الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عبدالله بن زيد بن عمرو»

لا يوجد ملخص تحرير
(أنشأ الصفحة ب'<div class="wikiInfo"> {| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ | !الاسم |عبدالله بن زيد بن عمرو (أبو قِلابة) <r...')
 
لا ملخص تعديل
سطر ٢٣: سطر ٢٣:
|}
|}
</div>
</div>
'''عبدالله بن زيد بن عمرو''' اشتهر بكنيته، وكان من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم <ref>كتاب الثقات 5: 2.</ref>.، وينسب إلى  جَرْم وهي قبيلة من اليمن<ref>الأنساب 2: 47.</ref>، وكانت ولادته بالبصرة<ref>تهذيب الكمال 14: 545.</ref>.. وقد حُمل على قضاء البصرة، فأبى أن يليها، وعلم أنّه سيكرهونه على ذلك، فهرب إلى أن دخل الشام ونزل «داريا»، وسكن بها عند ابن عمه بَيْهَس بن صُهَيب بن عامر بن ناتل <ref>الأنساب 2: 48، تهذيب الكمال 14: 545، البداية والنهاية 9: 231.</ref>.
'''عبدالله بن زيد بن عمرو''' اشتهر بكنيته، وكان من عبّاد أهل [[البصرة]] وزهّادهم <ref>كتاب الثقات 5: 2.</ref>، وينسب إلى  جَرْم وهي قبيلة من اليمن<ref>الأنساب 2: 47.</ref>، وكانت ولادته بالبصرة<ref>تهذيب الكمال 14: 545.</ref>.. وقد حُمل على قضاء البصرة، فأبى أن يليها، وعلم أنّه سيكرهونه على ذلك، فهرب إلى أن دخل الشام ونزل «داريا»، وسكن بها عند ابن عمه [[بَيْهَس بن صُهَيب بن عامر بن ناتل]] <ref>الأنساب 2: 48، تهذيب الكمال 14: 545، البداية والنهاية 9: 231.</ref>.


وذكر البعض أنّه كان يَحمل على علي عليه السلام <ref>تاريخ أسماء الثقات: 257، تقريب التهذيب 1: 417.</ref>، إلّا أنّ هناك من القرائن والشواهد ما يدلّ على خلاف ذلك. فقد روى ابن سعد، عن غيلان بن جرير قال: أردتُ أن أخرج مع أبي قلابة إلى مكة، فاستأذنت عليه فقلت: أأدخل؟ فقال: نعم، إن لم تكن حرورياً <ref>الطبقات الكبرى 7: 185.</ref>.
وذكر البعض أنّه كان يَحمل على [[علي عليه السلام]] <ref>تاريخ أسماء الثقات: 257، تقريب التهذيب 1: 417.</ref>، إلّا أنّ هناك من القرائن والشواهد ما يدلّ على خلاف ذلك. فقد روى ابن سعد، عن [[غيلان بن جرير]] قال: أردتُ أن أخرج مع أبي قلابة إلى مكة، فاستأذنت عليه فقلت: أأدخل؟ فقال: نعم، إن لم تكن حرورياً <ref>الطبقات الكبرى 7: 185.</ref>.


وفي رواية عنه أنّه قال: سألت أُم سلمة رضي اللَّه عنها عن شيعة علي عليه السلام، فقالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة» <ref>بشارة المصطفى: 255، مستدركات علم رجال الحديث 8: 439.</ref>.
وفي رواية عنه أنّه قال: سألت [[أُم سلمة]] رضي اللَّه عنها عن شيعة علي عليه السلام، فقالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: «شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة» <ref>بشارة المصطفى: 255، مستدركات علم رجال الحديث 8: 439.</ref>.


هذا ومن جملة رواته وتلامذته: أيّوب بن أبي تميمة السَخْتياني(131 ه) الذي أوصى إليه، فقال: «اِدفعوا كتبي إلى أيّوب إن كان حيّاً، وإلّا فاحرقوها» <ref>الطبقات الكبرى7: 185.</ref>.. وكان أيّوب هذا مولىً لعمّار بن ياسر، ومن أصحاب الإمامين الباقر والصادق  عليهما السلام <ref>رجال الطوسي: 106، 150.</ref>.
هذا ومن جملة رواته وتلامذته: أيّوب بن أبي تميمة السَخْتياني(131 ه) الذي أوصى إليه، فقال: «اِدفعوا كتبي إلى أيّوب إن كان حيّاً، وإلّا فاحرقوها» <ref>الطبقات الكبرى7: 185.</ref>. وكان أيّوب هذا مولىً لعمّار بن ياسر، ومن أصحاب الإمامين الباقر والصادق  عليهما السلام <ref>رجال الطوسي: 106، 150.</ref>.


