الشيعة في تونس
الشيعة في تونس نظرًا لأن غالبية مسلمي تونس من حيث "العقيدة" مغرمون بشدة بأهل البيت (عليهم السلام) ولكن من حيث "الممارسة" يتبعون المذهب المالكي، يمكن اعتبار الكثير من سكان تونس شيعة لا يعرفون عن تشيعهم! وفي تونس كما في جميع دول إفريقيا، هناك أيضًا ثلاثة أنواع من شيعة أهل البيت (عليهم السلام): الشيعة القدامى، والشيعة الجدد (المستبصرون)؛ والمحبون والموالون لأهل البيت (عليهم السلام) من بين أهل السنة، وتنقسم المجموعة الثانية من شيعة تونس (أي المستبصرون والشيعة الجدد) إلى مجموعتين: "الشيعة الدينيون" و"الشيعة السياسيون". المقصود بالشيعة السياسيون هم أولئك الذين جعلتهم التيارات السياسية يميلون إلى المذهب الشيعي. أما الشيعة الدينيون فهم أولئك الذين اعتنقوا المذهب الشيعي عن طريق الدراسة والبحث. ويعيش عدد كبير من الشيعة التونسيين في أوروبا وآسيا، وفقًا لإحصاءات جمعية الدين والحياة الاجتماعية الأمريكية "معهد PEW" في عام 2009م، من إجمالي سكان تونس البالغ 10,102,000 نسمة في ذلك العام، هناك حوالي 102,000 شيعي.وكذلك مع الدكتور التيجاني السماوي والذي لُقّب بأب التشيع المعاصر في تونس، وقد وثّق الدكتور محمد التيجاني السماوي رحلته مع المذهب الشيعي في كتابٍ أسماه “ثم إهتديت…”، وفي مقابلة أكّد، أنه بمجرد عودته إلى تونس بعد رحلته إلى العراق ومن ثم الحج بدأ بالدعوة للتشيع، خاصة بين أقرانه الذين كان أغلبهم من المنخرطينَ في “حركة الاتجاه الإسلامي” وعندما لاقى الرفض، انسلخ عن انتمائه للحركة.
أثر الثورة الجمهورية الإسلامية
خصّص مؤلف كتاب (التشيع في البلاد التونسية، بحث في النشأة والتحولات) الدكتور صلاح الدين العامري، في الفصل الثالث من الكتاب للتشيع بالمعنى الفكري المذهبي الاثني عشري. وكانت بداياته في الستينيات، مع التيجاني السماوي، بشكل فردي، بيد أنّه ارتأى أنّ البداية الفعلية كانت مع نجاح الثورة الإيرانية العام 1979م. فقد استهوت الثورة وقائدها جانباً من الإسلاميين في تونس، فاندفعوا وراءها بشكلين: الشكل الأوّل بالمدح والثناء إلى حدّ البيعة من قبل بعض رموز الفكر السنّي. والشكل الثاني تمّ بإعلان الانسلاخ عن المذهب السنّي، واعتناق المذهب الشيعي، من قبل عدد من أبناء الاتجاه الإسلامي، مثل: امبارك بعداش، ومحمّد الرصافي المِقداد، وعماد الدين الحمروني وغيرهم. ويتابع العامري بملاحظة أنّ التشيّع الاثني عشري في البلاد التونسية شهد تراجعاً سريعاً، رغم جهود جماعة "المسلمون السائرون على خطّ الإمام"، بسبب عدم التجاوب الاجتماعي والتضييق السياسي المشدّد من قبل السلطة على التيارات الإسلامية كافّة، في ثمانينيات القرن الماضي. ولكنّه عاد ليظهر من جديد بعد الإنجازات العسكرية لحزب الله اللبناني مع العام 2000م، وبتأثير مباشر من شخصية أمينه العام السيد حسن نصر الله.