Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٢
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
(مراجعتان متوسطتان بواسطة مستخدم واحد آخر غير معروضتين) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
إن بحث الدعوة الإسلامية من المباحث المهمة التي لها بالغ الأثر في دفع عجلة الإسلام إلى الأمام. وسنقصر كلامنا في المقام حول « عالمية الدعوة الإسلامية » ، فهو أهمّ ما يتعلّق بهذا البحث . | إن بحث الدعوة الإسلامية من المباحث المهمة التي لها بالغ الأثر في دفع عجلة [[الإسلام]] إلى الأمام. وسنقصر كلامنا في المقام حول « عالمية الدعوة الإسلامية » ، فهو أهمّ ما يتعلّق بهذا البحث . | ||
[[ملف:الدعوة.jpg|تصغير|صورة تعبيرية]] | [[ملف:الدعوة.jpg|تصغير|صورة تعبيرية]] | ||
سطر ١٥: | سطر ١٥: | ||
بنود تحقيق العالمية في الوسط الإسلامي تتجلّى أوّلاً في الفكر والثقافة والواقع في المجالات الثلاثة الآتية : | بنود تحقيق العالمية في الوسط الإسلامي تتجلّى أوّلاً في الفكر والثقافة والواقع في المجالات الثلاثة الآتية : | ||
أوّلاً : وصل ماضي الأُمّة بحاضرها ، والتخلّي عن أحقاد التاريخ السابق ، وترك استمرار عقدة | أوّلاً : وصل ماضي [[الأُمّة]] بحاضرها ، والتخلّي عن أحقاد التاريخ السابق ، وترك استمرار عقدة [[الخلاف]] في صفوف الجماعة ، وإطفاء نيران الخلاف ، والبعد عن إشاعتها أو تلقينها للناشئة ، ولأنّ كلّ خطوة نحو [[الوحدة]] والتقارب والتقدّم والوقوف صفّاً واحداً أمام تحدّيات الأعداء والمخاطر المشتركة إنّما تبدأ من واقع الحاضر ، لا من أخطاء وموروثات الماضي ، فكلّ إنسان أو فئة يسأل أو يحاكم على ما قدّم من خير أو شرّ . | ||
ثانياً : ألاّ ينحاز العالم الإسلامي بجميع شعوبه وحكّامه في جانب من جوانب السياسة والاقتصاد والاجتماع ونحو ذلك نحو اتّجاه معيّن يغاير اتّجاه الإسلام وشرعه ومنطلقاته ، ويتنافى مع المصلحة الإسلامية العليا ، ويعدّ خرق هذا الاتّجاه إمّا خيانة لله والرسول ولمصالح الأُمّة جمعاء ، وإمّا عصبية مذهبية أو طائفية بغيضة تلتقي مع العصبية الجاهلية في نتائجها وثمراتها وإن خالفتها في دوافعها وأسبابها . | ثانياً : ألاّ ينحاز [[العالم الإسلامي]] بجميع شعوبه وحكّامه في جانب من جوانب السياسة والاقتصاد والاجتماع ونحو ذلك نحو اتّجاه معيّن يغاير اتّجاه الإسلام وشرعه ومنطلقاته ، ويتنافى مع المصلحة الإسلامية العليا ، ويعدّ خرق هذا الاتّجاه إمّا خيانة لله والرسول ولمصالح الأُمّة جمعاء ، وإمّا [[عصبية مذهبية]] أو [[طائفية]] بغيضة تلتقي مع العصبية الجاهلية في نتائجها وثمراتها وإن خالفتها في دوافعها وأسبابها . | ||
ثالثاً : أن تتقارب الطوائف الإسلامية ، بحيث تدرس بتجرّد وموضوعية وإنصاف ما لدى الطائفة الأُخرى ; لأنّ الإسلام كلٌّ لا يتجزّأ ، ولأنّ إزالة النعرة غير الطبيعية التي خلّفتها أحداث التاريخ ضرورة حتمية . وإذا تعذّر الوفاق على بعض الجزئيات فتترك لكلّ جانب أو طائفة ، على ألاّ تعكّر صفو العلاقات الأخوية الإسلامية الصافية غير المتأثّرة بحزازات الماضي وآلامه ومآسيه ، أي : أنّ الخطأ يجب ألاّ يستمرّ ، وألاّ يعوق تحقيق اللقاء المشترك أو الاتّحاد أو الوحدة ، ولأنّ محو الفروق الطائفية يجب أن يكون غاية مقصودة في ذاتها ; لأنّ أسباب الخلاف قد زالت ، ومن الخطأ التمسّك | ثالثاً : أن تتقارب [[الطوائف الإسلامية]] ، بحيث تدرس بتجرّد وموضوعية وإنصاف ما لدى الطائفة الأُخرى ; لأنّ الإسلام كلٌّ لا يتجزّأ ، ولأنّ إزالة النعرة غير الطبيعية التي خلّفتها أحداث التاريخ ضرورة حتمية . وإذا تعذّر [[الوفاق]] على بعض الجزئيات فتترك لكلّ جانب أو طائفة ، على ألاّ تعكّر صفو العلاقات الأخوية الإسلامية الصافية غير المتأثّرة بحزازات الماضي وآلامه ومآسيه ، أي : أنّ الخطأ يجب ألاّ يستمرّ ، وألاّ يعوق تحقيق اللقاء المشترك أو [[الاتّحاد]] أو الوحدة ، ولأنّ محو الفروق الطائفية يجب أن يكون غاية مقصودة في ذاتها ; لأنّ أسباب الخلاف قد زالت ، ومن الخطأ التمسّك ب[[الاختلاف الطائفي]] مع زوال أسبابه وعدم الجدوى في إثارته ، كما قاله الشيخ [[محمّد أبو زهرة]]. | ||
