الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب في العراق»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٨٩٧: سطر ٨٩٧:
  أمّا مجالات التقارب : فهي المحاور التي يدور التقارب حولها . . والتي :
  أمّا مجالات التقارب : فهي المحاور التي يدور التقارب حولها . . والتي :


( منها ) : محور العقائد ، فللمذاهب الإسلامية كافّة رؤية مشتركة واحدة تقريباً حول الأُصول العقائدية والأركان الإسلامية ، والخلاف في فروعها لا يخلّ بأصل الإسلام والأُخوّة الإسلامية .
( منها ) : محور العقائد ، فللمذاهب الإسلامية كافّة رؤية مشتركة واحدة تقريباً حول [[الأُصول العقائدية]] والأركان الإسلامية ، والخلاف في فروعها لا يخلّ بأصل الإسلام والأُخوّة الإسلامية .


و( منها ) : محور الفقه وقواعده ، فوفقاً لوجهة نظر محقّقي فقهاء المذاهب ، فإنّ الأبواب الفقهية تتضمّن نسبة عالية من النقاط المشتركة ، والاختلاف في بعض المسائل الفقهية أمر طبيعي مردّه إلى فهم الفقهاء واجتهاداتهم .  
و( منها ) : محور الفقه وقواعده ، فوفقاً لوجهة نظر محقّقي فقهاء المذاهب ، فإنّ الأبواب الفقهية تتضمّن نسبة عالية من النقاط المشتركة ، والاختلاف في بعض المسائل الفقهية أمر طبيعي مردّه إلى فهم الفقهاء واجتهاداتهم .  
سطر ٩٠٥: سطر ٩٠٥:
و( منها ) : محور التاريخ ، فلا ريب في أنّ المسلمين يتّفقون على وحدة المسيرة التاريخية في مفاصلها الرئيسة ، والاختلافات التفصيلية والفرعية يمكن طرحها في جوّ هادئ ، فيتمّ الوصول إلى موارد كثيرة للاتّفاق .
و( منها ) : محور التاريخ ، فلا ريب في أنّ المسلمين يتّفقون على وحدة المسيرة التاريخية في مفاصلها الرئيسة ، والاختلافات التفصيلية والفرعية يمكن طرحها في جوّ هادئ ، فيتمّ الوصول إلى موارد كثيرة للاتّفاق .


وعلى أىّ حال ، يجب أن لا تترك الخلافات آثارها السلبية على المسيرة الحاضرة للأُمّة الإسلامية .
وعلى أىّ حال ، يجب أن لا تترك الخلافات آثارها السلبية على المسيرة الحاضرة للأُمّة الإسلامية.


==أهداف التقريب==
==أهداف التقريب==
سطر ٩٤٥: سطر ٩٤٥:
ممّا لا ينبغي الشكّ فيه أنّ حبّ المسلمين لنبي الإسلام يفوق حبّهم لأولادهم وأعراضهم وكلّ شيء لديهم ، فهو أبو الأُمّة ونبي الرحمة وصاحب الخلق العظيم . فالاختلاف في العائلة أو القبيلة الواحدة يؤذي كبيرها ، ويلقي غبار الأسى على قلبه ، أما حان وقت الاتّحاد والتكاتف لإفراح قلب رسول الرحمة ، والذي سعى جاهداً لإعلاء كلمة الله وعزّ المجتمع الإسلامي ؟ ! فالنبي (صلى الله عليه وآله) لا يرضى لنا العداوة والشقاق ، فهما من عمل الشيطان :( '''إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ''' ) (سورة المائدة : 91 ) ، فالشيطان هو المنتصر عن طريق الشقاق والنفاق والنزاع والعداوة ، والذي أمرنا به رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراراً هو الاتّفاق : ( '''واعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقوا''' ) ( سورة آل عمران : 103 ) ، ( '''وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ''' ) ( سورة الأنفال : 46 ) ، ( '''وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِمَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولئِكَ  لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ''' ) ( سورة آل عمران : 105 ) .
ممّا لا ينبغي الشكّ فيه أنّ حبّ المسلمين لنبي الإسلام يفوق حبّهم لأولادهم وأعراضهم وكلّ شيء لديهم ، فهو أبو الأُمّة ونبي الرحمة وصاحب الخلق العظيم . فالاختلاف في العائلة أو القبيلة الواحدة يؤذي كبيرها ، ويلقي غبار الأسى على قلبه ، أما حان وقت الاتّحاد والتكاتف لإفراح قلب رسول الرحمة ، والذي سعى جاهداً لإعلاء كلمة الله وعزّ المجتمع الإسلامي ؟ ! فالنبي (صلى الله عليه وآله) لا يرضى لنا العداوة والشقاق ، فهما من عمل الشيطان :( '''إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ''' ) (سورة المائدة : 91 ) ، فالشيطان هو المنتصر عن طريق الشقاق والنفاق والنزاع والعداوة ، والذي أمرنا به رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراراً هو الاتّفاق : ( '''واعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقوا''' ) ( سورة آل عمران : 103 ) ، ( '''وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ''' ) ( سورة الأنفال : 46 ) ، ( '''وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِمَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولئِكَ  لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ''' ) ( سورة آل عمران : 105 ) .


