السيد أحمد بن موسى (شاه جراغ)
السيد أحمد بن موسى بن جعفر(شاه جراغ) (عليهم السلام)، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام)، وهو أحد الشخصيات المعنوية ومن رجال الشيعة الكبار، وهوابن وأخو إمام، وابن وأخو شهيد، فأبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) فريد عصره والنجم السابع في سماء الولاية، وأمه أم أحمد كانت من النساء الفاضلات في عصرها، ومنذ أكثر من ألف ومئتي عام والمنطقة الفارسية تَتَبَرَّك بوجوده المبارك، وكان مقرباً من الامام الكاظم (عليه السَّلام) لدرجة كان يُظن أنه الامام بعد أبيه (عليه السَّلام)، و كان عالما فاضلاً يهتم بكتابة القرآن الكريم حيث كان صاحب خط جميل، و كان يأخذ الأجرة على ذلك فيشتري بثمن عمله العبيد و يعتقهم لوجه الله، و لا شك أنه كان يقوم بتربيتهم و تهذيبهم ثم يعتقهم ليكونوا دعاة إلى الإسلام، كما كان يفعل جده الإمام علي بن الحسين عليه السلام.
دُفن هذا السيد الإمامي في مدينة شيراز وله حرم ومرقد رائع يُعد أحد الأماكن الزيارية المهمة في إيران. كان الإمام الكاظم (عليه السلام) يُحبه كثيراً وأهداه قطعة أرض مملوكة له، وامتدحه لكرمه وشجاعته. - المصدر
"أحمد بن موسى بن جعفر (عليه السلام)"، من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام) [١] [٢] وأصل وجود مثل هذا الابن للامام وكذلك التعريف والتوثيق الإجمالي له موجود في المصادر الشيعية القديمة.
أ أحمد بن موسى.
٢ - العلاقة مع الأب [تعديل] فيما يتعلق بعلاقته مع أبيه الجليل، رُوي أن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) كان يُحبه كثيراً وأهداه قطعة أرض مملوكة له وامتدحه للكرم والشجاعة.
يقول الشيخ المفيد (٤١٣ هـ) في هذا الشأن: كان أحمد بن موسى سيداً كريماً جليلاً صاحب ورع، وكان حضرت أبو الحسن موسى (عليه السلام) يُحبه ويُقدِّمه وأعطاه قطعة أرض مع مائها تعرف باليسيرة. وقد ورد أنه أعتق many من العبيد من ماله. [٣]
ويقول إسماعيل بن موسى بن جعفر (عليه السلام): "... وكان أبي يلتفت إليه ويحترمه ولا يغفل عنه". [٤]
٣ - فضل الأم [تعديل] نقل السيد جعفر آل بحر العلوم (١٣٧٧ هـ) عن أمه قائلاً: كانت أم أحمد بن موسى من النساء ذات الاحترام الكبير وكانت تُدعى أم أحمد. وكان الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) يُكن لها محبة كبيرة، وعندما ذهب من المدينة إلى بغداد، سلّمها ودائع الإمامة، قائلاً: "من جاءك في أي وقت وطلب منك هذه الودائع، فاعلمي أنني قد متُّ وهو خليفتي وإمام تجب طاعته عليك وسائر الناس". [٥]**
عندما دَسَّ هارون السم للإمام الكاظم (عليه السلام) في بغداد، طلب الإمام الرضا (عليه السلام) الودائع من أم أحمد. فقالت أم أحمد: واأسفاه! أَاستُشهد أبوك؟ فقال: "نعم، الآن فرغت من دفنه، فأعطيني الودائع التي وضعها أبي عندك عند ذهابه إلى بغداد، فأنا خليفته والإمام بالحق على الجن والإنس". فشقت أم أحمد جيبها وسلمت الودائع وبايعته بالإمامة. [٦]
٤ - خصائص الإمامزاده [تعديل] اشتهر أحمد بن موسى بعبادة الحق، والتقوى، والزهد، وكرم النفس، والمروءة، وكان جوده سبباً في أن يبايعه الناس مرتين خلال حياته إماماً، وفي كلتا المرتين وجه الناس إلى المسار الصحيح.
بعد هجرة حضرت الرضا (عليه السلام)، ولأن فراق أخيه كان ثقيلاً عليه، انطلق إلى إيران مع جماعة كبيرة، وعند مقربة من شيراز وقع في حبائل مكائد المأمون، واستشهد أحمد بعد قتال غير متكافئ، وبسبب الأجواء الخانقة ظل قبره مخفياً عن الشيعة لسنوات عديدة،
إلى أن ظهر قبر ذلك السيد العظيم في عهد "عضد الدولة الديلمي" على أثر حادثة عجيبة.