هذا ، | هذا ، و[[الدين]] يكون عالمياً بعدم اختصاصه بجنس من الأجناس البشرية ، وبعدم انحصار تطبيقه في إقليم خاصّ أو بيئة معيّنة . | ||
ويكون غالباً بامتداد هدايته أزماناً طويلة تتجاوز العصر الذي بدأت فيه ، بمعنى : أن يكون الدين صالحاً لكلّ جنس ، ولكلّ جيل ، ولكلّ زمان ومكان . | ويكون غالباً بامتداد هدايته أزماناً طويلة تتجاوز العصر الذي بدأت فيه ، بمعنى : أن يكون الدين صالحاً لكلّ جنس ، ولكلّ جيل ، ولكلّ زمان ومكان . | ||
سطر ٥١: | سطر ٥١: | ||
كما يمكن تقرير العالمية بهذه الصورة : | كما يمكن تقرير العالمية بهذه الصورة : | ||
يقرّر القرآن الكريم عالمية الدعوة الإسلامية التي مفادها أنّ الإسلام عقيدة لا ينفرد بها شعب أو مجتمع بعينه ، ولا تختصّ ببلد أو بلاد معيّنة ، بل الإسلام دين ذو قوانين تسري على الأفراد على اختلافهم من العنصر والوطن واللسان ، ولا يفترض لنفوذه حاجزاً بين بني الإنسان ، ولا يعترف بأيّة فواصل وتحديدات جنسية أو إقليمية أو زمنية ، فهو عامّ في المكان والزمان . | يقرّر [[القرآن الكريم]] عالمية الدعوة الإسلامية التي مفادها أنّ الإسلام عقيدة لا ينفرد بها شعب أو مجتمع بعينه ، ولا تختصّ ببلد أو بلاد معيّنة ، بل الإسلام دين ذو قوانين تسري على الأفراد على اختلافهم من العنصر والوطن واللسان ، ولا يفترض لنفوذه حاجزاً بين بني الإنسان ، ولا يعترف بأيّة فواصل وتحديدات جنسية أو إقليمية أو زمنية ، فهو عامّ في المكان والزمان . | ||
فعالمية الدولة الإسلامية هي المظهر السياسي المعبّر عن ربوبية شاملة لكافّة أفراد الجنس البشري وناظرة للجميع بعين العدل ، وإغفال هذا المظهر يعني إغفال جانب من جوانب التوحيد ، ذلك أنّ التوحيد بما هو حقيقة مطلقة لا يمكننا أن نحبسه في نطاق محدود ، ولا بدّ وأن تأخذ هذه الحقيقة مداها في كلّ الآفاق المحيطة بها ، وتستوعب الساحة الإنسانية من أبعادها الزمانية والمكانية والموضوعية . . وامتدادها في أُفق الزمان إلى نهايته هو الذي يُعبّر عنه بخلود الرسالة الإسلامية ، وامتدادها في أُفق الحياة البشرية إلى نهايته هو الذي يعبّر عنه بشمول الرسالة الإسلامية لمختلف جوانب الحياة الإنسانية ، كما أنّ امتدادها في الأُفق الجغرافي للمجتمع البشري إلى نهايته هو الذي يعبّر عنه بعالمية الرسالة الإسلامية . فالعالمية هي التعبير الطبيعي عن ربوبية مطلقة رحيمة وعادلة تدير دفّة الساحة الإنسانية على أساس العدل والمساواة والحقّ . | فعالمية الدولة الإسلامية هي المظهر السياسي المعبّر عن ربوبية شاملة لكافّة أفراد الجنس البشري وناظرة للجميع بعين العدل ، وإغفال هذا المظهر يعني إغفال جانب من جوانب التوحيد ، ذلك أنّ التوحيد بما هو حقيقة مطلقة لا يمكننا أن نحبسه في نطاق محدود ، ولا بدّ وأن تأخذ هذه الحقيقة مداها في كلّ الآفاق المحيطة بها ، وتستوعب الساحة الإنسانية من أبعادها الزمانية والمكانية والموضوعية . . وامتدادها في أُفق الزمان إلى نهايته هو الذي يُعبّر عنه بخلود الرسالة الإسلامية ، وامتدادها في أُفق الحياة البشرية إلى نهايته هو الذي يعبّر عنه بشمول الرسالة الإسلامية لمختلف جوانب الحياة الإنسانية ، كما أنّ امتدادها في الأُفق الجغرافي للمجتمع البشري إلى نهايته هو الذي يعبّر عنه بعالمية الرسالة الإسلامية . فالعالمية هي التعبير الطبيعي عن ربوبية مطلقة رحيمة وعادلة تدير دفّة الساحة الإنسانية على أساس العدل والمساواة والحقّ . | ||
