العراق، رسمياً جمهورية العراق، هو: بلد يقع في غرب آسيا يشمل السهول الرسوبية في بلاد الرافدين، والطرف الشمالي الغربي من سلسلة جبال زاجروس، والمنطق الشرقية من الصحراء السورية. تحده تركيا من الشمال، إيران من الشرق، الكويت من الجنوب الشرقي، السعودية من الجنوب، الأردن من الجنوب الغربي، وسوريا من الغرب. يمتلك العراق قطاع ساحلي ضيق يبلغ 58 كم على الساحل الشمالي للخليج الفارسي. عاصمته مدينة بغداد وتقع في المنطقة الشرقية الوسطى من البلاد. وسط البلاد، يجري نهري دجلة والفرات، من الشمال الغربي إلى الجنوب الغربي.

خارطة العراق

معلومات مختصرة

 
علم العراق

الشعار : الله أكبر

النشيد: "موطني"

العاصمة:بغداد

أكبر مدينة:العاصمة

اللغات الرسمية:العربية والكردية

الحكومة:جمهورية دستورية برلمانية فدرالية

الرئيس:برهم صالح

رئيس الوزراء:مصطفى الكاظمي

رئيس مجلس النواب:الحلبوسي

التشريع :مجلس النواب

المساحةالإجمالية:437,072 kم2 (168,754 ميل2)

التعداد:تقدير عام 2014 :36.004.552

الكثافة:82.7/كم2 (214.2/ميل2) (125th)ن.م.إ. (ق.ش.م.)تقدير 2012

الإجمالي:242.5 بليون دولار

للفرد:7.100 دولار (114)ن.م.إ. (الاسمي)تقدير 2013

الإجمالي:229,327 بليون دولار

للفرد:$6,900

العملة:دينار عراقي (IQD)

التوقيت: UTC+3 (التوقيت المحلي العراقي)

مفتاح الهاتف: +964

النطاق العلوي للإنترنت:iq

الدستور العراقي: المادة 4 (الأول).

 
شعار جمهورية العراق

التسمية

بلاد الرافدين ،عراق العرب ،عراق العجم ،سواد العراق.


سميت المنطقة التي تشكل معظم أنحاء العراق وصولاً إلى منابع دجلة والفرات خلال عصور ما قبل الميلاد بـ"بِلَاد ٱلرَّافِدَيْن" والتي جاءت من التسمية (بالإغريقية: Μεσοποταμία) والتي تعني "(أرض) الرافدين". كما عرفت المنطقة خلال فترة القرون الوسطى بتسمية عِراقُ العَرَب، وذلك تفريقاً لمنطقة عِرَاقُ العَجَم والتي تقع غرب إيران حالياً.وشملت عراق العرب وادي دجلة، والفرات، جنوبي تلال حمرين ولم تشمل شمال العراق، ومنطقة الجزيرة الفراتية. أما تسمية العِرَاق فتعود إلى حوالي القرن السادس الميلادي، ويعتقد أن أصل التسمية تعود إلى تعريب لمدينة أوروك (الوركاء) السومرية. بينما يعتقد باحثون آخرون أن التسمية مشتقة من الفارسية الوسطى عيراق والتي تعني "الأراضي المنخفضة".

وبالنسبة لمعظم الجغرافيين العرب، كابن الحوقل، والمقدسيّ، فالعراق يمثل فقط ما يعرف في الوقت الحاضر بمنطقة جنوب العراق، والكلمة لم تشمل المناطق في شمال تكريت على نهر دجلة، وبالقرب من هيت على نهر الفرات. وتسمية العراقان يقصد بها الكوفة، والبصرة. وفي القاموس المحيط (معجم عربي-عربي للفيروزآبادي)،العراق: بلاد من عبادان إلى الموصل طولاً، ومن القادسية إلى حُلْوان عرضاً، سميت بها لتواشج عراق النخل والشجر فيها، أو (لانه اسْتكفّ أرض العرب)، أو سمي بعِراقِ المَزادَة: لجلدَة تجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خُرِزَ في أسفلها؛ لأن العراق بين الريف والبر، أو لأنه على عراق دجلة والفرات، أي: شاطئهما، أو معربة إيرانْ شَهْر، ومعناه: كثيرة النخل والشجر.

والعراق لغةً لهُ معاني كثيرة، منها: شاطئ الماء، وشاطئ البحر طولاً، وغيرها. والعراق لفظ يُذكّر ويؤنّث.و(بالتركمانية (التركية): Irak Cumhuriyeti)، و(بالسريانية: ܩܘܛܢܝܘܬܐ ܕܥܝܪܐܩ)]، و(بالعبرية: הרפובליקה העיראקית).


التاريخ

العراق القديم

تعود أقدم آثار الاستيطان البشري في العراق إلى العصر الحجري القديم الأدنى، ولكن الاستيطان الأهم هو منذ العصر الحجري القديم الأوسط الذي وجدت أدواته الحجرية أول مرة في عام 1928، وذلك في أدنى طبقات كهف هزار مرد وفي كهوف زرزي، شانيدار وبيخال، وجميعها في شمالي العراق. ويعد كهف شانيدار، في السفح الجنوبي من جبال برادرست المطلة على نهر الزاب الأعلى، أهم هذه المواقع فيه، حيث اكتشف في الطبقة الرابعة D من هذا الموقع أقدم هياكل عظمية في العراق، وهي تعود إلى نوع إنسان النياندرتال، وتؤرخ بين 50 ـ60 ألف سنة خلت. وعثر مع هذه الهياكل على أدوات حجرية من الدور الموستيري.

وجدت آثار العصر الحجري القديم الأعلى في عدد من الكهوف الجبلية في شمالي العراق، وأهمها كهف شانيدار ـ الطبقة الثالثة C التي أرخت إلى فيما 34 و25 ألف سنة قبل الوقت الحاضر. وفيما بعد العصر الحجري القديم انتشرت الأدوات الحجرية الدقيقة التي ميزت هذا الدور في عدد من الكهوف والملاجئ الجبلية، وكذلك بعض المواقع المكشوفة في شمالي العراق، ومنها كهوف زرزي، باولي ـ كورا، وشانيدار ـ الطبقة الثانية B، التي أرخت نهايتها إلى ما قبل 10000 سنة. وإلى أواخر هذا الدور تعود أقدم قرية اكتشفت في العراق، وهي قرية «زاوي جمي» على الضفة اليسرى لنهر الزاب الأعلى، وعلى بعد نحو أربعة كيلومترات إلى الغرب من كهف شانيدار. وتلت قرية زاوي جمي قرى مبكرة، تظهر مراحل الانتقال إلى العصر الحجري الحديث. وهذه القرى المبكرة هي: كريم شهر (في منطقة السليمانية)، ملفعات (على نهر الخازر)، كردي جاي (على نهر الزاب الأعلى)، نمريك (إلى الشمال من الموصل).

يمكن تتبع التطورات التي شهدها العصر الحديث في العراق مما كشفت عنه التنقيبات في موقع جرمو، على بعد 35 كم إلى الشرق من كركوك، التي قامت بها بعثة جامعة شيكاغو برئاسة روبرت بريدوود فيما بين عامي 1948 و1955. وقد كشف في هذا الموقع عن ست عشرة طبقة تؤرخ إلى نحو 7500 ـ 6500 ق.م، وتعود الطبقات الإحدى عشرة الأولى منها إلى طور ما قبل الفخار، إذ لم يتوصل سكان الموقع إلى صنع الفخار سوى في الطبقات الخمس العليا من الموقع. وقد مارس سكان موقع جرمو القدماء الزراعة الأولى لبعض الحبوب، ودجنوا لأول مرة الماعز والغنم، وشيدوا بيوتهم من الطين بشكل مستطيل.


