الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التقية»

أُضيف ١١٬١٦٨ بايت ،  ٢٩ أبريل ٢٠٢٢
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٠: سطر ٢٠:
<br>وأما [[عمار بن ياسر بن عامر|عمار]] فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): فإن عادوا فعد.
<br>وأما [[عمار بن ياسر بن عامر|عمار]] فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها، فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئن بالإيمان. فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): فإن عادوا فعد.
<br>وروى منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: أول شهيدة في الإسلام أم عمار، قتلها [[أبو جهل]]، وأول شهيد من الرجل مهجع مولى عمر.
<br>وروى منصور بن المعتمر عن مجاهد قال: أول شهيدة في الإسلام أم عمار، قتلها [[أبو جهل]]، وأول شهيد من الرجل مهجع مولى عمر.
<br>وروى منصور أيضا عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية أم عمار. فأما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمنعه [[أبو طالب]]، وأما [[أبو بكر]] فمنعه قومه، وأخذوا الآخرين فألبسوهم أدراع الحديد، ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ منهم الجهد مبلغ من حر الحديد والشمس، فلما كان من العشي أتاهم [[أبو جهل]] ومعه حربة، فجعل يسبهم ويوبخهم، وأتى سمية فجعل يسبها ويرفث، ثم طعن فرجها حتى خرجت الحربة من فمها فقتلها، ( رضي الله عنها).
<br>قال: وقال الآخرون ما سئبوا، إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله، فجعلوا يعذبونه ويقولون له: ارجع عن دينك، وهو يقول أحد أحد، حتى ملوه، ثم كتفوه وجعلوا في عنقه حبلا من ليف، ودفعوه إلى صبيانهم يلعبون به بين أخشبي مكة حتى ملوه وتركوه، قال: فقال عمار: كلنا تكلم بالذي قالوا لولا أن الله تداركنا غير بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله، فهان على قومه حتى ملوه وتركوه والصحيح أن أبا بكر اشترى بلالا فأعتقه.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أن ناسا من أهل مكة آمنوا، فكتب إليهم بعض أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة: أن هاجروا إلينا، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا، فخرجوا يريدون المدينة حتى أدركتهم قريش بالطريق، ففتنوهم فكفروا مكرهين، ففيهم نزلت هذه الآية. ذكر الروايتين عن مجاهد إسماعيل بن إسحاق.
<br>وروى [[الترمذي]] عن [[عائشة]] قالت: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. هذا حديث حسن قريب. وروي عن [[أنس بن مالك]] قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان بن ربيعة. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح.
<br>الثالثة: لما سمح الله ( عز وجل ) بالكفر به، وهو أصل الشريعة عند [[الإكراه]] ولم يؤاخذ به، حمل العلماء عليه فروع الشريعة كلها، فإذا وقع الإكراه عليها لم يؤاخذ به ولم يترتب عليه حكم، وبه جاء الأثر المشهور عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ): ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) الحديث. والخبر وإن لم يصح سنده فإن معناه صحيح باتفاق من العلماء، قاله القاضي أبو بكر بن العربي. وذكر أبو محمد عبد الحق أن إسناده صحيح، قال: وقد ذكره أبو بكر الأصيلي في الفوائد وابن المنذر في كتاب الإقناع.
الرابعة: أجمع [[أهل العلم]] على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل، أنه لا إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن بالإيمان، ولا تبين منه زوجته ولا يحكم عليه بحكم الكفر.<ref>القرطبي / الجامع لأحكام القرآن 10 : 119 .</ref>
<br>وهكذا يتضح لنا أن [[الکتاب|القرآن الكريم]] قد تحدث عن التقية وأوضح أنها للمكره، ولمن تلجئه الضرورة للدفاع عن النفس والمال والعرض، بعد أن نهى عن موالاة الكفار وأعداء الإسلام وأخبر بقطع العلاقة بين الله سبحانه وبين من يوالي أعداءه.
<br>وعندما عرض عمار بن ياسر وبعض [[الصحابي|الصحابة]] إلى التعذيب والأذى اضطر إلى الاستجابة إلى أعداء الله والنطق بما أرادوا من الثناء على آلهتهم وذكر الرسول بسوء، فجاء وذكر ما حدث له للرسول ( صلى الله عليه وآله ) فأقره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) على فعله، وقال له: فإن عادوا فعد.
<br>وقد قرأنا ما ذكره المفسرون فس سبب نزول الآية الكريمة: ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وعرفنا
إقرار الرسول للتقية جريا على إجازة القرآن الكريم لهذا الموقف الاضطراري.