وقد جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى : ( لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) ( سورة الفرقان : 1 ) أنّ المراد بالعالمين هنا الإنس والجنّ ; لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد كان رسولاً إليهما ونذيراً لهما ، وأنّه خاتم الأنبياء ، ولم يكن غيره عامّ الرسالة ، إلاّ نوح | وقد جاء في [[تفسير القرطبي]] في قوله تعالى : ( لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) ( سورة الفرقان : 1 ) أنّ المراد بالعالمين هنا الإنس والجنّ ; لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قد كان رسولاً إليهما ونذيراً لهما ، وأنّه خاتم الأنبياء ، ولم يكن غيره عامّ الرسالة ، إلاّ النبي نوح ،فإنّه عمّ برسالته جميع الإنس بعد الطوفان ; لأنّه بدأ به الخلق(2) . | ||
(2)مجمع البيان ج7 ،ص299 \الجامع لأحكام القران ج1 ،ص138 و ج13 ،ص2. | (2)مجمع البيان ج7 ،ص299 \الجامع لأحكام القران ج1 ،ص138 و ج13 ،ص2. | ||
سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
(3)تهذيب اللغة ج2 ،ص252 \لسان العرب ج3 ،ص2745 . | (3)تهذيب اللغة ج2 ،ص252 \لسان العرب ج3 ،ص2745 . | ||
وقال ابن عبّاس في قوله تعالى : ( اَلْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ( سورة الفاتحة : 2 ) : ربّ الجنّ والإنس(4) . | وقال [[ابن عبّاس]] في قوله تعالى : ( اَلْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ( سورة الفاتحة : 2 ) : ربّ الجنّ والإنس(4) . | ||
(4)جامع البيان ج1 ،ص95 \كنز العمال ج2 ،ص299 . | (4)جامع البيان ج1 ،ص95 \كنز العمال ج2 ،ص299 . | ||
سطر ٧٩: | سطر ٧٩: | ||
وقد تضافرت النصوص القرآنية الصريحة التي تؤكّد هذا المعنى ، فقال سبحانه : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) ( سورة الأعراف : 158 ) ، وقال سبحانه : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( سورة آل عمران : 85 ) ، وقال تعالى عن القرآن الكريم الذي أوحاه إلى نبيّه (صلى الله عليه وآله) : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين ) ( سورة ص : 87 ـ 88 ) ، وقال عزّ من قائل : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لاُِنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ) (سورة الأنعام : 19 ) ، أي : كلّ من يصل إليه بلاغ القرآن ، وكلّ من سمعه في جميع أقطار الأرض ، في أيّ زمن من الأزمان وصل إليه هذا البلاغ ، وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( سورة التوبة : 33)، وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )( سورة الأنبياء : 107 ) . | وقد تضافرت النصوص القرآنية الصريحة التي تؤكّد هذا المعنى ، فقال سبحانه : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) ( سورة الأعراف : 158 ) ، وقال سبحانه : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) ( سورة آل عمران : 85 ) ، وقال تعالى عن القرآن الكريم الذي أوحاه إلى نبيّه (صلى الله عليه وآله) : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين ) ( سورة ص : 87 ـ 88 ) ، وقال عزّ من قائل : ( وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لاُِنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ) (سورة الأنعام : 19 ) ، أي : كلّ من يصل إليه بلاغ القرآن ، وكلّ من سمعه في جميع أقطار الأرض ، في أيّ زمن من الأزمان وصل إليه هذا البلاغ ، وقال تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) ( سورة التوبة : 33)، وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )( سورة الأنبياء : 107 ) . | ||