وقال أيّوب عنه: «كان واللَّه أبو قلابة من الفقهاء ذوي الألباب» <ref>الجرح والتعديل 5: 58.</ref>.. وقال أيضاً: «إنّي وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدّهم منه فراراً، وأشدّهم منه فرقاً، وما أدركت بهذا المصر رجلاً كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة» <ref>تهذيب الكمال 14: 546.</ref>.
وقال أيّوب عنه: «كان واللَّه أبو قلابة من الفقهاء ذوي الألباب» <ref>الجرح والتعديل 5: 58.</ref>. وقال أيضاً: «إنّي وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدّهم منه فراراً، وأشدّهم منه فرقاً، وما أدركت بهذا المصر رجلاً كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة» <ref>تهذيب الكمال 14: 546.</ref>.


وكان أبو قِلابة يقول: «إذا حدّثت الرجل بالسنّة، فقال: دعنا من هذا وهات كتاب اللَّه، فاعلم أنّه ضالّ»، وقال: «ما ابتدع رجل بدعةً إلّا استحلّ السيف»<ref>الطبقات الكبرى 7: 184، تاريخ الإسلام 7: 298، تهذيب تاريخ دمشق7: 429.</ref>.
وكان أبو قِلابة يقول: «إذا حدّثت الرجل بالسنّة، فقال: دعنا من هذا وهات كتاب اللَّه، فاعلم أنّه ضالّ»، وقال: «ما ابتدع رجل بدعةً إلّا استحلّ السيف»<ref>الطبقات الكبرى 7: 184، تاريخ الإسلام 7: 298، تهذيب تاريخ دمشق7: 429.</ref>.


وكما كان أبو قِلابة يهتمّ بنقل الحديث، كان أيضاً يحتاط في أخذه كثيراً، فقد روي عنه أ نّه قال: «أقمت بالمدينة ثلاثاً، مالي بها من حاجة إلّا حديث بلغني عن رجل أقمت عليه حتّى قدم فسألته» <ref>الطبقات الكبرى7: 184.</ref>.
وكما كان أبو قِلابة يهتمّ بنقل الحديث، كان أيضاً يحتاط في أخذه كثيراً، فقد روي عنه أنّه قال: «أقمت بالمدينة ثلاثاً، مالي بها من حاجة إلّا حديث بلغني عن رجل أقمت عليه حتّى قدم فسألته» <ref>الطبقات الكبرى7: 184.</ref>.


وروي عن مالك قوله: «مات ابن المسيّب والقاسم، ولم يتركوا كتباً، ومات أبو قلابة فبلغني أنّه ترك حمل بغل كتباً» <ref>سير أعلام النبلاء 4: 469.</ref>. وروي عن أيّوب قال: «أوصى إليّ أبو قلابة بكتبه، فأتيت بها من الشام فأدّيت كراءها بضعة عشر درهماً» <ref>ميزان الاعتدال 2: 426.</ref>.
وروي عن مالك قوله: «مات ابن المسيّب والقاسم، ولم يتركوا كتباً، ومات أبو قلابة فبلغني أنّه ترك حمل بغل كتباً» <ref>سير أعلام النبلاء 4: 469.</ref>. وروي عن أيّوب قال: «أوصى إليّ أبو قلابة بكتبه، فأتيت بها من الشام فأدّيت كراءها بضعة عشر درهماً» <ref>ميزان الاعتدال 2: 426.</ref>.


=موقف الرجاليّين منه=
=موقف الرجاليّين منه=
وثّقه عدد من رجالييّ أهل السنّة، منهم: ابن سيرين والعجلي وابن خراش وابن حبّان والذهبي وابن حجر <ref>تهذيب التهذيب 5: 198، كتاب الثقات 5: 2، سير أعلام النبلاء 4: 47، ميزان الاعتدال 2: 426، تقريب التهذيب 1: 417.</ref>، بينما نسبه الذهبي إلى التدليس <ref>ميزان الاعتدال 2: 426.</ref>.، وابن حجر إلى   كثرة إرساله <ref>تقريب التهذيب 1: 417.</ref>.
وثّقه عدد من رجالييّ أهل السنّة، منهم: ابن سيرين والعجلي وابن خراش وابن حبّان والذهبي وابن حجر <ref>تهذيب التهذيب 5: 198، كتاب الثقات 5: 2، سير أعلام النبلاء 4: 47، ميزان الاعتدال 2: 426، تقريب التهذيب 1: 417.</ref>، بينما نسبه الذهبي إلى التدليس <ref>ميزان الاعتدال 2: 426.</ref>.، وابن حجر إلى كثرة إرساله<ref>تقريب التهذيب 1: 417.</ref>.