فليس من الإنصاف أن نقابل بالاختلاف جهود النبي (صلى الله عليه وآله) على مدى 23 سنة خدمة للأُمّة وتوحيدها ، بل العكس هو الصحيح ، بأن نتجنّب الخلافات والنزاعات المقيتة ونعيد البسمة لشفاه النبي ، والاتّحاد هو أقلّ الواجب على كلّ مسلم في المجتمع الإسلامي . يقول الدكتور محمّد الدسوقي : « الوحدة الإسلامية بحكم الفقه واجب شرعي ، وليس مجرّد عمل ترغيبي تبرّعي ، فهو عمل واجب على كلّ مسلم معتقد بوحدانية الله ونبوّة خاتم الأنبياء » .
فليس من الإنصاف أن نقابل بالاختلاف جهود النبي (صلى الله عليه وآله) على مدى 23 سنة خدمة للأُمّة وتوحيدها ، بل العكس هو الصحيح ، بأن نتجنّب الخلافات والنزاعات المقيتة ونعيد البسمة لشفاه النبي ، و[[الاتّحاد]] هو أقلّ الواجب على كلّ مسلم في المجتمع الإسلامي . يقول الدكتور محمّد الدسوقي : « الوحدة الإسلامية بحكم الفقه واجب شرعي ، وليس مجرّد عمل ترغيبي تبرّعي ، فهو عمل واجب على كلّ مسلم معتقد بوحدانية الله ونبوّة خاتم الأنبياء » .


5ـ السعي لتضييق الخلاف بين المدارس الاجتهادية .
5ـ السعي لتضييق الخلاف بين المدارس الاجتهادية .
سطر ٩٧١: سطر ٩٧١:
2 ـ إنّ التقريب بين المذاهب والابتعاد عن التصّب المذهبي يرجع في الأساس إلى أنّ هذه المذاهب ليست من أصل الدين ولم توجد ليعتنقها الناس أو لكي كون ملزمة لهم ، بل وجدت على أنّها آراء لأصحابها فيما عرض عليهم أو تعرّضوا له من المسائل والمبادئ ، تتمثّل فيها أفكارهم وأنظارهم ، ويتبيّن منها حكمهم على الأشياء أو حكم الله في نظرهم . فالله سبحانه وتعالى لم يأمر المسلمين بالتمذهب بمذهب بعينه ، بل أمرهم بطاعة الله وطاعة الرسول وأُولي الأمر بقوله تعالى : ('''يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً''')( سورة النساء : 59 ) .
2 ـ إنّ التقريب بين المذاهب والابتعاد عن التصّب المذهبي يرجع في الأساس إلى أنّ هذه المذاهب ليست من أصل الدين ولم توجد ليعتنقها الناس أو لكي كون ملزمة لهم ، بل وجدت على أنّها آراء لأصحابها فيما عرض عليهم أو تعرّضوا له من المسائل والمبادئ ، تتمثّل فيها أفكارهم وأنظارهم ، ويتبيّن منها حكمهم على الأشياء أو حكم الله في نظرهم . فالله سبحانه وتعالى لم يأمر المسلمين بالتمذهب بمذهب بعينه ، بل أمرهم بطاعة الله وطاعة الرسول وأُولي الأمر بقوله تعالى : ('''يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً''')( سورة النساء : 59 ) .