أمّا الوجه الثاني لعالمية الدعوة الإسلامية فيتبيّن من دعوة غير العرب ، فقد جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من اليهود | أمّا الوجه الثاني لعالمية الدعوة الإسلامية فيتبيّن من دعوة غير [[العرب]] ، فقد جاء في القرآن الكريم دعوة أهل الكتاب من [[اليهود]] و[[النصارى]] والمشركين إلى الإسلام الذي جاء به محمّد (صلى الله عليه وآله) سواء كانوا من العرب أم من غير العرب ، وبيّن لهم بأنّ الإسلام هو الدين الحقّ الذي لا يقبل الله سواه ، بل تجاوزت رسالة نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) اليهود والنصارى والبشرية بأكملها ، فلم تقتصر على عالم الإنس فقط ، بل تعدّت ذلك إلى عالم الجنّ أيضاً ، قال تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجباً * يَهْدِي إِلَى الرشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً ) ( سورة الجنّ : 1 ـ 2 ) . | ||
ويتمثّل الوجه الثالث لعالمية الدعوة الإسلامية في خطابات القرآن ونداءاته العامّة ، فالقرآن الكريم كثيراً ما يوجّه خطاباته إلى الناس غير مقيّدة بشيء ، وهذا دليل واضح على أنّ خطاباته وتوجيهاته تعمّ الناس كافّة ، والقرآن هو وحي الله لرسوله محمّد (صلى الله عليه وآله) وفيه أحكام الإسلام ، وهذا دليل على أنّ الإسلام لجميع البشرية بل للإنس والجنّ . وأمثله لذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ( سورة البقرة : 168 ) ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( سورة البقرة : 21 ) ، وغيرها من الآيات كثير ، فهو سبحانه يخاطب الناس جميعاً بقوله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ،ولم يقل : يا أيّها العرب . | ويتمثّل الوجه الثالث لعالمية الدعوة الإسلامية في خطابات القرآن ونداءاته العامّة ، فالقرآن الكريم كثيراً ما يوجّه خطاباته إلى الناس غير مقيّدة بشيء ، وهذا دليل واضح على أنّ خطاباته وتوجيهاته تعمّ الناس كافّة ، والقرآن هو وحي الله لرسوله محمّد (صلى الله عليه وآله) وفيه أحكام الإسلام ، وهذا دليل على أنّ الإسلام لجميع البشرية بل للإنس والجنّ . وأمثله لذلك قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) ( سورة البقرة : 168 ) ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ( سورة البقرة : 21 ) ، وغيرها من الآيات كثير ، فهو سبحانه يخاطب الناس جميعاً بقوله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ،ولم يقل : يا أيّها العرب . | ||
والوجه الرابع القوانين والتشريعات القرآنية عالمية في طبيعتها ; لأنّها من محتويات الإسلام ، والإسلام رسالة عالمية يعتمد في جميع أحكامه وتشريعاته ، وما يخصّ الإنسان في معاشه ومعاده على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر ، ولا يجد الباحث مهما أُوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أيّ طابع إقليمي أو صبغة طائفية ، وتلك آية واضحة على أنّ دعوته دعوة عالمية لا تتحيّز إلى فئة معيّنة ، ولا تنجرف إلى طائفة خاصّة ، فالعبادات والمعاملات والأخلاق . . الخ كلّها ليس فيها صبغة الطائفية | والوجه الرابع القوانين والتشريعات القرآنية عالمية في طبيعتها ; لأنّها من محتويات الإسلام ، والإسلام رسالة عالمية يعتمد في جميع أحكامه وتشريعاته ، وما يخصّ الإنسان في معاشه ومعاده على طبيعة الإنسان التي يتساوى فيها جميع البشر ، ولا يجد الباحث مهما أُوتي من مقدرة علمية كبيرة فيما جاء به نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أيّ طابع إقليمي أو صبغة طائفية ، وتلك آية واضحة على أنّ دعوته دعوة عالمية لا تتحيّز إلى فئة معيّنة ، ولا تنجرف إلى طائفة خاصّة ، فالعبادات والمعاملات والأخلاق . . الخ كلّها ليس فيها صبغة الطائفية و[[الإقليمية]] ، بل تكتسي بالصبغة العالمية ; لأنّها تناسب الإنسان وطبيعته ، فهي الصالحة له دون سواها . وكذلك النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والقضائي . . الخ ، لا تجد في ثنايا أيّ واحد منها أيّ تفكير طائفي أو نزعة إقليمية . | ||