الفتح الإسلامي

لما فرغ خالد بن الوليد من أمر الردّة في اليمامة، تلقى الأمر من الخليفة أبي بكر بالتوجه إلى العراق لفتحها، وذلك في المحرم سنة 12هـ/633م، فسار من اليمامة إليها، وحاصر الحيرة وفتحها صلحاً مقابل تسعين ومئة ألف درهم، وأن يكون أهلها عيوناً للمسلمين، فكانت هذه أول جزية حملت إلى المدينة المنورة من العراق. توجه خالد بعدها لقتال هرمز في الأبلة في معركة ذات السلاسل، فانتصر وقتل هرمز، واستولى على الأبلة، وتلا ذلك عدة معارك حقق خالد فيها نصراً مؤزراً، ثم طلب الخليفة أبو بكر من خالد أن يدع العراق، ويمد جيوش الشام.

بعد وفاة أبي بكر ندب عمر بن الخطاب الناس مع المثنى، فجرت بينه وبين رستم معركة الجسر التي جرح المثنى فيها، وتوفي بعد ذلك. وقد هيأت هذه المعركة لمعركة القادسية التي اجتمع ملوك الفرس فيها، لقتال جيوش المسلمين، واسترداد ما فقدوه، واستخدموا فيها الفيلة. فدعا الخليفة جميع الرؤساء وذوي الشرف من القبائل العربية، وأمرهم بالاستعداد للتوجه إلى العراق، وأمّر عليهم سعد بن أبي وقاص الذي قاد معركة القادسية في المحرم من سنة 14هـ/فبراير 635م في أربعة أيام مشهورة، هي يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم عماس، ويوم القادسية الذي تم فيه النصر المؤزر للمسلمين، وسارت البشائر إلى المدينة لتخبر الخليفة بالنصر العظيم، تم إثرها فتح العراق، والتخطيط لبناء الكوفة والبصرة.

عيّن عمر بن الخطاب للعراق خيرة الولاة، ومسح أراضيها، وحدد عليها الخراج. ولما تولى عثمان بن عفان الخلافة، أخذ بعض أهالي الكوفة مآخذ عليه، وانضموا إلى الثوار، وكان لهم دور في قتله.

تولى علي بن أبي طالب الخلافة بعد عثمان فخرج عليه أصحاب الجمل مطالبين بالثأر للخليفة المقتول، وتوجهوا إلى البصرة، فلحق بهم علي، وخاض مع الخارجين معركة الجمل في 10 جمادى الآخرة 36هـ/5 ديسمبر 656م، فانتصر عليهم، ثم عاد إلى الكوفة، واتخذها مقراً لحكمه، فانتقل بذلك مركز الثقل السياسي وقوة الدولة إلى العراق.

أصبحت العراق في خلافة علي مركزاً للصراع بينه وبين معاوية، ونشبت بينهما عدة معارك على رأسها معركة صفين التي انتهت بالتحكيم، وظهور الخوارج الذين أصبح لهم دور كبير في إثارة المشاكل في العراق، فقاتلهم علي في النهروان، ثم كان التحكيم الذي انتهى لصالح معاوية فرفض عليّ النتيجة، وأراد التوجه لقتال معاوية، فتثاقل أهالي العراق عن حمل السلاح. ومالبث علي أن اغتيل على يد عبد الرحمن بن ملجم أحد الخوارج، وتنازل ابنه الحسن عن الخلاقة لمعاوية سنة 41هـ/661م، وسمي هذا العام بعام الجماعة.


الخلافة الأموية

حين تولى معاوية الخلافة انتقل مركز الخلافة من العراق إلى الشام، وأصبح أكثر العراقيين معارضين للحكم الأموي، وكانوا يرون أن الأمويين ظالمون ومغتصبون للخلافة، وأنهم أخذوا الأموال لأنفسهم واستخدموها لتثبيت سلطانهم، وحرموا الناس منها، واتخذت معارضتهم شكلاً عمليّاً، فاستخدموا السيف تارة والدسائس تارة أخرى لإسقاط الحكم الأموي. وقد يكون سبب هذه الثورات حرمان العراق من المركز الأول بين أقاليم العالم الإسلامي الذي تمتع العراقيون به في خلافة علي، يضاف إلى ذلك أن أكثر العرب الذين قطنوا العراق من قبائل الردة الذين رفضوا قيود الدولة الأموية، كما أنهم سكنوا في الكوفة والبصرة، فحافظوا فيهما على الأساليب التي حملوها معهم حين خرجوا مهاجرين وفاتحين.

زادت حدة ثورات العراقيين حين بايع معاوية لابنه يزيد بولاية العهد، والتهب الوضع بعد قتل جيوش يزيد الحسين بن علي. وكان مقتله الوقود الذي زاد في فتيل اشتعال المعارضة الشيعية لحكم بني أمية. وأصبح العراقيون يتحينون الفرص للوقوف في وجه الأمويين، ولم يكن تأييدهم خلافة عبد الله بن الزبير إلا تعبيراً عن سخطهم على البيت الأموي، كما نشط الخوارج وكثرت ثوراتهم في العراق واستشرى أمر العصبية القبلية، وثار الموالي وانضموا إلى ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وإلى ثورة عبد الرحمن بن الأشعث، ثم انضموا إلى الدعوة العباسية، وبرزت في العراق العصبية للقطر العراقي في مقابل محاولة الخلفاء الأمويين وولاتهم، فرض سياسة الشام على العراق، وتقوية جند الشام فيه.

عمل الأمويون على تعيين ولاة أشداء في العراق، وأعطوهم صلاحيات واسعة، وكلفوهم القضاء على الثورات، وكان الخلفاء يمدونهم بالرجال والأموال إذا استدعت الظروف ذلك.

وكان عدد من ولاة الأمويين من قبيلة ثقيف أمثال المغيرة بن شعبة والحجاج بن يوسف الثقفي. كما استعملوا سياسة: فرّق تَسُدّ، إضافة إلى تكليف شيوخ القبائل أمور قبائلهم، وتوزيع المقاتلين من كل قبيلة في فرق مختلفة بحيث لا يقاتل أبناء القبيلة في فرقة عسكرية واحدة، وتعيين قادة هذه الفرق من أتباع الولاة، فأصبح بذلك ولاء فرق الجيش للدولة لا للقبيلة التي ينتمون إليها.

كان للعراق دور كبير في الفتوح زمن الأمويين، فقد أرسل الحجاج قتيبة بن مسلم الباهلي لفتح ماوراء النهر، ومحمد بن القاسم الثقفي للسند، وسقطت الخلافة الأموية على يد دعاة العباسيين سنة 132هـ/749 ـ 750م، وقامت الخلافة العباسية.

الخلافة العباسية

قامت الخلافة العباسية إثر نجاح دعوة قامت في العصر الأموي، وامتدت من سنة 98هـ/716ـ 717م إلى 132هـ/749م، بدأت سرية وانتهت إلى العلن، مستغلة أوضاع الأمويين عامة، وأوضاع المشرق الإسلامي خاصة بسكانه العرب والموالي. وقد ساعد على نجاحها عوامل متعددة، على رأسها السرية وحسن التنظيم. وعندما أعلنت الدعوة سنة 129هـ/747م بدأت حروب الدعوة، وتمكن العباسيون من ضم المشرق بكامله، وأجزاء من العراق. وكانت معركة الزاب التي جرت بين العباسيين والأمويين في 11 جمادى الثانية 132هـ/26 كانون الثاني 750م معركة فاصلة انتهت بانتصار العباسيين، فكانت بداية النهاية للخلافة الأموية، تمكن العباسيون بعدها من ضم بلاد الشام، ولاحقت جيوشهم مروان بن محمد إلى مصر، حيث قتل هناك في 27 من ذي الحجة 132هـ/7 أغسطس 750م. فسقطت الدولة الأموية، وخضعت مناطق العالم الإسلامي للخلافة العباسية التي كانت قد أعلنت في الكوفة في ربيع الأول 132هـ/نوفمبر 749م، واتخذت العراق مركزاً لها، ثم بنى الخليفة المنصور مدينة بغداد التي اتخذها عاصمة له، وبقيت كذلك طوال فترة حكم العباسيين، باستثناء الفترة التي أصبحت فيها سامراء عاصمة الخلافة. وعلى الرغم من قوة العراق والمشرق في خلافة العباسيين، فإن قبضتهم على أقطار المغرب العربي والأندلس ضعفت، مما أدى إلى انفصاله تدريجياً عن الخلافة العباسية، كما تأثرت العراق بالحضارات الشرقية في النظم الإدارية وفي الملابس والاحتفالات.

