انتقل إلى المحتوى

حوزة قم العلمية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٢٢:٣٢، ٢ مايو ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' الحوزة قم العلمية هي أكبر وأكثر مراكز تربية وتأهيل طلاب العلوم الدينية الشيعية ازدهارًا في العالم الإسلامي في العصر الحاضر، يعود تاريخ هذه الحوزة إلى العقود الأولى من القرن الثاني الهجري، مع هجرة الأشعريين من الكوفة إلى قم وانتشار التشيع وتشكيل الحوز...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


الحوزة قم العلمية هي أكبر وأكثر مراكز تربية وتأهيل طلاب العلوم الدينية الشيعية ازدهارًا في العالم الإسلامي في العصر الحاضر، يعود تاريخ هذه الحوزة إلى العقود الأولى من القرن الثاني الهجري، مع هجرة الأشعريين من الكوفة إلى قم وانتشار التشيع وتشكيل الحوزة العلمية الشيعية في هذه المدينة، ومن خلال هجرة عائلات علمية مثل آل برقي، وحميري، وابن بابويه، وغيرها، وحضور العلويين والسادات من القرن الثالث الهجري فصاعدًا، اكتسبت حوزة قم مكانة مرموقة، مما أدى إلى ازدهارها وتوسعها السريع. كما أن التواصل الوثيق مع الأئمة المعصومين (عليهم السلام) زاد من مكانة الحوزة وجعلها مرجعًا ومعيارًا في العلوم الإسلامية، ووفقًا لمصادر مختلفة، كانت تُدرَّس في حوزة قم تقريبًا جميع فروع العلوم الدينية، بما في ذلك: الكلام، والعلوم القرآنية، والرجال، والحديث، إضافة إلى المقدمات الأساسية لها. وبلغت حوزة قم ذروة ازدهارها في القرنين الثالث والرابع الهجريين، لكنها شهدت تراجعًا في القرن الخامس، وبحسب روايات المؤرخين، عادت في القرن السادس لتقترب من أيام مجدها السابق. إلا أن الغزو المغولي لقم عام 621 هـ أدى إلى انحدار الحوزة، وعلى الرغم من تراجعها بين القرنين السابع والتاسع الهجريين، فإن الأهمية الدينية لقم وأصالة حوزتها العلمية ووجود علماء الشيعة الراسخين في هذه المدينة منعا انهيارها وزوالها الكامل، كما أن الدعم شبه المستمر من الصفويين للعلماء والمذهب الشيعي كان من عوامل نمو وازدهار الحوزات الشيعية، وحتى أواخر القرن الحادي عشر والقرن الثالث عشر الهجريين، ظل عدد من العلماء يمارسون النشاط العلمي في قم، مما ساهم في مزيد من الازدهار العلمي للمدينة. وفي أواخر العصر القاجاري، وقبل مجيء آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري إلى قم وجهوده لرفع مستوى الحوزة العلمية فيها، بذل علماء قم محاولات في هذا الاتجاه لم تثمر عن النتيجة المرجوة. وبإصرار الشيخ محمد تقي البافقي وتوسط ميرزا محمد الأرباب والشيخ محمدرضا شريعتمدار الساوجي، دُعي الشيخ عبد الكريم الحائري للانتقال من أراك إلى قم لتأسيس حوزة علمية منظمة فيها. وهكذا استقر الحائري في قم عام 1340 هـ (1921 م) وأسس نواة الحوزة العلمية الجديدة في قم. وخلال إقامته التي استمرت حوالي 15 عامًا، وهي فترة ذروة عطائه العلمي، استطاع بفضل إدارته القوية أن يُنشئ حوزة علمية قوية. وتوسعت الحوزة العلمية في قم، سواء بسبب الدور الذي لعبته في الثورة الإسلامية أو بسبب المهام والإجراءات المتوقعة منها بعد الثورة في مختلف المجالات، خاصةً وأن العديد من المسؤوليات المحددة في الدستور والمناصب السياسية والثقافية في المجتمع لا يمكن أن يتولاها إلا خريجو الحوزة. علاوة على ذلك، اكتسبت حوزة قم في هذه السنوات مكانة قوية وأهمية كبيرة، حيث يقصدها الأفراد ليس فقط من داخل إيران، بل من العديد من الدول الأخرى لدراسة العلوم الدينية، حتى أنه حتى عام 2021 م، انضم أكثر من 50 ألف طالب من 122 دولة إلى "جامعة المصطفى العالمية"، وتخرج أكثر من 25 ألفًا منهم وعادوا إلى بلدانهم ومدنهم ليكونوا مُربين ودعاة ومديرين ثقافيين مؤثرين

تاريخ وحضور الأسر العلمية في حوزة قم العلمية

التأسيس المبكر للحوزة

يعود تاريخ حوزة قم الدينية إلى القدم البعيد للمذهب الشيعي في هذه المدينة، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهجرة قبيلة الأشعريين ذات الأصول اليمنية من الكوفة إلى قم [١].

