أبوذر الغفاري

أبوذر الغفاري: صحابي کبير وكان إسلامه قديماً، فلازم النبي صلى الله عليه وآله وجاهد معه، واشترك مع النبي في غزواته، لكنّه لم يشهد بدراً، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر(رضي الله عنه). كان رأساً بارزاً في العلم والزهد والجهاد، وصدق اللهجة والإخلاص، وكان يوازي ابن مسعود في العلم، وكان لايدخر مالاً قط، ويصدع بالحقّ وإن كان مرّاً. ومناقبه أشهر من أن تُذكر، منها قول المصطفى صلى الله عليه وآله فيه: «ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجةً من أبي ذرّ». وهو أحد الرواة المشتركين بين الشيعة و أهل السنة.

أبوذر الغفاري.jpg

جُنْدُب بن جُنادة بن سفيان (... ــ 32ق)

وهو أبو ذرّ الغِفاري من الرواة المشتركين.[١]
كنيته: أبو ذرّ.[٢]
لقبه: بُرَيد.[٣]
نسبه: الغِفاري.[٤]
طبقته: صحابي.[٥]
كان إسلام أبي ذرّ قديماً، فيقال: بعد ثلاثة، ويقال: بعد أربعة، وقد روي عنه أنّه قال: أنا رُبُع الإسلام، وقيل: كان خامساً.[٦] وبعد إقامته في مكّة مدّةً قصيرةً، عاد إلى‏ قبيلته بأمرٍ من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله[٧]، ثم انتقل الى‏ المدينة المنوّرة بعد 15 عاماً تقريباً، أي في السنة الخامسة للهجرة.[٨]، فلازم النبي صلى الله عليه وآله وجاهد معه.[٩]
كان رأساً بارزاً في العلم والزهد والجهاد، وصدق اللهجة والإخلاص، وكان يوازي ابن مسعود في العلم، وكان لايدخر مالاً قط، ويصدع بالحقّ وإن كان مرّاً.[١٠] ومناقبه أشهر من أن تُذكر، منها قول المصطفى صلى الله عليه وآله فيه: «ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجةً من أبي ذرّ».[١١]
واشترك مع النبي في غزواته، لكنّه لم يشهد بدراً[١٢]، وقد شهد فتح بيت المقدس مع عمر.[١٣] وعن ابن بُريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «أُمرتُ بحبّ أربعة ؛ لأنّ اللَّه يحبّهم: عليّ وأبي ذرّ وسلمان والمقداد».[١٤]
وكان يفتي إبّان خلافة أبي بكر وعمر، وصدر خلافة عثمان[١٥]، ثم منعه من الإفتاء وأمره أن يرتحل إلى الشام، وبعدها أمره أن يخرج إلى الربذة.[١٦]
روى‏ مرثد قال: جلست إلى‏ أبي ذرّ إذ وقف عليه رجل فقال: ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفُتيا؟ فقال أبوذرّ: «واللَّه لو وضعتم الصمصامة على‏ هذه - وأشار إلى‏ حَلقه - على‏ أن أترك كلمةً سمعتها من رسول‏اللَّه صلى الله عليه وآله، لأنفذتُها قبل أن يكون ذلك».[١٧]

موقف الرجاليّين منه


هو من صحابة النبي صلى الله عليه وآله، وقد عدّه الطوسي في أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام. ومن رواته.[١٨] وذكر الشيخ الطوسي أيضاً في موضع آخر: أنّ له خطبة يشرح فيها الأُمور بعد النبي صلى الله عليه وآله، ثم ذكر سنده إلى‏ تلك الخطبة.[١٩]
وبالغ أبو نُعَيم الأصفهاني في مدحه وإطرائه فقال: «العابد، الزاهد، القانت، الوحيد، رابع الإسلام... وأوّل من حيّا الرسول بتحية الإسلام،... صبر على‏ المحن والرزايا، خدم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله...».[٢٠]

أبو ذرّ وأهل البيت ‏عليهم السلام

قال علي عليه السلام: «لم يبق أحد لايبالي في اللَّه لومة لائمٍ غير أبي ذرّ، ولا نَفسي».[٢١]
وسئل علي عليه السلام عن أبي ذرّ فقال: «وَعى‏ علماً عجز فيه، وكان شحيحاً حريصاً، شحيحاً على‏ دينه حريصاً على العلم، وكان يُكثر السؤال، فيُعطى‏ ويُمنع، أما أن قد مُلِئ له في وعائه حتّى امتلأ !».[٢٢] وعن الإمام الصادق عليه السلام: «أنّ النبي صلى الله عليه وآله قد آخى‏ بينه وبين سلمان».[٢٣] وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: «الذين مضوا على‏ منهاج نبيّهم، ولم يغيّروا ولم يبدّلوا، مثل... وأبي ذرّ الغفاري».[٢٤]