نظم العباسيون منطقة الثغور تنظيماً جديداً، فقد قسمت منطقة الثغور إلى ثغور وعواصم، وجعلت منطقة إدارية قائمة بذاتها، وأرسل العباسيون جيوشهم لقتال البيزنطيين، وكان النصر حليفهم طوال المئة سنة الأولى. وتغير الوضع في عصر كل من قادة الأتراك وملوك البويهيين، ثم عاد الوضع إلى ما كان عليه في عهد السلاجقة الذين انتصروا على البيزنطيين، وتوسعوا على حسابهم في آسيا الصغرى.

ازدادت الحركات الانفصالية عن المركز بعد مضي الدور العباسي الأول وشملت مشرق العالم الإسلامي ومغربه، فتأسست دويلات كان حكامها من الفرس أو الترك أو العرب، وأدى ذلك إلى قلة الأموال الواردة إلى العراق، وظهور الأزمات الاقتصادية، كما عانى العراق في الفترة نفسها الخلافات بين الخلفاء والقوى المسيطرة على العراق، فقد نشبت خلافات بين الخلفاء وكل من قادة الأتراك والبويهيين، إضافة لما عانته من الخلافات بين هذه القوى نفسها، وتقلصت صلاحيات الخليفة، ومنطقة حكمه، حتى إنه لم يعد يسيطر إلا على بغداد وما يحيط بها.

ولم تكن العراق أفضل في عهد سيطرة السلاجقة (447ـ 590هـ/1055ـ 1194م) فقد سيطر سلاطين السلاجقة على الخلفاء العباسيين وعلى العراق، وعينوا نائباً عنهم فيها، وقائداً للجيش، وعمل بعض الخلفاء العباسيين على التخلص من سيطرة السلاجقة، مما أدى إلى نشوب حروب بين العباسيين والسلاجقة على أرض العراق، وما أن سقطت دولة سلاجقة المشرق سنة 590هـ/1194م حتى أسس الخليفة الناصر لدين الله جيشاً من الفتيان لم يصل إلى المستوى المطلوب. وحاولت الدولة الخوارزمية أن تحل محل السلاجقة في بغداد، فرفض الناصر ذلك، وما لبثت أن ظهرت قوة المغول التي اجتاحت العالم الإسلامي من الشرق واحتلت مناطق متعددة، ثم حاصر هولاكو بغداد واستولى عليها، وأسقط الخلافة العباسية، وقتل المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين في 14 صفر 656هـ/10 فبراير 1258م، وأصبحت العراق تحت سلطة المغول.

العراق بعد سقوط الخلافة العباسية

حكم هولاكو وأبناؤه العراق نحو قرن من الزمن (656 ـ 740هـ/1258 ـ 1340م)، فقد أسس هولاكو دولة عرفت بالإيلخانية عاصمتها تبريز تابعة للخان الأعظم في الصين، حكمت مناطق واسعة، كان العراق من بينها، فلم يعد العراق في عهد هذه الدولة مركزاً للحكم، بل أصبح يحكمها ولاة يعينون من قبل الإيلخانيين.

حاول الخليفة العباسي المستنصر بالله الذي بويع بالخلافة في القاهرة من قبل الظاهر بيبرس استعادة بغداد فأخفق، وعانى المسلمون في عهد هولاكو لتعاطفه مع المسيحيين ضدهم، ولما توفي سنة 663هـ/1265م خلفه ابنه أباقا (663ـ 681هـ/1265ـ 1282م) الذي واجه هجمات كل من التتار والمماليك وتقرب من الأوربيين، وفسح لهم المجال لإرسال الإرساليات التبشيرية.

كان أول من دخل الإسلام من حكام المغول نيكودار (681ـ 683هـ/1282ـ 1284م) الذي تلقب بـ: «أحمد». إلا أن ابن أخيه أرغون (683ـ 690هـ/1284ـ 1291م) وقف في وجهه وتخلص منه، فكان عهد أرغون محنة للمسلمين. فقد جعل على جباية أموالهم سعد الدولة، وهو طبيب يهودي ظلم الناس. ولم يكن المسلمون في عهد أخيه كيخاتو (690ـ 694هـ/1291ـ 1295م) أفضل حالاً من وضعهم في عهده.

وتولى غازان عرش الإيلخانية 694ـ 703هـ/1295ـ 1304م فاعتنق الإسلام السني، ولم يكن متعصباً مذهبيّاً، فانتشر الإسلام بين الإيلخانيين على المذهبين السني والشيعي.

ثم خلفه أخوه أولجايتو (703ـ716هـ/1304ـ1316م)، الذي تلقب بـ: خُدا بندة، وتحول إلى المذهب الشيعي سنة 710هـ/1310م، وحمل الناس عليه، وأدى هذا التعصب إلى نزاعات مذهبية، كما كان لذلك أثره في علاقات الإيلخانيين مع مماليك مصر. ارتبك وضع الإيلخانية بعد وفاة أولجايتو لأن ابنه أبا سعيد (716 ـ 736هـ/1316 ـ 1335م) كان قاصراً، وواجه عدة أخطار، ولما توفي لم يكن له خلف، فنشب نزاع على العرش، انتهزه الجلائريون بقيادة حسن بَزُرَك (740 ـ 757هـ/1339 ـ 1356م) الذي مكّن لنفسه في بغداد (740هـ/1339ـ 1340م) وكان حسن مسلماً سنياً دون تعصب لمذهبه.

خلفه في الحكم ابنه شيخ أويس (757 ـ 776هـ/1356ـ 1374م) وكان عادلاً حسن التخطيط، رعى الأدب والأدباء، واتصل بسلطان المماليك في مصر وهادنه، فتوقفت حملات المماليك على العراق. اتخذ لنفسه الألقاب، وسك السكة باسمه في بغداد. خلف خمسة أبناء وأوصى أن تكون بغداد من نصيب ابنه جلال الدين حسن (776ـ784هـ/1374ـ 1382م) وكان جلال الدين سمح الطباع، تولى بعده أخوه السلطان أحمد (784 ـ813هـ/1382 ـ 1410م).

انقسمت الدولة الجلائرية في عهد أحمد إلى عدة أقسام، مما أدى إلى ضعفها وسقوطها فريسة سهلة في يد تيمورلنك (تيمور الأعرج) (795هـ/1393م) الذي هزم أحمد آخر الجلائريين، ففر والتجأ إلى سلطان المماليك في مصر الظاهر برقوق، ورفض برقوق تسليم أحمد إلى تيمورلنك، مما زاد العداوة بين المماليك وتيمورلنك. حاول أحمد استعادة بغداد من تيمورلنك عدة مرات، وبعد وفاة تيمورلنك سنة 807هـ/1405م حكم العراق ابنه ميران شاه فتمكن أحمد الجلائري من استعادة بغداد منه سنة 808هـ/1406م.

لم ينعم أحمد باستعادة بغداد، إذ ما لبث أن انهزم أمام قره يوسف التركماني سنة 813هـ/1410م، وسقطت بعدها الأسرة الجلائرية، وحل محلها في العراق القره قيونلو سنة 814هـ/1411م، مع بقاء جنوبي العراق تحت حكم فرع من الجلائريين لفترة قصيرة، وظلت العراق تابعة لدولة القرة قيونلو حتى سنة 871هـ/1466م حين انهزم آخرهم أمام اوزون حسن من الآق قيونلو، ودخلت العراق تحت حكمهم. وما لبث اوزون أن انهزم أمام العثمانيين سنة 877هـ/1472م، ومع ذلك احتفظ أبناؤه بحكم العراق حتى هزيمتهم أمام الشاه إسماعيل الأول الصفوي في معركة شرور سنة 907هـ/1501 ـ 1502م، ووقعت بين الشاه إسماعيل الصفوي وسليم خان الأول العثماني خلافات أدت إلى نشوب حرب بينهما في جالديران سنة 920هـ/1514م، انتصر فيها السلطان سليم وخضعت العراق بذلك إلى نفوذ الدولة العثمانية.