والوجه الخامس الإسلام ينبذ أيّ مقوّمات للتفرقة بين الناس ; ذلك أنّ أقوى دليل على أنّ الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنزاعات الإقليمية والطائفية ، فالإسلام لا يفرّق بين أبيض وأسود ولا بين جنس وآخر ، بل ينبذ العنصرية والطائفية ، ويرفض جعلها مقياساً للتفاضل في ميزان الإسلام ، والمقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى ، فالإسلام هو أوّل مَن حارب العصبية ودعا إلى الأُخوّة تحت لواء التوحيد الخاصّ ومقتضاه الإسلام . | والوجه الخامس الإسلام ينبذ أيّ مقوّمات للتفرقة بين الناس ; ذلك أنّ أقوى دليل على أنّ الإسلام رسالة عالمية مكافحته للنزاعات الإقليمية والطائفية ، فالإسلام لا يفرّق بين أبيض وأسود ولا بين جنس وآخر ، بل ينبذ العنصرية والطائفية ، ويرفض جعلها مقياساً للتفاضل في ميزان الإسلام ، والمقياس الوحيد للتفاضل في الإسلام هو التقوى ، فالإسلام هو أوّل مَن حارب العصبية ودعا إلى الأُخوّة تحت لواء التوحيد الخاصّ ومقتضاه الإسلام . | ||
سطر ٩٣: | سطر ٩٣: | ||
(7)كنز العمال ج13 ،ص175 . | (7)كنز العمال ج13 ،ص175 . | ||
ولتحقيق ما كلّف به من تبليغ رسالته إلى جميع الناس أرسل السفراء إلى جميع الأقطار ، فبعث سفراءه وفي أيدي كلّ واحد منهم كتاب خاصّ إلى قيصر الروم وكسرى فارس | ولتحقيق ما كلّف به من تبليغ رسالته إلى جميع الناس أرسل السفراء إلى جميع الأقطار ، فبعث سفراءه وفي أيدي كلّ واحد منهم كتاب خاصّ إلى قيصر الروم وكسرى فارس والمقوقس عظيم القبط والنجاشي ملك [[الحبشة]] وغيرهم ، وما كتاباته (صلى الله عليه وآله) هذه إلى ملوك العالم في عهده إلاّ دليلاً قاطعاً على عالمية رسالته ، وقد روى [[جابر]] (رضي الله عنه) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : « أُعطيت خمساً لم يعطهنّ أحد من الأنبياء قبلي : كان كلّ نبي يبعث إلى قومه خاصّة ، وبعثت إلى كلّ أبيض وأسود . . . » الحديث(8) . | ||
(8)سنن الدارمي ج2 ،224\أمالي الطوسي ص484 . | (8)سنن الدارمي ج2 ،224\أمالي الطوسي ص484 . | ||
وعالمية الإسلام تكسب التوجّهات الإسلامية بُعدها العالمي ، وفي سياق هذه العالمية أمر الإسلام بالتعايش | وعالمية الإسلام تكسب التوجّهات الإسلامية بُعدها العالمي ، وفي سياق هذه العالمية أمر الإسلام بالتعايش و[[التعارف]] : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) ( سورة الحجرات : 13 ) ، وأمر بالعدل : ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْم عَلَى أَ لاَّ تَعْدِلُوا إِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) ( سورة المائدة : 8 ) . | ||
وبعد فإنّ عالمية الإسلام تفرض على أُمّته ـ وذلك كي تحقّق القيام بفريضة الدعوة إليه ـ تحقيق مستويات ثلاثة في الدعوة إلى هذا الدين : تبليغ الدعوة الإسلامية إلى الآخرين ، وإقامة الحجّة بصدق الإسلام على هؤلاء الآخرين ، وإزالة الشبهة عن الإسلام لدى هؤلاء الآخرين . | وبعد فإنّ عالمية الإسلام تفرض على أُمّته ـ وذلك كي تحقّق القيام بفريضة الدعوة إليه ـ تحقيق مستويات ثلاثة في الدعوة إلى هذا الدين : تبليغ الدعوة الإسلامية إلى الآخرين ، وإقامة الحجّة بصدق الإسلام على هؤلاء الآخرين ، وإزالة الشبهة عن الإسلام لدى هؤلاء الآخرين . | ||
سطر ١٠٣: | سطر ١٠٣: | ||
