عبد المتعال الصعيدي

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٦:٥٢، ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٠ بواسطة Nazari (نقاش | مساهمات)
عبد المتعال الصعيدي.jpeg
الاسم عبد المتعال الصعيدي‏
الاسم الکامل عبد المتعال الصعيدي‏
تاريخ الولادة 1311 ه / 1894 م
محل الولادة مصر
تاريخ الوفاة 1388 هـ / 1966 م
المهنة کاتب
الأساتید الشيخ محمّد الشافعي الظواهري، والشيخ محمّد الأحمدي الظواهري
الآثار نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف، بغية الإيضاح لتخليص المفتاح، الكميت بن زيد شاعر العصر المرواني، تجديد علم المنطق في شرح الخبيصي على التهذيب، شباب قريش في العهد السرّي للإسلام، الميراث في الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية، لماذا أنا مسلم، النحو الجديد، القضايا الكبرى في الإسلام، السياسة الإسلامية في عهد النبوّة، النظم الفنّي في القرآن، في ميدان الاجتهاد، الوسيط في تاريخ الفلسفة الإسلامية، المنطق المنظّم في شرح الملوي على السلّم، تعليقات على شرح السراجية في الميراث، دراسات إسلامية، المجتهدون في الإسلام، تاريخ الإصلاح في الأزهر، الأجرمية العصرية، زبد العقائد النسفية مع شرحها وحواشيه، البلاغة العالية، أبو العتاهية الشاعر العالمي، الفقه المصوّر في أحكام العبادات، زعامة الشعر الجاهلي بين امرئ القيس وعدي بن زيد، روائع النظم والنثر
المذهب سنّي

عبد المتعال الصعيدي: من الشيوخ الثائرين في الأزهر ذوي الآراء الإصلاحية التقدّمية، وهو من بينهم يمتاز بميل إلى التجديد وعكوف على البحث والتأليف.
ولد سنة 1894 م في قرية «كفر النجبا» من أعمال مركز «أجا» بمديرية الدقهلية، ثمّ انتسب إلى الجامع الأحمدي، فدرس على النظام الحديث، وكان من جملة أساتذته: الشيخ محمّد الشافعي الظواهري، والشيخ محمّد الأحمدي الظواهري.
ألّف: نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف، بغية الإيضاح لتخليص المفتاح، الكميت بن زيد شاعر العصر المرواني، تجديد علم المنطق في شرح الخبيصي على التهذيب، شباب قريش في العهد السرّي للإسلام، الميراث في الشريعة الإسلامية والشرائع السماوية، لماذا أنا مسلم، النحو الجديد، القضايا الكبرى في الإسلام، السياسة الإسلامية في عهد النبوّة، النظم الفنّي في القرآن، في ميدان الاجتهاد، الوسيط في تاريخ الفلسفة الإسلامية، المنطق المنظّم في شرح الملوي على السلّم، تعليقات على شرح السراجية في الميراث، دراسات إسلامية، المجتهدون في الإسلام، تاريخ الإصلاح في الأزهر، الأجرمية العصرية، زبد العقائد النسفية مع شرحها وحواشيه، البلاغة العالية، أبو العتاهية الشاعر العالمي، الفقه المصوّر في أحكام العبادات، زعامة الشعر الجاهلي بين امرئ القيس وعدي بن زيد، روائع النظم والنثر.
وقد حصل على شهادة العالمية سنة 1918 م، وعيّن مدرّساً بالجامع الأحمدي من بين 200 شخص. كما عيّن مدرّساً في كلّية اللغة العربية، وتوفّي بعد عام 1958 م.
كان الشيخ الصعيدي من المجاهدين في سبيل الإصلاح والتجديد، مترسّماً في ذلك خطى كلّ من جمال الدين الأفغاني ومحمّد عبده، حيث رأى منذ كان شابّاً يافعاً أنّ أقوم طريق لنهضة المسلمين هو الطريق الذي دعيا إليه، وقد صرّح بذلك في أكثر من موضع من مؤلّفاته.