3 ـ إنّ وجود المذاهب المتمايزة بأسمائها وأتباعها الذين ينتسبون لها ولا يرون الحقّ إلاّ فيما ذهبت إليه ليس ضرورة حتمية لوجود الخلاف ، بدليل أنّ الخلاف موجود فعلاً في إطار المذهب الواحد دون أن ينقسم المذهب إلى مذاهب متعدّدة تنتسب إلى أصحاب هذا الخلاف . من ذلك مثلاً ما نراه في مذهب أبي حنيفة ، حيث نرى اختلافاً كثيراً بينه وبين أصحابه أبي يوسف ومحمّد وزفر واختلافاً بين بعضهم مع بعض في كثير من المسائل دون أن ينقسم هذا المذهب إلى مذهب لأبي حنيفة ومذهب لأبي يوسف ومذهب لمحمّد وهكذا .
3 ـ إنّ وجود المذاهب المتمايزة بأسمائها وأتباعها الذين ينتسبون لها ولا يرون الحقّ إلاّ فيما ذهبت إليه ليس ضرورة حتمية لوجود الخلاف ، بدليل أنّ الخلاف موجود فعلاً في إطار المذهب الواحد دون أن ينقسم المذهب إلى مذاهب متعدّدة تنتسب إلى أصحاب هذا الخلاف . من ذلك مثلاً ما نراه في مذهب [[أبي حنيفة]] ، حيث نرى اختلافاً كثيراً بينه وبين أصحابه [[أبي يوسف القاضي]] و[[محمّد بن الحسن الشيباني]] و[[زفر بن الهذيل]] واختلافاً بين بعضهم مع بعض في كثير من المسائل دون أن ينقسم هذا المذهب إلى مذهب لأبي حنيفة ومذهب لأبي يوسف ومذهب لمحمّد وهكذا .


