عبدالله بن الزبير

مراجعة ١٧:٤٥، ٢٣ مايو ٢٠٢٢ بواسطة Abolhoseini (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''عبدالله بن الزبير:''' شهد فتح إفريقية في زمن عثمان، وشهد وقعة الجمل مع أبيه و...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

عبدالله بن الزبير: شهد فتح إفريقية في زمن عثمان، وشهد وقعة الجمل مع أبيه وخالته عائشة، وهو الذي زيّن لها المسير إلى البصرة. كان يبغض بني هاشم، وقد بلغ من بغضه لهم أنّه ترك الصلاة على محمّد (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أربعين جمعة.

عبد اللَّه بن الزبير (1 ــ 73ق)

وهو ابن زبير بن العوام القرشي الأسدي، أبو خُبيب، وقيل: أبو بكر. ولد في السنة الأُولى أو الثانية من الهجرة، وهو أوّل مولود في الإسلام للمهاجرين. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) وعن: أبيه وأبي بكر و عائشة وعمر وغيرهم، وروى عنه: أخوه عروة، وابناه عامر وعباد، وعمرو بن دينار، وآخرون.

فتاواه وفقاهته

وقد عُدّ من المتوسطين في الفتيا من الصحابة، ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب «الخلاف» ثماني فتاوى.

مشاهده

شهد فتح إفريقية في زمن عثمان، وشهد وقعة الجمل مع أبيه وخالته عائشة، وهو الذي زيّن لها المسير إلى البصرة. ولما تراءى الجمعان في الجمل، قال الإمام علی (عليه السّلام) للزبير: قد كنّا نعدّك من بني عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ففرّق بيننا[٢] وذكَّره أشياء، ولما عزم الزبير على اعتزال المعركة بعد ما ذكَّره الإمام علی (عليه السّلام) بحديث النبي (ص) وإعلامه بأنّه سيقاتل عليّا وهو له ظالم، عيّره ابنه بالجبن واتهمه بالخوف وقال له: ولكنّك خشيت رايات ابن أبي طالب وعلمتَ أنّها تحملها فتية أنجاد وأنّ تحتها الموت الأحمر فجبنتَ، فاحفظه ذلك وقال: إنّي حلفتُ أن لا أُقاتله، قال: كفِّر عن يمينك وقاتله، فأعتق غلامه مكحولًا وقيل سرجس[٣]

بغضه لبني هاشم

ويذكر المؤرخون أنّ ابن الزبير كان يبغض بني هاشم، وقد بلغ من بغضه لهم أنّه ترك الصلاة على محمّد (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) أربعين جمعة ويقول: إنّه لا يمنعني من ذكره إلَّا أن تشمخَ رجال بآنافها.

امتناع بيعته مع يزيد بن معاوية

ولما مات معاوية بن أبي سفيان (سنة 60 هـ) وتولَّى يزيد الامر، كتب إلى والي المدينة أن يأخذ الإمام الحسين (عليه السّلام) وابن الزبير وابن عمر أخذاً ليس فيه رخصة، فخرج الإمام الحسين (عليه السّلام) وابن الزبير إلى مكة، وامتنعا أن يبايعا ليزيد.

استقراره بمكة وورود الإمام الحسين فيها

وكان ابن الزبير يأتي الحسين (عليه السّلام) فيمن يأتيه بمكة، ولا يزال يشير عليه بالرأي وهو أثقل خلق اللَّه على ابن الزبير، لَانّ أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين باقياً بالبلد.
ولما عزم الإمام الحسين (عليه السّلام) على المسير إلى الكوفة، قال له عبد اللَّه بن العباس: لقد أقررتَ عين ابن الزبير بتخليتك إياه والحجاز، ثمّ خرج ابن عباس من عنده فمرّ بابن الزبير فقال: قرّت عينك يا ابن الزبير ثم قال:
يا لكِ من قنبرة بمعمرِ
خلا لكِ الجو فبيضي واصفري
ونقّري ما شئتِ أن تنقّري
هذا حسين يخرج إلى العراق وعليك بالحجاز[٤]
وفي سنة (63 هـ) وجّه يزيد بن معاوية مسلمَ بن عقبة المُرّي في جيش من أهل الشام وأمره بقتال أهل المدينة، فإذا فرغ سار إلى مكة، فدخل مسلم المدينة وعبث فيها وأسرف في القتل، ثمّ خرج فلما كان في بعض الطريق مات، فاستخلف حُصين بن نُمير الكندي، فمضى إلى مكة فقاتل بها ابن الزبير أياماً، ثمّ بلغه موت يزيد، فرحل هو وأصحابه نحو دمشق.