=من روى عنهم ومن رووا عنه<ref>تهذيب الأحكام 4: 153، أمالي الطوسي 1: 185، تهذيب الكمال 14: 542 - 544، تهذيب التهذيب 5: 197.</ref>=
=من روى عنهم ومن رووا عنه<ref>تهذيب الأحكام 4: 153، أمالي الطوسي 1: 185، تهذيب الكمال 14: 542 - 544، تهذيب التهذيب 5: 197.</ref>=
روى عن جماعة، منهم: ابن عباس، ابن عمر، أبو هريرة، زينب بنت أُم سلمة، عائشة، سَمْرة بن جندب، عبدالرحمان بن أبي ليلى، أنس، النعمان بن بشير، حُذيفة.<br>
روى عن جماعة، منهم: [[ابن عباس]]، [[ابن عمر]]، [[أبو هريرة]]، زينب بنت أُم سلمة، [[عائشة]]، [[سَمْرة بن جندب]]، [[عبدالرحمان بن أبي ليلى]]، [[أنس]]، [[النعمان بن بشير]]، [[حُذيفة]].<br>
وروى عنه جماعة، منهم: أيوب بن أبي تميمة السَجستاني، ثابت البُناني، خالد الحذّاء، قَتادة، عاصم الأحْول، يحيى   بن أبي كثير، حسّان بن عطيّة. ووردت رواياته في الجوامع الحديثية لأهل السنّة والشيعة <ref>تاريخ الإسلام 7: 295، تهذيب الأحكام 4: 152، بحار الأنوار 69: 382.</ref>. وقال أبو نعيم: «أسند أبو قلابة عن عدّة من الصحابة مالا يُحصى» <ref>حلية الأولياء 2: 288.</ref>.
وروى عنه جماعة، منهم: [[أيوب بن أبي تميمة السَجستاني]]، [[ثابت البُناني]]، [[خالد الحذّاء]]، [[قَتادة]]، [[عاصم الأحْول]]، [[يحيى بن أبي كثير]]، [[حسّان بن عطيّة]]. ووردت رواياته في الجوامع الحديثية لأهل السنّة والشيعة<ref>تاريخ الإسلام 7: 295، تهذيب الأحكام 4: 152، بحار الأنوار 69: 382.</ref>. وقال أبو نعيم: «أسند أبو قلابة عن عدّة من الصحابة مالا يُحصى» <ref>حلية الأولياء 2: 288.</ref>.


=من رواياته=
=من رواياته=
سطر ٥٣: سطر ٥٣:
=وفاته=
=وفاته=
عاش أبو قلابة في أواخر سنوات حياته وقد دهيت يداه ورجلاه، وثقل سمعه وبصره، وماله من جارحة تنفعه إلّا لسانه، وأُخبر في يومٍ بأنّ السبع افترس ابنه، فأكل لحمه، فحمد أبو قلابة اللَّه ثم استرجع، فشهق شهقةً فمات <ref>كتاب الثقات 5: 2 - 4.</ref>.، وكان ذلك سنة 104 أو 105 في منطقة العريش <ref>الطبقات الكبرى 7: 185، كتاب الثقات 5: 3، تهذيب الكمال 14: 547، طبقات الفقهاء: 94.</ref>.
عاش أبو قلابة في أواخر سنوات حياته وقد دهيت يداه ورجلاه، وثقل سمعه وبصره، وماله من جارحة تنفعه إلّا لسانه، وأُخبر في يومٍ بأنّ السبع افترس ابنه، فأكل لحمه، فحمد أبو قلابة اللَّه ثم استرجع، فشهق شهقةً فمات <ref>كتاب الثقات 5: 2 - 4.</ref>.، وكان ذلك سنة 104 أو 105 في منطقة العريش <ref>الطبقات الكبرى 7: 185، كتاب الثقات 5: 3، تهذيب الكمال 14: 547، طبقات الفقهاء: 94.</ref>.


=المراجع=
=المراجع=


[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
[[تصنيف:الرواة المشتركون]]
٣٨٢

تعديل