وقد كانت فكرة التجديد بالمعنى الشامل مسيطرة على تفكيره، فالإسلام نهضة دينية
ومدنية معاً، ولا يقتصر الأمر فيه على ما يصلح الآخرة وحدها، بل يدخل فيه ما يصلح الدنيا أيضاً، بل إنّ العبادات أيضاً يُقصَد منها في الأكثر أُمورٌ تعود علينا بالمصلحة في دنيانا قبل أن تعود علينا بشي في أُخرانا.
وهكذا نجد أنّ فهمه للتجديد يراد منه النهوض الديني والمدني، وهو يتعدّى من المسلمين إلى من يعاصروهم، كما حصل من قيام النهضة الأوربّية بتأثير النهضة الإسلامية.
ومن هذا المنطلق نجده في بحثه عن تاريخ المجدّدين في الإسلام يدرسه على أنّه تاريخ نهوض المسلمين في أُمور دنياهم قبل أن يكون نهوضهم في أُمور أُخراهم، ولهذا لا يهتمّ فيه بالمجدّدين إلّامن يعمل لهذه الغاية.
والمجدّد عنده ينبغي أن يكون بعيداً عن التعصّب الممقوت، «فلا محلّ للتعصّب في باب التجديد والمجدّدين... فلا يصحّ أن يكون لمذهب (المجدّد) في الدين أثر في غايته من التجديد، بل يجب أن ينظر في دعوته إلى المسلمين جميعاً، فلا يميّز فريقاً على فريق، ولا يقصد بالتجديد فرقة دون فرقة، بل يسعى في خير المسلمين جميعاً».
وينتقد الصعيدي مفهوم التجديد لدى محمّد رشيد رضا، ويعيب عليه جنوحه كثيراً إلى مدرسة ابن تيمية، الأمر الذي جعله يكره التأويل ويطعن في المشتغلين بالفلسفة من فلاسفة المسلمين. ويرى الصعيدي أنّ جنوح رشيد رضا إلى مدرسة ابن تيمية وجعله إمام المجدّدين فيما بعده من القرون يخالف مفهوم الإصلاح الذي كان يدعو إليه، ويقلّد فيه جمال الدين الأفغاني ومحمّد عبده، والذي يقوم على أساس الجمع بين علوم الدين والدنيا على الطريقة الأوروبّية. وهذه الطريقة تناصر الفلسفة وعلومها؛ لأنّ حضارة أوروبّا لم تقم إلّا على أساس هذه العلوم، «ومن يذهب في الإصلاح الحديث ذلك المذهب لايصحّ أن يكون ابن تيمية إماماً له فيه؛ لأنّه كان رجعياً في هذه الناحية، بل يكون الأجدر بالاقتداء في هذا الإصلاح الحديث من السابقين ابن رشد الحفيد؛ لأنّه هو الفيلسوف الفقيه الذي جمع بين علوم الدين وعلوم الدنيا وآخى بين الدين والفلسفة، ولو قامت مدرسة بعده واستمرّت كما استمرّت مدرسة ابن تيمية لكنّا أسبق إلى النهضة الحديثة من أوروبّا، ولم نقع‏
في الجمود الذي وقعت فيه مدرسة ابن تيمية».
وكان الشيخ الصعيدي يكره الجمود الديني في الأزهر، والذي يرجعه إلى أسباب:
أوّلها: التقيّد في العقائد بمذهب الأشعرية.
وثانيها: التقيّد في الفروع بالمذاهب الأربعة المشهورة.
وثالثها: أخذ العلماء بعقوبات على أُمور غير محدّدة.