العراق العثماني

كان العراق يخضع للسيطرة الصفوية، وفي أعقاب هزيمة الشاه إسماعيل في چالديران استغل أحد الزعماء المحليين (ذو الفقار) تلك الهزيمة، فثار في بغداد وأعلن دخوله في طاعة العثمانيين، وحينما تولى السلطان سليمان القانوني الحكم بعد وفاة أبيه سليم سنة 926هـ/1519م أمر أحد قما جعل البريطانيين يتجهون مرة أخرى إلى الهاشميين، ويعترفون بفيصل ملكاً على العراق، وبعد توليه عرش البلاد قام بتوقيع معاهدة 1922، التي أقرت الانتداب البريطاني، على الرغم من المعارضة الوطنية، فثار العراقيون مرة ثانية في نيسان 1924، ولم تهدأ الأوضاع في البلاد إلا بتوقيع معاهدة 1930 التي نصت على الاستقلال.

بعد وفاة الملك فيصل سنة 1933، تولى العرش ولده غازي، فتصاعدت في أيامه النقمة الشعبية ضد البريطانين والموالين لهم من رجال الحكومة، فوقع انقلاب بكر صدقي سنة 1936م، وتولى الوزارة حكمت سليمان، بيد أن بكر صدقي قتل بعد مدة قصيرة من حركته، ولحق به الملك غازي، إثر حادث سيارة غامض، فتولى الوصاية على العرش الأمير عبد الإله بن علي[ (1912-1958) ليكتمل به وبرئيس الوزراء نوري السعيد (1888-1958) مشهد العراق الخاضع للإملاءات البريطانية، ومرة ثانية اندلعت ثورة وطنية بقيادة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، انتهت بهروب قائدها وتنفيذ أحكام الإعدام بالعديد من رجالها الوطنيين.

الجمهورية العراقية والحكم البعثي

كُلف نوري السعيد تشكيل الوزارة عدة مرات حتى عام 1958، وشهد العراق في أثنائها العديد من الثورات والانتفاضات الشعبية، كانتفاضة كركوك (1947)، ووثبة يناير 1948، وانتفاضة أكتوبر 1952، وانتفاضة 1956، مهدت جميعها لقيام الجيش العراقي بثورته صبيحة 14 يوليو 1958، التي وضعت نهاية للحكم الملكي بإعلان النظام الجمهوري، وعاد العراق ليأخذ دوره العربي بتحقيق إلغاء القواعد الأجنبية والانسحاب من حلف بغداد وإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية ووضع دستور جديد للبلاد، يكفل للجميع ممارسة الحقوق وتأدية الواجبات ضمن الأطر الديمقراطية، غير أن الزعيم (العميد) عبد الكريم قاسم رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس الوزراء انفرد بالحكم، وأخذ يبتعد عن المسار القومي والأهداف التي قامت من أجلها ثورة تموز، فنشأت بينه وبين القوى الوطنية الأخرى خلافات حادة جعلته ينقلب على شركائه في الثورة، معتمداً على بعض العناصر الشيوعية، مما دعا إلى التفكير بالتخلص من دكتاتوريته في الوقت الذي كانت فيه بعض العناصر المشبوهة شمالي العراق تلقي بظلالها على مجرى الحياة السياسية، وخوفاً من ضياع مكتسبات ثورة تموز وحرصاً على الأهداف التي قامت من أجلها، تحرك الجيش العراقي ليلة 8 فبراير 1963 بقيادة مجموعة من الضباط القوميين يتقدمهم عبد السلام عارف الذي سيطر على مقاليد الأمور، وشرع بعد أن تولى منصب رئاسة الجمهورية، بإجراء مفاوضات مع القيادتين السورية والمصرية بهدف إقامة وحدة تضم الأقطار الثلاثة في دولة واحدة، ومع أن هذه الخطوة لم يكتب لها النجاح فإن عارف أمّم بعض الشركات، وفي مقدمتها شركة نفط العراق، وأبرم إتفاقاً مع الأكراد في الشمال لوقف إطلاق النار، ووقع مع مصر بعض المعاهدات الاقتصادية والعسكرية، غير أن هذه العلاقة بدأت بالتراجع بسبب اعتماد عارف على بعض رموز الطبقة البرجوازية المحافظة التي كانت تبدي مخاوفها من سياسات مصر ذات الطابع القومي والاشتراكي، وخاصة بعد حركة الانقلاب الفاشلة التي قام بها عارف عبد الرزاق سنة 1965، فتراجع عارف عن بعض المواقف قبل أن يلقى حتفه في حادث طائرة عام 1965.

تولى أخوه عبد الرحمان رئاسة الجمهورية من بعده، فاتسع، في فترة حكمه القصيرة، نطاق المعارضة مما أدى إلى الإطاحة به في 30 يوليو سنة 1968 وتمكنت عناصر حزب البعث من تولي القيادة وأصبح أحمد حسن البكر رئيساً للجمهورية وصدام حسين نائباً له، ووضع دستور جديد عام 1970، حُدد فيه هوية النظام السياسي، ونص على أن الشعب العراقي يتكون من قوميتين رئيسيتين عربية وكردية.

أسهمت حكومة البكر في إبرام اتفاقية الجزائر حول مسألة الحدود مع إيران، وبدأت صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين أثرّت إيجابياً في وضع شمالي العراق، وفي عام 1979 أعلن في بغداد تنحي أحمد حسن البكر لمصلحة نائبه صدام حسين، الذي وجد في إقدام أنور السادات على إبرام اتفاق منفرد مع إسرائيل انهياراً عربياً وشيكاً في وجه الأطماع الصهيونية، فعمد إلى اتباع استراتيجية تستهدف بناء الجبهة الشرقية لتكون بديلاً للمواجهة، إذا ماتم تحييد مصر، بيد أن تعثر العلاقات مع إيران ـ التي لم تكن القوى الإستعمارية والصهيونية بريئة من تأزيمها ـ أدى إلى اشتعال ما يعرف بحرب الخليج الأولى بين العراق وإيران التي استمرت نحو ثماني سنوات، استنزفت موارد البلدين، وكان من أخطر نتائجها توتر العلاقات ما بين العراق والكويت في ظل قراءة خاطئة للمتغيرات الدولية.

الغزو الأمريكي وما تلاه

بدأت المشاكل بين العراق والكويت بخلاف حول أسعار النفط وحصص الإنتاج وانتهت بمطالبة العراق بحقه التاريخي في الكويت، واجتاحت القوات العراقية أرض الكويت عام 1990م، الأمر الذي كانت تنتظر حدوثه القوى الاستعمارية للسطو على العراق الذي أصبح منذ ذلك التاريخ رهناً لقرارات دولية صيغت في الدوائر الاستعمارية، استهدفت التدخل بشؤونه العسكرية والسياسية، حتى الغزو الأمريكي للعراق في 2003.

عاش العراق مجموعة من التغييرات السياسية حيث اصبح العراق رسميا وبحسب قانون مجلس الأمن المرقم 1483 في 2003 تحت الأحتلال الأمريكي. تم نقل السيادة في 28 يونيو 2004 من الولايات المتحدة إلى الحكومة العراقية المؤقتة مع الابقاء لهيمنة السياسة الاميركية عليه من خلال القوات الأميركية التي اصبحت مع القوات الرمزية لبعض دول الاتلاف الذي احتل العراق تحولت إلى ما سمي بقوات متعددة الجنسيات. وفي 15 اكتوبر 2005 وافق 79% من العراقين على الدستور العراقي وفي 15 ديسمبر 2005 شارك العراقيون في الأنتخابات العراقية لاختيار 275 عضوا في البرلمان العراقي أو ما يطلق عليه تسمية مجلس النواب العراقي الدائمي ليقوموا بدورهم بتشكيل حكومة تتولى السلطة لمدة أربع سنوات، عوضا عن الحكومات المؤقتة التي تولت السلطة في العراق منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين بعد غزو العراق.