4 ـ إنّه من المهمّ جدّاً لدراسة المذاهب الفقهية دراسة دقيقة عميقة محيطة بجميع نواحيها واتّجاهاتها وموازنة بعضها ببعض وترجيح بعضها على البعض أن نرجع هذه المذاهب إلى أُصولها ونتبيّن إن كان بينها اختلافاً في الأُصول والمبادئ أم ليس بينها اختلاف في الأُصول والمبادئ ، فلا يكون هناك محلّ للإبقاء على التعصّب والتنافر .
4 ـ إنّه من المهمّ جدّاً لدراسة المذاهب الفقهية دراسة دقيقة عميقة محيطة بجميع نواحيها واتّجاهاتها وموازنة بعضها ببعض وترجيح بعضها على البعض أن نرجع هذه المذاهب إلى أُصولها ونتبيّن إن كان بينها اختلافاً في الأُصول والمبادئ أم ليس بينها اختلاف في الأُصول والمبادئ ، فلا يكون هناك محلّ للإبقاء على التعصّب والتنافر .
سطر ٩٨٥: سطر ٩٨٥:
1 ـ إنّ من واجب كلّ الأطراف الإسلامية الحريصة على الوحدة ، والتي تعي بقوّة وشفّافية معالم خطر الحروب المذهبية التي يصنعها ساسة الغرب بفعل سياساتهم اليومية وتواطؤ فئات من كلّ الاتّجاهات والمذاهب ـ وذلك سواء عن وعي أم غير وعي ـ مع هذه السياسات ، إنّ من واجب هذه الأطراف أن تكشف بوضوح لكلّ القوى الرسمية والسياسية والشعبية النتائج التدميرية للفتنة المذهبية ، وأنّ تتحرّك بقوّة نحو كلّ القوى المعنية بالشأن الإسلامي ; لعمل كلّ ما من شأنه أن يلجم الفتنة ويمنع تداعياتها التي لن ينجو منها أحد ، وحثّها على الأقلّ لعدم التوسّل بالعنوان المذهبي لخدمة سياسات ومصالح لا تخدم مصالح الوطن والأُمّة . أمّا حالة التكفير فلا بدّ من إدانتها وفضحها بكلّ صراحة ، ومن الإقلاع عن التغطية عليها لحسابات ضيّقة ; لأنّ حسابات الأُمّة في وجودها ومصيرها وسلمها ومستقبلها أكبر من أيّة حسابات أُخرى ، هذا عدا عن أيّة صورة مسيئة وخطيرة قدّمها منطق التكفير للإسلام في العالم .
1 ـ إنّ من واجب كلّ الأطراف الإسلامية الحريصة على الوحدة ، والتي تعي بقوّة وشفّافية معالم خطر الحروب المذهبية التي يصنعها ساسة الغرب بفعل سياساتهم اليومية وتواطؤ فئات من كلّ الاتّجاهات والمذاهب ـ وذلك سواء عن وعي أم غير وعي ـ مع هذه السياسات ، إنّ من واجب هذه الأطراف أن تكشف بوضوح لكلّ القوى الرسمية والسياسية والشعبية النتائج التدميرية للفتنة المذهبية ، وأنّ تتحرّك بقوّة نحو كلّ القوى المعنية بالشأن الإسلامي ; لعمل كلّ ما من شأنه أن يلجم الفتنة ويمنع تداعياتها التي لن ينجو منها أحد ، وحثّها على الأقلّ لعدم التوسّل بالعنوان المذهبي لخدمة سياسات ومصالح لا تخدم مصالح الوطن والأُمّة . أمّا حالة التكفير فلا بدّ من إدانتها وفضحها بكلّ صراحة ، ومن الإقلاع عن التغطية عليها لحسابات ضيّقة ; لأنّ حسابات الأُمّة في وجودها ومصيرها وسلمها ومستقبلها أكبر من أيّة حسابات أُخرى ، هذا عدا عن أيّة صورة مسيئة وخطيرة قدّمها منطق التكفير للإسلام في العالم .


2 ـ التحرّك بشكل خاصّ نحو الهيئات العلمائية والمرجعيات الدينية ، وإقناعها بإصدار مواقف واضحة من أُولئك الذين يهشّمون الوحدة بين المسلمين ويضربون التفاعل في ما بينهم خوفاً منهم أو من الشارع العامّ ، بما يكرّس سيطرة المتطرّفين على الأرض ، بذريعة حماية المذهب من الفريق المقابل . وفي هذا الإطار لا بدّ لجميع الشخصيات العلمائية الكبرى وللمرجعيات الدينية من كلّ المذاهب أن تتّخذ مواقف فاعلة وفي قت واحد من الأعمال والممارسات العصبوية والفئوية ، حتّى لا يعتبر البعض أنّ إصداره لوحده الموقف أو الفتوى قد يشكّل قوّة للآخر المختلف معه ، وبذلك تتمّ مواجهة الشارع العاطفي والملتهب مذهبياً والذي بات يحمل « منطقاً » يمنع العقلاء من أنّ يتحرّكوا بحرّية . إنّ رفع الصوت بجرأة من كلّ العلماء لتصويب حركة الشارع وتوجيهه بالاتّجاه الصحيح بدلاً من الخضوع لمنطقه هو أمر ضروري وواجب ديني وأخلاقي وعلى كلّ المستويات ، وبذلك أيضاً تستكمل المساعي الوحدوية .
2 ـ التحرّك بشكل خاصّ نحو الهيئات العلمائية والمرجعيات الدينية ، وإقناعها بإصدار مواقف واضحة من أُولئك الذين يهشّمون الوحدة بين المسلمين ويضربون التفاعل في ما بينهم خوفاً منهم أو من الشارع العامّ ، بما يكرّس سيطرة المتطرّفين على الأرض ، بذريعة حماية المذهب من الفريق المقابل . وفي هذا الإطار لا بدّ لجميع الشخصيات العلمائية الكبرى وللمرجعيات الدينية من كلّ المذاهب أن تتّخذ مواقف فاعلة وفي وقت واحد من الأعمال والممارسات العصبوية والفئوية ، حتّى لا يعتبر البعض أنّ إصداره لوحده الموقف أو الفتوى قد يشكّل قوّة للآخر المختلف معه ، وبذلك تتمّ مواجهة الشارع العاطفي والملتهب مذهبياً والذي بات يحمل « منطقاً » يمنع العقلاء من أنّ يتحرّكوا بحرّية . إنّ رفع الصوت بجرأة من كلّ العلماء لتصويب حركة الشارع وتوجيهه بالاتّجاه الصحيح بدلاً من الخضوع لمنطقه هو أمر ضروري وواجب ديني وأخلاقي وعلى كلّ المستويات ، وبذلك أيضاً تستكمل المساعي الوحدوية .


