرات مقبولة ومشروعة بل مطلوبة، وبالتالي يكون من الطبيعي أن يعذّر بعضهم بعضاً، أو يسعى بالحوار والجدال الأحسن الوصول إلى الأحوط والأفضل، فأعظم المشاكل بين المسلمين أنّ بعضهم لا يعترف بالآخر، فإذا وجدت التوعية بفقه الثوابت والمتغيّرات لاعترف بعضهم ببعض... كما أنّ هناك عدم المعرفة بالحقائق الموجودة لدى المذهب أو الجماعة الأُخرى، وإنّما وصلت معلومات مغلوطة، أو غير دقيقة، أو تخصّ فئة منهم، أو أشخاصاً معيّنين لا يجوز تعميم‏<br>آرائهم ورؤاهم على جماعة بعينها أو مذهب بعينه.
==فقه الثوابت والمتغيرات==
<br>إنّه من خلال فقه الثوابت والمتغيّرات يعلم أنّ الخلافات الكثيرة مادامت في نطاق المتغيّرات مقبولة شرعاً.
<br>إنّه من خلال فقه الثوابت والمتغيّرات يعلم أنّ الخلافات الكثيرة مادامت في نطاق المتغيّرات مقبولة شرعاً.
<br>وأخيراً فإنّ معرفة الثوابت المشتركة بين الجماعات والطوائف الإسلامية سوف تقرّب فيما بينها، وتؤدّي إلى التعاون البنّاء فيما بينها، ورفض العداء والتوتّر فيما بينها... ومن هنا كان الواجب على دعاة الإسلام الواعين أن ينبّهوا على التركيز على مواطن الاتّفاق قبل كلّ شي‏ء، فإنّ هذا التعاون فريضة شرعية يوجبها الدين، وضرورة واقعية يحتّمها الواقع الذي تمرّ به الأُمّة.
<br>وأخيراً فإنّ معرفة الثوابت المشتركة بين الجماعات والطوائف الإسلامية سوف تقرّب فيما بينها، وتؤدّي إلى التعاون البنّاء فيما بينها، ورفض العداء والتوتّر فيما بينها... ومن هنا كان الواجب على دعاة الإسلام الواعين أن ينبّهوا على التركيز على مواطن الاتّفاق قبل كلّ شي‏ء، فإنّ هذا التعاون فريضة شرعية يوجبها الدين، وضرورة واقعية يحتّمها الواقع الذي تمرّ به الأُمّة.
٤٬٩٤١

تعديل