جغرافيا العراق

يتسم العراق بتنوعه الجغرافي، وينقسم إلى أربع مناطق رئيسية: الصحراء (غرب الفرات)، الجزيرة (بين أعالي دجلة والفرات)، المرتفعات الشمالية لاقليم كردستان العراق، وLower Mesopotamia، والسهل الرسوبي الذي يمتد من تكريت حتى الخليج الفارسي.

معظم الجغرافيين، بما في ذلك تلك التابعة للحكومة العراقية، ومناقشة الجغرافيا في البلاد من حيث أربع مناطق رئيسية أو المناطق: في الغرب والجنوب الغربي من الصحراء، والمرتفعات المتداول بين اعالي دجلة والفرات (باللغة العربية في Dijlis والفرات، على التوالي)، والمرتفعات في الشمال والشمال الشرقي، والسهل الرسوبي من خلالها نهري دجلة والفرات تدفق. التقارير الإحصائية الرسمية في العراق تعطي المساحة الكلية للأراضي و438446 كم2 (169285 ميل مربع)، في حين أن الولايات المتحدة وزارة الدولة المنشور يعطي المجال و434934 كم2 (167929 ميل مربع).

مظاهر السطح

يقسم العراق من الناحية التضريسية إلى الأقاليم الآتية:

إقليم المرتفعات

وهو على شكل قوس جبلي يبدأ من شمال غربي العراق متجهاً نحو الشرق، ثم ينحني فيتجه نحو الجنوب الشرقي، ويشغل نحو خُمْسِ المساحة الكلية للعراق. وتُميز في هذا الإقليم منطقة الجبال العالية والمنطقة شبه الجبلية، تعد الأولى جزءاً من نطاق جبال زاغروس الممتدة بين إيران والعراق، وجبال طوروس في تركيا، ويزيد الارتفاع هنا على 3000م، حيث تقع أعلى قمة في جبال العراق وهي قمة حصاروست (3607 م). أما المنطقة الثانية فهي منطقة انتقالية بين السهول الواطئة في الجنوب والجبال العالية في الشمال، وتشغل نحو 75% من مساحة إقليم المرتفعات، ويراوح ارتفاعها بين 400 ـ 1000م فوق سطح البحر، وهي ذات أهمية اقتصادية بالغة، إذ تجمعت فيها أغلب أحواض النفط العراقي، وينقطع إقليم المرتفعات بسهول طولية ضيقة تخترقها الأنهار الوعرة الضيقة، مثل الزاب الصغير والزاب الكبير وديالى.

السهول

يتميز العراق بسهوله المتسعة ومستنقعاته، وتتألف سهول العراق من منطقة وسطى منبسطة تُعرف باسم الجزيرة في الشمال، وتُعرف باسم سواد العراق في الجنوب، ويخترق هذه المنطقة نهرا دجلة والفرات، وهي ترتفع تدريجياً باتجاه الغرب نحو بادية الشام، وترتفع باتجاه الجنوب الغربي نحو هضبة نجد. تشغل السهول العراقية نحو 20% من مساحة البلاد كلها، وهي تمتد بشكلٍ مستطيلٍ طوله 650 كم من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي بين مدينة سامراء على نهر دجلة ومدينة الرمادي على نهر الفرات في الشمال، ورأس الخليج الفارسي في الجنوب، ومنحدرات زاغروس في الشرق وبادية الشام في الغرب. تمتاز هذه السهول بالاستواء، ولا يزيد ارتفاعها على 100 م فوق سطح البحر في معظم مناطقها، ويمتاز القسم الشمالي منها بالجفاف وقلة الخصوبة، وعلى خلاف ذلك يمتاز القسم الجنوبي بالخصوبة، لأنه يضم سهل الدلتا الخصب بين نهري دجلة والفرات.

الصحراء

تغطي الصحراء الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من العراق، وهي تتكون من تلال من الحجر الجيري والكثبان الرملية التي تمتد إلى داخل بادية سوريا والأردن وصحراء المملكة العربية السعودية، وتنتشر في هذه الصحراء الأودية الجافة التي تمتلئ بالمياه بعد سقوط الأمطار.

نظام نهري دجلة والفرات

يُشْتَهَرُ العراق بنظامه النهري الكبير الذي يتكون من نهري دجلة والفرات؛ فنهر دجلة الذي ينبع من تركيا ويدخل العراق عند بلدة فش خابو، تتصل به بعد دخوله الحدود العراقية من ضفته اليسرى خمسة روافد تزوده بـ (65.77%) من مجموع مياهه السنوية، وهي: الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير والعُظيم وديالى، ويتابع مجراه باتجاه الخليج الفارسي قاطعاً مسافة 1418كم داخل الأراضي العراقية، ونهر الفرات الذي ينبع من تركيا أيضاً، ويدخل الأراضي العراقية بعد مروره بسورية، ويسير ضمن العراق لمسافة 1213 كم يقترب من دجلة عند مدينة بغداد، ويتفرع عند المسَيّب إلى فرعين كبيرين الحلة والهندية، ويلتقيان عند مدينة الشفانية، وينقسم ثانية إلى فرعين، السماوة والسوير، ويتوحد ثانية بالقرب من حضر. يفقد النهر 63% من مياهه في فصل الصيف بين هيت والناصرية بسبب الفروع والجداول والمستنقعات.

يلتقي النهران عند مدينة القرنة، ويشكلان مجرى واحداً يُعْرَفُ بشط العرب الذي يجتاز مسافة 204 كم قبل أن يصب في خليج البصرة عند الفاو.

إلى جانب ذلك تنتشر في العراق البحيرات والأهوار والمستنقعات التي تشغل نحو 15.5 ألف كم2، أكبرها هور الحويزة الذي يمتد بين العراق وإيران، وهور الحمّار وهور الحبانية وبحيرتا شاري والثرثار.

المناخ

يتراوح مناخ العراق بين المناخ المعتدل في الشمال، والمناخ شبه المداري في الشرق والجنوب الشرقي، والمناخ الصحراوي القاري في الغرب والجنوب الغربي. يمتاز فصل الصيف بالجفاف والحرارة الشديدة التي ترتفع في معظم الأنحاء عن (43 ْم)، والشتاء ماطر تنخفض فيه درجات الحرارة كثيراً، ويبلغ متوسط الحرارة في مدينة الموصل (7 ْم) وتنخفض إلى أقل من ذلك في الجنوب (2 ْم) في المنطقة الصحراوية. وهذا يجعل الفروق الحرارية مرتفعة في جميع أنحاء العراق.

الأمطار نادرة في معظم أنحاء العراق، عدا الأجزاء الشمالية الشرقية، ويراوح معدل الأمطار بين 100مم في مناطق البادية و350 ـ 550 في المناطق الجبلية شمالاً.

التربة

التربة في العراق نوعان: تربة رسوبية ثقيلة، تحتوي على كميات كبيرة من الدبال والطين، وتكون في المناطق الفيضية، وتربة خفيفة فقيرة بالدبال والطين، وترتفع فيها نسبة الملح، وهذه تنتشر في المناطق الصحراوية. وتعاني الأراضي التي تروى بالغمر في السهل الرسوبي التملحَ، وتتعرض للانجراف بوساطة المياه والرياح.

الحياة النباتية والحيوانية

انعكس الواقع المناخي والتربي في العراق على الحياة النباتية الطبيعية والحيوانات البرية، فهو فقير بالنباتات الطبيعية، والقسم الأكبر من هذه النباتات فصلي، وهناك الغابات في المناطق الشمالية، والحشائش ونباتات الأهوار في المناطق السهلية وأودية الأنهار، وتغطي نباتات المناطق شبه الجافة مساحات واسعة من العراق.