والخلاصة : أنّ الإسلام دين عالمي ولا يقتصر على أُمّة أو قومية أو لغة معيّنة ، وأنّ واحد من المبادئ الإسلامية هو الدعوة إلى الإسلام والإيمان بالله وبرسالة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) . وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تأمر المسلمين بأن يكونوا نشيطين في الدعوة إلى دينهم في العالم كلّه . ويعتبر المسلمون أنفسهم دعاة إلى الله والإسلام ، مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية أو الخلفية العلمية ، فعالم الدين والرجل العادي وإمام المسجد والواعظ والصوفي لا يتوانون في الدعوة إلى الإسلام . | والخلاصة : أنّ الإسلام دين عالمي ولا يقتصر على أُمّة أو قومية أو لغة معيّنة ، وأنّ واحد من المبادئ الإسلامية هو الدعوة إلى الإسلام والإيمان بالله وبرسالة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) . وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تأمر المسلمين بأن يكونوا نشيطين في الدعوة إلى دينهم في العالم كلّه . ويعتبر المسلمون أنفسهم دعاة إلى الله والإسلام ، مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية أو الخلفية العلمية ، فعالم الدين والرجل العادي وإمام المسجد والواعظ والصوفي لا يتوانون في الدعوة إلى الإسلام . | ||
يعزو المؤرّخ توماس آرنولد في كتابه الشهير « الدعوة إلى الإسلام » انتشار الإسلام إلى دور المسلمين أنفسهم في الدعوة إلى دينهم ، فيقول : « إنّ انتشار هذا الدين ] الإسلام [بقوّة في بقعة من العالم يعود إلى أسباب متنوّعة : اجتماعية وسياسية ودينية ، ولكن من بينها وأهمّ العوامل القوية في صناعة هذه النتيجة المذهلة يعود للجهود المتواصلة للدعوة الإسلامية » . | يعزو المؤرّخ [[توماس آرنولد]] في كتابه الشهير « الدعوة إلى الإسلام » انتشار الإسلام إلى دور المسلمين أنفسهم في الدعوة إلى دينهم ، فيقول : « إنّ انتشار هذا الدين ] الإسلام [بقوّة في بقعة من العالم يعود إلى أسباب متنوّعة : اجتماعية وسياسية ودينية ، ولكن من بينها وأهمّ العوامل القوية في صناعة هذه النتيجة المذهلة يعود للجهود المتواصلة للدعوة الإسلامية » . | ||
وعلى العكس من الفكرة السائدة بأنّ الإسلام انتشر بالسيف نجد أُوربّا اليوم وهي تشهد نموّاً سلمياً في ظاهرة اعتناق الإسلام . إنّ نداء الإسلام إلى النخب الغربية من أجل التفكير بتعاليمه وعقائده لا تقتصر على بلد واحد ، فهناك العديد من المثقّفين الغربيّين الذين آمنوا بالإسلام وصاروا شخصيات إسلامية شهيرة ، ليس في الغرب فحسب ، بل في جميع أرجاء العالم . | وعلى العكس من الفكرة السائدة بأنّ الإسلام انتشر بالسيف نجد أُوربّا اليوم وهي تشهد نموّاً سلمياً في ظاهرة اعتناق الإسلام . إنّ نداء الإسلام إلى النخب الغربية من أجل التفكير بتعاليمه وعقائده لا تقتصر على بلد واحد ، فهناك العديد من المثقّفين الغربيّين الذين آمنوا بالإسلام وصاروا شخصيات إسلامية شهيرة ، ليس في الغرب فحسب ، بل في جميع أرجاء العالم . | ||
سطر ١١٢: | سطر ١١٣: | ||
=معوّقات الخطاب الدعوي= | =معوّقات الخطاب الدعوي= | ||
أستعرض في المقام معوّقات الخطاب الدعوي على نحو الاختصار . . | |||
المعوّقات هنا هي : ما يقف حائلاً دون تحقيق الخطاب الدعوي الإسلامي تأثيره المناسب ، بل ويمثّل حاجزاً دون تحقيق أهدافه ومقاصده . . | |||
المعوّقات هنا هي : ما يقف حائلاً دون تحقيق [[الخطاب الدعوي الإسلامي]] تأثيره المناسب ، بل ويمثّل حاجزاً دون تحقيق أهدافه ومقاصده . . | |||
ومن تلك المعوّقات : | ومن تلك المعوّقات : | ||
1 ـ الاستبداد الفكري أو السياسي . | 1 ـ [[الاستبداد الفكري]] أو السياسي . | ||
فالوثنية ، والصنمية ، والتقديسية ، كلّها مفاهيم تلهب عقل الداعية ، وتحاصر قناعته ، وتحوله من الالتزام القائم على الاقتناع إلى الالتزام القائم على الخوف . | فالوثنية ، والصنمية ، والتقديسية ، كلّها مفاهيم تلهب عقل الداعية ، وتحاصر قناعته ، وتحوله من الالتزام القائم على الاقتناع إلى الالتزام القائم على الخوف . | ||