3 ـ تحريك عناصر التقارب على مستوى المواقع الفاعلة في الأُمّة ، بحيث لا تقتصر على المواقع العليا ، وذلك لإيجاد واقع التقارب في برامج الحوزات الدينية ، والمؤسّسات الإسلامية العلمية ، وفي التوجيه في المساجد والتجمّعات العامّة ، سواء أكانت أحزاباً أم جمعيات أم لجاناً ، وكم هو ضروري في هذا المجال إيجاد مواقع عمل مشتركة تساهم في انصهار المسلمين وتفاعلهم ، من أجل أن يتجسّد هذا التفاعل في التجمّعات الطلاّبية أو العمّالية وفي النوادي الفكرية والثقافية ، وفي مواجهة الظلم اللاحق بقضايا المسلمين الأساسية وبشخصياتهم وبرموزهم ، فلا يقف كلّ في موقعه ويتحرّك من دون تنسيق مع الآخر ، ولا شكّ في أنّ التحرّك المشترك تجاه القضايا الإسلامية في إرساء مشاعره وحدوية وتعاطف بين المسلمين ، لا سيّما إزاء قضايا تتّصل بالقدس والإساءات المتكرّرة للرسول (صلى الله عليه وآله)والنيل من الإسلام كدين ، وبذلك تتهيّأ عقول المسلمين ونفوسهم لتنظيم خلافاتهم الأُخرى والتقارب في ما بينهم .
3 ـ تحريك عناصر التقارب على مستوى المواقع الفاعلة في الأُمّة ، بحيث لا تقتصر على المواقع العليا ، وذلك لإيجاد واقع التقارب في برامج الحوزات الدينية ، والمؤسّسات الإسلامية العلمية ، وفي التوجيه في المساجد والتجمّعات العامّة ، سواء أكانت أحزاباً أم جمعيات أم لجاناً ، وكم هو ضروري في هذا المجال إيجاد مواقع عمل مشتركة تساهم في انصهار المسلمين وتفاعلهم ، من أجل أن يتجسّد هذا التفاعل في التجمّعات الطلاّبية أو العمّالية وفي النوادي الفكرية والثقافية ، وفي مواجهة الظلم اللاحق بقضايا المسلمين الأساسية وبشخصياتهم وبرموزهم ، فلا يقف كلّ في موقعه ويتحرّك من دون تنسيق مع الآخر ، ولا شكّ في أنّ التحرّك المشترك تجاه القضايا الإسلامية في إرساء مشاعره وحدوية وتعاطف بين المسلمين ، لا سيّما إزاء قضايا تتّصل بالقدس والإساءات المتكرّرة للرسول (صلى الله عليه وآله)والنيل من الإسلام كدين ، وبذلك تتهيّأ عقول المسلمين ونفوسهم لتنظيم خلافاتهم الأُخرى والتقارب في ما بينهم .