أما أهم الحيوانات البرية فهي الغزال والضبع والذئب وابن آوى والخنزير البري، إضافة إلى الأرانب البرية والجربوع، وأنواع كثيرة من الطيور، أهمها العقاب والبومة والغراب والبط والإوز البري وأنواع مختلفة من السحالي والثعابين.

الحكومة والسياسة

القانون العراقي

يمر النظام القانوني العراقي بفترة انتقالية في ضوء غزو العراق 2003، التي أدت إلى سقوط حزب البعث. العراق لديه دستور مكتوب، وكذلك قانون الأحوال المدنية والجنائية والشخصية. في سبتمبر 2008، تم إطلاق قاعدة البيانات القانونية العراقية، قاعدة بيانات شاملة تجعل جميع القوانين العراقية الايجابية المتاحة بحرية (باللغة العربية فقط) لمستخدمي الإنترنت.

وتمت الموافقة على الدستور الحالي للعراق في استفتاء وطني في أكتوبر 2005 وينص على شكل الحكم الجمهوري الجديد، وحقوق ومسؤوليات للشعب العراقي.

الدستور وعود عدة الحريات المدنية بما فيها حرية التعبير وحرية الدين وحرية التجمع السلمي وحرية التعبير، وحرية الصحافة، والحق في حياة خاصة. جميع هذه الحريات الشخصية تحتوي على بندين إعفاء رئيسية: مجلس النواب العراقي لديه القدرة على تحديد ما تعني هذه الحريات، وأنه لا توجد حرية قد تتعارض مع الأخلاق الإسلامية.

الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، ولا يجوز سن قانون أو القسري ينتهك "بلا منازع" تعاليم الإسلام.

القوات المسلحة العراقية

القوات المسلحة العراقية هي القوة النظامية لجمهورية العراق، وتتألف فروعها من القوة البرية والقوة البحرية والقوة الجوية.ويرجع تاريخ الجيش العراقي إلى العام 1921 حيت تأسست أولى وحدات القوات المسلحة خلال الأنتداب البريطاني للعراق، حيث شُكل فوج موسى الكاظم وأتخذت قيادةالقوة المسلحة مقرها العام في بغداد، تبع ذلك تشكيل القوة الجوية العراقية عام 1931 ثم القوة البحرية العراقية عام 1937 وصل تعداد الجيش إلى ذروته مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية ليبلغ عدد أفراده 1,000,000 فرد. بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصدر الحاكم المدني للعراق بول بريمر قراراً بحل الجيش العراقي، فإعيد تشكيل الجيش وتسليحه من جديد.الجيش العراقي في المرتبة 58 عالمياً.

العلاقات الخارجية

منذ عام 1980، تأثرت العلاقات الخارجية للعراق من قبل عدد من القرارات المثيرة للجدل من قبل إدارة الرئيس السابق صدام حسين. كان لصدام حسين علاقات جيدة مع الاتحاد السوڤيتي وعدد من الدول الغربية مثل فرنسا وألمانيا، الذين قدموا له منظومات الأسلحة المتطورة مع وجود علاقة ضعيفة مع الولايات المتحدة، الذي ساندته خلال الحرب بين إيران والعراق.

حقوق الإنسان

كانت حقوق الإنسان فيما بعد غزو العراق من الشواغل والخلافات منذ الغزو في عام 2003. وقد أعرب عن القلق بشأن سلوك المسلحين، والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة القوات والحكومة العراقية. الولايات المتحدة هي التحقيق مزاعم عدة انتهاكات للمعايير الدولية والداخلية لقواعد السلوك في حوادث متفرقة من قبل القوات الخاصة والمقاولين. المملكة المتحدة كما تجري تحقيقات في انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان من جانب قواتها. جرائم الحرب المحاكم والملاحقة الجنائية للجرائم العديدة من جانب المسلحين هي سنة المرجح بعيدا. في أواخر فبراير 2009، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا عن حالة حقوق الإنسان في العراق.

التقسيمات الادارية

ينقسم العراق إلى 18 محافظة، وتنقسم المحافظات إلى أقضية. كردستان العراق (أربيل، دهوك، السليمانية، وحلبجة) تعرف قانونياً فقط على أنها منطقة داخل العراق، ولها حكومة وجيش خاص بها.


دهوك

النجف

أربيل

كركوك

السليمانية

صلاح الدين

الأنبار

بغداد

ديالى

كربلاء

بابل

واسط

القادسية

ميسان

المثنى

ذي قار

البصرة


الاقتصاد

يعتمد الاقتصاد العراقي اعتماداً شديداً على النفط. فاقتصاده نفطي في المقام الاول، إلا أنه ليس المورد الوحيد كباقي دول الخليج الفارسي، وهو من الدول المؤسسة لأوبك وبدأت صناعته منذ عام 1925. وقد بدأ الإنتاج في حقل كركوك بعد عامين من ذلك التاريخ وتوالي في الحقول الأخرى وتم تأميمه في عام 1972. وقبل التأميم اتبعت شركات الامتياز النفطي العاملة سياسة معاقبة العراق بالحد من إنتاجه والتقليل من حصته في الأسواق العالمية خاصة بعد ثورة 14 تموز 1958 وسن قانون رقم 80 لعام 1961 والمعروف بقانون الاستثمار المباشر. وبالرغم من الحظر الذي كانت يتعرض له العراق منذ عام 1990، إلا أن العائدات الإجمالية للصادرات النفطية العراقية (أبيض + أسود) قدرت في عام 2000 بأكثر من 20 مليار دولار، وأنتج العراق حتى قبل الغزو ما لا يقل عن مليوني برميل يوميا ،وطاقته التكريرية فاقت 500 ألف برميل / اليوم عن طريق اكبر عدد لمصافي النفط والتي بلغت ـ مقارنة بكل دول الوطن العربي ـ 12 مصفاة في عام 2000. وقد وصل إجمالي العائدات النفطية العراقية سنة 1989 إلى 14,5 مليار دولار شكلت 99 بالمائة من دخل الصادرات. ويذكر إحصاء صدر عام 1990 أن قيمة الصادرات العراقية بلغت 10.535 مليار دولار منها 99.5 % من النفط ومصادر طاقة ،بلغت حصة أستيرادات الولايات المتحدة الأمريكية منها (28%).

وفي عام 1996، شكلت صادرات النفط 269 مليون دولار فقط أي ثلث صادرات العراق البالغة 950 مليون دولار .لكنها عادت بحلول عام 2001 ووصلت قيمتها إلى 15,14 مليار دولار من أصل صادرات إجمالية تصل قيمتها إلى 15,94 مليار دولار . وبلغ احتياطي النفط العراقي الثابت حوالي 112 مليار برميل، مما يجعله ثاني أكبر خزان نفطي معروف في العالم.(يقدر المحتمل في العراق بحوالي 150 مليار دولار)، وتحسن نسب استخراج النفط في المكامن المكتشفة حاليا مع التقدم التكنولوجي…تجعل كميات النفط التي يمكن استخراجها في المستقبل تقدر بأكثر من 360 مليار برميل، وهذا يكفي للاستمرار بمعدل الإنتاج بالطاقة المتاحة حاليا لمدة ثلاث قرون ونصف. ويتمتع العراق بطاقات نفطية هائلة، فمن أصل حقوله النفطية الأربعة والسبعين المكتشفة والقائمة، لم يتم استغلال إلا 15 حقلاً، بحسب محللي قطاع النفط. وتحتاج الحقول النفطية المُستغلة وحدها إلى مبالغ كبيرة من الاستثمارات والإصلاحات قبل أن تستطيع استئناف الإنتاج الكامل. وقد يحتاج العراق اليوم إلى ما بين 18 شهراً وثلاث سنوات للعودة إلى مستوى الإنتاج السابق للعام 1990 والبالغ 3,5 مليون برميل يومياً. ويقدر بعض الخبراء ان العراق يملك القدرة على العودة خلال عام 2004 إلى مستوى انتاج 5.2 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 70% من طاقته الإنتاجية قبل الحرب العراقية-الأيرانية وربما يبلغ 5.3 برميل يومياً بحلول 2005 أو 2006. كما أن العراق يتمتع بإمكانية زيادة طاقته الإنتاجية بعد منتصف العقد الحالي إلى 6 ملايين برميل يوميا الأمر الذي يجعله اكبر منتج للنفط في منظمة أوبك. وتقدر منافذ التصدير الحالية (الميناءان البحريان والأنبوب المار بالسعودية والأنبوب السوري والأنابيب المارة بتركيا) على تصدير حوالي ستة ملايين برميل/يوما، ولن يكون هذا دون الحاجة إلى الاستثمارات في الصيانة وتوسيع طاقات الخزن الحالية.إلا أن زيادة مستوى انتاج النفط العراقي والاستقرار السياسي سيكون له تأثير عكسي في سوق النفط العالمية ومن المتوقع ان تهبط الأسعار في أسواق النفط ليصل سعر برميل النفط إلى أوائل العشرين دولارا في عام 2004 ( كتبت هذه الدراسة قبل الارتفاع الخيالي غير المعقول في اسعار النفط ). وستبلغ تكاليف إصلاح وترميم المرافق المستخدمة سابقاً نحو 5 مليارات دولار، إضافة إلى قرابة 3 مليارات دولار لتغطية نفقات التشغيل السنوية. ويُتيح له الاحتياطي الثابت للبلاد الفرصة للعودة بسرعة إلى مصاف الدول متوسطة الدخل.