أسرة الأشعريين

أدت هجرة الأشعريين الشيعة المتزايدة في القرن الثاني الهجري إلى تحول مدينة قم بسرعة إلى إحدى المدن ذات الغالبية الشيعية. تشير سير حياة المحدثين وعلماء الشيعة الذين عاشوا في قم خلال القرنين الأول والثاني إلى تكوّن الحوزة العلمية الشيعية في هذه المدينة منذ العقود الأولى للقرن الثاني الهجري.

من بين قائمة تضم 91 عالماً ومحدثاً من أسرة الأشعريين في قم بين القرنين الأول والرابع الهجريين (حسب ما جمعه جعفر مهاجر [٢]. نجد أن 33 منهم عاشوا في القرن الثاني، مما يدل على نشاط الحوزة القمية منذ أواخر القرن الأول وطوال القرن الثاني الهجري.

من أبرز هؤلاء أبو بكر بن عبد الله بن سعد بن مالك بن عامر الأشعري (الحي في أواخر القرن الأول)، المحدث وصاحب الإمام الصادق (عليه السلام)، الذي أنجب ذرية كثيرة من العلماء.[4][5][6]

الأسر العلمية الرئيسية 1.2 أسرة البرقي يعتبر أبو عبد الله محمد بن خالد البرقي (ت قبل 220هـ) المؤسس لهذه الأسرة، وهو من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا (عليهما السلام). أما أشهر علمائهم فهو ابنه أحمد بن محمد البرقي.

1.3 أسرة الحميري أشهر شخصية في هذه الأسرة هو عبد الله بن جعفر الحميري (ت حوالى 310هـ)، راوية أحاديث الإمام الهادي والعسكري (عليهما السلام)، وقد نقلت عنه الكتب الأربعة الشيعية أكثر من 180 حديثاً.

1.4 أسرة إبراهيم بن هاشم أسس هذه الأسرة أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم القمي (الحي سنة 247هـ)، وهو من رواد علم الحديث في قم ويعتبر أول من نشر أحاديث الكوفيين في قم.

1.5 أسرة متيل القمي برز من هذه الأسرة محدثون كبار مثل حسن بن متيل (ت بعد 300هـ) مؤلف كتاب "النوادر"، وأحمد بن متيل وابنه جعفر الذين كان لهم مكانة خاصة لدى النواب الخاصين للإمام المهدي.

1.6 أسرة ابن بابويه تعد هذه الأسرة من أشهر الأسر العلمية في حوزتي قم ثم الري. يمتد تاريخها العلمي حتى أواخر القرن السادس الهجري. من أبرز أعلامها:

أبو الحسن علي بن الحسين (ت 329هـ) المحدث الكبير

ابنه الشيخ الصدوق محمد بن علي (ت 381هـ) صاحب كتاب "من لا يحضره الفقيه" أحد الكتب الأربعة الشيعية

دور العلويين والسادة ساهم العلويون في ازدهار الحوزة بعدة طرق: 1- ظهور العديد من العلماء منهم 2- تحول مراقدهم إلى مراكز للتعليم الديني

من أبرز الشخصيات:

السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) أخت الإمام الرضا (ت 201هـ)

موسى المبرقع ابن الإمام الجواد (عليه السلام) الذي هاجر إلى قم

أحفاده مثل أبي الحسن موسى بن أحمد (الحي 371هـ) الذي تولى نقابة السادة

الإحصاءات والأرقام ذكر صاحب "تاريخ قم"[53] أن عدد علماء الشيعة المشهورين في المدينة من البداية حتى القرن الرابع بلغ 266 عالماً، مقابل 14 عالماً سنياً.

أما العلامة المجلسي[54] فنقل عن كتاب قديم أن عدد المحدثين في قم زمن الشيخ الصدوق (القرن الرابع) بلغ مائتي ألف محدث، مما يدل على الاهتمام الشعبي الواسع بعلم الحديث في قم.

  1. القمی، حسن بن محمد، تاریخ قم، ج۱، ص۲۴۰
  2. المهاجر، جعفر، رجال الاشعریین من المحدثین و اصحاب الائمة، ج۱، ص۱۹۲- ۱۹۵