الحسن البصري

الاسم الحسن البصري
تاريخ الولادة غير مذكور في المصادر
تاريخ الوفاة 110 الهجري القمري
كنيته أبو سعيد
نسبه مولى زيد بن ثابت الأنصاري
لقبه البصري
طبقته التابعي

الحسن البصري: كان عالماً، فقيهاً، فصيحاً، له تفسير رواه عنه جماعة، وكتاب في فضائل مكة. وأخذ بعض تلامذته عنه ثمانية آلاف مسألة.

الحسن البصري (... ــ 110ق)

الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد البصري، وأبوه مولى زيد بن ثابت الأنصاري، وأُمّه خيرة مولاة أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة. ولد بالمدينة، واستكتبه الربيع بن زياد والي خراسان في زمن معاوية، وسكن البصرة. [١]

من روی عنهم ومن رووا عنه

روى عن: عمران بن حصين، و المغيرة بن شعبة، و عبد الرحمن بن سمرة، و النعمان بن بشير، وغيرهم. روى عنه: أيوب، وشيْبان النحوي، ويونس بن عبيد، وابن عون، و ثابت بن أسلم البناني، و مالك بن دينار، وآخرون.

فقاهته وفتاواه

وكان عالماً، فقيهاً، فصيحاً. له تفسير رواه عنه جماعة، وكتاب في فضائل مكة. نقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب «الخلاف» احدى وستين فتوى. عن أبي سلمة التبوذكي، قال: حفظت عن الحسن ثمانية آلاف مسألة.

توصيفه عن الفقيه

وعن عمران القصير، قال: سألت الحسن عن شيء، فقلتُ: إنّ الفقهاء يقولون كذا وكذا، فقال: وهل رأيت فقيهاً بعينك ! إنّما الفقيه: الزاهد في الدنيا، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربّه.

أخباره ومواقفه

وأخبار الحسن كثيرة، وله مع الحجاج الثقفي مواقف، وقد سلم من أذاه، وكان تكلَّم في القدر بالمعنى الذي خالف ما اعتمده وفرضه حكام بني أُميّة، ولمّا خوّفه بعض أصدقائه من السلطان وعد أن لا يعود.
عن أيوب، قال: نازلتُ الحسن في القدر غير مرة حتى خوّفته السلطان، فقال: لا أعود فيه بعد اليوم[٢] وكان الأُمويون يتخذون من مسألة القدر (المستلزم للجبر) أداة تبريرية لَاعمالهم السيئة، وكانوا ينسبون وضعهم بما فيه من شتى ضروب العيث والفساد إلى القدر.

رسالته القدرية إلى عبد الملك بن مروان

وقد بعث الحسن برسالة إلى عبد الملك بن مروان يصف فيها القدر، وكان الأخير كتب إليه يسأله عنه.
وممّا جاء في هذه الرسالة: فلو كان الكفر من قضائه وقدره لرضي به ممّن عمله وقال تعالى: » * ( وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه ُ ) * « [٣] وقال: » * ( وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى ) * « [٤]
ولم يقل والذي قدّر فأضلّ.. وقال: » * ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) * « [٥] ولم يقل إنّ علينا للضلال، ولا يجوز أن ينهى العباد عن شيء في العلانية، ويقدره عليهم في السر، ربُّنا أكرم وأرحم، ولو كان الامر كما يقول الجاهلون ما كان تعالى يقول: » * ( اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ ) * « [٦] ولقال: اعملوا ما قدرت عليكم.. وقال تعالى: » * ( فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) * « [٧] أي بيّن لها ما تأتي وما تذر، ثم قال: » * ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها. وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) * [٨] « فلو كان هو الذي دسَّاها ما كان ليخيب نفسه، تعالى عمّا يقول الظالمون علواً كبيراً.
وقال في رسالته: واعلم أيّها الأمير: إنّ المخالفين لكتاب اللَّه تعالى وعدله يحيلون في أمر دينهم بزعمهم على القضاء والقدر ثم لا يرضون في أمر دنياهم إلَّا بالاجتهاد والتعب والطلب والاخذ بالجزم فيه، وذلك لثقل الحق عليهم، ولا يعوّلون في أمر دنياهم وفي سائر تصرّفهم على القضاء والقدر، فلو قيل لَاحدهم: لا تستوثق في أُمورك، ولا تقفل حانوتك احترازاً لمالك واتّكل على القضاء والقدر لم يقبل ذلك، ثم يعولون عليه في الذي قال [٩]

بعض فتاواه


روى عبد الرزاق بن همّام عن معمر قال: أخبرني من سمع الحسن يقول: يكفيك أن تمسح رأسك بما في يديك من الوضوء. [١٠] وروى أيضاً بسنده عن عكرمة والحسن قالا في هذه الآية » * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصلاة فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) * « [١١] قالا: تمسح الرجلين[١٢]

بعض كلماته وصفاته

ومن كلام الحسن: ما أعزّ أحد الدرهم إلَّا أذلَّه اللَّه.
وقال: فضح الموت الدنيا، فلم يترك فيها لذي لبٍّ فرحاً.
وقال: فضل الفَعال على المقال مكرمة، وفضل المقال على الفعال منقصة.
وكان إذا دخل المقبرة قال: اللَّهمّ ربّ هذه الأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليها روْحاً مِنك وسلاماً منّا.[١٣]

وفاته

توفي بالبصرة سنة عشر ومائة.

الهوامش

  1. الطبقات لابن سعد 7- 156، التأريخ الكبير 2- 289، المعارف 250، المعرفة و التاريخ 2- 32، الجرح و التعديل 3- 40، مشاهير علماء الامصار 142 برقم 642، الثقات لابن حبان 4- 122، فهرست ابن نديم 202، ذكر أخبار أصبهان 1- 254، حلية الاولياء 2- 131، أصحاب الفتيا من الصحابة و التابعين 163 برقم 231، طبقات الفقهاء للشيرازي 87، المنتظم 7- 136، صفة الصفوة 3- 233، تهذيب الاسماء و اللغات 1- 161، وفيات الاعيان 2- 69، تهذيب الكمال 6- 95، تذكرة الحفّاظ 1- 71، سير أعلام النبلاء 4- 563، ميزان الاعتدال 1- 527، العبر للذهبي 1- 103، تاريخ الإسلام للذهبي (سنة 110) ص 48، دول الإسلام 1- 53، مرآة الجنان 1- 229، البداية و النهاية 9- 278، غاية النهاية 1- 235، النجوم الزاهرة 1- 267، تهذيب التهذيب 2- 263، تقريب التهذيب 1- 165، طبقات الحفّاظ 35، طبقات المفسرين للداوري 1- 150، شذرات الذهب 1- 136.
  2. طبقات ابن سعد 7- 167، ترجمة الحسن بن أبي الحسن.
  3. الاسراء: 23.
  4. الاعلى: 3.
  5. الليل: 12.
  6. فصلت: 4.
  7. الشمس: 7 8.
  8. الشمس: 9 10.
  9. راجع بحوث في الملل و النحل للشيخ السبحاني: ج 1، تجد فيه بحثاً وافياً عن القدرية، و فيه أيضاً نص رسالة الحسن البصري.
  10. المصنّف: 1- 9 برقم 17.
  11. المائدة: 6.
  12. المصنّف: 1- 18 برقم 53.
  13. العقد الفريد: 3- 11، القول عند المقابر.