يتمتع العراق بإحتياطات نفط كبيرة، تتركز معظمها في مناطق البصرة في جنوب البلاد وفي مناطق كركوك شمال غرب البلاد .يتم تصدير معظم انتاج العراق من النفط إلى الخارج. تربط حقول النفط العراقية الشمالية خطوط أنابيب عبر الأراضي التركية إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط. بينما يتم تصدير النفط من الحقول الجنوبية غالبا من خلال إستخدام ميناء أم قصر المطل على الخليج الفارسي. هناك خطوط أنابيب أخرى تربط العراق بسوريا، الأردن وفلسطين ولكن معظمها معطلة ومهجورة منذ سنين. كما يتم نقل كميات من النفط عبر صهاريج إلى الدول المجاورة لتصديره من هناك وخاصة الأردن.


الديانة

هناك "جدل" حول نسبة الشيعة والسنة في العراق حيث تدعي كلتا الطائفتين أنها الاغلبية دون الاستناد إلى تعداد عام للسكان تشارك فيه جهات مستقلة، والعراق ذو غالبية مسلمة حوالي 97% من السكان. وحسب مصادر فإن 60-65٪ من السكان الشيعة و 32-37٪ من السنة،وهناك مصادر أخرى تؤكد أن نسبة الشيعة 51.4%، وهناك مصادر تذكر ان عدد السنة والشيعة في العراق متقارب ومتوازن . ويشكل المسيحيون والصابئة واليزيديين حوالي 3% مع وجود طفيف لمعتنقي الديانة البهائية، واليارسانية، ويذكر أن اليهود في العراق كانوا يشكلون ما يزيد عن 4% من السكان بعد الحرب العالمية الثانية لكن أحداث الفرهود عقب قيام إسرائيل، والهجرة القسرية التي تعرضوا لها من قبل النظام الملكي قلصت أعدادهم إلى ما يقارب ال 10000 نسمة، وحالياً لا يوجد سوى أعداد قليلة منهم بعضهم قد غير ديانته في بطاقته الشخصية إلى ديانة أخرى مثل طائفة الديانة الكاكيه تجنباً للمشاكل.


الثقافة

ثقافة العراق هي واحدة من أقدم في العالم الثقافية تاريخها. العراق هو المكان الذي بلاد ما بين النهرين القديمة والحضارات، والتي ذهب على تركة على التأثير وتشكيل حضارات العالم القديم. ثقافياً، والعراق لديها تراث غني جدا. ومن المعروف البلاد لشعراء ورسامين والنحاتين من بين الأفضل في العالم العربي، وبعضها يجري على المستوى العالمي. ومن المعروف العراق لإنتاج المشغولات اليدوية الجميلة، بما في ذلك البسط والسجاد. ويعتبر فن العمارة في العراق في العاصمة المترامية الاطراف من بغداد، حيث ان البناء جديد في معظمها، مع بعض الجزر من المباني القديمة الرائعة والمركبات، وأماكن أخرى في الآلاف من المواقع القديمة والحديثة في مختلف أنحاء العراق.

على عكس العديد من العربية البلدان، يحتضن العراق وتحتفل بإنجازات ماضيها في مرحلة ما قبل الإسلام جيم مرات. ما هو الآن في العراق كان يوما مهد الحضارة القديمة في بلاد ما بين النهرين وثقافة سومر، حيث تم اختراع الكتابة والعجلة. في القرنين 8 و9، والإسلامية الخلافة العباسية الخليفة ترأس ما كان في ذلك الحين واحدة من أغنى الحضارات في العالم.

العادات والتقاليد

العادات والتقاليد العراقية

الفنون

الموسيقى

سقطت بغداد في أيدي المغول في منتصف القرن الثالث عشر، وكانت الموسيقى آنذاك في أوج ازدهارها، ولم تستطع الموسيقى التترية البدائية التأثير في الحياة الموسيقية العربية الشامخة، لكنها استطاعت التسلل عبر بعض مشاهير الموسيقيين العرب بهدف التقرب من المغول، وهذا التسلل الموسيقي شهدته الموسيقى البغدادية أيضاً، إبان رضوخ العراق لحكم التركمان، الذين تأثرت موسيقاهم البدائية بموسيقى بغداد، قبل أن تترك هذه تأثيراتها في موسيقى عصر الرشيد، وهذا الأثر وإن كان ضعيفاً، لكنه أثر في حياة الغناء العربي. وما يقال عن تأثيرات الموسيقى التترية والتركمانية يندرج إلى حد بعيد على الموسيقى التي جاء بها الصفويون إبان حكمهم لبغداد، إذ تأثرت موسيقاهم بالموسيقى العربية وأثرت فيها، كذلك كان الأمر في الموسيقى العثمانية التي كانت في بداياتها على شاكلة موسيقى التتر والتركمان والصفويين قبل أن تتطور وترتقي على حساب الموسيقى العربية العريقة في بغداد.

العمارة

يتميز العراق بعراقة الفن فيه، فمنذ فجر التاريخ كان للفن التشكيلي والعمارة أثرهما في بناء حضارة بلاد الرافدين، وكانت للفنون السومرية والأكدية والآشورية ثم الحضرية وأخيراً الفنون الهلنستية آثارٌ مهمةٌ استطاعت التنقيبات المنهجية الكشف عنها، ففي متاحف العراق نماذج تدل على المستوى الرفيع للفن القديم الذي حمل هوية جمالية متميزة.

وفي العصر الإسلامي كان لفن المنمنمات وفن الترقين أثره في إعطاء صورة جديدة للفن التشكيلي، وكانت مدرسة بغداد تضارع مدارس الفن في إيران وفي مصر الفاطمية.

وبعد سقوط بغداد على أيدي المغول بقيادة هولاكو في عام 656هـ/1258م، وانهيار الدولة العباسية، تعاقبت على الحكم دويلات غير عربية، إلى أن خضع العراق للحكم العثماني، ثم إلى الانتداب البريطاني، فكان على الثقافة العراقية أن تتأثر بالمناخ الثقافي والمدارس الفنية التي فرضها الحكّام. كالأسلوب الباروكي الذي جاء عن طريق العثمانيين، والفن الأوربي الذي مهد له البريطانيون.