دعوته لنفسه بالخلافة

وعقيب موت يزيد بن معاوية دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة، فحكم الحجاز والعراق واليمن وخراسان.
ثمّ دعا ابنَ عباس ومحمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية ومَن معه من أهل بيته وشيعته ليبايعوه فامتنعوا، فأكثر الوقيعة في محمّد بن الحنفية وذمَّه.
فلما ظهر المختار الثقفي بالكوفة عام (66 هـ) خاف ابن الزبير أن يتداعى الناس إلى الرضا بابن الحنفية، فألحّ عليه وعلى أصحابه في البيعة له، فحبسهم في الشِّعب وتوعدهم بالقتل والإحراق وأعطى اللَّه عهداً إن لم يبايعوا أن ينفّذ فيهم ما توعّدهم، وضرب لهم في ذلك أجلًا.
فأرسل المختار أبا عبد اللَّه الجدلي في أربعة آلاف، فلما كانوا ببعض الطريق تعجّل منهم ثمانمائة حتى دخلوا مكة، فكبّروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فهرب إلى دار الندوة، ويقال تعلَّق بأستار الكعبة وقال: أنا عائذ اللَّه، ثمّ استخلصوا محمّد بن الحنفية ومن كان معه وكان ابن الزبير قد أعدّ لهم الحطب ليحرقهم ثمّ استأذنوه في قتل ابن الزبير فقال رحمه اللَّه تعالى: إنّي لا استحلّ القتال في الحرم[٥]
ذكر ابن عبد البرّ أنّ عبد اللَّه بن الزبير: كان كثير الصلاة، كثير الصيام، شديد البأس، كريم الجدات والأُمّهات والخالات إلَّا أنّه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة، لَانّه كان بخيلًا ضيّق العطن، سيّئَ الخلق، حسوداً كثير الخلاف، أخرج محمد بن الحنفية من مكة والمدينة ونفى عبد اللّه بن عباس إلى الطائف. [٦]
وفي سنة (65 هـ) توفّي مروان بن الحكم، فقام بأمر الشام ابنه عبد الملك، فسار إلى العراق في سنة (71 هـ) لقتال مصعب ابن الزبير، فاستولى عبد الملك على العراق.

وفاته

ولما قتل عبد الملك مصعباً وأتى الكوفة، وجّه منها الحجاج بن يوسف الثقفي في جيش من أهل الشام لقتال عبد اللّه بن الزبير، فحاصره ثمانية أشهر وقيل غير ذلك، ولم تزل الحرب بينهما إلى أن انتهت بمقتل ابن الزبير في مكة بعد أن تفرّق عنه عامة أصحابه وذلك في سنة ثلاث وسبعين.

المصادر

  1. الطبقات الكبرى لابن سعد 2- 294، تاريخ خليفة 39، الطبقات لخليفة 406 برقم 1987، التأريخ الكبير 5- 6، المعرفة و التاريخ 1- 243، تاريخ الطبري 5- 29، الجرح و التعديل 5- 56، مروج الذهب 3- 272، مشاهير الاعلام و الأَمصار 55 برقم 154، الثقات لابن حبّان 3- 212، المستدرك للحاكم 3- 547، حلية الاولياء 1- 329، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 49 برقم 16، رجال الطوسي 23- 10، الخلاف للطوسي 1- 403 و 377 و 319 طبع جامعة المدرسين، الإستيعاب 2- 291 ذيل الاصابة، طبقات الفقهاء للشيرازي 50، صفة الصفوة 1- 764، المنتظم 6- 124، أُسد الغابة 3- 161، الكامل في التأريخ 4- 348، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 266، وفيات الاعيان 3- 71، تهذيب الكمال 14- 508، سير أعلام النبلاء 3- 363، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 75 ه (435، العبر للذهبي 1- 60، الوافي بالوفيات 17- 172، فوات الوفيات 2- 171، البداية و النهاية 8- 337، الجواهر المضيئة 2- 415، غاية النهاية 1- 419، النجوم الزاهرة 1- 189، الاصابة 2- 301، تهذيب التهذيب 5- 213، تقريب التهذيب 1- 415، شذرات الذهب 1- 79، مجمع الرجال 3- 282، جامع الرواة 1- 484، تنقيح المقال 2- 181، الاعلام 4- 87، معجم رجال الحديث 10- 186 برقم 6859، بغية الطلب 1- 253.
  2. وجاء في شرح نهج البلاغة: 20- 103 أنّ أمير المؤمنين- عليه السّلام- قال: ما زال الزبير رجلًا منّا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشئوم عبد اللّه. وذكر ابن عبد ربه في الإستيعاب- ترجمة ابن الزبير، هذا القول للِامام علي- عليه السّلام- إلّا أنّه لم يذكر لفظة المشئوم.
  3. انظر الكامل في التأريخ لابن الاثير: 3- 240.
  4. انظر تاريخ الطبري: 4- 288 حوادث سنة (60 ه).
  5. انظر الكامل في التأريخ: 4 251- 249. و سير أعلام النبلاء: 4- 118 ترجمة محمد بن الحنفية، و فيه: فانتدب منهم ثمانمائة رأسهم عطية بن سعد العوفي. و جاء في مروج الذهب: 3- 275 أنّ أبا عبد اللّه الجدلي نفسه كان قائد هذه المجموعة.
  6. الإستيعاب: 3- 906 ترجمة عبد اللّه بن الزبير.