من روى عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام.[٢٥]
وروى‏ عنه جماعة، منهم: عبدالله بن عباس، أنس بن مالك، عبدالرحمان بن غنْم الأشعري، زيد بن وهب، مَعْرور بن سُوَيْد، الأحنف بن قيس، أبو الأسود الدُؤلي، أبو مسلم الخَوْلاني. قال النووي: «روي له عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله مائتا حديث وأحد وثمانون حديثاً».[٢٦] وقد نقل أحمد والسيوطي كثيراً من هذه الأحاديث.[٢٧]

من رواياته

عن حنش بن المعتمر، قال: جئت وأبو ذرّ آخذ بحلقة باب الكعبة، وهو يقول: أنا أبوذرّ الغفاري، من لم يعرفني فأنا جُنْدُب صاحب رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله، سمعت رسول‏اللَّه‏صلى الله عليه وآله يقول: «مَثَل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا».[٢٨]

وفاته

توفّي أبوذرّ في الرَبَذَة، وعندما نظر إليه عبدالله بن مسعود بكى‏ وقال: صدق رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: «تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتُبعث وحدك» ثم حدّثهم بما قال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في مسيره وحده إلى‏ تبوك.[٢٩] وكانت وفاته في زمان خلافة عثمان سنة 32 هـ، وقد صلّى‏ عليه عبداللَّه بن مسعود.[٣٠]
وذكر الطهراني أنّ كلّاً من أبي منصور ظفر بن حمدون البادرائي و ابن بابويه القمي، قد ألّف كتاباً تحت عنوان «أخبار أبي ذرّ»، وأنّ النجاشي قرأ كتاب أبي منصور على‏ المؤلّف.[٣١]

الهوامش

  1. أُسد الغابة 5: 186
  2. تهذيب التهذيب 12: 98، تذكرة الحفّاظ 1: 17.
  3. المعارف: 252.
  4. حلية الأولياء 1: 156.
  5. تقريب التهذيب 2: 420.
  6. الاستيعاب 1: 252، حلية الأولياء 1: 156.
  7. أُسد الغابة 5: 187، تذكرة الحفّاظ 1: 17.
  8. تذكرة الحفّاظ 1: 17، تاريخ الإسلام 3: 406.
  9. سير أعلام النبلاء 2: 46.
  10. تذكرة الحفّاظ 1: 17، تهذيب الأسماء واللغات 2: 230.
  11. سير أعلام النبلاء 2: 59.
  12. تاريخ مدينة دمشق 66: 186، المغازي 2: 537، سير أعلام النبلاء 2: 47، الطبقات الكبرى للزهري 1: 289.
  13. سير أعلام النبلاء 2: 47.
  14. تاريخ الإسلام 3: 409، مسند أحمد 5: 351، تهذيب الكمال 33: 297، خصال الصدوق 1: 253.
  15. سير أعلام النبلاء 2: 46.
  16. المصدر السابق: 69،71،77. و«الرَبَذَة»: من قرى‏ المدينة، تقع على‏ ثلاثة أيام منها، قريبة من ذات عرق، على‏ طريق الحجاز إذا رحلت من «فيد» تريد مكّة (معجم البلدان 3: 24).
  17. الطبقات الكبرى‏ 2: 354.
  18. رجال الطوسي: 13، 36.
  19. الفهرست: 45.
  20. حلية الأولياء 1: 156.
  21. سير أعلام النبلاء 2: 64.
  22. الطبقات الكبرى‏ 2: 354.
  23. أمالي المرتضى‏ 2: 396.
  24. معجم رجال الحديث 5: 143.
  25. تهذيب الكمال 33: 295، تهذيب التهذيب 12: 98، تذكرة الحفّاظ 1: 18، رجال الطوسي: 13،36.
  26. تهذيب الأسماء واللغات 2: 229.
  27. أنظر: مسند أحمد 5: 144 - 181، الجامع الكبير 17: 175 - 211.
  28. المعارف: 252، مستدرك الحاكم 3: 150، بحار الأنوار 23: 120.
  29. سير أعلام النبلاء 2: 77 - 78.
  30. تاريخ خليفة: 123، المعارف: 253، تاريخ الصحابة: 60.
  31. الذريعة إلى‏ تصانيف الشيعة 1: 316.