المسرح

كشفت التنقيبات الأثرية في العراق عن أنقاض مسرحين يعودان إلى منتصف الألف الثانية قبل الميلاد؛ أي قبل الإغريق بألفية كاملة، وهما متطوران معمارياً، لهما شكل مستطيل، تحتل أحد طوليه منصة العرض، تليها فسحة ضيقة بعرض ثلاثة أمتار، ثم يبدأ مدرج الجمهور حتى الطول الثاني للمستطيل، وهناك فتحتان نحو الخارج عند طرفي المنصة، وبوابتان لدخول الجمهور وخروجه عند طرفي الفسحة، وهو مكشوف السقف. كما أسفرت التنقيبات عن نصين مسرحيين شبه كاملين، أولهما بعنوان «رثاء أور» يعود إلى الألف الثالثة ق.م، وثانيهما بعنوان «حوارية السيد والعبد» يعود إلى منتصف الألفية الثانية ق.م. ولاشك في أن هذه المكتشفات تدل على وجود فن مسرحي متطور في العراق القديم، لكنه اندثر لأسباب مجهولة، كما حدث في مصر الفرعونية.

وبدهي أن العراق، كغيره من البلدان العربية، قد عرف كثيراً من الظواهر المسرحية الشعبية منذ القدم، كخيال الظل والكراكوز، والحكواتي وغيره، إلا أن أول نص حديث مجهول المؤلف هو نبوخذ نصر الذي عرضته كنيسة الموصل عام 1889. وبعده بثلاثين عاماً كتب الشاعر محمد مهدي البصير مسرحية «نعمان بن المنذر» المستوحاة من التاريخ العربي. إلا أن الأب الحقيقي للمسرح الحديث في العراق هو حقي الشبلي، الذي تأثر بزيارات الفرق المسرحية المصرية وعمل معها، ثم تدرب في مصر ودرس المسرح في فرنسا، فإن العراق في فترة ما قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 ميلادية كان يمتلك نظاما تعليميا يعتبر من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة. كذلك كانت نسبة القادرين على القراءة والكتابة في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفائت عاليه، حيث كادت الحكومة في ذلك الوقت أن تقضي على الأمية تماما من خلال إنشاء حملات محاربه الأميه. لكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرضه العراق من حروب وحصار وإنعادمية في الأمن، حيث وصلت نسبة الأمية حاليا إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ التعليم الحديث في العراق. وتحاول الحكومة العراقية الحالية تدارك هذه الأزمة، بعد أن خصصت 10% للتعليم من ميزانيتها السنوية. وفي عام 1927 اسس أول فرقة مسرحية محترفة في العراق. وبعد عودته من فرنسا افتتح قسماً للتمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد، أشرف على إدارته، ودرب طلابه، ونظم عروضه اعتماداً على نصوص مترجمة أو مقتبسة أو محلية. وفي عام 1929 ابتكر نوري ثابت شخصية «حبظوظ» المستلهمة من شخصية «كشكش بيك» لنجيب الريحاني وقدمها، التي لاقت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور. ثم انشق عبد الله الغزاوي عن حقي الشبلي ليؤسس في عام 1934 فرقته الخاصة.

المطبخ العراقي

تتنوع في العراق الاكلات الشعبية ومكوناتها وطرق تحضيرها. وتختلف الأكلات العراقية باختلاف المنطقة الجغرافية في العراق بحكم تغير البيئة ومواردها. ومن أشهر الاكلات الشعبية العراقية:

دولمة: وهي ماتسمى في بعض الدول بالمحشي وتمتاز بتنوع مكوناتها.

برياني: تشبه اكلة الكبسة الخليجية وهي عبارة عن رز يخلط مع بعض المكسرات كالفستق واللوز وأيضا اللحم المفروم ويستخدم له نوع خاص من التوابل والبهار.

الباچة: وهي اكلة شعبية مكونة من لحم رأس الخروف مع أرجله يتم سلقها وأكلها مع الخبز والرز.

التمن والقيمة: وهي اكلة مشهورة في جنوب ووسط العراق خاصة في المناسبات الدينية وتتكون من مهروس الحمص واللحم مع الرز.

المسكوف: وهي اكلة بغدادية شهيرة لها طريقة خاصة في الاعداد إذ تشوى السمكة وهي معلقة على اعواد من الخشب وقد اشتهر بيها شارع أبو نؤاس في منطقة الرصافة ويستخدف فيها أنواع السمك النهري وبالذات سمك الكطان والكارب.

الرياضة العراقية

لدى العراق مجموعة واسعة من الألعاب الرياضية، لعبت واتباعها في العراق. كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في العراق. كرة القدم هي عامل توحيد كبير، وبعد سنوات من الحرب والاضطرابات. كرة السلة والسباحة ورفع الاثقال وكمال الاجسام والتايكواندو والملاكمة والكيك بوكسينگ، والتنس والرياضات الشعبية أيضاً.

الصحة في العراق

تذبذبت الحالة الصحية في العراق خلال تاريخه الحديث المضطرب. خلال العقد الأخير، وقطع نظام صدام حسين تمويل الصحة العامة بنسبة 90 في المئة، والمساهمة في تدهور كبير في مجال الرعاية الصحية. وخلال تلك الفترة، وفيات الأمهات ارتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا، ورواتب العاملين في المجال الطبي انخفضت بشكل كبير. المعدات الطبية، والتي في عام 1980 وكان من بين الأفضل في الشرق الأوسط، وتدهورت.الشروط كانت خطيرة وخصوصا في الجنوب، حيث سوء التغذية والأمراض التي تنقلها المياه الأمراض أصبح شائعا في 1990. في عام 2005 وقوع من التيفوئيد، وكان وباء الكوليرا والملاريا والسل العالي في العراق منها في البلدان المماثلة. إن الصراع من عام 2003 دمرت ما يقدر بنحو 12 في المئة من المستشفيات والعراق وهما أهم مختبرات الصحة العامة. في عام 2004 بعض التحسن حدث. عن طريق صناديق دولية كبيرة، نحو 240 مستشفى و 1200 من مراكز الرعاية الصحية الأولية والتشغيل، وكان قد خفف من نقص في بعض المواد الطبية، وتدريب العاملين في المجال الطبي بدأت، وتلقيح الأطفال على نطاق واسع. ولكن الظروف الصحية في المستشفيات لا تزال غير مرضية والموظفين المدربين والأدوية ونقص في المعروض، والرعاية الصحية لا تزال غير متوفرة إلى حد كبير في المناطق التي تكون فيها المقاومة العنيفة مستمرة. وفي عام 2005 كانت هناك 15 أسرة المستشفيات، والأطباء، 6.3 و 11 ممرضة لكل 10000 عدد السكان. خطط دعا إلى 1.5 مليار دولار أمريكي من الميزانية الوطنية للإنفاق على الرعاية الصحية في عام 2006.

زيادة المضاعفات والوفيات الناجمة عن تلك الأمراض في أواخر 1990، ومعدلات العراق وفيات الرضع إلى أكثر من الضعف. لأن علاج وتشخيص السرطان والسكري انخفض في 1990، بشكل كبير في أواخر 1990 و 2000 في وقت مبكر. انهيار البنية التحتية للمرافق الصرف الصحي في عام 2003 أدى إلى زيادة في حدوث وباء الكوليرا، والدوسنتاريا، وحمى التيفوئيد. واصل سوء التغذية وأمراض الطفولة، والتي زادت بشكل ملحوظ في أواخر 1990، في الانتشار. في عام 2006 نحو 73 في المئة من حالة من حالات فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) / متلازمة نقص المناعة المكتسب (الايدز) في العراق نشأت مع عمليات نقل الدم و 16 في المئة من الاتصال الجنسي. ومركز أبحاث الإيدز في بغداد، حيث تم تشخيص معظم الحالات، ويقدم العلاج المجاني، واختبار إلزامي للأجانب الذين يدخلون العراق. الفترة ما بين أكتوبر 2005 ويناير 2006، تم تحديد بعض الحالات 26 جديدة، ليصل مجموع الرسمية إلى 261 منذ عام 1986.

التعليم

يتركز النظام التعليمي العالي في دولة العراق داخل بوتقتين: النظام الجامعي للتعليم، والنظام الحوزوي الديني.

المصدر

مقتبس من مقال العراق من موقع المعرفة.