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، يتدافعون شيعة، وخاصة سكان فارس، كالفراشات حول مرقد ذلك الحضر النوراني يطوفون. والكرامات التي رآها الشيعة بالتوسل بهذا العظيم جعلت المحبين يأتون لزيارته من أماكن بعيدة وقريبة ليستفيدوا. وأهل فارس يفخرون دائماً بأنهم مضيفون لزواره.
٥ - الهجرة إلى إيران [تعديل] تولى الإمام الرضا (عليه السلام) الإمامة في سنة ١٨٣ هـ وعمره ٣٥ سنة. فترة إمامته التي استمرت عشرين سنة، تزامنت مع خلافة هارون الرشيد، ومحمد الأمين، والمأمون. بعد وفاة محمد الأمين وبعد صراعات وتمردات مختلفة، آلت الخلافة إلى المأمون. لكنه كان يخاف من جهة العلويين، والسبب الرئيسي في ذلك كان المكانة المعنوية للإمام الرضا (عليه السلام). قرر المأمون أن يحافظ على حكمه آمنًا من جهة العلويين. فاختار أقرب طريق وهو التقرب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) وإبقاء العلويين هادئين.
في سنة ٢٠٠ هـ أجبر الإمام الرضا (عليه السلام) على الهجرة من المدينة إلى مرو رغماً عنه. عامة الشيعة لم يكونوا يعلمون النية الباطنية للمأمون، وهذا الجهل العام هو ما جعل هجرة السادة والعلويين إلى إيران تتدفق. ومن بينها، كان لقافلتين أهمية خاصة: إحداهما كانت تحت إشراف حضرت معصومة (سلام الله عليها) والأخرى كانت تحت قيادة أحمد بن موسى (عليه السلام) متجهة إلى إيران. يبدو أن عدد أفراد قافلة أحمد بن موسى (عليه السلام) كان كبيراً، حيث ذكرت بعض المصادر أن عددهم وصل إلى خمسة عشر ألف شخص. وكان حاضرون في هذه القافلة many من السادة وأقارب الإمام الثامن بالإضافة إلى أحمد ومحمد والحسين من أبناء الإمام الكاظم (عليه السلام).
٦ - ظهور القبر [تعديل] ظهر قبر أحمد بن موسى (عليه السلام) بين السنوات ٣٣٨-٣٧٢ هـ في عهد حكم عضد الدولة الديلمي. ووفقاً لرواية أخرى، اكتُشف قبره سنة ٧٤٥ هـ في عهد الملك أبو إسحاق الذي كان من ممدوحي حافظ. ولكن ما توصل إليه بعض الباحثين هو أن قبره ظهر في عهد عضد الدولة الديلمي، لكن بسبب مرور الزمن والزلازل المتتالية اختفى قبره عن الأنظار، إلى أن عاد للظهور مرة أخرى سنة ٧٤٥ هـ.
كما يقول مجد الأشرف (أحد متولي الحرم في عصر نادر شاه) الذي خلّف معلومات عن أحمد بن موسى: "إن قبر الإمامزاده المعصوم الأمير أحمد بن موسى (عليه السلام) كان لدى الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر... عمارة في الخاطر". [٧]
هذا الكلام يشير إلى أن معلومات ولو مختصرة عن قبر ذلك الإمامزادة كانت موجودة. وفي كتاب بحر الأنساب وآثار الأحمدية، هناك شرح مفصل عن كيفية ظهور قبره في عهد عضد الدولة. ومع مرور الزمن امتزجت هذه الحادثة بروايات مختلطة بالأسطورة، لكنها مع ذلك تظل موجهات جيدة. ما ورد في معظم التقارير يؤكد على أن نوراً كان يسطع من قبره ليلاً، وجسده الذي مضى على شهادته عدة قرون كان لا يزال سليماً وطرياً كما يبدو، وكان بخاتم في يده نقش على فصه "العزة لله أحمد بن موسى"، وهذا الخاتم هو ما ساعد على التعرف عليه. بعد ظهور القبر في شيراز استمر الفرح والابتهاج مدة طويلة. [٨] ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أصبح مرقده عامراً أفضل من السابق وملجأً للعاشقين له.