<br>وكما تحدث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) عن التقية، وأقرها للمكره والمضطر بشكل أوضح وصريح، نجد عذرا ضمنيا باستعمال التقية للمكره والمضطر في [[حديث الرفع]] المشهور بين المسلمين جميعا، فقد روي عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قوله: «رفع عن أمتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة».<ref>الشيخ الصدوق / الخصال : ص 417 ( باب 9 ) .</ref>
<br>وكما يثبت هذا الحديث الشريف قاعدة عامة برفع المسؤولية عن المضطر والمكره نجد كذلك في قول الرسول (صلى الله عليه وآله): «لا ضرر ولا ضرار»، حكما في رفع الضرر عن النفس والمال والعرض، إذا كان الواقع يمكن رفعه بإظهار التوافق مع الوضع السياسي أو الفكري وأمثالهما، الذي يشكل خطرا حقيقيا على النفس والمال والعرض ما زال القلب مطمئنا بالحق، وثابتا على الإيمان والإخلاص لإرادة الله سبحانه.
على أساس كتاب الله وسنة نبيه الكريم ( صلى الله عليه وآله ) التزم أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقهاؤهم بمبدأ التقية في المجال السياسي والفكري عندما أصابهم الظلم والاضطهاد والتقتيل والتعذيب والتشريد الذي أخبرهم به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقوله: ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا. وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا... ) <ref>سنن ابن ماجة 2 : 1366 / ح 4082 .</ref> دفاعا عن النفس، وحماية لذلك الكيان الفكري والسياسي الأصيل، الذي كان يقوده أئمة [[أهل البيت]] ( عليهم السلام ) كقوة معارضة للحكمين الأموي والعباسي، اللذين عرفا بالعداء والتنكيل بأئمة أهل البيت وأتباعهم وفكرهم المعبر عن الوعي الأصيل، والفهم العميق، والموقف الرافض لتسلط الحاكم الظالم، وقد أوضح علماء أهل البيت مجال انطباق التقية وتوظيفها.
<br>روي عن [[الإمام الباقر]] ( عليه السلام ): «التقية في كل ضرورة، وصاحبها أعلم بها حين تنزل به».<ref>الكليني / الأصول من الكافي 2 : 219 .</ref>
<br>وروي عنه قوله ( عليه السلام ): «إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم، فإذا بلغ الدم فليس تقية».<ref>المصدر السابق : ص 220 .</ref>
<br>وروي عنه قوله (عليه السلام): «التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم، فقد أحله الله له».<ref>المصدر السابق : ص 220 .</ref>
<br>وهكذا يوضح الإمام الباقر ( عليه السلام ) أن التقية هي موقف دفاعي في حالة [[الضرورة]] و [[الاضطرار]] وحفظ النفس.
<br>فالتقية كما اتضح لنا ليست من اجتهاد الفكر الشيعي، إنما هي نص إسلامي نطق به القرآن، وأقره الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومارسه [[الصحابي|الصحابة]] وأوضحه المفسرون من مختلف الاتجاهات والآراء كما قرأنا آنفا، لرفع الضرر ومعالجة الضرورة، ولحقن الدماء، كما أوضح الإمام محمد الباقر ( عليه السلام ) ذلك.
<br>وتأسيسا على هذا المبدأ أفتى فقهاء [[الإمامية]] بوجوب التقية، فللمسلم أن يبطن الحق من عقيدة وموقف سياسي وقناعة تشريعية وعبادية ويظهر خلافا دفاعا عن النفس والمال والعرض، كما أجاز له [[الکتاب|القرآن]] و [[السنة]] ذلك.
<br>قال [[الطوسي|الشيخ الطوسي]]: «والتقية عندنا واجبة عند الخوف على النفس، وقد روى رخصة في جواز الإفصاح بالحق عندها».<ref>الطوسي / التبيان في تفسير القرآن 2 : 435 .</ref>
وعرف [[المفيد|الشيخ المفيد]] التقية بقوله: «التقية: كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررا في الدين أو الدنيا، وفرض ذلك إذا علم بالضرورة، أو قوي في الظن ذلك، فمتى لم يعلم ضررا بإظهار الحق، ولا قوي في الظن ذلك، لم يجب فرض التقية، وقد أمر الصادقون ( عليهم السلام ) جماعة من أشياعهم بالكف و [[الإمساك]] عن إظهار الحق والمباطنة والستر له عن أعداء الدين والمظاهرة لهم يما يزيل الريب عنهم في خلافهم وكان ذلك هو الأصلح لهم، وأمروا طائفة أخرى من شيعتهم بمكالمة الخصوم ومظاهرتهم ودعائهم إلى الحق لعلمهم بأنه لا ضرر عليهم في ذلك، والتقية تجب بحسب ما ذكرناه ويسقط فرضها في مواضع أخرى على ما قدمناه».<ref>الشيخ المفيد / شرح عقائد الصدوق : ص 241 .</ref>


... يدوم هذا المقال
... يدوم هذا المقال
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل