المقداد بن الأسود

الاسم المقداد بن الأسود
تاريخ الولادة 37 قبل الهجرة
تاريخ الوفاة 33 الهجري القمري
كنيته أبو معبد أو أبو عمرو
نسبه ثَعْلَبة بن مالك البَهراني الكندي
لقبه المقداد
طبقته الصحابي

المقداد بن الأسود: من كبار الصحابة وكان من السابقين إلى الإسلام. هاجر إلى أرض الحبشة ثمّ عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فبقي إلى أن بعث رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) عبيدة بن الحارث في سرية فلقوا جمعاً من المشركين عليهم عكرمة ابن أبي جهل، وكان المقداد وعتبة بن غزوان قد خرجا مع المشركين ليتوصلا إلى المسلمين فتواقفت الطائفتان ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إلى المسلمين. وشهد المقداد بدراً وله فيها مقام مشهور، وذُكر أنّه أوّل من قاتل فارساً في الإسلام، وشهد سائر المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وكان رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) لما خرج إلى بدر استشار أصحابه فقام المقداد فقال: يا رسول اللّه امض لما أُمرتَ به فنحن معك واللَّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ»، ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق نبياً لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول اللّه خيراً ودعا له. وشهد المقداد فتح مصر أيضاً.

المقداد بن الأسود (37قبل الهجرة ــ 33ق)

المقداد بن عمرو بن ثَعْلَبة بن مالك البَهراني الكندي، أبو معبد، وقيل: أبو عمرو. ويقال: المقداد الكندي لَانّه فيما قيل أصاب دماً في بهراء[١] فهرب منهم إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب بينهم دماً فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فعرف بـ «المقداد بن الأسود». وهو زوج ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عم النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم).

اسلامه

وكان من السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة ثمّ عاد إلى مكة فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) فبقي إلى أن بعث رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) عبيدة بن الحارث في سرية فلقوا جمعاً من المشركين عليهم عكرمة ابن أبي جهل، وكان المقداد وعتبة بن غزوان قد خرجا مع المشركين ليتوصلا إلى المسلمين فتواقفت الطائفتان ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إلى المسلمين. [٢]

مشاهده

وشهد المقداد بدراً وله فيها مقام مشهور، وذُكر أنّه أوّل من قاتل فارساً في الإسلام، وشهد سائر المشاهد مع رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم). وكان رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) لما خرج إلى بدر استشار أصحابه فقام المقداد فقال: يا رسول اللّه امض لما أُمرتَ به فنحن معك واللَّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ»[٣] ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق نبياً لو سرت بنا إلى برك الغماد[٤] لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول اللّه خيراً ودعا له.
قال ابن الأثير في « أُسد الغابة »: وشهد المقداد فتح مصر.

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى المقداد عن رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم).
وروى عنه: ابن عباس والمستورد بن شداد، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وجبير ابن نفير، وغيرهم. وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار.

منزلته عند رسول الله

روى الصدوق[٥] قدّس سرّه بإسناده عن ابن بريدة عن أبيه أنّ رسول اللّه (ص) قال: إنّ اللَّه عزّ وجلّ أمرني بحب أربعة. فقلنا: يا رسول اللّه! من هم، سمّهم لنا؟ فقال: عليّ منهم، و سلمان، و أبوذر والمقداد. [٦]
وبإسناده عن الإمام علی (عليه السّلام) قال: قال النبي (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم): الجنة تشتاق إليك وإلى عمار وسلمان وأبي ذر والمقداد.[٧]

منزلته عند الإمام علي

ويُعد المقداد من المقرّبين من أمير المؤمنين (عليه السّلام) ومن الأصفياء من أصحابه، وهو أحد الذين مالوا مع الإمام علی (عليه السّلام) ولم يشهدوا السقيفة إيماناً بحقّه (عليه السّلام) في الخلافة.

موضعه من قصة السقيفة

وهو أحد رواة حديث الغدير من الصحابة. [٨]
روى المؤرخون أنّه اجتمع الرهط الذين عيّنهم عمر بن الخطاب للشورى في المسجد ومعهم حشد من المهاجرين والأَنصار. فقال عمار بن ياسر لـ عبد الرحمن ابن عوف: إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع عليّا. فقال المقداد بن الأسود: صدق عمار إن بايعت عليّا قلنا: سمعنا وأطعنا. ولما أرسل عبد الرحمن بن عوف يد الإمام علی (عليه السّلام) وصفق على يد عثمان، قال المقداد: يا عبد الرحمن! أما واللَّه لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون.
ثم قال: ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم، إنّي لَاعجب من قريش أنّهم تركوا رجلًا ما أقول إنّ أحداً أعلم ولا أقضى منه بالعدل. أما واللَّه لو أجد عليه أعواناً. [٩]

موضعه من عثمان

روى مسلم بإسناده عن همّام بن الحارث أنّ رجلًا جعل يمدح عثمان فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلًا ضخماً فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إنّ رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب.[١٠]
وقال اليعقوبي: [١١] وأكثر الناس في دم الهرمزان وإمساك عثمان عبيدَ اللَّه بن عمر، فصعد عثمان المنبر فخطب الناس ثم قال: ألا إنّي وليّ دم الهرمزان وقد وهبته لله ولعمر، وتركته لدم عمر، فقام المقداد بن عمرو فقال: إنّ الهرمزان مولى لله ولرسوله، وليس لك أن تهب ما كان لله ولرسوله. قال: فننظر وتنظرون.
وجاء في « سير أعلام النبلاء » أنّ راشد الحُبراني، قال: وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول اللّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة قد أفضل عليها من عِظَمه، يريد الغزو، فقلت له: قد أعذر اللَّه إليك. فقال: أبت علينا سورة البحوث [١٢] «انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا» [١٣]

وفاته

توفّي المقداد بالجُرف[١٤] فحُمل على رقاب الرجال حتى دفن بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين وهو ابن سبعين سنة أو نحوها. [١٥]

الهوامش

  1. بَهْراء: قبيلة من قضاعة، و هو بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة أخو بلي بن عمرو. «اللباب» لابن الاثير: 1- 191.
  2. الطبقات الكبرى لابن سعد 3- 161، تاريخ خليفة 124، التأريخ الكبير 8- 54 برقم 2126، المعارف 150، المعرفة و التاريخ 2- 161، الرجال للبرقي 1، 3، 63، 64، الجرح و التعديل 8- 426 برقم 1942 الثقات لابن حبان 3- 371، حلية الاولياء 1- 172، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 81 برقم 73، رجال الطوسي 27 برقم 8 و 57 برقم 1، الإستيعاب 4- 409، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) بأرقام 12، 13، 17، 24، 18، 210، 19، 20، 21، 22، 24، 23، 148، 750، أُسد الغابة 4- 409، تهذيب الأسماء و اللغات 2- 111 برقم 163، تهذيب الكمال 28- 452 برقم 6162، سير أعلام النبلاء 1- 385، تاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء الراشدين (417، تهذيب التهذيب 10- 285، تقريب التهذيب 2- 272، الاصابة 3- 433 برقم 8185، صفة الصفوة 1- 423 برقم 20، مرآة الجنان 1- 89، التحرير الطاووسي 272 برقم 406، رجال ابن داود 351 برقم 1565، مجمع الرجال 6- 137، جامع الرواة 2- 262، رجال العلّامة 169 برقم 1، نقد الرجال 353، تنقيح المقال 2- 244 برقم 12096، بهجة الآمال 7- 86، معجم رجال الحديث 18- 314 برقم 12607، قاموس الرجال 9- 111، الاعلام للزركلي 7- 282.
  3. المائدة: 24.
  4. بِرك الغِماد: بكسر الغين المعجمة، و قال ابن دريد: بالضم و الكسر أشهر: و هو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، و قيل: بلد باليمن، و في كتاب عياض: بَرْك الغمار، بفتح الباب، عن الاكثرين، وقد كسرها بعضهم و قال: هو موضع في أقاصي أرض هَجَر. معجم البلدان: 1- 399.
  5. الخصال: باب الأَربعة، أمر النبي ص بحب أربعة، الحديث 126.
  6. رواه أحمد في مسنده: 5، 356- 351، و ابن ماجة في سننه: الحديث 149، في المقدمة. و فيه: قال رسول اللّه ص: «إنّ اللّه أمرني بحب أربعة و أخبرني أنّه يحبهم» قيل: يا رسول اللّه من هم؟ قال: «عليّ منهم» يقول ذلك ثلاثاً «و أبو ذر، و سلمان، و المقداد».
  7. الخصال: باب الخمسة، الجنة تشتاق إلى خمسة. الحديث 80.
  8. قال العلّامة الاميني في «الغدير «: 1- 59: أخرج الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية، و الحافظ الحمويني في فرائده.
  9. انظر تاريخ الطبري: 3- 297 قصة الشورى، و الكامل لابن الاثير: 3- 71 ذكر قصة الشورى.
  10. صحيح مسلم: 8- 228 في الزهد و الرقائق، باب النهي عن المدح.
  11. تاريخ اليعقوبي، ج2ص163.
  12. وفي «حلية الاولياء»: سورة البعوث.
  13. التوبة: 41.
  14. الجُرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام. معجم البلدان: 2- 128.
  15. إنّ أصحاب المعاجم و إن لم يذكروا المقداد في جملة من أُخذ منه الفتيا إلّا أنّنا نجده يتمسك بالآية في موضع الاحتجاج. و يقول: أبت علينا سورة البحوث، كما أنّه يحتج بالحديث الشريف في مقام ذم المداح، و يقول: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب. و يستدل ثالثة بالآية الكريمة على ما يلزم الصحابة من موقف تجاه نبيهم ص في غزوة بدر. كل ذلك يعرب عن كون الرجل ذا موهبة جميلة و إحاطة بالكتاب و السنّة يعتمد عليهما في مقام الاحتجاج.