ورابعها: المبالغة في تقديس أسلافنا وعلومهم، «فيجب أن يقضى على هذه الأسباب التي أدّت بنا إلى ذلك الجمود العلمي والديني؛ لتتّسع عقول أهل الأزهر للبحث والنقد، ولا نقابل كلّ رأي جديد بالإنكار والاعتراض. ويكون هذا بأن يطلق لهم الحرّية في اختلاف الفرق الإسلامية في العقائد، وفي اختلاف المذاهب الفقهية في الفروع، وبألّا يكون عليهم مثل تلك العقوبات التي تحدّ من حرّيتهم، وتجعل للرؤساء سلطة واسعة عليهم، وبأن نقتصد في تقديس أسلافنا وعلومهم، ولا نهاب أخذهم بالنقد النزيه، ووضع علومهم موضع البحث والتمحيص».
وفي كتاب «الحرّية الدينية في الإسلام» يشير إلى أنّه قد أتى فيه باجتهاد خطير في موضوع الحرّية الدينية؛ إذ أثبت فيه أنّ الحرّية الدينية في الإسلام عامّة في دعوة غير المسلم الذي لم تبلغه دعوة الإسلام وفي دعوة من بلغته واستجاب له ثمّ ارتدّ عنه... ويوضّح وجهة نظره التي يحاول البرهنة عليها بالعقل والنقل، والتي يذهب فيها مذهباً يخالف فيه كلّ علماء المسلمين قائلًا: «وهذا مذهب انفردت به في حكم المرتدّ، ولم يسبقني إليه أحد أصلًا».
ويتلخّص مذهبه في القول بأنّ «المرتدّ لا يكره على الإسلام بقتل ولا بسجن ولا بنحوهما من وسائل الإكراه، وإنّما يدعى إلى العودة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، كما يدعى غيره ممّن لم يسبق له إسلام بهذه الوسيلة أيضاً، فإن أجاب فبها، وإلّا لم يكن جزاؤه إلّاالعقاب على ردّته في الآخرة. وقد نفى الإكراه على الدين نفياً عامّاً صريحاً في قوله تعالى في الآية (256) من سورة البقرة: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ‏
الْغَيِ‏، وهذا نفي للإكراه مطلقاً، فيجب أن يدخل فيه من أسلم ثمّ ارتدّ، كما يدخل فيه من لم يسلم أصلًا».
وقد ردّ عليه الشيخ عيسى منّون في مقالات نشرها بمجلّة الأزهر حينذاك (عدد شوّال 1374 ه، وعدد شعبان 1375 ه).
ويعدّ الشيخ الصعيدي من روّاد التقريب، وله مساهمات عديدة في رفد مجلّة «رسالة الإسلام» بالمقالات التقريبية الممتازة.
وكان يقول: «هذا فضل كبير لعلي بن أبي طالب عليه السلام أن يكون هو أوّل واضع لأساس التقريب بين المذاهب حتّى لا يكون الاختلاف في الرأي ممّا يدعو إلى تفريق كلمة الأُمّة، وإثارة العداوة بين طوائفها المختلفة، بل تبقى لها وحدتها مع الاختلاف في الرأي ويعيش فيها المختلفون في الرأي أُخواناً متحابّين، يترك كلّ واحد منهم أخاه ورأيه لأنّه إمّا مصيب مأجور، وإمّا مخطئ معذور، أو يجادله بالتي هي أحسن، فلا يكون في جدالهما تعصّب للرأي، وإنّما يكون القصد منه الوصول إلى الحقّ، لا المغالبة والانتصار. وإنّه أفضل أيّ فضل لابن عمّ الرسول صلى الله عليه و آله لا يقلّ عن فضله في شرف نسبه وقربه من صاحب الرسالة، ولا عن فضله في سبقه غيره إلى الإيمان به وهو غلام صغير، فكان به أهدى من كلّ صغير وكبير، ولا عن فضله في جمعه بين الجهاد بالرأي والجهاد بالمال والجهاد بالسيف».

المراجع

(انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 4: 148، الأزهر في ألف عام 3: 177- 183، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 2: 199- 220، موسوعة ألف شخصية مصرية: 394، تجديد الخطاب الديني: 131- 159، نثر الجواهر والدرر 1: 814، موسوعة أعلام الفكر الإسلامي: 685- 688، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 368- 369).