إنّ الداعية الإسلامي قد يصطدم بهذا في حقله التنظيمي ، وقد يجده في منظومة القوانين التي تحدّد عمله الوطني ، وقد يواجه ذلك في شكل جماعات ذات قناعات معيّنة ، أو نفوذ مالي وسياسي ، وكلّ هذه النماذج غالباً ما تمثّل استبداداً عائقاً دون أداء الخطاب الدعوي الإسلامي لمهامّه على أكمل وجه ، وهو ما ينعكس سلباً على ثقافتنا الإسلامية بطمس وجهها الناصع ومحو منهجها المقنع . | إنّ الداعية الإسلامي قد يصطدم بهذا في حقله التنظيمي ، وقد يجده في منظومة القوانين التي تحدّد عمله الوطني ، وقد يواجه ذلك في شكل جماعات ذات قناعات معيّنة ، أو نفوذ مالي وسياسي ، وكلّ هذه النماذج غالباً ما تمثّل استبداداً عائقاً دون أداء الخطاب الدعوي الإسلامي لمهامّه على أكمل وجه ، وهو ما ينعكس سلباً على ثقافتنا الإسلامية بطمس وجهها الناصع ومحو منهجها المقنع . | ||
سطر ١٢٦: | سطر ١٢٩: | ||
إنّ استقلالية الداعية في فكر وما تأتيه من مواقف لا يخشى فيها إلاّ الله هي الضامن الحقيقي للأخذ بيد المدعوين لتحقيق استقلاليتهم أيضاً وإثبات وجودهم وشخصيتهم . | إنّ استقلالية الداعية في فكر وما تأتيه من مواقف لا يخشى فيها إلاّ الله هي الضامن الحقيقي للأخذ بيد المدعوين لتحقيق استقلاليتهم أيضاً وإثبات وجودهم وشخصيتهم . | ||
فمن الآفات المستبدّة بالمجتمعات المسلمة هذه التبعية بدل الإبداعية ، وهي ما سمّاها أبو حامد الغزالي بـ « ذهنية القطيع » ، ذهنية القطيع هذه عندما تستبدّ بعقل ما تعيقه عن الإبداع وتجعل منه « إمّعة » تضع كلّ قناعاته ومنتوجات عقله في سلّة اللامعقول ! | فمن الآفات المستبدّة بالمجتمعات المسلمة هذه التبعية بدل الإبداعية ، وهي ما سمّاها [[أبو حامد الغزالي]] بـ « [[ذهنية القطيع]] » ، ذهنية القطيع هذه عندما تستبدّ بعقل ما تعيقه عن الإبداع وتجعل منه « إمّعة » تضع كلّ قناعاته ومنتوجات عقله في سلّة اللامعقول ! | ||
وبالموازاة مع هذه الاتّباعية هناك ما يسمّيه الداعية الإسلامي المغربي عبدالسلام ياسين « الغثائية » ، فالغثائية هي هذا « الغاشي » بلهجة أهل الجزائر والذي لا جدوى منه ; لأنّه فقد أهمّ خاصّية فيه ، وهي الإرادة العقلية ، فتوقّف عن تخطيط حياته ، أو المساهمة في صنع مصيره ، ومن هنا تبدأ مهمّة الداعية بتخليص هذه الفئة المسحوقة من هذه المعاناة العدمية كما يقول الفلاسفة ، وتمكينها من تجاوز سطحيتها إلى البحث عمّا في أعماقها من كنوز . | وبالموازاة مع هذه الاتّباعية هناك ما يسمّيه الداعية الإسلامي المغربي [[عبدالسلام ياسين]] « الغثائية » ، فالغثائية هي هذا « الغاشي » بلهجة أهل [[الجزائر]] والذي لا جدوى منه ; لأنّه فقد أهمّ خاصّية فيه ، وهي الإرادة العقلية ، فتوقّف عن تخطيط حياته ، أو المساهمة في صنع مصيره ، ومن هنا تبدأ مهمّة الداعية بتخليص هذه الفئة المسحوقة من هذه المعاناة العدمية كما يقول الفلاسفة ، وتمكينها من تجاوز سطحيتها إلى البحث عمّا في أعماقها من كنوز . | ||
3 ـ الغلوّ والتنطّع . | 3 ـ [[الغلوّ]] والتنطّع . | ||
إنّ ممّا بات مسلّماً به أيضاً لدى بعض دعاة الخطاب الإسلامي شيوع ما يسمّيه المفكّر الجزائري مالك بن نبي بالأفكار « المميتة أو القاتلة » . | إنّ ممّا بات مسلّماً به أيضاً لدى بعض دعاة الخطاب الإسلامي شيوع ما يسمّيه المفكّر الجزائري [[مالك بن نبي]] بالأفكار « المميتة أو القاتلة » . | ||
وأخطر آفة من هذه الأفكار القاتلة الغلوّ الديني ، والغلوّ الحزبي ، | وأخطر آفة من هذه الأفكار القاتلة الغلوّ الديني ، والغلوّ الحزبي ، و[[الغلوّ الطائفي]] أو العقدي، وكلّها قنابل موقوتة توشك أن تقضي على كيان الأُمّة . | ||
وما نصطدم به عند بعض الدعاة من الغلوّ استغلال منبر الدعوى لتخويف الناس وترهيبهم بمختلف الوسائل ، وهو ما أدّى إلى الكوارث التي مازلنا نعاني تبعات محنتها . | وما نصطدم به عند بعض الدعاة من الغلوّ استغلال منبر الدعوى لتخويف الناس وترهيبهم بمختلف الوسائل ، وهو ما أدّى إلى الكوارث التي مازلنا نعاني تبعات محنتها . | ||