4 ـ تفعيل المواقع الأساسية التي تتيح للمسلمين تعزيز ارتباطهم ، من قبيل : فريضة الحجّ ، والتجمّعات العلمائية الموجودة ، والمؤتمرات والندوات الوحدوية ، والمنظّمات الإسلامية الوحدوية ، مثل منظّمة المؤتمر الإسلامي ومؤسّسات التقريب ، والتأكيد على المناخ التفاعلي بين كبار العلماء والمفكّرين وقادة الرأي ، بحيث يتلاقون في إطار صحّي وبشكل دوري لتدارس قضاياهم الفقهية والفكرية والتاريخية والعقيدية بعيداً عن أجواء التوتّر والانفعال .
4 ـ تفعيل المواقع الأساسية التي تتيح للمسلمين تعزيز ارتباطهم ، من قبيل : فريضة الحجّ ، والتجمّعات العلمائية الموجودة ، والمؤتمرات والندوات الوحدوية ، والمنظّمات الإسلامية الوحدوية ، مثل [[منظّمة المؤتمر الإسلامي]] ومؤسّسات التقريب ، والتأكيد على المناخ التفاعلي بين كبار العلماء والمفكّرين وقادة الرأي ، بحيث يتلاقون في إطار صحّي وبشكل دوري لتدارس قضاياهم الفقهية والفكرية والتاريخية والعقيدية بعيداً عن أجواء التوتّر والانفعال.


5 ـ السعي الحثيث للشخصيات التي تحمل الهمّ الوحدوي للإطلالة الدائمة على المؤسّسات الإعلامية ، ولا سيّما الفضائية ; لوضع الأُمور في نصابها ، وذلك على حساب المؤجّجين للفتنة .
5 ـ السعي الحثيث للشخصيات التي تحمل الهمّ الوحدوي للإطلالة الدائمة على المؤسّسات الإعلامية ، ولا سيّما الفضائية ; لوضع الأُمور في نصابها ، وذلك على حساب المؤجّجين للفتنة .
سطر ١٬٠٣٧: سطر ١٬٠٣٧:
وبناءً عليه إذا كان الإصلاح والتقريب صدقة يُحبّها الله تعالى لعموم الأُمّة ، فإنّها لخصوص العلماء الربّانيّين تعلو إلى درجة المسؤولية التي لا تتجزّأ عن بقيّة مسؤولياتهم الشرعية .
وبناءً عليه إذا كان الإصلاح والتقريب صدقة يُحبّها الله تعالى لعموم الأُمّة ، فإنّها لخصوص العلماء الربّانيّين تعلو إلى درجة المسؤولية التي لا تتجزّأ عن بقيّة مسؤولياتهم الشرعية .


فالعالم قد وضع نفسه في موقع لا مفرّ له من إيفاء دور التقريب والسعي في سبيل الوحدة وكسب القوّة للأُمّة على شتّى الميادين ، فكلّ فكرة وكلّ كلمة وكلّ خطوة يكون مسؤولاً عنها يوم القيامة إنْ لم تتّجه نحو بناء الوحدة القائمة على أُسس المحبّة والأُخوّة والتسامح والتلاحم لحمل أمانة الإسلام العظيمة كما حملها النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرون والصحابة الأوفياء والتابعون لهم على مرّ العصور .
فالعالم قد وضع نفسه في موقع لا مفرّ له من إيفاء دور التقريب والسعي في سبيل الوحدة وكسب القوّة للأُمّة على شتّى الميادين ، فكلّ فكرة وكلّ كلمة وكلّ خطوة يكون مسؤولاً عنها يوم القيامة إنْ لم تتّجه نحو بناء الوحدة القائمة على أُسس المحبّة والأُخوّة و[[التسامح]] والتلاحم لحمل أمانة الإسلام العظيمة كما حملها النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرون والصحابة الأوفياء والتابعون لهم على مرّ العصور .


13 ـ التمتّع بالروح الجماعية ، فهي البدلة عن النزعة الأحادية التي نبذها الإسلام لينمّي في الإنسان روح العمل الجماعي ; لأنّه دين أُمّة ، وليس دين فرد أو جماعة وأُسرة .
13 ـ التمتّع بالروح الجماعية ، فهي البدلة عن النزعة الأحادية التي نبذها الإسلام لينمّي في الإنسان روح العمل الجماعي ; لأنّه دين أُمّة ، وليس دين فرد أو جماعة وأُسرة .
٢٬٧٩٦

تعديل