إنّ مهمة الداعية الإسلامي بدعوته أن يأخذ بيد المدعو إلى شاطئ النجاة ، وأن يزيل عن عقله غشاوة الأُميّة بجميع ألوانها والجهل بمختلف مستوياته ، وتحصين الذات ضدّ كلّ ألوان « الفيروسات» المفقدة للمناعة الحضارية ، وبذلك يتقوّى الطالب والمطلوب والداعية والمدعو ، فيتحقّق هدف الخطاب الدعوي في أنبل وأسمى وأدقّ معانيه . | إنّ مهمة الداعية الإسلامي بدعوته أن يأخذ بيد المدعو إلى شاطئ النجاة ، وأن يزيل عن عقله غشاوة الأُميّة بجميع ألوانها والجهل بمختلف مستوياته ، وتحصين الذات ضدّ كلّ ألوان « الفيروسات» المفقدة للمناعة الحضارية ، وبذلك يتقوّى الطالب والمطلوب والداعية والمدعو ، فيتحقّق هدف الخطاب الدعوي في أنبل وأسمى وأدقّ معانيه . | ||
سطر ١٤٦: | سطر ١٥٠: | ||
أ ـ التنمية والتطوّر التكنولوجي والاعتماد على الذات وتسخير قوانين الطبيعة لاستثمار وجني ثمارها . | أ ـ التنمية والتطوّر التكنولوجي والاعتماد على الذات وتسخير قوانين الطبيعة لاستثمار وجني ثمارها . | ||
ب ـ وحدة الأُمّة ضدّ التجزئة القبلية والعرقية والطائفية | ب ـ وحدة الأُمّة ضدّ التجزئة القبلية والعرقية والطائفية و[[المذهبية]] من أجل الوحدة الإسلامية . | ||
ج ـ العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الدخل بما يحقّق أكبر قدر ممكن من المساواة بين الأغنياء والفقراء . | ج ـ العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الدخل بما يحقّق أكبر قدر ممكن من المساواة بين الأغنياء والفقراء . | ||
سطر ١٥٤: | سطر ١٥٨: | ||
هـ ـ تحرير المواطن من القهر والاستبداد والدفاع عن حقوق الإنسان حماية لحقوق المواطنين أمام الأحكام التعسّفية الحاكمة . | هـ ـ تحرير المواطن من القهر والاستبداد والدفاع عن حقوق الإنسان حماية لحقوق المواطنين أمام الأحكام التعسّفية الحاكمة . | ||
و ـ إثبات الهوية ضدّ التغريب والتبعية والرجوع إلى الأصالة ومراعاة متطلّبات العصر . | و ـ إثبات الهوية ضدّ [[التغريب]] والتبعية والرجوع إلى الأصالة ومراعاة متطلّبات العصر . | ||
ز ـ حشد الجماهير وتجنيد الناس حتّى يتحوّل الكمّ إلى الكيف ضدّ اللامبالاة والحياد والفتور . | ز ـ حشد الجماهير وتجنيد الناس حتّى يتحوّل الكمّ إلى الكيف ضدّ اللامبالاة والحياد والفتور . | ||
سطر ١٦٠: | سطر ١٦٤: | ||
ح ـ كسر حواجز الخوف من المفاهيم الوهمية المخيفة في العالم كأُحادية النظام العالمي الجديد وسلطة اللوبي الصهيوني على العالم الإسلامي وعدم استطاعته التغيير . | ح ـ كسر حواجز الخوف من المفاهيم الوهمية المخيفة في العالم كأُحادية النظام العالمي الجديد وسلطة اللوبي الصهيوني على العالم الإسلامي وعدم استطاعته التغيير . | ||
ط ـ الدعوة إلى إقامة اتّحادات إسلامية استخداماً للطاقات الإسلامية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية ، وتفعيل المنظّمات القطرية والمحلّية الإسلامية لصالح المجتمع الإسلامي ، كتفعيل منظّمة المؤتمر الإسلامي | ط ـ الدعوة إلى إقامة اتّحادات إسلامية استخداماً للطاقات الإسلامية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية ، وتفعيل المنظّمات القطرية والمحلّية الإسلامية لصالح المجتمع الإسلامي ، كتفعيل [[منظّمة المؤتمر الإسلامي]] و[[الصندوق المالي الإسلامي]] و[[السوق الإسلامية المشتركة]] وكلّ ما من شأنه أن يساعد في تقارب الأُمّة الإسلامية (10). | ||
(10)راجع لجميع ما | (10)راجع لجميع ما تقدّم موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح ج1 ،ص26-37 . | ||
=المصدر= | =المصدر= | ||
سطر ٢١٢: | سطر ٢١٦: | ||
[[تصنيف : الدعوة الإسلامية]] | [[تصنيف : الدعوة الإسلامية]] | ||
[[تصنيف : الإسلام]] | [[تصنيف : الإسلام]] | ||
[[تصنيف :العالمية]] | [[تصنيف :العالمية]] |